والانتقاص من أعمال الآخرين ولو كانت أعظم وأفضل مما يقوم به. والنظر دائماً الى الآخرين نظرة استعلاء ودونية، وكأنه يطل عليهم من مكان عال. وتزكية النفس خصلة ذميمة نهى الله عنها بقوله «فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى» وقال تعالى:«لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم». وتشتمل هذه الاية الكريمة على صفتين إذا اجتمعتا في الإنسان كانتا دليلاً على السوء ونذيراً بالعذاب. الصفة الأولى:
أن يقوم الإنسان بعمل فيملؤه الفرح ويزدهيه الغرور بما فعل حتى يحس غيره من المحيطين به بضآلة ما يقومون به من أعمال سواء أكانت مساوية لما فعل أو أعظم منه وعمله هذا في الواقع ينطبق عليه المثل القائل: «ليس شحما ولكنه ورم». الصفة الثانية:
أن يعد الإنسان نفسه لتلقي التهاني والتبريكات على ما لم يقم به من أعمال وهذا نوع من الغرور وخداع النفس سواء كان هذا الصنيع من صاحبها أو من الآخرين. وهناك فارق كبير بين فرح الإنسان بالعمل الطيب المثمر منتظرا الفرصة ليواصل هذا العمل ويزيد عليه وبين أن يأتي إنسان الأفعال الطيبة لماماً ويعتمد على سد الثغرات بين كل عمل وآخر على قدرته في الاقناع وأحاديث المجالس ممن لا يعول على ثنائهم لأنه مبني على المصالح والمجاملات الممقوته.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة النجم - الآية 32
وتبين الصفة الثانية صورة هذا الإنسان بشكل أوضح فهو يقحم نفسه في أعمال غيره عساه يخرج بنصيب من المدح والثناء من الناس. إذاً فالصفتان متلازمتان تثمران لنا هذا الصنف المذموم من الناس والصفتان نابعتان من داء الأنانية وحب الذات دون نظر لأي اعتبار آخر لذلك فمثل هذا الصنف مشغول بالحديث عن نفسه وتمجيدها وجلب المديح لها ولذلك فهومهدد بالسقوط والتخلف عن ركب الإيمان، وهؤلاء ليسوا بمفازة من العذاب، أي بمنأى عن جهنم وقانا الله والمسلمين منها وإذا استمروا فيما هم فيه سقطوا في العذاب « ولهم عذاب أليم». وفي الآية درس للمؤمنين حتى لا يضعوا أنفسهم في غير موضعها. ولنا في قصة الصحابي الجليل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه نموذج حي للمسلم الحق عندما استحلف الصحابي حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قائلا: هل عدَّني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المنافقين؟ خليفة رسول الله شهد له بالجنة وهو الذي ما سلك فجّاً إلا سلك الشيطان فجّاً آخر ويخشى أن يكون معدوداً مع المنافقين فلم يزك نفسه وقد زكاه الله سبحانه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم حينما شهد له بالجنة. قال تعالى:« ولله مافي السموات ومافي الأرض ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى، الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى».
«فلا تزكوا أنفسكم» - بوابة الأهرام
ففي هذه الآية الكريمة تأكيد على ما يلي:
ان الله سبحانه وتعالى هو المجازي على الأعمال حسنها وقبيحها فله وحده مافي السموات ومافي الأرض فليس لأحد أن يحكم على أحد أو يقدر له الجزاء حتى الرسل عليهم الصلاة والسلام، قال تعالى:« ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون» وقال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم:« إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء». ان المحسنين هم الذين يحملون أنفسهم على اجتناب كبائر الإثم والفواحش على مقدار ما يطيقون ولذا ورد في الآية:« إلا اللمم» وهوما يلم بالمؤمن عن غير رضا منه وهؤلاء تسعهم مغفرة الله رغم ما يصيبهم من مآثر والله سبحانه وتعالى أعلم بهم فهم غير معصومين وهو أدرى بهم وبحياتهم التي بدأت «أجنة» في بطون أمهاتهم. ففي الآية الكريمة التحذير من تزكية النفس ووصفها في منزلة لا تستحقها لأن الحكم في الأفعال لله وحده فهو أعلم بالمتقين قال تعالى في سياق الآية:«.. فلا تزكوا أنفسكم». وثمة آية أخرى ينكر الله سبحانه وتعالى فيها على من ينصبون أنفسهم حكاماً وقضاة يوزعون على الناس الأقدار فيرفعون أقواماً ويخفضون آخرين. فهذا رفيع وهذا وضيع، وهذا له كذا وكذا، وذلك عليه مثل ذلك.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة النساء - الآية 49
الألوسي، وكما عن الحسن: فلا تزكوا أنفسكم ، لا تُبرِّءوها عن الآثام، ولا تمدحوها بحُسن أعمالها. وقال لما كان المقصد بلفظ تزكية النفس يأتى على حسب مايرد به السياق؛ فتارة أتى القرآن بوصف الفلاح لمن زكّى نفسه، بمعني: أعمل فيها التزكية والتطهير، وتارة أتى بالنهى عن وصفها بهذا الزكاء والطهر؛ تحتّم أن نرجع إلى سياق الآيات فنفهم مراد الله سبحانه بهذا النهى فى سياقه، بدايته عند قوله (وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَي) { النجم: 31} ، فالمحسنون لهم جزاؤهم عند الله تعالى بالحسني، أي: بالمثوبة الحسنى التى هى الجنة. الوسيط للإمام سيد طنطاوي، على عكس أولئك المسيئين الذين كان جزاؤهم وفاقا لسوئهم؛كان حال هؤلاء المحسنين لما وصفهم الله به من أنهم يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وهى الذنوب الكبيرة العظيمة واضحة الحرمة والفواحش التى ترتبت عليها العقوبة فى هذه الشريعة مثل الزنا، إلا أنهم يقع منهم اللمم وهو صغائر الذنوب أو الذنوب التى لا يعتادها الإنسان بل بين كل فتره وفتره يقع فى ذنب من الذنوب الصغاروهو مجتنب للكبائر ولو وقع فى كبيرة كان على سبيل الزلة ويندم عليه ولا يعود. وتابع: على هذا النحو اختلف العلماء فى تعريف اللمم هل يقتصر على الصغائر فقط أم كل الذنوب التى قد يفعلها الإنسان غير مصرّ عليها ولا يعاودها، عقّب سبحانه بقوله (إن ربك واسع المغفرة) فكَوْن الإنسان ظاهره أنه طاهر من الذنوب وفى مكانة الطاعة بين الناس ويأتى بعد ذلك يوم القيامة وهو مقدم فى المحسنين فهذا ليس راجعا إليه بل راجع لمغفرة الله تعالى له، على وفق ما جاء فى قوله تعالي: (إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا) { النساء: 31}.
الشيخ د. صادق النابلسي: فلا تزكوا أنفسكم - YouTube
حلم هدم البيت وبنائه، البيت بالنسبة للإنسان هو من أهم الأولويات لأنه يعتبر ستر لكل شخص، لذلك عندما نرى في المنام بيت سواء كان يتم بنائه أو هدمه فنسعى لتفسيره حتى نطمئن، وقد فسر العلماء عدة تفسيرات للمنزل سوف نتناولها في هذا المقال على موسوعة. أولاً: تفسير حلم بناء البيت:
تفسير رؤية بناء البيت في المنام لابن سيرين:
يقول ابن سيرين من رأى في المنام أنه يقوم ببناء منزل في مكان لا يعرفه في الحقيقة، فهذا يدل على الموت إذا كان صاحب الرؤية مريض أو شخص من أهل صاحب الرؤية مريض. أما إذا رأيت في المنام أنك تقوم ببناء منزل وكنت تتمتع بصحة جيدة أنت وأهلك، فهذا يدل علي الخير والرزق الواسع لصاحب الرؤية. إذا رأيت أنك تقوم ببناء منزل في مكان لا تعرفه وكنت لا تعاني من مرض ما وكان هذا البناء مصنوع من اللبن، فهذا يدل على أنك شخص ذو أخلاق و أنك شخص صالح وأن أعمالك الصالحة سوف تكون سبب دخولك الجنة وسبب سعادتك. أما إذا رأيت في منامك أنك تقوم ببناء منزل في مكان تعرفه وكان هذا البناء من اللبن، فهذا يدل على أن رزق صاحب الرؤية من الحلال. إذا رأيت في المنام أنك تقوم ببناء منزل وبعد ذلك تقوم بهدمه وكنت معافى لا تعاني من المرض وكان هذا المكان لا تعرفه، فهذا يدل علي التوبة والرجوع إلى الله وترك المعاصي.
تفسير حلم هدم البيت رؤيا البيت تهدم في المنام لابن سيرين
شاهد أيضا: تفسير حلم هدم جدار البيت للمتزوجة
تفسير حلم هدم البيت للرجل
يختلف تفسير حلم هدم البيت في منام الرجل كثيراً، لأن هذا يكون متعلقاً بمصدر عمله، فنجد أن تفسير حلم هدم البيت للرجل كما يلي:
يرى بعض علماء التفسير أن تفسير حلم هدم البيت في المنام بالنسبة للرجل يكون إشارة لانهيار حماية الرجل. وضياع مصدر حمايته وأمانته، وعدم شعوره بالطمأنينة. يكون تفسير هذه الرؤية بالنسبة للرجل دليل على أن مصدر رزقه قد زال، وأنه سيفقد عمله، وستنهار حياته الأسرية. أو تكون دليل على فقدانه لشخص عزيز عليه كان يدعمه في الحياة. يمكن أن تكون هذه الرؤية للرجل مؤشراً لفقدانه لأمواله التي كانت تمثل له مصدر أمان وطمأنينة في حياته. وتجعله مسيطراً على المحيطين به في حياته. تفسير حلم هدم البيت في المنام للبنت العزباء
يوجد أقاويل كثيرة بشأن تفسير حلم هدم البيت في المنام بالنسبة للفتاة العزباء، وهذا بسبب أنها لا تمتلك منزلاً خاصاً بها، فهذا يعني أن هذه الرؤية تتعلق بشيء ما في حياتها، فيكون التفسير كما يلي:
إذا رأت الفتاة العزباء في منامها أنها تمتلك بيت وتم هدمه في منامها وهي ليست حزينة عليه، فيكون ذلك دليل على أنها تفقد شيء في حياتها، ولكن هذا الشيء كان ليس خيراً لها فلهذا نجاها الله منه وسيعوضها عنه خيراً بإذن الله.
إقرأ ايضًا: تفسير الاحلام السور (السياج)
تفسير حلم سقوط سقف البيت:
اتفق عدد من العلماء والمفسرين على أن سقوط المنزل في الحلم سواء كله أو جزء منه هو إشارة إلى المال والخير والرزق ، خاصة إذا قام الشخص بنفسه بهدم هذا المنزل فهو بشرى للخير الوفير والزرق الواسع الذي سوف يحصل عليه قريبًا. أما إذا قام بتحطيم منزل آخرين فهو خير دليل على أنه سيحصل من مالك هذا المنزل على أموال. إذا وقع هذا المنزل فوق الشخص نفسه فهو بشرى لانفراج كربه والخير الذي سيساق إليه وحصوله على الأموال التي قد يكون محتاجًا إليها بشدة في وقته الحالي. تفسير حلم هدم المنزل لابن سيرين:
إقرأ ايضًا: تفسير حلم سقوط سقف البيت في المنام
أما البعض الآخر فيرى أن هدم المنزل أو جزء منه هو نذير شؤم لضياع شئ ثمين وجيد لدى الشخص الحالم ولكنه وللأسف على جهَلْ بقيمة ما يضيع منه ، وربما يدل عى الأحاسيس الحزينة المختلطة التي يشعر بها الحالم من كرب وهم وقلق وحزن واكتئاب وإحباط ويأس وغم ووحدة وضياع. وقد يشير أيضًا إلى وقوعه في كرب وكارثة أو هناك مشكلة كبيرة للغاية ستحدث له قريبًا أو قلة الأموال لديه واحتياجه إليها وربما تشير إلى وفاة أحد المقربين إليه.