كما أنه كان له من تحصيل الحديث نصيب فقد سمع من أخيه الأمين وأباه الرشيد موطأ الإمام مالك ، وسمع الحديث من المحدثين مثل إسماعيل بن أبي بكر بن عياش ومحدثين آخرين أبي معاوية ويوسف بن عطية وعبيد بن العوام ومحمد بن عمران النجعي. أيضًا حظى علم الكلام في عصره بالعناية الفائقة وأصبح محط أنظار المعتزلة ومعقد آمالهم بعد تضيق الخناق عليهم في عهد الرشيد ، فقد أحب الفلسفة والمنطق حبًا كبيرًا وكان كثير السؤال عن أهل العلم والفلاسفة الإغريق وحدث في عصره نهضة كبيرة في مختلف العلوم وازدهرت حركات الترجمة كما أنه كان شغوف بمطالعة الكتب والتعرف على العلوم ، وقد شهد بلاطه مطارحات فكرية معمقة في مسائل علم الكلام ، والرد على الملحدين وأهل الأديان. الخلاف مع أخيه الأمين
كان الخلاف على هيئة مرسلات بين الأخوين حول مشكلة العهد المطلق في الكعبة ، كان المأمون متمسك بنصوص العهد الذي يقضي باستقلال شئون خراسان عن حكم الأمين ورأى الأمين أنه خليفة المسلمين وله حق التصرف في خراسان وانتهت الأزمة بقتل الأمين وتولي المأمون الخلافة عام 193هـ. كتب نورالعيون في سيرة الامين المامون - مكتبة نور. اهتمامه بالعلوم
لم يقتصر اهتمام المأمون على علم الكلام والعلم الشرعي كل يهتم بالعلوم الأخرى فأمر بنقل كتاب اقليدس في الهندسة وأمر بشرحه وتفصيله وكان يزرو الكيميائي يوسف بن بن لقوة ويرى تجاربه الكيميائية وكان المأمون يقوم بإجراء التجارب بنفسه كما أظهر اهتمامًا بالتجارب الزراعية وزار الأهرامات في مصر وأحب فك رموزها فأمر بفتح أحدها وبعد عناء شديد وصل العمال لرمة بالية فأمر العمال بالكف عن العمل ، كما أهتم بعلم الفلك والفضاء.
كتب نورالعيون في سيرة الامين المامون - مكتبة نور
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه
الله: " والأصل في الأمر الوجوب، لا سيما وأن النبي صلى الله عليه وسلم علل ذلك في
أول الحديث بقوله: ( إنما جعل الإمام ليؤتم به). 2 ـ أنه لما صلى عليه الصلاة والسلام بأصحابه ذات يوم، وكان عاجزاً عن القيام
فقاموا، أشار إليهم أن اجلسوا، فجلسوا ، فكونه يشير إليهم حتى في أثناء الصلاة يدل
على أن ذلك على سبيل الوجوب، وهذا القول هو الصحيح ، أن الإمام إذا صلى قاعداً وجب
على المأمومين أن يصلوا قعوداً، فإن صلوا قياماً فصلاتهم باطلة.. " انتهى من "الشرح
الممتع"(4/230)
والرواية الثانية عن الإمام
أحمد ــــ وهي المذهب عند أصحابه ــــ استحباب القعود خلفه ولا يجب ، فإن صلوا
قياما أجزأهم. جاء في "الإنصاف" (2/261): "
( ويصلون وراءه جلوساً) هذا المذهب بلا ريب, وعليه أكثر الأصحاب ، ( فإن صلوا
قياماً صحت صلاتهم في أحد الوجهين) يعني على القول بأنهم يصلون جلوسا, وهما
روايتان, وأطلقهما في المغني والشرح, والفائق, والنظم, أحدهما: تصح, وهو
المذهب قال في الفروع: صحت على الأصح قال في المذهب, ومسبوك الذهب: هذا المشهور
في المذهب قال في البلغة: صحت في الأصح.. من هو المأمون الحارثي. " انتهى. والقول الثالث: وجوب الصلاة
خلف الإمام القاعد قائماً، فمن صلى خلفه قاعداً مع القدرة على القيام لم تصح صلاته
وبهذا قال الأحناف والشافعية.
محنة خلق القرآن
احتلت محنة خلق القرآن مكانًا بارزًا في اهتمام الباحثين ، فهي كانت ثمرة من ثمرات تبني المأمون لفكر المعتزلي في الصفات الإلهية فذكر أن صفات الله في عين ذاته والقول بخلاف ذلك يقع المرء في الشرك وقال القول بقدم القرآن يوقع المرء في الشرك لأن المعتزلة تبنوا منهج عقلي بحت وقالوا أن القرآن محدث ومخلوق ، ولم يتصدى له إلا محمد بن نوح ومات في الأسر والإمام أحمد بن حنبل وسُجن عُذب. وفاته
مات في أرض الدولة البيزنطية غازيًا شمال طرسوس بسبب إصابته بالحمى يوم 18 رجب عام 218هـ وتولى الخلافة من بعده أخاه المعتصم الله.
وتابعت الدار:أما ما استشهد به هؤلاء من قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾[الفرقان: 72] على عدم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم من نصارى ويهود: فإنما هي نظرة قاصرة للنص القرآني؛ حيث لم يرد ذلك صريحًا في الآية، بل هو اجتهاد في تفسيرها، وقد نقل فيه عدة آراء، فما بالهم يأخذون منها ما يوافق أهواءهم ويكفرون بغيرها. وأوضحت الدار أن دعوى التشبه والموافقة على شعائر غير المسلمين: فالمنهي عنه شرعًا التشبه والموافقة في الأفعال والاعتقادات التي نهى الإسلام عنها أو خالفت شيئًا من ثوابته.
التهنئة بأعياد غير المسلمين | الدليل الفقهي
كما أنه لا يجوز زيارة المسلم للكنيسة ومُشاركة المسيحيين في الاحتفال في اعيادهم أو تهنئتهم بها، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم" أخرجه أبو داود، وقد ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: " لا تعلموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم، فإن السخط ينزل عليهم". شاهد ايضاً: هل كانت ليلة 23 رمضان 2022 هي ليلة القدر أدلة تحريم تهنئة النصارى بأعيادهم اذاً فقد اجمع علماء المسلمين على انه لا يجوز تهنئة المسيحيين بعيدهم، وهو حرام شرعاً، كما وضحنا لكم في النقاط السابقة، ومن يقوم بذلك فيؤثم، حيث انه بذلك يُقر ويؤكد على رضاه بشعائر الكفر ومعتقداتهم الباطلة، ومن الادلة التي تؤكد على تحريم تهنئة المسيحيين بعيدهم ما يلي: قال تعالى في سورة الفرقان: {والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً}، والزور تعني اعياد المشركين. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال:"ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر"، وفي قوله صلى الله عليه وسلم"إن الله قد أبدلكم"، دلالة على عدم جواز الجمع بين اعيادنا واعياد المشركين.
إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم، وظاهروا على إخراجكم، أن تولوهم، ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون)) الممتحنة: 8-9. ففرقت الآيتان بين المسالمين للمسلمين والمحاربين لهم:
فالأولون (المسالمون): شرعت الآية الكريمة برهم والإقساط إليهم، والقسط يعني: العدل، والبر يعني: الإحسان والفضل، وهو فوق العدل، فالعدل: أن تأخذ حقك، والبر: أن تتنازل عن بعض حقك. العدل أو القسط: أن تعطي الشخص حقه لا تنقص منه. والبر: أن تزيده على حقه فضلا وإحسانا. وأما الآخرون الذين نهت الآية الأخرى عن موالاتهم: فهم الذين عادوا المسلمين وقاتلوهم، وأخرجوهم من أوطانهم بغير حق إلا أن يقولوا: ربنا الله، كما فعلت قريش ومشركو مكة بالرسول – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه. وقد اختار القرآن للتعامل مع المسالمين كلمة (البر) حين قال: (أن تبروهم) وهي الكلمة المستخدمة في أعظم حق على الإنسان بعد حق الله تعالى، وهو (بر الوالدين). وقد روى الشيخان عن أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنها – أنها جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن أمي قدمت علي وهي مشركة، وهي راغبة (أي في صلتها والإهداء إليها) أفأصلها؟ قال: "صلي أمك" ( متفق عليه).