[10] [11]
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّ فيه بيان أنَّ رفع الحدث وإزالة النجاسة هو تعريف الطهارةِ، وقد تمَّ في الفقرةِ الثانيةِ من هذا المقال بيان أقسامِ الطهارةِ، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان كيفية الطهارةِ. المراجع
^
المدثر: 4
البقرة: 222
^, تعريف الطهارة, 26/9/2021
صحيح النسائي، الألباني، أبو هريرة، 269، حديث صحيح
^, كيفية الغسل من الجنابة, 26/9/2021
المائدة: 6
^, صفة الوضوء وهل يشرع الاستنجاء قبله عند كل مرة, 26/9/2021
المائدة: 7
صحيح مسلم، مسلم، عبدالله بن أبزى، 368، حديث صحيح
^, كيفية التيمم عن الجنابة, 26/9/2021
رفع الحدث وإزالة النجاسة هو تعريف وتشكيل وابتكار القطاع
قال ابن الأثير: الطُّهور بالضم: التطهر، وبالفتح: الماء الذي يتطهر به كالوَضُوء والوُضُوء، والسَّحُور والسُّحُور. وقال سيبويه: الطَّهور بالفتح يقع على الماء والمصدر معًا، قال: فعلى هذا يجوز أن يكون الحديث بفتح الطاء وضمها، والمراد بهما التطهر. والماء الطَّهُور بالفتح: هو الذي يرفع الحدث، ويزيل النجس؛ لأن فعولاً من أبنية المبالغة، فكأنه تناهى في الطهارة، والماء الطاهر غير الطَّهُور، وهو الذي لا يرفع الحدث ولا يزيل النجس؛ كالمستعمل في الوضوء والغسل. والمطهرة: الإناء الذي يتوضأ به، ويتطهر به. والطَّهارة: اسم يقوم مقام التطهر بالماء: الاستنجاء والوضوء. والطُّهارة: فضل ما تطهرت به، والتطهر: التنزه، والكف عن الإثم وما لا يحل، ورجل طاهر الثياب؛ أي: منزه، ومنه قول الله - عزَّ وجلَّ - في ذكر قوم لوط وقولهم في مؤمني قوم لوط: {﴿ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴾ [2] ؛ أي: يتنزهون عن إتيان الذكور. وقيل: يتنزهون عن أدبار الرجال والنساء، قاله قوم لوط تهكمًا، والتطهر: التنزه عما لا يحل، وهم قوم يتطهرون؛ أي: يتنزهون من الأدناس، وفي الحديث: ((السواك مطهرة للفم))، ورجل طهر الخلق، وطاهره، والأنثى طاهرة، وإنه لطاهر الثياب؛ أي: ليس بذي دنس في الأخلاق، ويقال: فلان طاهر الثياب، إذا لم يكن دنس الأخلاق؛ قال امرؤ القيس:
ثِيَابُ بَنِي عَوْفٍ طَهَارَى نَقِيَّةٌ....
وقوله تعالى: ﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾ [3] معناه: وقلبك فطهر، وعليه قول عنترة:
فَشَكَكْتُ بِالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيَابَهُ
لَيْسَ الكَرِيمُ عَلَى القَنَا بِمُحَرَّمِ
أي شككت قلبه.
والطهارة التي في معنى إزالة النجاسة طهارة المستحاضة، فإنه يحكم لها بالطهارة وإن كان الحدث مستمرًّا، ومثله من به سلس بول، ومن قال: إن هذه استباحة وليست طهارة، فالخلاف معه قريب من اللفظي [16] ؛ لأننا إذا أبحنا له فعل الصلاة، فقد حكمنا له بالطهارة، وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يقبل الله صلاة بغير طهور)) وقد سبق تخريجه. فلما أذن له شرعًا بالصلاة، علم أن هذه طهارته. [1] الفرقان: 48. [2] الأعراف: 82. [3] المدثر: 4. [4] الواقعة: 79. [5] المائدة: 41. [6] لسان العرب (4/504-505)، القاموس المحيط (ص: 554)، العين (4/18، 19)، مختار الصحاح (2/379)، وانظر أنيس الفقهاء (ص:46). [7] الجوهرة النيرة (1/3)، وانظر البحر الرائق (1/8)، والعناية شرح الهداية (1/12). [8] يبغي أن يقول: الطهارة في الاصطلاح، وإنما يكون التعريف بالشرع، إذا كانت حقيقته شرعية كالإيمان والصلاة، ونحوهما. [9] مجمع الأنهر (1/9). [10] مواهب الجليل (1/43،44)، وانظر شرح حدود ابن عرفة (ص: 12)، الخرشي (1/60، 61)، الفواكه الدواني (1/122). [11] انظر في كتب الشافعية: المجموع (1/123)، أسنى المطالب (1/4)، شرح البهجة (1/13)، حاشيتا قليوبي وعميرة (1/19)، وانظر في كتب الحنابلة: كشاف القناع (1/23)، المطلع على أبواب المقنع (ص: 5).
وإنما أخبركم الله بصنيعهم لتجتنبوه وتنتهوا عنه، وكان أحدهم يغذو كلبه ويئد ابنته. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس ( وَهُوَ كَظِيمٌ) قال: حزين. حدثني المثنى، قال: ثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيم، عن جويبر، عن الضحاك، في قوله ( وَهُوَ كَظِيمٌ) قال: الكظيم: الكميد. وقد بيَّنا ذلك بشواهده في غير هذا الموضع. ابن عاشور: الواو في قوله تعالى: { وإذا بشر أحدهم بالأنثى} يجوز أن تكون واو الحال. ويجوز أن تكون الجملة معترضة والواو اعتراضية اقتضى الإطالة بها أنها من تفاريع شركهم ، فهي لذلك جديرة بأن تكون مقصودة بالذكر كأخواتها. وهذا أولى من أن تجعل معطوفة على جملة { ولهم ما يشتهون} [ سورة النحل: 57] التي هي في موضع الحال ، لأن ذلك يفيت قصدها بالعدّ. واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم. وهذا القصد من مقتضيات المقام وإن كان مآل الاعتبارين واحداً في حاصل المعنى. والتّعبير عن الإعلام بازدياد الأنثى بفعل { بشر} في موضعين لأنه كذلك في نفس الأمر إذ ازدياد المولود نعمة على الوالد لما يترقّبه من التأنّس به ومزاحِه والانتفاع بخدمته وإعانته عند الاحتياج إليه ، ولما فيه من تكثير نسل القبيلة الموجب عزّتها ، وآصرة الصهر.
تفسير وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم [ النحل: 58]
والمصدر المؤوّل (ما كنتم تفترون) في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (تسألنّ). جملة: (يجعلون... ) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (لا يعلمون... ) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: (رزقناهم... ) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: (القسم المقدّرة... وجملة: (تسألنّ... ) لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: (كنتم تفترون... ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما). وجملة: (تفترون... تفسير وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم [ النحل: 58]. ) في محلّ نصب خبر كنتم. الواو عاطفة (يجعلون للّه البنات) مثل يجعلون لما.. نصيبا، وعلامة النصب للمفعول الكسرة (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف والهاء ضمير مضاف إليه الواو عاطفة اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يجعلون) الثاني فهو معطوف على الجارّ للّه.. ، (ما) موصول في محلّ نصب معطوف على البنات مفعولي يجعلون، (يشتهون) مثل يجعلون. وجملة: (يجعلون... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة يجعلون الأولى. وجملة: نسبّح (سبحانه) لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة. وجملة: (يشتهون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما). الواو عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (ظلّ)، (بشّر) فعل ماض مبنيّ للمجهول (أحدهم) نائب الفاعل مرفوع.. و(هم) مضاف إليه (بالأنثى) جارّ ومجرور متعلّق ب (بشّر) وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (ظلّ) فعل ماض- ناسخ- (وجهه) اسم ظلّ مرفوع.. والهاء مضاف إليه (مسودّا) خبر ظلّ منصوب الواو واو الحال (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كظيم) خبر مرفوع.
تفسير آية وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ
وفعل ( ظل) من أفعال الكون أخوات ( كان) التي تدل على اتصاف فاعلها بحالة لازمة ، فلذلك تقتضي فاعلا مرفوعا يدعى اسما وحالا لازما له منصوبا يدعى خبرا; لأنه شبيه بخبر المبتدأ ، وسماها النحاة لذلك نواسخ; لأنها تعمل فيما لولاها لكان مبتدأ وخبرا فلما تغير معها حكم الخبر سميت ناسخة لرفعه ، كما سميت ( إن) وأخواتها و ( ظن) وأخواتها كذلك ، وهو اصطلاح تقريبي ، وليس برشيق. ويستعمل ظل بمعنى صار ، وهو المراد هنا. واسوداد الوجه: مستعمل في لون وجه الكئيب إذ ترهقه غبرة ، فشبهت بالسواد مبالغة.
ويقول ابن كثير: فإنه ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا) أي: كئيبا من الهم ، ( وهو كظيم) ساكت من شدة ما هو فيه من الحزن