لا يُلام مرتادو "قوارب الموت" إذًا، وأهل طرابلس خصوصًا، هم الذين اعتادوا أن تأتي الأزمات "مضاعفة" عليهم، بعدما أضحت مدينتهم رمزًا للبؤس والفقر والعوز، وبعدما "همّشتها" الكثير من السياسات على مدى سنوات، أصبحت معها عاصمة الشمال "منسيّة"، تارةً بحرب داخليّة، ومعارك دمويّة، وطورًا بتفجيرات كُشِف من يقف خلفها من دون الاقتصاص منه، وبين هذا وذاك، بأزمات اقتصادية واجتماعية "استنزفت" الجميع بالحدّ الأدنى. هل تسود "الفوضى"؟
بمُعزَلٍ عن "المُلام"، فإنّ الأكيد أنّ ما جرى في طرابلس خلال عطلة نهاية الأسبوع لا يفترض أن يمرّ كأنّه لم يكن، في ظلّ حالة "الغليان" التي شعر بها الأهالي، حالة لا ينبغي تلقفها على أساس أنّها "موجة وستمرّ"، كما درجت العادة، ولا "الرهان" على أنّ الغضب سيخمد مع الوقت، وقد تكون "صدفة" تزامنها مع استحقاق الانتخابات النيابية المفترضة في منتصف أيار، في مكانها، لعلّها "توقظ" ضمائر بعض المرشحين عن طرابلس قبل غيرهم. من هنا، لا شكّ أنّ المطلوب أولاً وقبل كلّ شيء، فتح تحقيق جاد وشفّاف ونزيه في حقيقة ما جرى، مع تسمية الأمور بمسمّياتها، من دون أيّ "خطوط حمراء"، لأنّ توصّل مثل هذا التحقيق إلى نتائج "ملموسة" قد يكون وحده قادرًا على "بلسمة الجراح"، إن كان ذلك ممكنًا، بعكس ما جرى مثلاً في قضية انفجار مرفأ بيروت، حيث يعاني أهالي الضحايا الأمرّين، بسبب "تقييد" السياسيين للتحقيق، من دون أيّ اعتبار أو احترام لوجع الناس.
جريدة الرياض | أنين الشعراء في مستهل قصائدهم إعلام عن حالة الشاعر في شكواه
يقول الشاعر
يا ونتي ونّة يتيم يعزرونه
شاف الجفاء عقب المحبين وانلاعي
من عقب ما أمه وأبيّه يغذونه
والنه العمات شينات الاطباعي
ويقول الشاعر براك بن سحمان:
يا ونّتي ونّة هزيل المعاويد
على القِليب اللّي طويلٍ حَدَرْها
أشكي من الفرقا وطول المواريد
وزَمْلي من القامه تثالغ دِبَرْها
وتقول الشاعرة الدقيس:
يا ونتي ونة مضيع بعيره
والما ثمان أيام سج المعاشير
ونيت ونة ميس من ضميره
حنين خلج مفختات لهن ضير
بهذا المعنى، قد لا تكون "مراكب الموت"، التي عادت إلى الواجهة من خلال مأساة كان الركّاب يدركون أنّها "احتمال وارد"، لكنّها تستحقّ "المغامرة"، مجرّد تفصيل في المشهد، بل لعلّها "أساسه"، لأنّه تعبّر خير تعبير عن "القهر والوجع" الذي يشعر به مواطنون، باتوا مستعدّين للهرب من واقعهم المُرّ بأيّ طريقة، فهل يُلامون على ذلك؟ وهل يكون الحادث، على بشاعته، "فرصة" لإعادة النظر بالكثير من السياسات؟! لا يُلامون..
لا يُلام اللبنانيون وغيرهم من المقيمين في لبنان إن اختاروا "مراكب الموت" للخلاص من واقعهم. قد تكون تلك هي "الحقيقة" الثابتة وغير الخاضعة للنقاش في كلّ ما جرى، بمُعزَلٍ عن أيّ نقاش حول التفاصيل والملابسات، "حقيقة" يعزّزها واقع أنّ من يرتاد هذه القوارب، ويخوض "مغامرة" الهجرة غير النظامية، يعرف سلفًا أنّ احتمال الموت قد "يوازي" احتمال النجاة، وقد حمل البحر على مرّ السنوات الأخيرة الكثير من "المآسي" المشابهة. صحيح أنّ هناك "عصابات" نشطت على خطّ "قوارب الموت"، وصحيح أنّ هناك من يلجأ إلى "إغراءات" غير شرعية ولا قانونية في إطار "ابتزاز" المواطنين المحتاجين، وهو ما لم يعد يخفى على أحد، بعدما ازدهرت "تجارة الموت"، لكنّ كلّ ذلك لا يحجب "حقيقة" أنّ الناس باتت تفضّل "الموت" على "البقاء" في بلد، ما عادت قادرة على "مجاراة" أزماته المتفاقمة التي لا تنتهي، لدرجة باتت "عاجزة" عن تأمين الحدّ الأدنى من مستلزماتها الأساسيّة.
فلا يستعجلون أي: فلا يستعجلون ذلك، فإنه واقع بهم لا محالة. فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ [سورة الذاريات:60]يعني: يوم القيامة. كما قال الله : فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ [سورة ص:27]، و وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ [سورة إبراهيم:2]، وأشباه ذلك من الآيات، وكلمة ويل كلمة تستعمل للوعيد والتهديد، وأيضاً كثير من أهل العلم يقولون: هو وادٍ في جهنم، وويل لهم: لو قيل بمعنى الوادي في جهنم فهذا وعيد وتهديد، ولو قيل: فالنار للمكذبين فهذا وعيد. آخر تفسير سورة الذاريات، ولله الحمد والمنة. رواه أبو داود، في كتاب الحروف والقراءات، برقم (3993)، والترمذي، كتاب القراءات عن رسول الله ﷺ، باب ومن سورة الذاريات، برقم (2940)، وأحمد في المسند، برقم (3771)، وقال محققوه: "إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، مولى بني هاشم- فقد أخرج له البخاري متابعة، وهو ثقة، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي". سبحان الرزاق ذو القوة المتين. رواه الترمذي، في كتاب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله ﷺ، برقم (2466)، وابن ماجه، كتاب الزهد، باب الهم بالدينا، برقم (4107)، وأحمد في المسند، برقم (8696)، وقال محققوه: " إسناده محتمل للتحسين لأجل زائدة بن نشيط، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأبو خالد -وهو الوالبي- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، فهو صدوق حسن الحديث"، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (1914).
الله هو الرزاق ذو القوة المتين
وقيل: إلا ليعبدون أي إلا ليقروا لي بالعبادة طوعا أو كرها; رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس. فالكره ما يرى فيهم من أثر الصنعة. مجاهد: إلا ليعرفوني. الثعلبي: وهذا قول حسن; لأنه لو لم يخلقهم لما عرف وجوده وتوحيده. ودليل هذا التأويل قوله تعالى: ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم وما أشبه هذا من الآيات. وعن مجاهد أيضا: إلا لآمرهم وأنهاهم. زيد بن أسلم: هو ما جبلوا عليه من الشقوة والسعادة; فخلق السعداء من الجن والإنس للعبادة ، وخلق الأشقياء منهم للمعصية. وعن الكلبي أيضا: إلا ليوحدون ، فأما المؤمن فيوحده في الشدة والرخاء ، وأما الكافر فيوحده في الشدة والبلاء دون النعمة والرخاء; يدل عليه قوله تعالى: وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين الآية. وقال عكرمة: إلا ليعبدون ويطيعون فأثيب العابد وأعاقب الجاحد. )ذو القوة المتين( (1) - جريدة الوطن. وقيل: المعنى إلا لأستعبدهم. والمعنى متقارب; تقول: عبد بين العبودة والعبودية ، وأصل العبودية الخضوع والذل. والتعبيد التذليل; يقال: طريق معبد. قال طرفة بن العبد: وظيفا وظيفا فوق مور معبد والتعبيد الاستعباد وهو أن يتخذه عبدا. وكذلك الاعتباد.
إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين
محتويات
1 لغويا
1. 1 ذو
2 في القرآن الكريم
3 المراجع
لغويا [ عدل]
ذو بمعني صاحب و القوة هي الشدة
ذو [ عدل]
ذو: كلمة يُتَوَصل بها إِلى الوصْف بالأجناس، ملازمة للإضافة إلى الاسم الظاهر، ومعناها: صَاحِب. يقال: فلان ذو مال، وذو فضل. ويقال: أتَيتُة ذا صَباح وذا مساء: وقت الصُّبح، ووقت المساء. ويقال:_ جاءَ من ذي نفسه: طيّعًا. وطعنه فخرح ذو بَطْنه: أمْعَاؤه. وسمعت ذا فيه: كلامَه. سؤال ذي القوة المتين قضاء الدين. ومثَنّاهُ: ذَوَا. والجمع: ذَوُون.
[1] القائل هو سُهيلٌ وَلَدُهُ. وقوله: يأمرنا، أي: يأمر أولاده ومن معهم. قال النووي في شرحه على مسلم 1 /67: "وأما أبو صالح فهو السمان ويقال الزيات واسمه ذكوان كان يجلب الزيت والسمن إلى الكوفة وهو مدني توفي سنة إحدى ومائة". [2] (وأغننا) بقطع الهمزة، من الإغناء، (من الفقر) الظاهر أن "مِنْ" هنا بمعنى البدل، كما في قوله تعالى: ﴿ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ... ﴾ [التوبة: 38]؛ أي: أبْدِل فقرنا بالغنى. البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج: 42/310، 311. [3] صحيح مسلم: (2713). [4] سنن أبي داود: (5051). [5] صحيح مسلم: (2713). وينظر: البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج: 42/ 309. [6] جاء في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي للمباركفوري (9 /243) ط. دار الكتب العلمية: "وفي رواية لمسلم: ((من شر كل دابة أنت آخذ بنواصيها))". [7] ينظر: الأذكار، للنووي: ص 180. [8] بفتحتين، أي: ثِقَلِهِ وشِدَّتِهِ. [9] صحيح البخاري: (2893). الدعاء بالرزاق ذو القوة المتين - عبد المحسن الاحمد - YouTube. [10] صحيح البخاري: (6369). [11] صحيح البخاري (6368). [12] صحيح البخاري (832)، وصحيح مسلم: (589). [13] سنن أبي داود: (1555).