[ ص: 537] القول في تأويل قوله تعالى: ( وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد ( 28))
يقول - تعالى ذكره -: والله الذي ينزل المطر من السماء فيغيثكم به أيها الناس ( من بعد ما قنطوا) يقول: من بعد ما يئس من نزوله ومجيئه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن عبد الأعلى قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة: أنه قيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: أجدبت الأرض ، وقنط الناس ، قال: مطروا إذن. حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله: ( من بعد ما قنطوا) قال: يئسوا. حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة قال: ذكر لنا أن رجلا أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقال: يا أمير المؤمنين قحط المطر ، وقنط الناس قال: مطرتم ( وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته). وقوله: ( وهو الولي الحميد) يقول: وهو الذي يليكم بإحسانه وفضله ، الحميد بأياديه عندكم ، ونعمه عليكم في خلقه.
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الشورى - القول في تأويل قوله تعالى " وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته "- الجزء رقم21
خطبة
﴿ وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا ﴾
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. أما بعد أيها المؤمنون:
فبالأمس كُنَّا مُجدِبِينَ، قد انحبَسَ عنَّا المطرُ، وطالَ انتظارُنا، وقَنَطَ البعضُ مِنَّا، واليومَ والحمدُ للهِ، قد فَرَّجَ اللهُ شِدَّتَنا، وأزالَ كُربَتَنا، وأنزلَ علينا شيئًا مِن رحماته، فلْنَشْكُرهُ على هذِهِ النعمةِ، ولْنَحمَدهُ عليها، يقول الله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ ﴾ [الروم: 46]؛ أي: تُبَشِّرُ بالخير بَعدَهَا، ﴿ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [الروم: 46] ، فاللهم لك الشكر ولك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا.
خطبة: {وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا}
تفسير اية وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد ، هو عنوان هذا المقال، وفيهِ سيجد القارئ بيانًا لمرادِ الله -عزَّ وجلَّ- من هذه الآيةِ الكريمةِ، حيث سيجد تفسيرِها عند الطبري والشعراوي، وفي تفسيرِ الجلالينِ، كما سيتمُّ بيان قراءاتِ هذه الآيةِ الكريمةِ، بالإضافةِ إلى بيان الفرقِ بين الغيثِ والمطرِ. تفسير اية وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد
إنَّ هذه الآيةَ هي الآيةُ الثانيةُ والأربعونَ من سورةِ الشورى، وفي هذه الفقرةِ من هذا المقالُ، سيتمُّ بيانُ تفسيرِها عند أهلِ العلمِ، وفيما يأتي ذلك: [1]
تفسير الطبري: إنَّ الله -عزَّ وجلَّ- في هذه الآيةِ يخبر عباده المسلمينَ أنَّه هو الذي ينزِّل المطرَ عليهم من السماءِ فيغيثهمْ به، وذلك بعد يأسهم من نزوله ومجيئه. تفسير الجلالين: يُخبر الله -عزَّ وجلَّ- في هذه الآيةِ الكريمةِ، أنَّه هو الذي ينزِّل المطرَ لعباده، ويبسطه لهم، بعد يأسهم من نزوله. تفسير الشعراوي: في هذه الآية يُخبر الله -عزَّ وجلَّ- بأنَّه هو الذي ينزِّل المطرَ بعدَ انقطاعٍ وجفافٍ، فيغيث به النَّاس، ويُنقذهم مما كانوا فيه من الجفاف والجوعِ والقحطِ، وهو كذلك الذي يبسط الرحمةَ لعباده، وهو الذي يتولى أمور عباده ويُحسنُ إليهم، وهو المحمودُ على نعمه التي تفضل بها على عباده.
وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا | موقع البطاقة الدعوي
كيف لا يستبشرونَ... وأرضُهم بعد سكونِها قد اهتزَّتْ، وأجواؤُهم بزخاتِ المطرِ قد ازدانتْ، مؤذنةً بمفاوزَ مخضَّرة، وأشجارٍ مُثمرة، ونباتٍ مُزهرة. إنها نِعَمٌ للبلادِ والعبادِ والشجرِ والدوابِ قد عمَّ خيرُها، ودنى نَفْعُها { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الأرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ}. هذا الغيث العميم آيةٌ من آياتِ الله على وحدانيتِه، وقدرتِه على تصريفِ الرياح مُبَشِّرات، حتى أضحى هذا التفردُ وتلك القدرةُ مستَقِرَّاً في الفطرِ {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نزلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}. هل من إلهٍ غيرُ اللهِ يُقلِّبُ السحابَ كيف يشاء؟ هل من إلهٍ غيرُ اللهِ يأمر المُزَنَ فتتراكَمُ وتتلبَّدُ، ثم تسوقُها الرياحُ إلى بلد محدَّد، فينزُلُ حينها الغيثُ بِقَدَرٍ مَقْسُومٍ، وأجلٍ معلومٍ، ذلك تقدير العزيز العليم. هذا الذي أنزلَ سيلاً في البلدْ *** فكيف لو صبَّ جبالاً من بَرَدْ
أنزلَـه رفقـاً بنا مِـدراراً *** وبعضَـه سخَّـره أنهـاراً
فالله وحده لا إله إلا الله سواه هو الذي الذي ينزل الماء، ويَقْسِمُ النَّعْماء، فيُمطر أرضاً، ويَمنعُ أُخرى، ربما أنزل غيثَه في القفارِ، وربما أودعَه في لُجَجِ البحار، {وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ}.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الشورى - الآية 28
وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28) القول في تأويل قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28) يقول تعالى ذكره: والله الذي ينـزل المطر من السماء فيغيثكم به أيها الناس ( مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا) يقول: من بعد ما يئس من نـزوله ومجيئه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة: أنه قيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: أجدبت الأرض, وقنط الناس, قال: مطروا إذن. حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا) قال: يئسوا. حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة قال: ذكر لنا أن رجلا أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه, فقال: يا أمير المؤمنين قحط المطر, وقنط الناس قال: مطرتم ( وَهُوَ الَّذِي يُنـزلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ).
إعداد الشيخ عبد المجيد الزنداني
رئيس جامعة الإيمان في اليمن
إ ن الله خلق الخلق وقدر المقادير وأجرى السنن لانتظام سير الكون، وضبط تعامل المخلوقات مع تلك السنن ولتكيف حياتها وفقاً لها، ولكن الذي قدر تلك السنن يستطيع أن يوجد آثارها عن طريقها أو عن طريق سنن أخرى غيرها أو بأي كيفية يريدها في أي وقت يشاء. قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ (يس:82. ومن ذلك ما نعرفه من إجابة الله لدعاء المسلمين الذين يخرجون لصلاة الاستسقاء عندما يشتد الجفاف في بلادهم فيفرج الله عنهم كربهم ويجيب دعوتهم ويسوق الغيث إليهم في غضون ساعة أو ساعات، وبعضهم لا يرجع من مكان صلاة الاستسقاء إلا تحت وقع المطر في وقت يئس الناس فيه من سقوط المطر، لأن السنن المعتادة لنزوله غير متوفرة. لكن خالق السنن سمع استغاثة الداعين ولجوء اللاجئين إليه ورأى مكانهم الذي هم فيه فساق إليهم المطر بسنن أخرى إلى مكانهم المحدد على وجه الأرض، وهو القائل سبحانه: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ (يس:82). والقائل سبحانه ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ (البقرة:186) سل أباك وأمك أو أحد أقربائك وسل شيوخك العارفين برحمة ربك سميع الدعاء، سلهم عن إجابته دعوة المضطرين، وإغاثة الملهوفين، سلهم كم أصيبت أراض بالجفاف، وانعدم المطر، فخرج المسلمون كما علمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعون ربهم مستغيثين فيجيبهم وينشر رحمته عليهم.
وكان لـ "محمد بن إسحاق" إخوة عدة يساهمونه في الرياسة. فلما انتهى إليهم "ابن الروبرتير" وعلموا الأمر الذي قدم لأجله، أنكروا على أخيهم ذلك لأنه لم يكن أعلمهم بمكاتبة "يوسف بن عبد المؤمن". فخلصوا نجيا دونه وتقبضوا عليه وعلى "ابن الروبرتير"، وقدموا مكانه أخاهم "علي بن إسحاق بن محمد" المعروف بـ (ابن الغانية). ثم بلغهم خبر وفاة "يوسف بن عبد المؤمن" وولاية ابنه "يعقوب المنصور"، فركب "علي بن إسحاق" أسطوله وطرق بجاية على حين غفلة من أهلها، فاستولى عليها (ابن الغانية) في صفر سنة 581هـ/1185م، ثم استولى على مازونة، ثم على مليانة، ثم القلعة، ثم نازل قسطنطينة فامتنعت عليه. واتصل خبره بالمنصور، فسرح إليه "أبا زيد بن أبي حفص بن عبد المؤمن" وعقد له على حرب (ابن الغانية)، وعقد لـ "محمد بن إبراهيم بن جامع" على الأساطيل. فوصل "أبو زيد" إلى إفريقية، وشرد (ابن الغانية) إلى الصحراء. ثم عاود (ابن الغانية) الأجلاب على بلاد إفريقية وظاهره على ذلك "قراقوش الغزى". أبو يعقوب يوسف الموحدي - المعرفة. وبلغ المنصور أن (ابن الغانية) قد استولى على قفصة، فنهض بنفسه من حضرة مراكش في الثالث من شوال سنة 582هـ/1186م، ووصل إلى فاس وأراح بها، ثم سار إلى رباط تازا، ثم سار إلى تونس.
تحميل كتاب يوسف بن يعقوب عليهما السلام - كتب Pdf
ولم يبق للفرنج قدرة على لقائه وضاقت عليم الأرض بما رحُبت، فأرسلوا إليه يلتمسون منه الصلح، فأوقع الصلح بينه وبين ملوك الأندلس جميعًا على ما اختاره لمدة خمس سنين، ثم عاد إلى مراكش في أواخر سنة ( 593هـ)......................................................................................................................................................................... آثاره المعمارية
قام ببناء مئذنة، المسماة خيرالدا ، في القصر الكبير في أشبيلية ، وتكاد تكون أهم معالم أشبيلية إلى يومنا هذا. يوسف بن يعقوب القاضي. صفاته
وكان ملكًا جوادًا عادلاً متمسكًا بالشرع المطهر، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، كما ينبغى من غير مُحَاباة، ويصلى بالناس الصلوات الخمس، ويلبس الصوف ، ويقف للمرأة وللضعيف، ويأخذ لهم بالحق. وكان يشدد في إلزام الرعية بإقامة الصلوات الخمس، وقتل بعض الأحيان على شرب الخمر ، وقتل العمال الذين تشكو الرعاية منهم، وأمر برفض فروع الفقه ، وأن العلماء لايفتون إلا بالكتاب العزيز، والسنة النبوية، ولايقلدون أحدًا من الأئمة المجتهدين المتقدمين، بل تكون أحكامهم بما يؤدى إليه اجتهادهم من استنباطهم القضايا من الكتاب والحديث والإجماع والقياس.
أبو يعقوب يوسف الموحدي - المعرفة
انظر أيضًا [ عدل]
ابن مجبر
مراجع [ عدل]
اما الأختيار الثاني فكان عبارة عن وضع العرب والبربر التابعين لجيش الموحدين في الميسرة
بينما يوضع الجيش النظامي لدولة الموحدين في القلب
كما ان المتطوعين في جيش الموحدين من العرب والأندلسيين والبربر يضعون في مؤخرة الجيش لنقص خبرتهم في القتال. فيما طالب ابن صناديد خلال عرض خطته ان يتمركز السلطان المنصور وحرسة، ومعه بعض المتطوعين خلف التلال على مسافة قريبة من المعركة، ولو لزم الأمر فيتحركو في هجوم مباغت على العدو. لاقت خطة ابن صناديد إشادة من السلطان أبو يوسف يعقوب وعينه قائداً للجيش الاندلسي في معركة الأرك الخالدة، بينما تم إختيار ابو يحي بن حفص وهو احد وزرائه كقائد عام للجيش.