يحكى ابن كثير فى كتابه البداية والنهاية، أنه عندما جاءت سنة 73 هجرية كان أهل الشام يحاصرون أهل مكة، قاصدين مقتل عبدالله بن الزبير الذى لم يوافق على مبايعة يزيد بن معاوية ومن بعده عبدالملك بن مروان الذى أرسل إليه الحجاج بن يوسف الثقفى فى 20 ألفا من الشام، فنصب الحجاج المنجنيق على مكة، ليحصر أهلها، حتى يخرجوا إلى الأمان والطاعة لعبدالملك، وحبس عنهم الطعام فجاعوا، وكانت الحجارة تقع فى الكعبة، وظل الأمر هكذا حتى قتل عبدالله وقطعوا رأسه وأرسلوه لعبدالملك وصلبوا جسده حتى مر به عبدالله بن عمر فقال: «أما آن لهذا الفارس أن يترجل، رحم الله ابن الزبير كان صوامًا قوامًا». وروى ابن عساكر فى ترجمة الحجاج أنه لما قتل ابن الزبير ارتجت مكة بكاء على عبدالله بن الزبير، رحمه الله، فخطب الحجاج الناس فقال: «أيها الناس، إن عبد الله بن الزبير كان من خيار هذه الأمة حتى رغب فى الخلافة، ونازعها أهلها، وألحد فى الحرم، فأذاقه الله من عذاب أليم، وإن آدم كان أكرم على الله من ابن الزبير، وكان فى الجنة، وهى أشرف من مكة، فلما خالف أمر الله وأكل من الشجرة التى نهى عنها أخرجه الله من الجنة، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله».
بدأنا حلقات هذه السلسة ( معركة الخلافة) للحديث حول المعارك والفتن التي وقعت بين المسلمين بسبب تحول الخلافة إلى مُلك وراثي، واليوم موعدنا مع تاسع حلقات معركة الخلافة حول مقتل عبد الله بن الزبير. ملاحظة: ندرس في هذا البحث مسألة الخلافة الإسلامية، مع اعترافنا أن الواقع الحالي بين المسلمين يوضح أن الحكم الملكي الوراثي أرحم وأفضل قياسًا بالأنظمة الديكتاتورية الأخرى. يُتبع… (عبد الله بن الزبير)
تطورات الموقف في الشام (1)
في سنة 69هـ هو خالف عمرو بن سعيد عبد الملك بن مروان وغلب على دمشق ولكن عبد الملك استطاع إخضاعه وقتله. ثم وضع السيف فقتل من خالفه فصفى له الشام وعندها أجمع المسير إلى مصعب بن الزبير في العراق. مقتل عبدالله بن الزبير. وفي سنة 71 هـ عزم على المسير إلى العراق وقال لمستشاريه ما رأيكم، فقال يحيى بن الحكم بن أبي العاص عمه بأن يقنع بالشام ويترك ابن الزبير والعراق، فرفض ذلك. وقال بعضهم إن العام جدب وقد غزوت سنتين فلم تظفر فأقم عامك هذا. قال: عبد الملك الشام بلد قليل المال ولا آمن نفاذه وقد كتب كثير من أشراف العراق يدعونني إليهم ، وعندها قال أخوه محمد بن مروان: الرأي أن تطلب حقك وتسير إلى العراق فإني أرجو أن الله ينصرك.
فدنا منها ، فقبل رأسها ، وقال: هذا والله رأيي. ثم قال: والله ما ركنت إلى الدنيا ولا أحببت الحياة فيها ، وما دعاني إلى الخروج إلا الغضب لله أن تستحل حرمته ، ولكني أحببت أن أعلم رأيك ، فزدتيني بصيرة مع بصيرتي ، فانظري يا أماه ، فإني مقتول من يومي هذا ، فلا يشتد حزنك ، وسلمي لأمر الله ، فإن ابنك لم يتعمد إتيان منكر ، ولا عمل بفاحشة قط ، ولم يجر في حكم الله ، ولم يغدر في أمان ، ولم يتعمد ظلم مسلم ولا معاهد ، ولم يبلغني ظلم عن عامل فرضيته ؛ بل أنكرته ، ولم يكن عندي آثر من رضا ربي عز وجل ، اللهم إني لا أقول هذا تزكية لنفسي ، اللهم أنت أعلم بي مني ومن غيري ، ولكني أقول ذلك تعزية لأمي لتسلو عني. فقالت أمه: إني لأرجو من الله أن يكون عزائي فيك حسنا إن تقدمتني ، أو تقدمتك ففي نفسي ، اخرج يا بني حتى أنظر ما يصير إليه أمرك. فقال: جزاك الله يا أمه خيرا ، فلا تدعي الدعاء قبل وبعد لي. مقتل عبدالله بن الزبير الخاصه. فقالت: لا أدعه أبدا ، فمن قتل على باطل فلقد قتلت على [ ص: 181] حق. ثم قالت: اللهم ارحم طول ذلك القيام في الليل الطويل ، وذلك النحيب ، والظمأ في هواجر المدينة ومكة ، وبره بأبيه وبي ، اللهم إني قد سلمته لأمرك فيه ، ورضيت بما قضيت ، فقابلني في عبد الله بن الزبير بثواب الصابرين الشاكرين ، ثم قالت له: ادن مني أودعك.
[ ص: 177] ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين
فيها كان مقتل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه ، على يدي الحجاج بن يوسف الثقفي ، المبير ، قبحه الله وأخزاه. قال الواقدي: حدثني مصعب بن ثابت ، عن نافع مولى بني أسد - وكان عالما بفتنة ابن الزبير - قال: حصر ابن الزبير ليلة هلال ذي الحجة سنة ثنتين وسبعين ، وقتل لسبع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى ، سنة ثلاث وسبعين ، فكان حصر الحجاج له خمسة أشهر ، وسبع عشرة ليلة. وقد ذكرنا فيما تقدم أن الحجاج حج بالناس في هذه السنة الخارجة ، وكان في الحج ابن عمر ، وقد كتب عبد الملك إلى الحجاج أن يأتم بابن عمر في المناسك ، كما ثبت ذلك في " الصحيحين ". فلما استهلت هذه السنة ، استهلت وأهل الشام محاصرون أهل مكة ، وقد [ ص: 178] نصب الحجاج المنجنيق على مكة; ليحصر أهلها ، حتى يخرجوا إلى الأمان والطاعة لعبد الملك ، وكان مع الحجاج خلق قدموا عليه من أرض الحبشة ، فجعلوا يرمون بالمنجنيق ، فقتلوا خلقا كثيرا ، وكان معه خمس مجانيق ، فألح عليها بالرمي من كل مكان ، وحبس عنهم الميرة فجاعوا ، وكانوا يشربون من ماء زمزم ، وجعلت الحجارة تقع في الكعبة ، والحجاج يصيح بأصحابه: يا أهل الشام ، الله الله في الطاعة!
أهل العراق وغدرهم (2)
ولما علم مصعب بمسير عبد الملك، أحضر المهلب بن أبي صفرة واستشاره فقال له: اعلم أن أهل العراق قد كاتبوا عبد الملك وكاتبهم فلا تبعدني عنك ولكن وجهه لحرب الخوارج. ولما تقابل العسكران بدأت الكتب تتوالى بين العسكرين بين عبد الملك وأهل العراق وعندها قال مصعب رحم الله: أبا بحر – يعني الأحنف بن قيس – إن كان ليحذرني غدر أهل العراق ويقول هم كالمومسة، تريد كل يوم بعلاً وهم يريدون كل يوم أميراً. ولما تدانى العسكران بعث عبد الملك إلى مصعب أن يتركا الدعاء لأخيه وله ويجعلوها شورى بين المسلمين فرفض مصعب وقال: السيف بيننا ، ولو صح هذا الخبر، فإن مصعب كان يعتقد أن أخاه خليفة بمبايعة المسلمين وهو كذلك فكيف يخلعه، ثم لا يأمن أن تكون خديعة من عبد الملك. الملك عقيم(3)
ودارت المعركة وتفرق الناس عن مصعب حتى لم يبق معه إلا 7 أنفس ـ وقتل بدير الجاثليق عند نهر دجيل فأمر عبد الملك به وبابنه عيسى وقال: كانت الحرمة بيننا قديمة ولكن الملك عقيم. وعندما قتل مصعب صفا العراق لعبد الملك ثم بعث لابن خازم يطلب منه البيعة ويطمعه خراسان 7 سنين فرفض ثم كتب عبد الملك إلى بكير بن وساج وكان خليفة ابن خازم على مرو بعهده إلى خراسان فخلع بكير عبد الله بن الزبير ودعا إلى عبد الملك (4).
2- محمد بن الحنفية وقال أبى البيعة واضطهده ابن الزبير وحجته نفس حجة ابن عباس بدليل أنه بايع عبد الملك بن مروان عندما استقامت له الأمور. 3- عبد الله بن عمر (11):
قال ابن حجر في فتح الباري أن ابن عمر سأل عن الفئة الباغية قال ابن الزبير بغى على هؤلاء القوم يعني بني أمية فأخرجهم من ديارهم ونكث عهدهم. 4- أبو برزة الأسلمي (12):
كان يرى أن الذي في الشام يقاتل على الدنيا ، وابن الزبير يقاتل على الدين. 5- سعيد بن المسيب:
قال لا أبايع حتى يجتمع الناس وأما العلماء المتأخرين(13) فإنهم يجمعون على صحة خلافة ابن الزبير وبطلان خلافة مروان وصحة خلافة عبد الملك بن مروان بعد استشهاد عبد الله بن الزبير سنة 73هـ. أما الشيخ محمد الخضري (14) فيحمل ابن الزبير معظم تبعات حصار مكة ويشن الدكتور أحمد الشلبي(15) حملة ظالمة على ابن الزبير ويتهمه بحب الرئاسة ويشكك في أخلاقياته حيث يتهمه بدفع عائشة إلى معركة الجمل ، ويؤكد تهمة دفعه للحسين إلى الخروج ويتهمه بالأنانية ، ويتهمه بالجبن عندما حاول أن يستسلم للحجاج لولا موقف أمه. ولذلك فهو مسؤول عن الدماء التي أراقها ليحقق لنفسه حلماً وليبني لنفسه مجداً. تساؤلات
لم أفهم سبب امتناع ابن عباس عن بيعة ابن الزبير وهل كان يزيد في اجتماع من الناس ولم يكن في فتنة، ثم ألم يبايع معظم الأمصار لابن الزبير ، فلماذا لم يعتبر ابن عمر ومحمد بن الحنفية وابن عباس أن الذين خرجوا على ابن الزبير هم البغاة ، وحتى لو خرج ابن الزبير على يزيد ، فلقد هلك يزيد ، وبويع لابن الزبير.
الأحدث الشاعر فيصل العدواني
يحل الشاعر الكويتى فيصل العدوانى، ضيفاً على فعاليات الدورة الـ 38 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذى تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، تحت شعار "افتح كتاباً تفتح أذهاناً" فى مركز إكسبو الشارقة خلال الفترة من 30 أكتوبر، وحتى 9 نوفمبر المقبل، بحضور نخبة من كبار الأدب العربي والعالمي. وينظم المعرض للشاعر العدوانى أمسية شعرية يقدم خلالها لجمهوره مختارات من تجربته الشعرية التي شكلت حضوره الكبير في المشهد الشعري النبطى، ورسمت هويته...
مواضيع ممكن أن تعجبك
فيصل العدواني - قصيدة - الشاعر فيصل العدواني
ديوان الشاعر فيصل العدواني *مزون شمر* 25-08-2007, 11:25 AM نبذة عن حياة الشاعر فيصل العدوان السلام عليكم..
نبذة مختصره لشاعر فيصل العدواني الأسم / فيصل بن فهد بن هادي العدواني
عضو ديوانية شعراء النبط الكويتية..
عمل بالصحافة من خلال إعداده لملف هواجس الشعري وصفحات أبراج الشعر....
اصداراته:
* ديوان صوتي بعنوان (( هواجس)) عام 2000
* نشرت قصائده بمختلف وسائل الإعلام المقروءه والمرئية والمسموعة
* أقام العديد من الإمسيات داخل الكويت ،،،
* كما شارك شاعرنا بالعديد من الإمسيات والمهرجانات الخليجية والعربية ،،،،
الشاعر فيصل العدواني تعبت اجامل اوجاعي 💔 - YouTube