وقيل: قيما على الكتب السابقة يصدقها. وقيل: قيما بالحجج أبدا. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الكهف. عوجا مفعول به; والعوج ( بكسر العين) في الدين والرأي والأمر والطريق. وبفتحها في الأجسام كالخشب والجدار; وقد تقدم. وليس في القرآن عوج ، أي عيب ، أي ليس متناقضا مختلقا; كما قال - تعالى -: ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وقيل: أي لم يجعله مخلوقا; كما روي عن ابن عباس في قوله - تعالى - قرآنا عربيا غير ذي عوج قال: غير مخلوق. وقال مقاتل: عوجا اختلافا. قال الشاعر: أدوم بودي للصديق تكرما ولا خير فيمن كان في الود أعوجا
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الكهف
- الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب اعراب - حلولي كم
- الباحث القرآني
- خطبة عن قوله تعالى(فَاسْتَخَفّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
- قوله تعالى: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ} - الكلم الطيب
- فاستخف قومه فأطاعوه - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الكهف
( بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ) أي من قِبَلِ الله عز وجل ، والبأس هو العذاب، كما قال تعالىفَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً)(الأعراف: الآية4)، يعني عذابنا، والإنذار: هو الإخبار بما يُخَوِّف. ( وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ) التبشير: الإخبار بما يسر، وهنا نجد أنه حُذِف المَفعول في قوله:{لِيُنْذِر} وذكر المفعول في قوله: { وَيُبَشِّر}، فكيف نقدر المفعول بـ"ينذر"؟ الجواب: نُقدِّرُه في مقابل من يُبَشَّر وهم المؤمنون فيكون تقديره "الكافرين"، وهذه فائدة من فوائد علم التفسير: أنّ الشيء يعرَف بذكر قبيله المقابل له، ومنه قوله تعالى: { فانفروا ثباتا أو انفروا جميعاً} [النساء: 71]. الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب اعراب - حلولي كم. {ثبات}: يعني "متفرقين" والدليل ذكر المقابل له(أو انفروا جميعاً) وقوله تعالى: { الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ} يفيد أنه لا بدَّ مع الإيمان من العمل الصالح، فلا يكفي الإيمان وحده بل لا بد من عمل صالح. ؛ ولهذا قيل لبعض السلف: "أليس مِفتاحُ الجنَّة لا إله إلاَّ الله؟" يعني فمن أتى به فُتح له! قال: بلى، ولكن هل يفتحُ المفتاحُ بلا أسنان؟ (الْمُؤْمِنِين) الذين آمنوا بما يجب الإيمان به، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم ما يجب الإيمان به لجبريل حين سأله عن الإيمان فقال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشرِّه" [1] ( الذين يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ) يعني يعملون الأعمال الصالحات، ومتى يكون العمل صالحاً؟ الجواب: لا يمكن أن يكون صالحاً إلاَّ إذا تضمن شيئين: 1 الإخلاص لله تعالى: بألا يقصد الإنسان في عمله سوى وجه الله والدار الآخرة.
الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب اعراب - حلولي كم
8- لم ينزل الكتاب على النبي صلى الله عليه وسلم مكتوبًا، والله عز وجل يقول: (أنزل على عبده الكتاب) وفيه إشارة إلى كون القرآن سيكتب ويظل محفوظًا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وابتدأت رحلة الكتاب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه أن يكتبوه في الألواح والرقاع واللِّخاف والعُسب. 9- اجتماع الكمالات المبثوثة في كتب المرسلين في هذا الكتاب العظيم؛ بدلالة (أل) الدالة على الكمال في قول الحق سبحانه: (الكتاب). 10- في قوله سبحانه: (أنزل) إثبات علو الله سبحانه وبحمده. 11- انتفاء مطلق الميل والزيغ في هذا الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ودل على ذلك الفعل المضارع المنفي (ولم يجعل) والنكرة في سياق النفي الدال على العموم في قول الحق سبحانه: (ولم يجعل له عوجًا). 12- اختصاص القرآن العظيم بالحفظ من التحريف دون سائر كتبه التي استحفظ عليها خلقه، ودل على ذلك تقديم الجار والمجرور في قوله سبحانه: (ولم يجعل له عوجًا) ولم تكن الآية: ولم يجعل عوجًا له. 13- تقديم نفي العوج على إثبات الاستقامة في القرآن من باب قاعدة: (التخلية قبل التحلية). منحنا الله الفقه في الدين والتدبر لكتابه والعيش مع آياته
وبالله التوفيق.
♦ الآية: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (1). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ﴾ اختلافًا والتباسًا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ﴾ أثنى الله على نفسه بإنعامه على خلقه، وخصَّ رسولَه صلى الله عليه وسلم بالذِّكْر؛ لأن إنزال القرآن عليه كان نِعْمةً عليه على الخصوص، وعلى سائر الناس على العموم ﴿ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ﴾. تفسير القرآن الكريم
لقد طغى فرعون في الأرض وتجبّر، إلا أنّ قومه كانوا يصفقون له، رهبة ورغبة، فيوافقونه في أعماله، ويظهرون له الولاء، ويطيعونه رغم إفساده في الأرض؛ فكانت مظاهر الخنوع هذه مدعاة له لأن يستخف بهؤلاء القوم الذين أطاعوه في المنكر، فلا يقيم لهم وزناً، ولا يعبأ بوجودهم، فازداد طغياناً وتجبراً. إن سكوت قوم فرعون عن ظلمه وطغيانه وكفره، جعلهم من الفاسقين؛ لأنهم أطاعوه في ظلم وكفر. {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ}. ولم يقف الأمر عند حدّ تفسيقهم، بل عمّهم العقاب، فأغرقهم الله أجمعين: فرعون الطاغية، وزبانيته، وكذلك قومه الذين سكتوا عن طغيانه وكفره. فاستخف قومه فأطاعوه سورة. {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ. فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلآخِرِينَ}. إنّ ما حدث لفرعون وقومه عبرة لكل ظالم وطاغية في كل زمان ومكان، وهو أيضاً عبرة لكل شيطان أخرس، ولكل ساكت عن الظلم. لذلك، فإن على الأمة أن تتحرك لقلع جذور الظلم والطغيان، ويحرم عليها السكوت عن الكفر البواح، لأنّ السكوت لا يغير من واقعها المرير، بل يزيد الظالم جرأة على دين الله وعلى طغيانه وبغيه. إنّ الأمة الإسلامية أمة قوية بإيمانها، فإذا جمعت أمرها ووحدت كلمتها، قدرت على إحداث التغيير.
الباحث القرآني
إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا. الباحث القرآني. فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء 97 ـ 99]. ولا عجب أن نسمع هذا النذير النبوي للأمة في هذا الموقف إذ يقول: « إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تُوُدِعَ منهم » رواه أحمد ، ومعنى (تُوُدِعَ منهم) أي: فقدوا أهلية الحياة، وفي بعض الروايات: « وبطن الأرض خير لهم من ظهرها ». فإن المسلم مطالب – بمقتضى إيمانه- ألا يقف موقف المتفرج من المنكر، أيًا كان نوعه: سياسيًا كان أو اقتصاديًا أو اجتماعيًا أو ثقافيًا، بل عليه أن يقاومه ويعمل على تغييره باليد، إن استطاع وإلا فباللسان والبيان، فإن عجز عن التغيير باللسان انتقل إلى آخر المراحل وأدناها، وهي التغيير بالقلب، وهي التي جعلها الحديث: «أضعف الإيمان»
الدعاء
خطبة عن قوله تعالى(فَاسْتَخَفّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
الحرية بمعناها الصحيح راسخة في أحكام الإسلام، وبلغت حداً يصل إلى أصل الدين. فاستخف قومه فأطاعوه - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. إن الذي حكى لنا فضائع اليهود وكفرهم، هو الذي أمرنا بتركهم على الباطل وعدم إجبارهم على تركه، مع دعوتهم بالحسنى للدين الصحيح. والحريةُ كما أنّها شرفٌ فإنها مسؤلية ، فيوم القيامة يُسأل العبدُ عن اختياره، ولا يكفيه عذراً أنّه أطاع وتابع السادة والزعماء، قال تعالى: ((٦٥) یَوۡمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمۡ فِی ٱلنَّارِ یَقُولُونَ یَـٰلَیۡتَنَاۤ أَطَعۡنَا ٱللَّهَ وَأَطَعۡنَا ٱلرَّسُولَا۠ (٦٦) وَقَالُوا۟ رَبَّنَاۤ إِنَّاۤ أَطَعۡنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاۤءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِیلَا۠ (٦٧) رَبَّنَاۤ ءَاتِهِمۡ ضِعۡفَیۡنِ مِنَ ٱلۡعَذَابِ وَٱلۡعَنۡهُمۡ لَعۡنࣰا كَبِیرࣰا (٦٨)﴾ صدق الله العظيم. وفي زمانٍ قرأت المُحاجة بين أهل النار، بين جماعة استُضعفوا والذين تكبروا، وقد جاءت في عدّة مواضع من كتاب الله تعالى منها ما جاءت في سورة غافر قال تعالى: ﴿وَإِذۡ یَتَحَاۤجُّونَ فِی ٱلنَّارِ فَیَقُولُ ٱلضُّعَفَـٰۤؤُا۟ لِلَّذِینَ ٱسۡتَكۡبَرُوۤا۟ إِنَّا كُنَّا لَكُمۡ تَبَعࣰا فَهَلۡ أَنتُم مُّغۡنُونَ عَنَّا نَصِیبࣰا مِّنَ ٱلنَّارِ﴾ صدق الله العظيم [غافر ٤٧] وكنت أفهم دخول الذين استكبروا في جهنم، وأجد في نفسي بعضَ التساؤل والتعاطف تجاه الضعفاء وأقول ما ذنبهم؟!
قوله تعالى: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ} - الكلم الطيب
وقد اطاعوا قوم فرعون على فرعون بجبروته وكبريائه وادعائه الالوهية قال تعالى (قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) منع منهم الحرية والتفكر والاختيار وحرية الرأي هو الذي يختار لهم مما يريد ويهديهم بما يريد فاطاعوه فسماهم الله قوما فاسقين.
فاستخف قومه فأطاعوه - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
حقًّا لقدْ مارس فرعونُ أشدَّ أنواع التنكيل والتعذيب، والقمْع والإرْهاب، والسجن والاعتقالات؛ كل ذلك ليردَّ المؤمنين عن إيمانهم، ودعاةَ الحق عن حقِّهم؛ خوفًا على سُلطانه من الزوال، شأنُه شأنُ كل طاغية جاءَ من بعده؛ ليستبدَّ ويتسلَّط. لا يُريد لغَيْر كلمته أن تُسمَع، ولا لغير رأيه أن يَصِل، سَمْتُه الكبر والاستعلاء، أُسلوبُه الظلم والاستعباد، نهْجُه التنكيل والاستبداد، فلا بأسَ مِن مصادرة الحريَّات والممتلكات، ولا بأسَ أيضًا من هتْك الحُرُمات والأعراض، ما دام كلُّ ذلك سيحفظ له سلطانَه، ويضمن له استمرارَه، ويحفظ له أطيانه. ولم يكتفِ بهذا وحسْبُ، بل بدأ طُغيانُه يَزيد بعدَ أن آمَن لموسى – عليه السلام – السحرةُ مِن قوم فرعون؛ ﴿ قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلاَفٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى ﴾ [طه: 71].
فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ} قال الله سبحانه وتعالى: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ * فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلآخِرِينَ}. (الزخرف: 54- 56) إن الأمة إذا لم تحاسب الحاكم إن أساء، ولم تأخذ على يديه إن ظلم، ولم تقف في وجه انحرافه وفساده، فإنّ ذلك سيجعله يتمادى في ظلمه وبغيه وطغيانه، ويمدّ في عمر نظامه الفاسد. وكلما صفقت الأمة للحاكم رغم ظلمه، أو هتفت باسمه رغم فساده، فإنه يزداد عنجهية ويتمادى في ظلمه وبغيه وعدوانه. لذلك، فإن من علامات الحيوية في الأمة أن تحاسب الحاكم بقوة إذا أفسد أو ظلم، وأن تقف في وجهه إن طغى وبغى، فإن لم تفعل، فقد تودّع منها. عن أبي بكر الصديق قال: يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقابه". (1) وفي رواية قال: "إنّ النّاس إذا رَأَوُا الْمُنْكَرَ لاَ يُغَيِّرُونَهُ، أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بعقابه".