وهنا قسّم النبي صلى الله عليه وسلم الأمور إلى ثلاثة أقسام ، فقال: ( إن الحلال بيّن ، والحـرام بيّن) فالحلال الخالص ظاهر لا اشتباه فيه ، مثل أكل الطيبات من الزروع والثمار وغير ذلك ، وكذلك فالحرام المحض واضحةٌ معالمه ، لا التباس فيه ، كتحريم الزنا والخمر والسرقة إلى غير ذلك من الأمثلة. أما القسم الثالث ، فهو الأمور المشتبهة ، وهذا القسم قد اكتسب الشبه من الحلال والحرام ، فتنازعه الطرفان ، ولذلك خفي أمره على كثير من الناس ، والتبس عليهم حكمه.
- شرح حديث الحلال بين والحرام بين فتح الباري
- حديث الحلال بين والحرام بي بي سي
- شرح حديث الحلال بين والحرام بين
- حق الجار - اختبار تنافسي
- التفريغ النصي - حق الجار - للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي
- حق الجار - ملتقى الشفاء الإسلامي
- حق الجار
شرح حديث الحلال بين والحرام بين فتح الباري
هذه هي الأقسام الثلاثة، فما وضح حله أمره بين ويجوز للإنسان أن يقدم
عليه، وما وضح تحريمه ولا يجوز للإنسان أن يقدم عليه، أما ما اشتبه
أمره فهو موضوع هذا الحديث الذي ذكرنا عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم. وقد ذكر فيه العلماء آراء:
- فمنهم من يقول: أن الذي اشتبه أمره من أعمال الناس أو من الأحكام هو
الذي اختلف فيه العلماء، فمنهم من أباح، ومنهم من منع، أو هو خلاف
الأولى أو هو المكروه.
حديث الحلال بين والحرام بي بي سي
الحنابلة والحنفية يقولون: إن المراد بالقروء في القرآن في قوله تعالى: ﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ﴾ [البقرة: 228]، المراد بها الحيض فإذا طلقها في الطهر ثم حاضت حيضة، ثم طهرت، ثم حاضت الحيضة الثانية، ثم طهرت منها، فلا تحل بالطهر الثالث حتى ترى الحيضة الثالثة. فرعاية الخلاف بين العلماء ورعاية الاحتياط في الفروج، وفي الزواج ينبغي له أن يمشي على مذهب الحنفية والحنابلة فلا يتزوج المرأة المطلقة حتى ترى الحيضة الثالثة بعد طلاقها. وهذا أبعدُ أمدٍ تكون بعده حلالًا على المذاهب كلها. (٦) الحلال بينٌ والحرام بينٌ - الحديث السادس - شرح الأربعين النووية - شريف علي - YouTube. ولا يختلف مسلم مع آخر أنها بعد الحيضة الثالثة يحل العقد عليها والزواج بها. والأخذ بأبعد أمدٍ أبرأ للدين والعرض وأبعد عن ارتكاب الأمر المشتبه وأخذ بنصيحة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «فمَنِ اتَّقَى الشبهاتِ فقد استبرأ لدينِه وعرضِه». ومن هذا الباب ما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسير في طريق فوجد تمرة فأخذها ومسحها وأبى أن يأكلها، عفَّ عنها، وقال لأصحابه: «كُلُوها فلولا أنْ تكونَ من تمرِ الصَّدقةِ لأكلتُها» [2] هذه التمرة في الأصل مجهولة هل هي من الصدقات أم لا؟ ولكن هذا احتیاط وورع من النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يأكلها خشية أن تكون من الصدقة.
شرح حديث الحلال بين والحرام بين
قال ابن تيمية رحمه الله:
فإن الإيمان أصله الإيمان الذي في القلب، ولا بد فيه من شيئين:
تصديق بالقلب، وإقراره ومعرفته، ويقال لهذا: قول القلب، قال الجنيد بن محمد: التوحيد: قول القلب، والتوكل: عمل القلب، فلا بد فيه من قول القلب، وعمله، ثم قول البدن وعمله، ولا بد فيه من عمل القلب، مثل حب الله ورسوله، وخشية الله، وحب ما يحبه الله ورسوله، وبغض ما يبغضه الله ورسوله، وإخلاص العمل لله وحده، وتوكل القلب على الله وحده، وغير ذلك من أعمال القلوب التي أوجبها الله ورسوله، وجعلها من الإيمان. ثم القلب هو الأصل، فإذا كان فيه معرفة وإرادة سَرَى ذلك إلى البدن بالضرورة، لا يمكن أن يتخلف البدن عما يريده القلب؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا وإن في الجسد مضغةً إذا صلَحت صلَح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)) [10]. ذكر العلماء صلاح القلوب في تسعة أشياء:
أحدها: قراءة القرآن بتدبر. ثانيها: خلاء البطن بتقليل الأكل. ثالثها: قيام الليل بالعبادة. شرح حديث الحلال بين والحرام بين. رابعها: التضرع عند السَّحَر. خامسها: مجالسة الصالحين. سادسها: الصمت عما لا يعني. سابعها: العزلة عن أهل الجهل. ثامنها: ترك الخوض في الناس. تاسعها: أكل الحلال.
وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا في قوله: «ألا إن في الجسدِ مضغةً» والمضغة قدر ما يمضغه الإنسان، وهي قطعة صغيرة الحجم، ومع صغر حجم هذه المضغة إلا أن خطرها عظيم ومنفعتها جليلة، وإذا فسدت سببت فساد باقي الأعضاء والجوارح وهذه المضغة هي القلب «إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله». وأسأل الله أن يبصرنا بالهدى، وأن يهدينا إليه، وأن يثبتنا عليه، وأسأله سبحانه وتعالى أن يبصرنا بالضلال، وأن يجنبنا إياه وأن يجعل بيننا وبينه حاجزًا. والحمد لله رب العالمين وصلي الله وسلم على سيدنا محمد. المصدر: «فتاوى ورسائل سماحة الشيخ عبد الرزاق عفيفي» (ص561 - 566)
[1] حديث صحيح: رواه البخاري ( 52)، ومسلم (1099)، وأبو داود (3329)، والترمذي ( 1205)، وأحمد (4/ 267 ، 269) كلهم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما. حديث الحلال بين والحرام بين المللي. [2] حديث صحيح: رواه البخاري ( 2055) ، ( 2431)، ومسلم (1071)، وأحمد ( 3 /119، 132)، وأبو داود ( 1651) كلهم من حديث أنس رضي الله عنه. [3] حديث صحيح: رواه البخاري ( 3472). [4] حديث صحيح: رواه أحمد (1 /200) وابن حبان ( 512، 513) موارد من حديث الحسن بن على رضي الله عنهما.
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله....
أما بعد فيا أيها المسلمون:
إن الناس في حياتهم يستأنس بعضهم ببعض، ويقرب بعضهم من بعض، ولهذا تجد أن الناس منذ أن أنزل الله آدم وزوجه وهم يقطنون متقاربين، ليحمي بعضهم بعضًا، ويأنس بعضهم ببعض، ويتعلم بعضهم من بعض، ويستفيد بعضهم من بعض، ولما كان ذلك مما فطر الله عليه الناس، نظم لهم ذلك في الشريعة، فحث على تطبيق حقوق الجار، ومن هذا المنطلق سنتحدث في هذه الخطبة عن حقوق الجار التي عُدم كثيرٌ منها في هذه الأزمان، وقل في الناس من يراعي حقوق الجار كما يريد الله –سبحانه- منا. معاشر المسلمين: لقد ذكر الله حق الجار في القرآن، لعظيم شأنه فقال: ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ) [النساء: 36]. قال ابن حجر: " والجار القريب من بينهما قرابة والجار الجنب بخلافه، وهذا قول الأكثر وأخرجه الطبري بسند حسن عن ابن عباس، وقيل: الجار القريب المسلم، والجار الجنب غيره، وأخرجه أيضًا الطبري عن نوف البكالي أحد التابعين، وقيل: الجار القريب المرأة والجنب الرفيق في السفر ".
حق الجار - اختبار تنافسي
أيها المؤمنون إن حقوق الجار كثيرة عديدة وهي في الجملة دائرة على ثلاثة حقوق كبرى: الإحسان إليهم، وكف الأذى عنهم، واحتمال الأذى منهم. حق الجار - اختبار تنافسي. أما الحق الأول فإنه الإحسان إلى الجيران فقد أمر الله - سبحانه وتعالى - بذلك في كتابه فقال - سبحانه -: "وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ"(3). وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره))(4) وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بإكرام الجار وجعل ذلك من لوازم الإيمان فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره))(5). أيها المؤمنون إن من الإحسان إلى الجيران سلامة القلب عليهم، وحب الخير لهم، ففي البخاري ومسلم من حديث أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه))(6) وفي هذا تأكيد حق الجار وأن الذي لا يحب لجاره ما يحب لنفسه من الخير فإنه ناقص الإيمان وفي هذا غاية التحذير ومنتهى التنفير عن إضمار السوء للجار قريباً كان أو بعيداً.
التفريغ النصي - حق الجار - للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي
اهـ. وقال: " اختُلف في حد الجوار فجاء عن علي -رضي الله عنه- من سمع النداء فهو جارٌ، وقيل: من صلى معك صلاة الصبح في المسجد فهو جار، وعن عائشة: " حد الجوار أربعون دارا من كل جانب "، وعن الأوزاعي مثله، وأخرج البخاري في الأدب المفرد مثله عن الحسن. وللطبراني بسند ضعيف عن كعب بن مالك مرفوعا: " ألا إن أربعين دارًا جار "، وأخرج ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب " أربعون دارًا عن يمينه وعن يساره ومن خلفه ومن بين يديه "، وهذا يحتمل كالأولى، ويحتمل أن يريد التوزيع فيكون من كل جانب عشرة ". اهـ. معاشر المؤمنين: إن كل من أطلق عليه اسم الجار فله حق أيًّا كان جنسه ونوعه. قال أهل العلم: واسم الجوار يعم المسلم والعدل والقريب والبلدي والنافع وأضدادهم، وله مراتب بعضها أعلا من بعض، فأعلاها من جمع صفاتِ الكمال ثم أكثرَهَا. اهـ. حق الجار. ومن فضل الجار أن الشارع الحكيم جعله ميزانا يُوزن به الجار صلاحه وفساده، أخرج أحمد من حديث ابن مسعود قال -صلى الله عليه وسلم-: " إذا سمعت جيرانك يقولون: قد أحسنتَ فقد أحسنت، وإذا سمعتهم يقولون: قد أسأت فقد أسأت ".
أخرج الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره ".
حق الجار - ملتقى الشفاء الإسلامي
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي أمرنا بالبر والصلة والإحسان، أحمده سبحانه وتعالى جعل للجار حقًّا على جاره حتى وإن كان من أهل الكفر والفسوق والعصيان، وذلك بدعوة الكافر إلى عبادة الملك الديان، والنصيحة للمسلم بقدر الإمكان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الهادي إلى صراط الله المستقيم بأحسن بيان، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان. أما بعد:
فيا عباد الله: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الدين ليس مجرد زعم قائل أو متقوِّل بقوله عقيدة تستقر في ضميره ويخالفها العمل، ولا شعائر تقام دون أن يكون لذلك كله أثره في سلوك الإنسان في كل أعماله وتصرفاته ومجالات حياته، فقد أقام الإسلام قواعد ثابتة للتنظيم العائلي والاجتماعي تحدد علاقات الناس بعضهم ببعض، وترسم لكل فرد في المجتمع حقوقًا وواجبات منبثقة من العقيدة الأساسية التي ينبثق منها كل صالح وصواب في العبادات والتصورات والعلاقات بكل صورها وأشكالها. ومن جملة تلك الحقوق العظيمة حقوق الجار التي أمر الله بها رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم-، جاءت مؤكدة بالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، يقول الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: ( وَعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِلْولِدَيْنِ إِحْسَـانًا وَبِذِى الْقُرْبَى وَلْيَتَـامَى وَلْمَسَـاكِينِ وَلْجَارِ ذِى الْقُرْبَى وَلْجَارِ الْجُنُبِ وَلصَّـاحِبِ بِلجَنْبِ وَبْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَـانُكُمْ) [النساء:36]، فاسمعوا وعُوا وتدبروا والتزموا.
حق الجار
وكان علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين يتعاهد الفقراء من جيرانه إذا ناموا؛ فيأتي يتحسس، فإذا فقد الصوت وضع الدنانير والدراهم عند رءوسهم، أو وضع لهم الطعام أمام بيوتهم، فكانوا يفيقون ولا يدرون من ينفق عليهم، فلما مات انقطعت النفقة، فعرفوا أنه هو الذي كان ينفق عليهم. وكذلك فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان له جار من الأنصار، فكان من شدة التصاقه به وتعاونه معه، أن الأنصاري كان يذهب يوماً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ويشهد معه طيلة النهار، ويبقى عمر في مزرعته ومزرعة الأنصاري وأهلهم، يخدمهم جميعاً، ثم إذا كان اليوم الآخر ذهب عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وخالفه الأنصاري في مزرعته وأهل بيته، فيتعاونان هذا التعاون بالمياومة، يوم لهذا ويوم لهذا، وحديث عمر في ذلك في قصة إيلاء النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح.
(11) أخرجه البخاري في الأدب برقم 6020. (12) أخرجه البخاري في كتاب الأدب برقم 6018 وأخرجه مسلم في الإيمان برقم 47. (13) أخرجه البخاري في الأدب برقم 6016. (14) أخرجه مسلم في الإيمان برقم 46. (15) أخرجه البخاري في تفسير القرآن برقم4477 وأخرجه مسلم في الإيمان برقم 86. (16) أخرجه أحمد من حديث المقداد بن الأسود برقم 23342. (17) أخرجه أحمد من حديث أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - (رقم 21020).