قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (8) وقوله تعالى: ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون) كقوله تعالى في سورة النساء: ( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة) [ النساء: 78] وفي معجم الطبراني من حديث معاذ محمد بن محمد الهذلي ، عن يونس ، عن الحسن ، عن سمرة مرفوعا: " مثل الذي يفر من الموت كمثل الثعلب تطلبه الأرض بدين ، فجاء يسعى حتى إذا أعيا وانبهر دخل جحره ، فقالت له الأرض: يا ثعلب ديني. فخرج له حصاص ، فلم يزل كذلك حتى تقطعت عنقه ، فمات ".
- قل إن الموت الذي تفرون من أجل
- حديث عن العفو عند المقدرة
- العفو عند المقدرة من شيم الكرام
قل إن الموت الذي تفرون من أجل
استنبط فائدتين من قوله تعالى: (قل إن الموت الذي يفرون منه فإنه ملاقيكم). ونقدم لكم الإجابة الصحيحة والمتضمنة في سؤال من أسئلة كتاب التفسير ستجدونها عبر السطور القادمة: إن الموت نهاية كل حي. يجب العمل للحساب بعد الموت.
قال المناوي (ت: 1031هـ): أمرهم مع طاعتهم بالتوبة لئلا يعجبوا بطاعتهم فيصير عُجْبهم حُجُبهم، فساوى فيه الطائع العاصي، ووصفهم بالإيمان لئلا تتمزق قلوبهم من خوف الهجران، فتوبة العوام من الذنوب ، وتوبة الخواص من غفلة القلوب ، وتوبة خواص الخواص مما سوى المحبوب، فذنب كل عبد بحسبه ( [4]). قال ابن قدامة المقدسي (ت: 689هـ): والإجماع منعقد على وجوب التوبة، لأن الذنوب مهلكات مبعدات عن الله تعالى، فيجب الهرب منها على الفور. والتوبة واجبة على الدوام، فإن الإنسان لا يخلو عن معصية، لو خلا عن معصية بالجوارح لم يخل عن الهم بالذنب بقلبه، وإن خلا عن ذلك، لم يخل عن وسواس الشيطان بإيراد الخواطر المتفرقة المذهلة عن ذكر الله تعالى، لو خلا عنه لم يخل عن غفلة وقصور في العلم بالله تعالى وصفاته وأفعاله، وكل ذلك نقص، ولا يسلم أحد من هذا النقص، وإنما الخلق يتفاوتون في المقادير، وأما أصل ذلك، فلا بد منه.... ؟ ومتى اجتمعت شروط التوبة كانت صحيحة مقبولة، قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} [الشورى: 25] ( [5]). ثانيًا: المحافظة على أداء الفرائض واجتناب المحرمات يجب على المسلم أن يستعد للموت بالمحافظة على أداء ما افترضه الله عليه، ولا شك أن من أعظم الفرائض عند الله وأحبها إليه أركان الإسلام الخمس ، وأخص بالذكر هنا الصلاة ، لتهاون بعض الناس فيها جهلا او تكاسلا ، فهي عمودُ الدِّينِ وأهمُّ أَركانِ الإسلامِ بَعدَ الشَّهادتَينِ، وقد أمَرَ اللهُ تعالى بالمحافظةِ عَليها في كلِّ حالٍ؛ حضَرًا وسفَرًا، سِلمًا وحَرْبًا، صِحَّةً ومرضًا ،ُ وهي وَصيَّةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الأخيرةُ لأُمَّتِه، تَنهَى عنِ الفَحشاءِ والمُنكَرِ ، كَفَّارةٌ للذُّنوبِ ، تعين المسلم على تخفيف هموم الدنيا وأحزانها.
قال الدكتور علي جمعة ، عضو هيئة كبار العلماء، إن العفو عند المقدرة خلق نحتاج إليه في عصرنا هذا، لافتًا إلى أن الناس يطالبون بحقوقهم بنظام يخرجهم من النظام الإنسانى. وأضاف عضو هيئة كبار العلماء خلال تقديم برنامج «القرآن العظيم» المذاع عبر قناة «صدى البلد»، أن سورة يوسف تشمل العفو من عظيم بيده سلطة وهو سيدنا يوسف، أمام أناس ارتكبوا جريمة نكراء عبر العصور (خطف الأطفال، وتعريض النفس البشرية لموت، والكذب على أبيهم، وحرمان أسرة من ابنها؛ جرائم كثيرة في حادثة اختطاف سيدنا يوسف). وتابع أن الله أمرنا بالعفو والصفح «وهناك أناس يتشبثون بإشفاء الصدر من الغيظ؛ وربنا يقول والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين»، مؤكدًا أن هناك الكثير ممن يعفو ويصفح ويمتثل لرسول الله حين قال إن أعظم جرعة يكظمها المسلم هي جرعة غيظ. وأوضح أن الشديد من يملك نفسه عند الغضب، وأن العفو يولد الخير فأخوة يوسف اعترفوا بالذنب واستغفروا عنه واعتذروا وأقلعوا عنه أيضًا «قيل بعد ذلك أنهم الأسباط الذين جاءوا في قصة سيدنا موسى»، لافتًا إلى أن من يعفو وهو قادر شيء عظيم؛ لأنه عفو من القلب.
حديث عن العفو عند المقدرة
انشاء عن العفو عن الاساءة شجاعه، جاءت كلمة العفو من قوله تعالى " خذِ العَفْوَ وأْمرْ بالعرْفِ وأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ، و نتبين أن العفو عن الاساءة من ضمن الأمور التي حث عليها الدين الإسلامي، فقد أمر الله تعالى والنبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بالعفو عن الظالمين والجاهلين، وكذلك فان العفو عن الاساءة له أثر كبير في حياة ونفوس المسلمين حيث أن في العفو رحمة بالمسيء، حيث يساهم العفو عن الاساءة في توثيق الروابط الاجتماعية التي تتعرض للوهن والانفصام تبعا للإساءة. يعتبر التعبير وسيلة من وسائل الاتصال بين الأفراد، حيث يساهم التعبير في معرفة مكنوزات الروح وكل ما يتدارى فيها، حيث يمكن من خلال التعبير التحدث عن الأمور التي تشغل البال والتطرق للمواضيع التي تأخذ مساحة كبيرة من حياة الإنسان، حيث أن التعبير عن الكثير من الأمور التي تشغل بال الإنسان يساهم في نفثها عن روحه، ولهذا نرفق فيما يلي موضوع تعبير عن العفو عند المقدرة.
العفو عند المقدرة من شيم الكرام
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإحضار هذه اليهودية، وسألها: (لم فعلتِ ذلك؟ فقالت: أردتُ قتلك. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (ما كان الله ليسلطكِ عليّ). وأراد الصحابة أن يقتلوها، وقالوا: أفلا نقتلها؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (لا)، وعفا عنها. (متفق عليه). * حكى لنا القرآن الكريم مثالاً رائعًا في قصة نبي الله يوسف - عليه السلام - مع إخوته، بعد أن حسدوه لمحبة أبيه له، فألقوه في البئر ليتخلّصوا منه، وتمرُّ الأيام ويهب الله ليوسف - عليه السلام - الملك والحكم، ويصبح له القوة والسلطان بعد أن صار وزيرًا لملك مصر. وجاء إليه أخوته ودخلوا عليه يطلبون منه الحبوب والطعام لقومهم، ولم يعرفوه في بداية الأمر، ولكن يوسف عرفهم ولم يكشف لهم عن نفسه، وتردّدوا عليه أكثر من مرة، وفي النهاية عرَّفهم يوسف بنفسه، فتذكّروا ما كان منهم نحوه، فخافوا أن يبطش بهم، وينتقم منهم؛ لما صنعوا به وهو صغير، لكنه قابلهم بالعفو الحسن والصفح الجميل، وقال لهم: {لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}. طلب أحد الصالحين من خادم له أن يحضر له الماء ليتوضأ، فجاء الخادم بماء، وكان الماء ساخنًا جداً، فوقع من يد الخادم على الرجل، فقال له الرجل وهو غاضب: أحرقْتَني.
ولذلك فقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم، وبالطبع كل مؤمن رضي يالله رباً وبالنبي رسولاً، أمر بأخذ العفو، وكأن الله يريد أن يجعل العفو منهجاً لنا، نمارسه في كل لحظة، فنعفو عن أصدقاءنا الذين أساؤوا إلينا، نعفو عن زوجاتنا وأولادنا، نعفو عن طفل صغير أو شيخ كبير، نعفو عن إنسان غشنا أو خدعنا وآخر استهزأ بنا… لأن العفو والتسامح يبعدك عن الجاهلين ويوفر لك وقتك وجهدك، وهكذا
يقول تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) [الأعراف: 199]. ومن روائع القصص في الاثر: أن رجلاً لم يعمل في حياته حسنة قط!! تأملوا هذا الرجل ما هو مصيره؟ إلا أنه كان يتعامل مع الناس في تجارته فيقول لغلامه إذا بعثه لتحصيل الأموال: إذا وجدتَ معسراً فتجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عني، فلما مات تجاوز الله عنه وأدخله الجنة، سبحان الله! ما هذا الكرم الإلهي، هل أدركتم كم نحن غافلون عن أبواب الخير، وهل أدركتم كم من الثواب ينتظرنا مقابل قليل من التسامح؟
وأخيراً أيها المؤمنين، هل تقبل بنصيحة الله لك؟؟! إذا أردت أن يعفو الله عنك يوم القيامة فاعفُ عن البشر في الدنيا! يقول تعالى مخاطباً كل واحد منا:
(وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [النور:22]