ومنه قوله تعالى: " وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى " [7] ، وكذلك قوله عز وجل: " أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ " [8]. فالله تعالى يعلم ما نخفيه في صدورنا وما هو مضمر في نفوسنا من أسرار خفية وكل ما يحدث به المرء نفسه، وحتى ما سيحدث به نفسه ولم يحدث بعد فالله يعلمه ، فكيف لا يعلم السر والجهر من أوجد بحكمته وواسع علمه وعظيم قدرته جميع الأشياء، فهو سبحانه يعلم ما هو أخفى من السر والجهر، " إنه عليم بذات الصدور ": [9] وأورد العلامة أبو البركات عبد الله بن محمود النسفي في تفسير هذه الآية: [10] " ظاهره الأمر بأحد الأمرين الإسرار والإجهار، ومعناه لِيَسْتَوِ عندكم إسراركم وإجهاركم في علم الله بهما ( إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)". والله عليم بذات الصدور. ويقول سيد قطب في ظلاله: "والقرآن يعنى بتقرير هذه الحقيقة في الضمير. لأن استقرارها فيه ينشئ له إدراكا صحيحا للأمور، فوق ما يودعه هناك من يقظة وحساسية وتقوى، تناط بها الأمانة التي يحملها المؤمن في هذه الأرض، أمانة العقيدة وأمانة العدالة، وأمانة التجرد لله في العمل والنية.
عرض وقفة أسرار بلاغية | تدارس القرآن الكريم
وَكَانَ مُجَاهِد يَقُول: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة فِي الْمُنَافِقِينَ. 6093 - حَدَّثَنِي بِذَلِكَ مُحَمَّد بْن عَمْرو, قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِم, عَنْ عِيسَى, عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح, عَنْ مُجَاهِد. '
وقال: {ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُون} {الأنعام: 159}. وقال: {وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} {المائدة: 14}. وغيره. فلم ذاك ؟
والجواب: أن ذلك بحسب السياق، فقد يقتضي المقام ذكر (ثم) وقد يقتضي ذكر الفاء. أما قوله: {ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُون} فذلك أن سياق الكلام في الدنيا، ولم يذكر رجوعهم إلى الله، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} {الأنعام: 159}، فأمهل التنبئ. عرض وقفة أسرار بلاغية | تدارس القرآن الكريم. وأما قوله: {وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} {المائدة: 14}، فالكلام أيضًا على من هو في الدنيا ولا تزال مدة طويلة بينهم وبين التنبئ. قال تعالى: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} {المائدة: 14}. فقد قال: {فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} وهذه مدة طويلة تستغرق عمر الدنيا كلها فجاء بـ (سوف).
وبحسب كتاب "محمد بن أبى بكر الصديق.. حياته واحواله زمن الفتنة"، إعداد نضال عباس دويكات، جاء في تاريخ الطبرى في ذكر الخبر عن قتل عثمان بن عفان (ذكر محمد بن عمر، أن عبد الرحمن بن عبد العزيز حدثه عن عبد الرحمن بن محمد، أن محمد بن ابى بكر تسور على عثمان من دار عمرو بن حزم، ومعه كنانة بن بشر بن عتاب، وسودان بن حمران، وعمرو بن الحمق، فوجودا عثمان عند امرأته نائلة وهو يقرأ في المصحف في سورة البقرة، فتقدمهم محمد بن أبى بكر، فأخذ بلحية عثمان، فقال: قد أخزاك الله يا نعثل! فقال عثمان:لست بنعثل، ولكنى عبدالله وامير المؤمنين قال محمد: ما اغنى عنك معاوية وفلان وفلان! فقال عثمان: يا ابن أخى، دع عنك لحيتى، فما كان أبوك ليقبض على ما قبضت عليه ، فقال محمد: لو رآك أبى تعمل هذه الأعمال أنكرها عليك، وما أريد بك اشد من قبضتى على لحيتك، قال عثمان: استنصر اللع عليك واستعين به ثم طعن جبينه بمشقص في يده ورفع كنانة بن بشر مشاقص كانت في يده، فوجأ بها في اصل اذن عثمان، فمضت حتى دخلت في حلقة، ثم علاه بالسيف حتى قتله، فقال عبد الحمن: سمعت أبا عون يقول: ضرب كنانة بن بشر جبينة ومقدم رأسه بعمود حديد، فخر لجبينه، فضربة سودان بن حمران المرادى بعد ما خر لجبينه فقتله).
محمد بن ابي بكر عند الشيعة
الأقسام الرئيسية / غير مصنف / تفسير القرآن لأبي بكر: محمد بن الحسن الأصبهاني، المعروف بابن فورك – ج3
شارك الكتاب مع الآخرين بيانات الكتاب رقم المصدر 50 العنوان تفسير القرآن لأبي بكر المؤلف محمد بن الحسن الأصبهاني، المعروف بابن فورك تاريخ النسخ وقف 747 هـ الأوراق 229 ق
الوصف
مراجعات (0)
المراجعات لا توجد مراجعات بعد. كن أول من يقيم "تفسير القرآن لأبي بكر: محمد بن الحسن الأصبهاني، المعروف بابن فورك – ج3"
محمد بن ابي بكر الصديق
وقال أيوب السختياني: "ما رأيت رجلًا أفضل من القاسم". وقال ابن عيينة: "أعلم الناس بحديث عائشة -رضي الله عنها- ثلاثة؛ القاسم، وعروة، وعمرة". وقال عليّ ابن المديني: "كان القاسم بن محمد أفضل أهل زمانه". وروى عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، عن أبيه، قال: "ما رأيت أحدًا أعلم بالسُّنَّةِ من القاسم بن محمد، وما كان الرجل يُعَدُّ رجلًا حتى يعرف السُّنَّةَ، وما رأيتُ أَحَدَّ ذهنًا من القاسم، إن كان ليضحك من أصحاب الشُّبَهِ كما يضحك الفتى". وعن ابن عُيَيْنة قال: "أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة: القاسم، وعروة، وعَمْرَة". وكان الإمام يحيى بن معين يقول: "عبيد الله بن عمر، عن القاسم، عن عائشة: ترجمة مشبَّكة بالذهب" للثقة في هذا الإسناد. قال ابن عون: "كان القاسم ممن يأتي بالحديث بحروفه" وهذا من ضبطه وقوة حفظه أنه كان يذكر نصَّ الحديث بدقة كبيرة، ولا يرويه بالمعنى، مع كون رواية الأحاديث بالمعنى جائزةٌ لمن يُحسن الفهم ويصيغ المعنى كما هو وارد في الحديث وليس بما يُغيِّر معناه. تواضع القاسم
ومن تواضع القاسم بن محمد ما ذكره الإمام ابن إسحاق حين قال: "رأيت القاسم بن محمد يصلي، فجاء أعرابي، فقال: أيما أعلم، أنت أم سالم؟
فقال: سبحان الله، كل سيخبرك بما عَلِمَ.
محمد بن ابي بكر الرازي مختار الصحاح
فتركه وخرج، وقيل: بل طعن جبينه بمشقص كان في يده، والأول أصح). كما استعرض الكتاب في هذا السياق قول الشيخ الألبانى قوله (الروايات التي وردت في اتهام محمد بن ابى بكر الصديق في قتل عثمان رضى الله عنه لم يصح منها إلا أنه دخل عليه فوعظه عثمان رضى الله عنه، فخرج وتركه، وهذه الرواية اتلى رواها ابن عبد البر في كتابه "الاستيعاب بإسناد حسن". وأضاف الكتاب عدد من الروايات التي تبين أن محمد بن ابى بكر لم يشارك في قتل عثمان بن عفان، وانه قد خرج بعد ان وعظة عثمان، ومن هذه الروايات ما ورد عن كنانة موالى صفية بنت يحى بن اخطب رش الله عنها (قال: شهدت مقتل عثمان، فأخرج من الدار امامى أربعة من شبان قريش ملطخين بالدم محمولين، كانوا يدرءون عن عثمان رضى الله عنه: الحسن بن على، وعبدالله بن الزبير، ومحمد بن حاطب، ومروان بن الحكم، وقال محمد بن طلحة: فقلت له: هل ندى محمد بن أبى بكر بشئ من دمه؟ قال: معاذ الله! دخل عليه، فقال له عثمان: يا بن أخى، لست بصاحبى، وكلمه بكلام، فخرج ولم يند بشئ من دمه، قال: فقلت لكنانة: من قتله؟ قال: قتله رجل من اهل مصر، يقال له جبلة بن الأيهم، ثم طاف بالمدينة ثلاثا يقول: أنا قاتل نعثل). ويؤكد الكتاب أن هذه الروايات الأخيرة تدل على براءة محمد بن أبى بكر من دم عثمان رضى الله عنه، كما تبين أن سبب تهمته هو دخوله عليه قبل القتل، ومن ثم خرج بعد أن وعظه عثمان كما تبين، كما يدعم القول ببراءة محمد بن أبى بكر الصديق من دم عثمان جملة من المور الأخرى، فقد ثبت عن على بن أبى طالب رضى الله عنه أنه قد ولى محمد بن أبى بكر الصديق ولاية مصر بعد مقتل عثمان رضى الله عنه، وفى نفس الوقت ثبت عن على رضى الله عنه انه لعن قتله عثمان بالجملة، حيث قال لطلحة بن عبيد الله في حوار بينهما "يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلموان أن الله هو الحق المبين"، ياطلحة، تطلب بدم عثمان رضى الله عنه!
القاسم بن محمد بن ابي بكر
كما كان الشيخ يعتمد على أسلوب فريد للإقناع والحجَّة، بالاستعانة بالأمثال الواقعية للإفهام والتغيير. حفظت كتب السير كثيرا منها. بعض منجزاته [ عدل]
بناؤه لمسجد فرسطاء، ولا تزال آثاره باقية للعيان. إسكاته لفتنة الفرقة السكاكية، التي سعى لإشعالها أباد الله السكَّاك. إصلاح قبيلة بني ورزمار. إقناع سكَّان بلدة «أغرم نتلزضيت» بالمذهب الإباضي ، وقد كانوا قبل على الاعتزال. تلاميذه [ عدل]
يعدُّ تلاميذ الشيخ بالمئات، من بلدان شَتى، ولعلَّ من أوائلهم: زكرياء ويونس ابنا أبي زكرياء. ومن أبرزهم ابنه أبو العباس أحمد، وأبو بكر بن يحيى، ويعقوب بن يعدل، ومصالة بن يحيى، وأبو الربيع سليمان بن يخلف المزاتي الذي كان رديفه في سلسلة نسب الدين. مؤلفاته [ عدل]
أوَّل من ذكر من كتَّاب السير بأنَّ لأبي عبد الله تآليف هو أبو زكرياء يحيى بن أبي بكر، في قوله: «وله في كلِّ فنٍّ تآليف كثيرة»، وتبعه في هذه المقولة الدرجيني في طبقاته والشماخي في السير: «له في كلِّ فنٍّ تآليف كثيرة، أكثرها في الحجج والبرهان، لأنه كان فيها ركن الأركان، وله في الأخلاق حكم وأقوال». غير أنهم لم يوردوا لنا ولو عنوانا واحدا من كتبه، والناظر في التراث الإباضي من كتب السير والفقه والعقيدة، يجدها تعجُّ بآرائه وحكمه؛ ومن ثمَّ يتضح لنا أنَّ أبا عبد الله لم يؤلِّف كتبا لقصد التأليف، وإنما جمع له تلامذته فتاويه وحكمه وأخذها عنهم المؤلِّفون لتعرف فيما بعد بتآليف أبي عبد الله.
مجموعة من الطبعات المختلفة من الكتاب يوجد عشرات وربما مئات من الطبعات والتنقيحات من هذا الكتاب وتم طباعة قسم كبير من هذه النسخ في مطابع و دور ومكتبات العراق ولبنان وسوريا ومصر. مختار الصحاح طبعة دار الكتاب العربي 1981 مختار الصحاح طبعة مكتبة لبنان، طبعت هذه النسخة عام 1989م مختار الصحاح طبعة المكتبة العصرية - الدار النموذجية - بيروت، طبعت هذه النسخة عام 1999م مختار الصحاح طبعة دار الفيحاء ودار المنهل - دمشق. مختار الصحاح طبعة بيت الأفكار الدولية عدد الصفحات (351). مختار الصحاح طبعة دار السلام. مختار الصحاح طبعة دار الجيل، طبعت هذه النسخة عام 1987م عدد الصفحات (748) الوزن (425) غرام القياس (16 × 12)سم. المصدر: