وسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر. سورة الأعراف قراءة جميلة هادئة خاشعة الشيخ خالد الجليل قرآن - YouTube
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - القول في تأويل قوله تعالى "واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر "- الجزء رقم13
وقيل هي ( طبرية) وكانت طبرية تدعى بحيرة طبرية ، وقد قال المفسرون: إن هذه القصة التي أشير إليها في هذه الآية كانت في مدة داود. وأطلقت القرية على أهلها بقرينة قوله: إذ يعْدُون} أي أهلها. والمراد السؤال عن اعتدائهم في السبت بقرينة قوله: { إذ يعدون في السبت} الخ فقوله: { إذ يعدون في السبت} بدل اشتمال من القرية وهو المقصود بالحكم. فتقدير الكلام: وأسألهم إذ يعدُو أهل القرية في السبت و { إذْ} فيه اسم زمان للماضي ، وليست ظرفاً. والعدوان الظلم ومخالفة الحق ، وهو مشتق من العدوْ وبسكون الدال وهو التجاوز. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - الآية 163. والسبت علم لليوم الواقع بعد يوم الجمعة ، وتقدم عند قوله تعالى: { وقُلنا لهم لا تَعدُوا في السبت} في سورة النساء ( 154). واختيار صيغة المضارع للدلالة على تكرر ذلك منهم. وتعدية فعل يعدون} إلى { في السبت} مؤذن بأن العدوان لأجل يوم السبت ، نظراً إلى ما دلت عليه صيغة المضارع من التكرير المقتضي أن عدوانهم يتكرر في كل سبت ، ونظراً إلى أن ذكر وقت العدوان لا يتعلق به غرض البليغ ما لم يكن لذلك الوقت مزيد اختصاص بالفعل فيعلم أن الاعتداء كان مَنوطاً بحق خاص بيوم السبت ، وذلك هو حق عدم العمل فيه ، إذ ليس ليوم السبت حق في شريعة موسى سوى أنه يحرم العمل فيه ، وهذا العمل هو الصيد كما تدل عليه بقية القصة.
وسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر - Youtube
15255 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن أبي بكر الهذلي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس: " واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر " ، قال: هي أيلة. 15256 - حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال ، حدثني معاوية ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قال: هي قرية على شاطئ البحر ، بين مصر والمدينة ، يقال لها: " أيلة ". [ ص: 181]
15257 - حدثنا موسى بن هارون قال ، حدثنا عمرو قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي قال: هم أهل أيلة ، القرية التي كانت حاضرة البحر. 15258 - حدثني الحارث قال ، حدثنا أبو سعد ، عن مجاهد في قوله: " واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر " ، قال: أيلة. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - القول في تأويل قوله تعالى "واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر "- الجزء رقم13. وقال آخرون: معناه: ساحل مدين. 15259 - حدثنا بشر بن معاذ قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة: " واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر " الآية ، ذكر لنا أنها كانت قرية على ساحل البحر ، يقال لها أيلة. وقال آخرون: هي مقنا. 15260 - حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد في قوله: " واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر " ، قال: هي قرية يقال لها " مقنا " ، بين مدين وعينوني. [ ص: 182]
وقال آخرون: هي مدين. 15261 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة قال ، حدثني محمد بن إسحاق ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال: هي قرية بين أيلة والطور ، يقال لها " مدين ".
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - الآية 163
فالمقصود من الآية الموعظة والعبرة وليست منة عليهم ، وقرينته قوله تعالى: { كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون} أي نمتحن طاعتهم بتعريضهم لداعي العصيان وهو وجود المشتهى الممنوع. وجملة { كذلك نبلوهم} مستأنفة استئنافاً بيانياً لجواب سؤال من يقول: ما فائدة هذه الآية مع علم الله بأنهم لا يَرعوون عن انتهاك حرمة السبت. والإشارة إلى البلوى الدال عليها { نبلوهم} أي مثل هذا الابتلاء العظيم نبلوهم ، وقد تقدم القول في نظيره من قوله تعالى: { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً} في سورة البقرة ( 143). وسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر - YouTube. وأصل البلوى الاختبار ، والبلوى إذا أسندت إلى الله تعالى كانت مجازاً عقلياً أي ليبلَو الناس تمسكهم بشرائِع دينهم. والباء للسببية و ( ما) مصدرية ، أي بفسقهم ، أي توغلهم في العصيان أضراهم على الزيادة منه ، فإذا عرض لهم داعِيهِ خفُّوا إليه ولم يرقبوا أمر الله تعالى.
؎لَشَتّانَ ما بَيْنَ اليَزِيدَيْنِ في النَّدى ∗∗∗ يَزِيدِ سُلَيْمٍ والأغَرِّ ابْنِ حَـاتِـمٍ
وعَلى الوَجْهَيْنِ يَجُوزُ في قَوْلِهِ ﴿ويَوْمَ لا يَسْبِتُونَ﴾ أنْ يَكُونَ المَعْنى والأيّامَ الَّتِي لا يَحْرُمُ العَمَلُ فِيها، أيْ أيّامَ الأُسْبُوعِ، لا تَأْتِي فِيها الحِيتانُ، وأنْ يَكُونَ المَعْنى وأيّامَ السُّبُوتِ الَّتِي اسْتَحَلُّوها فَلَمْ يَكُفُّوا عَنِ الصَّيْدِ فِيها يَنْقَطِعُ فِيها إتْيانُ الحِيتانِ، ولا يَخْفى أنْ لا يُثارَ هَذا الأُسْلُوبُ في التَّعْبِيرِ عَنِ السَّبْتِ خُصُوصِيَّةٌ بَلاغِيَّةٌ، تَرْمِي إلى إرادَةِ كِلا المَعْنَيَيْنِ. (p-١٥٠)فالمَقْصُودُ مِنَ الآيَةِ المَوْعِظَةُ والعِبْرَةُ ولَيْسَتْ مِنَّةً عَلَيْهِمْ، وقَرِينَتُهُ قَوْلُهُ - تَعالى - ﴿كَذَلِكَ نَبْلُوهم بِما كانُوا يَفْسُقُونَ﴾ أيْ نَمْتَحِنُ طاعَتَهم بِتَعْرِيضِهِمْ لِداعِي العِصْيانِ وهو وُجُودُ المُشْتَهى المَمْنُوعِ. وجُمْلَةُ ﴿كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ﴾ مُسْتَأْنَفَةٌ اسْتِئْنافًا بَيانِيًّا لِجَوابِ سُؤالِ مَن يَقُولُ: ما فائِدَةُ هَذِهِ الآيَةِ مَعَ عِلْمِ اللَّهِ بِأنَّهم لا يَرْعَوُونَ عَنِ انْتِهاكِ حُرْمَةِ السَّبْتِ.
تفسير: (واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت …)
♦ الآية: ﴿ وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الأعراف (163). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ واسألهم ﴾ يعني: سؤال توبيخٍ وتقريرٍ ﴿ عن القرية ﴾ وهي أيلة ﴿ التي كانت حاضرة البحر ﴾ مُجاورته ﴿ إذ يعدون في السبت ﴾ يظلمون فيه بصيد السَّمك ﴿ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا ﴾ ظاهرة على الماء ﴿ ويوم لا يسبتون ﴾ لا يفعلون ما يفعل في السَّبت يعني: سائر الأيام ﴿ لا تأتيهم ﴾ الحيتان ﴿ كذلك ﴾ مثل هذا الاختبار الشَّديد ﴿ نبلوهم ﴾ نختبرهم ﴿ بما كانوا يفسقون ﴾ بعصيانهم الله أَيْ: شدَّدتُ عليهم المحنة لفسقهم ولمَّا فعلوا ذلك صار أهل القرية ثلاث فلاق: فرقةٌ صادت وأكلت وفرقةٌ نهت وزجرت وفرقةٌ أمسكت عن الصَّيد. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله تعالى: ﴿ وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ ﴾، أَيْ: سَلْ يَا مُحَمَّدُ هَؤُلَاءِ الْيَهُودَ الَّذِينَ هُمْ جِيرَانُكَ، سُؤَالَ تَوْبِيخٍ وَتَقْرِيعٍ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ، أَيْ: بِقُرْبِهِ.
عدد الصفحات: 17 عدد المجلدات: 1
تاريخ الإضافة: 15/12/2020 ميلادي - 1/5/1442 هجري
الزيارات: 4685
يحتوي الكتيبُ على مجموعة من الأذكار مصحوبةً بالترجمة إلى اللغة الإنجليزية، وهذه الأذكار ينبغي على كل مسلم أن يردِّدها دائمًا في كل وقت، في الصباح والمساء، وعدد هذه الأذكار 27 ذكرًا. تبدأ بــ ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوالْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ... ﴾ [البقرة: 255] حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظٌ، ولا يقرَبك شيطانٌ حتى تُصبح، تقرأه مرة في الصباح ومرة في المساء؛ (صحيح البخاري). وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب. وتنتهي بـ ـ(اللَّهمَّ عالمَ الغيبِ والشَّهادةِ، فاطرَ السَّماواتِ والأرضِ، ربَّ كلِّ شيءٍ ومليكَهُ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ، أعوذُ بِكَ من شرِّ نفسي وشرِّ الشَّيطانِ وشركِهِ، قلهُ إذا أصبحتَ، وإذا أمسيتَ، وإذا أخذتَ مضجعَكَ)؛ (صحيح الألباني).
وسبح بحمد ربك حين تقوم
… أى: اذكر الله في هذه الأوقات، طمعا ورجاء أن تنال عند الله ما به ترضى نفسك ويسر قلبك. ويقول الشيخ الشعراوي رحمه الله حول هذه الآية: " أي: سبح تسبيحاً دائماً مُتوالياً، كما أنّ نعمَ الله عليك متوالية لا تنتهي، فكلُّ حركة من حركاتك نعمة، النوم نعمة، والاستيقاظ نعمة، الأكل نعمة، والشرب نعمة، البصر والسمع، كل حركة من حركات الأحداث نعمة تستحق الحمد، وكل نعمة من هذه ينطوي تحتها نِعَم. ويذكر سبحانه الغاية من التسبيح، فيقول {لَعَلَّكَ ترضى} [طه: 130] ونلحظ أن الحق سبحانه يحثُّ على العمل بالنفعية، فلم يقُل: لعلِّي أرضى، قال: لعلك أنت ترضى، فكأن المسألة عائدة عليك ولمصلحتك. شاهد وسبح بحمد ربك (فلينظر الإنسان مما خلق ) - منتديات كرم نت. والرضا: أنْ تصلَ فيما تحب إلى ما تؤمِّل، والإنسان لا يرضى إلا إذا بلغ ما يريد، وحقّق ما يرجو. لذلك فالحق سبحانه وتعالى يقول في الحديث القدسي كما روى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إن الله يتجلى على خَلْقه في الجنة: يا عبادي هل رضيتم؟ فيقولون: وكيف لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تُعْطِ أحداً من العالمين، قال: أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا رب، وهل يوجد أفضل من ذلك؟ قال: نعم، أُحِلُّ عليكم رضواني فلا أسخط بعده عليكم أبداً».
وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها
ومع هذا التناغم الفريد للكائنات، والتكامل العجيب بينها، وهذه الصور المبهرة منها مجتمعة، ومع أهمية هذه العبادة العظيمة، فقد شذ بعض البشر بسبب غفلتهم، وتخلفوا بسبب عنادهم، بإعراضهم عن ذكر ربهم جل وعلا، ورضوا بأن يكونوا مِنَ الْغَافِلِينَ..
قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [5]. أي: ولا تكن من اللاهين - إذا قرئ القرآن - عن عظاته وعبره، وما فيه من عجائبه، ولكن تدبر ذلك وتفهَّمه، وأشعِره قلبك بذكر الله، وخضوعٍ له، وخوفٍ من قدرة الله عليك، إن أنت غفلت عن ذلك. [1] سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الآية/ 41
[2] سُورَةُ الرُّومِ: الْآيَة/ 1
[3] سُورَةُ الْأَحْزَابِ: الْآيَة/ 41، 42
[4] سُورَةُ ص: الْآيَة/ 18، 19
[5] سُورَةُ الْأَعْرَافِ: الآية/ 205
مرحباً بالضيف
وسبح بحمد ربك بالعشي والابكار
الثاني: يطلق على الصلاة، قال الله تعالى ﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ﴾ [طه: 130]. يفسرها قول النبي عليه الصلاة والسلام «…إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، فَافْعَلُوا» ثُمَّ قَالَ: «وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا» [رواه البخاري: 573، ومسلم: 633] وفي رواية مسلم أن قارئها راوي الحديث جرير بن عبدالله الصحابي رضي الله عنه. وسبح بحمد ربك بالعشي والابكار. الثالث: يطلق على الدعاء، ومنه قول الله تعالى ﴿ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللهُمَّ ﴾ [يونس: 10] ومنه أيضا قوله تعالى ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87]. يفسره قول النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ ".
﴿ وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ ﴾
قال اللهُ تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ ﴾ [1]. تأمل العلةَ في تخصيص هذين الوقتين - الْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ - بالتسبيح، هنا: ﴿ وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ ﴾، وفي قوله تعالى: ﴿ فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴾ [2]. وهما الوقتان اللذان أمر اللهُ تعالى المؤمنين بالتسبيح فيهما؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا ﴾ [3]. والحكمة في ذلك أنَّ الْعَشِيَّ آخِرُ النَّهَارِ، وَالإبْكَارُ أولُ النَّهَارِ، فيفتتحُ المسلمُ يومَه بِالتَّسْبِيحِ، ويختمُهُ بِالتَّسْبِيح. ومن كان كذلك كان منسجمًا مع جميع الكائنات في تسبيحها لله تعالى؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ ﴾ [4]. وسبح بحمد ربك حين تقوم. ولما كان الصباح والمساءُ يتجددان كل لحظة على وجه الأرض بسبب دورانها، ولا يخلو موضع فيها أن يكون الوقت فيه أول النهار، أو آخره، لذا كان التسبيح مستمرًّا لا ينقطع عنها لحظة واحدة، فسبحان من خلق فأبدع، وشرع فأحكم.