(وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) [١] ختمَ -تباركَ وتعالى- الآيةَ الكريمة بأمره لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنّ يبشِّر كلَّ من آمنَ به وعملَ صالحاً، وأطاع ربَّه بكلِّ ما كلَّفه به بشارةً طيبةً. الأحكام الشرعية المستنبطة من آية (نساؤكم حرث لكم)
لقد استنبط أهل العلم من قول الله -تعالى-: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) ، [١] عدداً من الأحكامِ الشرعيةِ المهمة، وفيما يأتي ذكر هذه الأحكام بشيءٍ من التفصيلِ: [٧]
الحكم الأول لقد أباحَ الشرع الحنيفُ للمسلمِ إتيانَ زوجته ومعاشرتها بأيِّ طريقةٍ ووضيعةٍ شاءَ وأحبَّ، فلم يحظر عليه طريقةً بعينها ما دام موضع الإيلاج سيكون في القبلِ. الحكم الثاني لقد حرَّم الشرعُ الحنيف على المسلمينَ وحظرَ عليهم في هذه الآية الكريمة إتيانَ زوجاتهم ومعاشرتهم في موضعِ الدبرِ، وجعل ذلك كبيرة من كبائرِ الذنوبِ، وقد جاء ما يؤكد هذا الحكمِ في السنةِ النبوية؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من أتى كاهِنًا فصدَّقَهُ بما يقولُ أو أتى امرأةً حائضًا أو أتى امرأةً في دُبُرِها فقد برئَ ممَّا أنزلَ اللَّهُ على محمَّدٍ).
إسلام ويب - صحيح البخاري - كتاب تفسير القرآن - سورة البقرة - باب نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم الآية- الجزء رقم4
المصدر: موقع نداء الإيمان
محتوي مدفوع
إعلان
تفسير آية (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) - موضوع
نسائكم حرث لكم - البنات و الأولاد: د. علي منصور كيالي - YouTube
تفسير أية نساؤكم حرث لكم - موسوعة ويكي عربي -
سبب نزول الآية
جاء في الحديث عن جابر رضي الله عنه قال: ( كَانَتِ اليَهُودُ تَقُولُ: إذَا جَامعهَا مِن ورَائِهَا جَاءَ الوَلَدُ أحْوَلَ، فَنَزَلَتْ: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ). [١] وتفصيل القصة أن اليهود كانوا يحرمون إتيان المرأة في قبلها وسرى ذلك منهم إلى الأنصار حتى اعتادت نساء الأنصار على تحريم ذلك، فلما هاجر الصحابة من مكة ولم يكن هذا المنع فاشياً بينهم وتزوج المهاجرون من الأنصاريات وأرادوا إتيانهم على ما اعتادوا امتنعت نساء الأنصار على اعتقاد التحريم [٢]. تفسير آية (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) - موضوع. ولما رفع الأمر إلى رسول الله نزلت الآيات مبينة عدم التحريم وإباحة ذلك ما دام الجماع في القبل، وأن كلام اليهود وزعمهم باطل. معنى الآية
جاءت هذه الآية في سياق الآيات التي تتحدث عن علاقة الرجل بالمرأة وما يحل له منها وما لا يحل، فقبل هذه الآية بين الله تعالى حكم الجماع أثناء المحيض وأن ذلك ممنوع محرم لما فيه من الأذى والقذارة كما قال سبحانه ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّـهُ).
تفسير الشعراوي للآية 223 من سورة البقرة | مصراوى
أباحت الآية القرآنية الحال والهيئات أثناء الجماع في الإسلام، فاستخدام كلمة "أنَّى" في الآية فيه إباحة لكلِّ الحالات والوضعيات أثناء الوطء إذا كان الوطء في حرث المرأة أي في قُبُلها، فيحل للمسلم أن يأتي امرأته من الخلف أو الأمام أو أن يأتيها وهي مستلقية أو مضطجعة إذا كان المأتى من القُبل لا من الدُّبر، والدليل على أنَّ هذه الآية لا تُبيح الإتيان من الدُبر هو ذكر كلمة الحرث، فالحرث إتيان المرأة مما أحل الله من مأتى، والله تعالى أعلم. اقرأ أيضا: أحاديث عن الزواج في القرآن الكريم
المصادر: مصدر 1 مصدر 2
المراجع
المصدر: موقع معلومات
فالله تعالى قد فرض على المسلمين طاعة النبي واتباعه، فسنة النبي صلى الله عليه وسلم حجة في استباط الأحكام الشرعية. وليست سنة النبي صلى الله عليه وسلم مقتصرة على ما جاء في صحيحي البخاري ومسلم، فهذان الكتابان – وإن كانا أصح كتابين بعد القرآن الكريم –، إلا أنهما لم يستوعبا كامل أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. عدا عن أن استباط ومعرفة الأحكام الشرعية يحتاج إلى إلمام شامل بالكثير من العلوم المختلفة من لغة ونحو وبلاغة وتفسير وفقه وأصول وأحاديث وغير ذلك كثير....
فنحن إن قررنا وسلمنا بحجية السنة المطهرة، وأنها لا تقتصر على كتاب أو اثنين بعينهما، بقي لنا الرجوع إلى الأدلة التي وردتنا عن النبي المعصوم صلوات ربي وسلامه عليه.
[٣] والآية السابقة منعت الإتيان أثناء المحيض وأباحته بعد الحيض وطهارتها من الحيض واغتسالها وأمرت أن يكون الإتيان في الموضع الذي أباحه الله، فجاءت الآية التالية - وهي التي نتحدث عنها في هذا المقال- مبينة المباح في الإتيان والجماع. وبينت الآية أولاً أن الزوجة كالأرض التي يزرع فيها الرجل بذره، والمقصود منه هنا هو الولد، وهذا معنى ( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ)، [٤] وفي هذا تشبيه جميل بليغ وفيه بيان لمقصد رئيس من النكاح وهو التكاثر والتناسل. نساؤكم حرث لكم تفسير. ثم وضحت الآية أنه يجوز للرجل أن يأتي زوجته - وهي التي عبرت عنها الآية بالحرث- كيفما شاء بدون تقييد كون الإتيان من أمامها أو ورائها أو على جنبها أو بطنها أو ظهرها بشرط أن يكون الجمع في القبل، مخالفةً بذلك ما زعمته اليهود، وهذا معنى ( فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنّى شِئْتُمْ). [٥]
أما كيف يستفاد من الآية أن موضع الإتيان لا بد من أن يكون في القبل ولا يجوز أن يكون في الدبر فهو من التشبيه المذكور، لأن الحرث والبذر لا بد أن يكون في موضع الزراعة الصحيح الطبيعي، وموضع البذر في المرأة هو القبل لأنه موضع الولد، أما الدبر فهو موضع القذر وليس بموضع البذر. [٦] ثم ختمت الآية بقوله تعالى: ( وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)، وفي هذا تذكير للإنسان بموقفه بين يدي الله وحسابه له فليقدم بين ذلك الموقف تقوى الله وامتثال الأمر واجتناب النهي، فإن فعل كان على هدى وليبشر بمصير المتقين وجزائهم يوم القيامة.
ونلحظ كذلك في قوله تعالى: { كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ.. } [الإسراء: 7] أن القرآن لم يقُلْ ذلك إلا إذا كان بين الدخولين خروج. إذن: فخروجنا الآن من المسجد الأقصى تصديق لِنُبوءَة القرآن، وكأن الحق سبحانه يريد أنْ يلفتنا: إنْ أردتُمْ أنْ تدخلوا المسجد الأقصى مرة أخرى، فعودوا إلى منهج ربكم وتصالحوا معه. وقوله تعالى: { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ.. } [الإسراء: 7] كلمة الآخرة تدلُّ على أنها المرة التي لن تتكرر، ولكن يكون لليهود غَلَبة بعدها. وليتبروا ما علوا تتبيرا تفسير. وقوله تعالى: { وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً.. } [الإسراء: 7] يتبروا: أي: يُهلكوا ويُدمِّروا، ويُخرِّبوا ما أقامه اليهود وما بنَوْهُ وشيَّدوه من مظاهر الحضارة التي نشاهدها الآن عندهم. لكن نلاحظ أن القرآن لم يقُلْ: ما علوتُم، إنما قال { مَا عَلَوْاْ} ليدل على أن ما أقاموه وما شيدوه ليس بذاتهم، وإنما بمساعدة من وراءهم من أتباعهم وأنصارهم، فاليهود بذاتهم ضعفاء، لا تقوم لهم قائمة، وهذا واضح في قَوْل الحق سبحانه عنهم: { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوۤاْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ ٱلنَّاسِ.. } [آل عمران: 112] فهم أذلاء أينما وُجدوا، ليس لهم ذاتية إلا بعهد يعيشون في ظِلِّه، كما كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، أو عهد من الناس الذين يدافعون عنهم ويُعاونونهم.
وليتبروا ما علوا تتبيرا - مكتبة نور
من نحن
منصة لبيع الكتب العربية: •• دينية •• ثقافية •• فكرية •• تراث وتأريخ •• أدبية •• قصص وروايات ••• وغيرها
واتساب
جوال
تليجرام
ايميل
و ليتبروا ما علوا تتبيرا
غير متاح
172. 00
ج. م
154. 80
دار النشر
دار النفائس
وهو كتاب ينطلق مؤلفه فيه من الآيات القرآنية التي تتحدث عن المسجد الأقصى ونصر الله القادم للمؤمنين على اليهود الظالمين، وحديث عن تاريخ اليهود الأسود وتحريفهم للتوراة، وبشائر النصر التي تلوح على هؤلاء اليهود
تعليقات مضافه من الاشخاص
كتب لنفس المؤلف
برجاء الضغط علي موافق ليقوم الموقع بتحويلك لبوابة الدفع الالكتروني