عن الموسوعة
نسعى في الجمهرة لبناء أوسع منصة إلكترونية جامعة لموضوعات المحتوى الإسلامي على الإنترنت، مصحوبة بمجموعة كبيرة من المنتجات المتعلقة بها بمختلف اللغات. © 2022 أحد مشاريع مركز أصول. حقوق الاستفادة من المحتوى لكل مسلم
تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٤٥
قال ابن
عباس:إنما كان ذلك في سرية بعثت. قال ابن أبي حاتم وابن
جرير:حدثنا يونس، أخبرنا ابن وهب، أخبرني أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن سعيد
بن جبير، عن ابن عباس حدثه، قال:بينا أنا في الحِجْر جالسا، جاءني رجل فسألني عن:
( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا) فقلت
له:الخيل حين تغير في سبيل الله، ثم تأوي إلى الليل، فيصنعون طعامهم، ويورون
نارهم. فانفتل عني فذهب إلى علي، رضي الله عنه، وهو عند سقاية زمزم فسأله عن (
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا) فقال:سألت عنها أحدًا قبلي؟
قال:نعم، سألت ابن عباس فقال:الخيل حين تغير في سبيل الله. قال:اذهب فادعه لي. فلما وقف على رأسه قال:تفتي الناس بما لا علم لك، والله لئن كان أولَ غزوة في
الإسلام بدر، وما كان معنا إلا فَرَسان:فرس للزبير وفرس للمقداد، فكيف تكون
العاديات ضبحًا؟ إنما العاديات ضبحا من عرفة إلى المزدلفة، ومن المزدلفة إلى منى. قال ابن عباس:فنـزعت عن قولي
ورجعت إلى الذي قال علي، رضي الله عنه. تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٤٥. وبهذا الإسناد عن ابن عباس
قال:قال علي:إنما ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا) من
عرفة إلى المزدلفة، فإذا أووا إلى المزدلفة أوروا النيران. وقال العَوفي عن ابن عباس:هي
الخيل. وقد قال بقول علي:إنها الإبل
جماعة.
تفسير سورة العاديات تفسير ابن كثير - القران للجميع
آخر [
تفسير] سورة « والعاديات » ولله
الحمد [ والمنة، وحسبنا الله]
تفسير العاديات - تفسير القرآن الكريم
{فالموريات قدحاً}: قدحت بحوافرها الحجارة فأورت ناراً. {فالمغيرات صبحاً}: صبّحت القوم بغارةٍ. أثارت بحوافرها التّراب. قال: صبّحت القوم جميعاً. وقوله: {إنّ الإنسان لربّه لكنودٌ}. هذا هو المقسم عليه، بمعنى أنّه بنعم ربّه لجحودٌ كفورٌ. قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ وإبراهيم النّخعيّ وأبو الجوزاء وأبو العالية وأبو الضّحى وسعيد بن جبيرٍ ومحمّد بن قيسٍ والضّحّاك والحسن وقتادة والرّبيع بن أنسٍ وابن زيدٍ: {الكنود}: الكفور. قال الحسن: هو الذي يعدّ المصائب وينسى نعم ربّه. وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا عبيد اللّه، عن إسرائيل، عن جعفر بن الزّبير، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (({إنّ الإنسان لربّه لكنودٌ})). قال: ((الكنود: الّذي يأكل وحده، ويضرب عبده، ويمنع رفده)). رواه ابن أبي حاتمٍ من طريق جعفر بن الزّبير، وهو متروكٌ، فهذا إسنادٌ ضعيفٌ. وقد رواه ابن جريرٍ أيضاً من حديث حريز بن عثمان، عن حمزة بن هانئٍ، عن أبي أمامة موقوفاً. تفسير والعاديات ضبحا. وقوله: {وإنّه على ذلك لشهيدٌ}. قال قتادة وسفيان الثّوريّ: وإنّ اللّه على ذلك لشهيدٌ. ويحتمل أن يعود الضّمير على الإنسان، قاله محمد بن كعبٍ القرظيّ، فيكون تقديره: وإنّ الإنسان على كونه كنوداً لشهيدٌ، أي: بلسان حاله.
منهم:إبراهيم، وعبيد بن عمير وبقول ابن عباس آخرون، منهم:مجاهد وعكرمة،
وعطاء وقتادة، والضحاك. واختاره ابن جرير. قال ابن عباس، وعطاء:ما ضبحت
دابة قط إلا فرس أو كلب. وقال ابن جُرَيْج عن عطاء سمعت
ابن عباس يصف الضبح:أح أح. وقال أكثر هؤلاء في قوله: (
فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا) يعني:بحوافرها. وقيل:أسعَرْنَ
الحرب بين رُكبانهن. قاله قتادة. وعن ابن عباس ومجاهد: (
فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا) يعني:مكر الرجال. وقيل:هو إيقاد النار إذا رجعوا
إلى منازلهم من الليل. وقيل:المراد بذلك:نيران
القبائل. وقال من فسرها بالخيل:هو إيقاد
النار بالمزدلفة. وقال ابن جرير:والصواب الأول؛
أنها الخيل حين تقدح بحوافرها. وقوله (
فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا) قال ابن عباس، ومجاهد،
وقتادة:يعني إغارة الخيل صبحًا في سبيل الله. وقال من فسرها بالإبل:هو الدفع
صبحا من المزدلفة إلى منى. وقالوا كلهم في قوله: ( فَأَثَرْنَ
بِهِ نَقْعًا) هو:المكان الذي إذا حلت فيه أثارت به الغبار، إما في حج أو
غزو. تفسير العاديات - تفسير القرآن الكريم. وقوله: (
فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا) قال العَوفى، عن ابن عباس،
وعطاء، وعكرمة، وقتادة، والضحاك:يعني جَمَع الكفار من العدو. ويحتمل أن يكون:فوسطن بذلك
المكان جَميعُهُن، ويكون ( جَمْعًا) منصوبا
على الحال المؤكدة.
أي: ظاهرٌ ذلك عليه في أقواله وأفعاله، كما قال تعالى: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه شاهدين على أنفسهم بالكفر}. وقوله: {وإنّه لحبّ الخير لشديدٌ}. أي: وإنّه لحبّ الخير -وهو المال- لشديدٌ، وفيه مذهبان: أحدهما: أنّ المعنى: وإنّه لشديد المحبّة للمال. والثاني: وإنّه لحريصٌ بخيلٌ،، من محبّة المال. وكلاهما صحيحٌ. ثمّ قال تعالى مزهّداً في الدّنيا ومرغّباً في الآخرة ومنبّهاً على ما هو كائنٌ بعد هذه الحال وما يستقبله الإنسان من الأهوال: {أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور}. أي: أخرج ما فيها من الأموات. {وحصّل ما في الصّدور}. تفسير سورة العاديات تفسير ابن كثير - القران للجميع. قال ابن عبّاسٍ وغيره: يعني: أبرز وأظهر ما كانوا يسرّون في نفوسهم. {إنّ ربّهم بهم يومئذٍ لخبيرٌ}. أي: لعالمٌ بجميع ما كانوا يصنعون ويعملون، ومجازيهم عليه أوفر الجزاء، ولا يظلم مثقال ذرّةٍ. آخر سورة العاديات، وللّه الحمد والمنّة). [تفسير القرآن العظيم: 8/465-467]
يحمل الأزواج أحاديث كالسياط يجلدون بها ضعف الزوجة، ويستدرجونها إلى ما يريدون لتكون طيعة، هينة لينة بين أيدهم. كلما تململت ذكَّروها بحديثٍ يُحَمِّلُها مسؤولية هذا التململ، ويخوفونها عذاب الله ـ عزَّ وَجَلَّ ـ وسخطه ، ولعنة الملائكة، وعدم قبول الصلاة، ومن ذلك: حديث أبي هريرة ، عن النبي ـ صلّى الله عليه وآله سلّم ـ أنه قال: ((إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت ، فبات غضبانَ عليها ، لعنتها الملائكةُ حتى تُصبِحَ)). وفي رواية: ((إذا باتت المرأةُ مهاجرةً فراشَ زوجِها لعنتْها الملائكةُ حتى تَرجِعَ))، متفق عليه. وقريب من هذا قوله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ: ((ثلاثةٌ لا تُرفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرًا:... لماذا لا تلعنُ الملائكةُ الرجالَ!. وامرأةٌ باتت وزوجها عليها ساخط)). الحديث رُوِيَ عن أكثر من صحابي ، وكلُّ الأسانيد فيها مقال ، لكن يبدو أن للحديث أصلاً. ومثلهما حديث طَلْق بن عليٍّ ، أن الرسول ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ قال: ((إذا الرجل دعا زوجته لحاجته فلتأته ، وإن كانت على التنور)). الحديث في سنده مقال ، لكن حسنَّه بعض المحدثين. والحديث الأول يشهد له. وقوله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ: ((ما ينبغي لأحدٍ أن يسجد لأحد ، ولو كان أحد ينبغي له أن يسجد لأحدٍ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ، لما عظّم الله عليها من حقِّه)).
لماذا لا تلعنُ الملائكةُ الرجالَ!
وكذا الخدمة المعتادة من مثلها لمثله، عليها السمع والطاعة في ذلك بالمعروف. ومن حقِّه عليها: ألا تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه؛ لقوله ﷺ: لا تصوم امرأةٌ وزوجها شاهدٌ إلا بإذنه إلا رمضان، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه. هذا من حقه: أن تصون بيته، وألا تأذن إلا بإذنه، وألا تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه؛ لأن الصوم قد يمنعه من الاستمتاع، أو كمال الاستمتاع، فليس لها أن تصوم تطوعًا إلا بإذنه، أما الفريضة فإنه ليس له منعها من ذلك، وعليه تمكينها من ذلك. كذلك حديث: كلكم راعٍ، وكلكم مسئولٌ عن رعيته هذا أيضًا عامٌّ، والرجل راعٍ في أهل بيته، ومسئول وهي كذلك راعية في بيت زوجها، ومسئولة فهذا عام، فالإمام راعٍ، والأمير راعٍ ومسئول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهل بيته من جهة زوجته وأولاده وغيرهم من أهل بيته، حتى يُقيم فيهم أمر الله؛ الزوجة، الأولاد، الخدم، وغيرهم، عليه أن يقوم فيهم بأمر الله، والمرأة كذلك مسئولة عن رعيتها في بيت زوجها؛ العناية بأولادها، وخدمة الزوج في البيت، والعناية بشؤون البيت كله، فهي مسئولة عن رعيتها في ذلك. فالواجب على الزوجة أن تتقي الله في حقِّ زوجها، وأن تقوم بالواجب، والواجب على الزوج أن يتَّقي الله في حقِّ زوجته، وأن يقوم بالواجب، فإذا تعاونا جميعًا وأدَّيا الحقَّ الواجب بَرِئَتْ ذِمَّتُهما، وصلحت الحال بينهما، أما إذا قصَّر هذا أو هذا فالخطر عظيم، فالواجب عليهما التعاون على البر والتَّقوى، وعلى كلِّ واحدٍ أن يجتهد في أداء الحق الذي عليه.
وقال العلامة ابن القيم رحمة الله عليه: أقسم سبحانه بنفسه المقدسة قسما مؤكداً بالنفي قبله على عدم إيمان الخلق حتى يحكموا رسوله في كل ما شجر بينهم من الأصول والفروع، وأحكام الشرع المعاد، ولم يثبت لهم الإيمان بمجرد هذا التحكيم حتى ينتفي عنهم الحرج، وهو ضيق الصدر، وتنشرح صدورهم لحكمه كل الانشراح، وتقبله كل القبول، ولم يثبت لهم الإيمان بذلك حتى ينضاف إليه مقابلة حكمه بالرضى والتسليم وعدم المنازعة، وانتفاء المعارضة والاعتراض.