وقد قال ابن قتيبة في كتابه "الشعر والشعراء" (ص 187 - 190، طبع ليدن، 1902م): بأنه كان فاسقًا رقيق الإسلام؛ اهـ. واختلفوا فيمن رمى محصنًا بعمل قوم لوط، فقيل: يُحد، وقيل: يُعزَّر ولا يُحد. وقوله تعالى: ﴿ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾؛ أي: ثم لم يجيئوا على هذا الرمي بأربعةٍ يشهدون بثبوت الزنا على المقذوف، فاضربوهم ثمانين سوطًا، واطرحوا شهادتهم، فلا تقبلوا لهم شهادة، وسموهم الفسقة. لِمَ ذكرت آية القذف " النساء المحصنات " ولم تذكر الرجال ؟ - الإسلام سؤال وجواب. والتعبير بـ(ثم) للإشعار بجواز تأخير الإتيان بالشهود، وإنما شرط الأربعة رحمةً بعباده وسترًا لهم، فلو نقص الشهود عن أربعة اعتبروا قاذفين، وأقيم عليهم الحد، وإنما يعتبرون فاسقين في هذه الحالة مع أنهم قد يكونون شاهدوا زنا المقذوف حقًّا؛ لأن الإسلام يُوجِب عليهم إذا لم يستطيعوا الإثبات أن يستروا؛ صيانةً للمجتمع أن تشيع فيه الفاحشة دون زاجر عنها، فإذا لم يستروا كانوا فاسقين عن أمر الله المقتضي للستر. والمخاطب بالأمر في قوله: ﴿ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً ﴾ الحكام ونوابهم، والأمر للوجوب، فيجب على الإمام أو نائبه جلد القاذف وإن لم يطالب المقذوف.
ما هو القذف وما حكمه؟ - صالح بن فوزان الفوزان - طريق الإسلام
السؤال: ما هو القذف وما حكمه؟
الإجابة: القذف هو الرمي بفاحشة الزنا واللواط هذا هو القذف، وحكمه هو محرم
وكبيرة من كبائر الذنوب ورمي الإنسان بالزنا أو اللواط كبيرة من كبائر
الذنوب فالله يقول: { إِنَّ الَّذِينَ
يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي
الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. ما هو القذف وما حكمه؟ - صالح بن فوزان الفوزان - طريق الإسلام. يَوْمَ تَشْهَدُ
عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ. يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ
وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} [سورة
النور: الآيات 23، 25]، هذا جزاؤه في الآخرة، أما جزاؤه في الدنيا فهو
عدة أمور:
الأول: يقام عليه الحد بأن يجلد ثمانين جلدة إذا لم يأت بأربعة شهود
يشهدون على ما نطق به لقوله تعالى: { وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ
لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ
جَلْدَةً} [ سورة النور: آية 4]. الثاني: سقوط عدالته لقوله تعالى: { وَلا
تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً} [سورة النور: آية
4]. الثالث: وصفه بالفسق لقوله تعالى: { وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ.
لِمَ ذكرت آية القذف &Quot; النساء المحصنات &Quot; ولم تذكر الرجال ؟ - الإسلام سؤال وجواب
ولفظُ الإحصان ورَد في الشرع بمعنى: العفاف، وبمعنى: الحرية، وبمعنى: الإسلام، وبمعنى: التزويج، والمراد بـ (المحصنة) هنا: الحرة العفيفة المسلمة، وليس هذا الحكم خاصًّا بقذف المحصنات دون المحصنين. فلا نزاعَ عند أهل العلم في أنَّ مَن قذف حرًّا عفيفًا مسلمًا، يستوي في الحكم بمن قذف حرة عفيفة مسلمة، وإنما خص في الآية المحصنات؛ لأنَّ قذفَ النِّساء أشنع وأبشَع. وقيل: المراد الأنفس المحصنات أو الفروج المحصنات، وهو على هذين يشمل الرجال والنساء بنفس النص. وقد أجمع الفقهاء على أنه يشترط في القاذف أن يكون بالغًا عاقلًا مختارًا، وليس أبًا للمقذوف،
والجمهور على أنه يشترط في المقذوف أن يكون حرًّا بالغًا عاقلًا مسلمًا عفيفًا عن الزنا؛ لأنها من مستلزمات الإحصان. فمَن قذَف مملوكًا أو مجنونًا أو صبيًّا أو كافرًا أو متهمًا بالفاحشة، لا يُحد، غير أنه يُعزَّر. وقال مالك والليث بن سعد: يُحد قاذف المجنون؛ لأنه أهان عِرضه. وقال مالك: يحد مَن قذف صبية يُجامَع مثلُها؛ لشدة الضرر الذي يلحقها ويلحق أسرتها، وقد روي نحو هذا عن الإمام أحمد. كما ذهب الزُّهري وسعيد بن المسيب وابن أبي ليلى: إلى أنَّ من قذف كتابية لها ولد من مسلم، فإنه يحد لحرمة ولدها.
وقيل: يحد إن قذف كتابية تحت مسلم؛ لحفظ حرمة المسلم. وأجمعوا على أن الكتابي يحد إن قذف مسلمًا، وحدُّه ثمانون جلدة. والجمهور على أن العبد إذا قذف حرًّا، فعليه نصف حد الحر؛ لقوله: ﴿ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ﴾ [النساء: 25]، وقيل: عليه حد الحر؛ لأن حد القذف حق للآدمي نظير الجناية على عرض المقذوف، وهذه الجناية لا تختلف بالرقة والحرية، ولاندراج العبد تحت قوله: ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ ﴾. وشذ داود الظاهري، فقال: إن من قذف العبد أو الأمَة يستحق الحد. وأجمع أهل العلم على اعتبار الرمي قذفًا موجبًا للحد إن كان فيه التصريح بزناه، أو بنفي نسبه من أبيه؛ كقوله للمحصن: يا زاني، أو يا زانية، أو يا بن الزاني، أو يا بن الزانية، أو يا ولد الزنا، أو لست لأبيك، ونحو هذه الكلمات الصريحة. واختلفوا في التعريض بالزنا؛ كمَن قال للمحصن: ما أنا بزانٍ ولا أمي بزانية، أو قال: يا فاجر، أو يا فاسق، أو يا خبيث، أو يا بن الحرام، أو قال لامرأة: يا فاجرة، أو يا مؤاجرة، أو قال لعربي: يا نبطي! فذهب مالك إلى أنه يحد لحصول المعرَّة بالتعريض، والحد شُرع لإزالة المعرة؛ ولأن عمر رضي الله عنه أقام الحد على التعريض، فقد رُوي أن رجلينِ استبَّا في زمنه، فقال أحدهما للآخر: ما أنا بزانٍ ولا أمي بزانية!
وتمر قافلة مسافرة تجاه مصر على الجب الذي ألقي فيه يوسف عليه السلام، ويدلي أحدهم دلوه يطلب الماء له ولأصحابه، لكنه ينظر فإذا غلام متعلق بالدلو، ويستبشر بالغنيمة التي جاءته من غير سعي وطلب.
إن ربي لطيف لما يشاء - موقع مقالات إسلام ويب
فاللهم الطف لنا في تيسيرِ كلِ عسيرٍ فإن تيسير كلِ عسيرٍ عليك يسير. اللَّهُمَّ صُبَّ عَليْنا الخَيْر صَبَّا صَبَّا، ولا تَجْعَل عَيْشَنَا كَدَّا. اللهم ادفعْ عنا الغلاءَ والبلاءَ، وسوءَ الفتنِ، ما ظهرَ منها وما بطنَ. اللهم مَن أرادَنا أو أرادَ بلادَنا ومقدساتِنا وحرماتِنا بسوءٍ فأشغلْه بنفسِه، ورُدَّ كيدَه في نحرِهِ. اللهم آمِنَّا في أوطانِنا ودورنِا، وأصلح أئمتَنا وولاةَ أمورنِا، وافرج لهم في المضائق, واكشف لهم وجوه الحقائق, وأعنهم ببطانةٍ ناصحةٍ, تدلهم على الخيرِ, وتحذرهم من الشرِ. اللهم احفظ وسدد جنودَنا في حدودِنا، اللهم احفظ عليهم كل غائبة بخير. اللهم أصلح أحوالَ المسلمين في كل مكان، واهد ضالَهم، واكْسُ عاريَهم، واحمل حافيَهم، وأطعم جائَعهم. نستغفرُ اللهَ الحيَ القيومَ ونتوبُ إليهِ. إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاء | موقع المسلم. اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا. اللهم اسقِ عبادَك وبلادَك وبهائمَك، وانشرْ رحمتَك، واجعلْ ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتِك وبلاغًا إلى حينٍ. اللهم يا ذا النعمِ التي لا تُحصَى عددًا نسألكَ أن تصليَ وتسلمَ على محمدٍ أبدًا.
إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاء | موقع المسلم
والإنسان ضعيف بطبعه، لا يقوى على الاستمرار في السير فى طريق وعر مليء بالمشقة والعقبات، لا يقوى على ذلك إلا بطلب المدد والقوة والعون ممن يملك أن يُذلِّل له الصعاب، وأن يثبت قلبه على الحق وقدمه على الطريق، وإن ضعف أو أوشك على الترك، تداركته رحمة الله تعالى { إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران:122]. فسبحان الله وبحمده! إن ربي لطيف لما يشاء - موقع مقالات إسلام ويب. همُّوا بالفشل فلم يبادرهم بالعقوبة، بل تولَّاهم وردَّهم الى الطريق، فنعم المولى ونعم الوكيل! فتوكل على ربك، وإن ضاقت عليك الأرض بما رحبت وضاقت عليك نفسك، فالإنسان إن صعب عليه الأمر وضاقت عليه الأرض، فتدبَّر أسماء ربه وجميل صفاته، أتاه من الله لطف ورحمة لا يجدها عند غيره! { وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة:118]. إن أعمار الخلق جميعًا لتفنى، ولا يحصى أحد عظيم فضل الله { وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل من الآية:18].
إن ربي لطيف لما يشاء – لاينز
وعلى مثل هذا تجري أقدار الله علينا جميعا، فيخفي لطفه في قضائه وقدره. فاستشعروا لطف الله بكم في كل ما يجري من أحداث، ولا تتسخطوا البلاء والابتلاء فربما كان وراءه خير كثر، ولا تيأسوا إذا ضاقت الأمور وتغيرت الأحوال؛ فإن من ورائها لطف اللطيف الخبير. فـكم لله من تـدبــير أمــــر.... طوته عن المشاهدة الغيوب
وكم في الغيب من تيسير عسر.. إن ربي لطيف لما يشاء – لاينز. ومـن تفـــريج نائبة تنوب
ومن كرم ومن لطف خفيّ.... ومن فرج تزول به الكروب
ومن لي غير باب الله باب.. ولا مولى ســواه ولا حـبـيـب
إن ربي لطيف لما يشاء - الطير الأبابيل
لكن السعيد من عاش مع ربه، وتعلَّق قلبه به: فهذا الذي يجد الصعاب مقرونةً بلذة القرب، ويجد البلاء مقرونًا بلذة الأجر، ويجد الضيق مقرونًا باللطف والتدبير وانتظار الفرج. فيا أيها المحبط! كيف تحبط وربك الله؟! فتوكل على الحي الذي لا يموت، وسبح بحمده وكفى به! اللهم ارزقنا حسن الظن بك، وصِدق التوكل عليك. وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين. المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
68
2
166, 769
إن ربي لطيف لما يشاء - أثارة
وفي هذا تذكيرٌ وتعليمٌ للمسلمينَ أن ثمنَ الاتِّباعِ ليس سلامةُ الدنيا بل سلامةُ الآخرةِ. وقد يُصابُ الإنسانُ بمصيبةٍ، وغيرُه ممن هو أعظمُ ذنباً منه مصيبتُه أدنى. ومن الناسِ من تنزلُ به المصيبةُ رحمةً به ليرجعَ إلى ربهِ، كما قالَ ابنُ عباسٍ في قولهِ تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}. قالَ: هي المصائبُ. فقد تكونُ المصائبُ لبعضِنا رفعةً، ولآخرينَ كفارةً، ولغيرِهم عقوبةً، لكن لا يحُق لنا أن نوزعَ هذا التقسيمَ على المصابينَ من تلقاءِ أنفسِنا. ثانياً: أن المصائبَ تتنوعُ في الناسِ ظهوراً وخفاءً ونوعاً وقدراً، فقد يَخصُ اللهُ بعضَ خلقهِ بنوعٍ باطنٍ من البلاءِ؛ لأنه أليقُ في تكفيرِ ذنبهِ، وقد رُويَ في الحديثِ: إِذَا كَثُرَتْ ذُنُوبُ الْعَبْدِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُكَفِّرُهَا مِنَ الْعَمَلِ ابْتَلَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْحُزْنِ لِيُكَفِّرَهَا عَنْهُ([2]). ومن الناسِ من تُلازمُه صغائرُ البلايا لطفًا به من ربهِ، ولو كانت مصيبةً واحدةً كبيرةً عليهِ لما أطاقَ. وقد سألَتْ عائشةُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن هذهِ الآيةِ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ هَذِهِ مُتَابَعَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ الْعَبْدَ بِمَا يُصِيبُهُ مِنَ الْحُمَّةِ، وَالنَّكْبَةِ وَالشَّوْكَةِ، حَتَّى الْبِضَاعَةُ يَضَعُهَا فِي كُمِّهِ فَيَفْقِدُهَا، فَيَفْزَعُ لَهَا، فَيَجِدُهَا فِي ضِبْنِهِ، حَتَّى إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَخْرُجُ مِنْ ذُنُوبِهِ كَمَا يَخْرُجُ التِّبْرُ الْأَحْمَرُ مِنَ الْكِيرِ([3]).
فإذا قام العبد بالصبركما ينبغي انقلبت المحنة في حقه منحة واستحالت البلية عطية وصار المكروه محبوبا فإن الله سبحانه وتعالى لم يبتله ليهلكه وإنما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته