ومنها: أنه ينبغي للمسئول إذا أجاب السؤال أن يدل السائل على الأمر الذي ينفعه مما يتعلق بسؤاله، ويرشده إلى الطريق التي ينتفع بها في دينه ودنياه، فإن هذا من كمال نصحه، وجزالة رأيه، وحسن إرشاده؛ فإن يوسف لم يقتصر على تعبير رؤيا الملك، بل دلهم مع ذلك، وأشار عليهم بما يصنعونه في تلك السنين المخصبات من الإكثار من الزراعة، وحسن الحفظ والجباية. المجلس العشرون |م2 | وقفات وفوائد من قصة يوسف عليه السلام 03 - YouTube. ومنها: أنه لا يلام العبد على دفع التهمة عن نفسه، بل ذلك مطلوب كما امتنع يوسف من الخروج من السجن حتى تتبين لهم براءته مع النسوة اللاتي قطعن أيديهن. ومنها: فضيلة العلم، علم الشرع والأحكام، وعلم تعبير الرؤيا، وعلم التدبير والتربية، وعلم السياسة، فإن يوسف عليه السلام إنما حصلت له الرفعة في الدنيا والآخرة بسبب علمه المتنوع، وفيه أن علم التعبير داخل في الفتوى، فلا يحل لأحد أن يجزم بالتعبير قبل أن يعرف ذلك، كما ليس له أن يفتي في الأحكام بغير علم؛ لأن الله سماها فتوى في هذه السورة. ومنها: أنه لا بأس أن يخبر الإنسان عما في نفسه من الصفات الكاملة، من العلم وغيره، إذا كان في مصلحة وسلم من الكذب، ولم يقصد به الرياء، لقول يوسف عليه السلام: ﴿ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 55].
- خطبة: فوائد من قصة يوسف عليه السلام (2)
- المجلس العشرون |م2 | وقفات وفوائد من قصة يوسف عليه السلام 03 - YouTube
- فوائد من قصة نبي الله يوسف عليه السلام (2)
- الأبرار: من هم الأبرار
- هل انت من احباب الله
- من هم المؤمنون؟ ومن هم المحسنون؟ - YouTube
خطبة: فوائد من قصة يوسف عليه السلام (2)
ومن الفوائد: أن شفاء الأمراض كما تكون بالأدوية الحسِّيَّة تكون بأسباب ربَّانية؛ بل يحصل بهذا النوع من أنواع الشفا ما لا يحصل بغيره، فيعقوب عليه السلام قد ابيضَّتْ عيناه من الحزن، وذهب بصرُه، فجعل الله شفاءه وإبصاره بقميص يوسف حين ألقاه على وَجْهِه فارتدَّ بصيرًا؛ لما كان فيه من رائحة يوسف عليه السلام، الذي كان داء عينيه بسبب حُزْنه عليه، فصار شفاؤه الوحيد مع لطف الله في قميص يوسف الملاصق لجسده. ومن فوائد القصة: أن الجهل كما يُطلَق على عدم العلم، فإنه يُطلَق على عدم الحلم، وعلى ارتكاب الذنب؛ لقوله تعالى: ﴿ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ [يوسف: 33]، وأما قوله: ﴿ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ ﴾ [يوسف: 89] ليس المعنى في ذلك عدم العلم؛ وإنما هو عدم العمل به، واقتحام الذنوب. فوائد من قصة نبي الله يوسف عليه السلام (2). ومن الفوائد: قوله تعالى: ﴿ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ ﴾ [يوسف: 72]، استدل به على ثلاثة أبواب من أبواب العلم: باب الجعالة، وباب الضمان، وباب الكفالة. ومن الفوائد: أن العمل بالشريعة فيه إصلاح الأرض والبلاد واستقامة الأمور، والعمل بالمعاصي من سرقة وغيرها فيه فساد؛ ذلك لقولهم: ﴿ تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ ﴾ [يوسف: 73].
المجلس العشرون |م2 | وقفات وفوائد من قصة يوسف عليه السلام 03 - Youtube
ومنها: جواز استعمال الحيل والمكايد التي يتوصل بها إلى الحقوق، وأن العلم بالطرق الخفية الموصلة إلى مقاصدها مما يحمد عليه العبد، وأما الحيل التي يراد بها إسقاط واجب أو فعل محرم فإنها محرمة غير نافذة. ومنها: أنه ينبغي لمن أراد أن يوهم غيره بأمر لا يحب بيانه له أن يستعمل المعاريض القولية والفعلية المانعة له من الكذب، كما فعل يوسف حين ألقى الصواع في رحل أخيه، ثم استخرجها منه موهمًا أنه سارق، وليس في ذلك تصريح بسرقته، وإنما استعمل المعاريض، ومثل هذا قوله: ﴿ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ ﴾ [يوسف: 79]، ولم يقل: من سرق متاعنا. ومنها: أنه لا يجوز أن يشهد إلا بما علمه، وتحققه برؤية أو سماع لقولهم: ﴿ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا ﴾ [يوسف: 81]، وقوله: ﴿ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [الزخرف: 86]. فوائد من قصة يوسف. ومنها: هذه المحنة العظيمة التي امتحن الله بها نبيه وصفيه يعقوب صلى الله عليه وسلم، إذ قضى بالتفريق بينه وبين ابنه يوسف الذي لا يقدر على فراقه ساعة واحدة، ويحزنه أشد الحزن، فتم لهذه الفرقة مدة طويلة ويعقوب لم يفارق الحزن قلبه ﴿ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ [يوسف: 84].
فوائد من قصة نبي الله يوسف عليه السلام (2)
(أخرجه ابن أبي حاتم وغيره)
وقال تعالى: (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون). أخرج ابن أبي حاتم عن عمرو ابن مرة قال: ما مررت بآية في كتاب الله لا أعرفها إلا أحزنتني؛ لأني سمعت الله يقول: " وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ". اهتمام السلف بتفسير القرآن:
ذكر الإمام الطبري بسنده عن ابن مسعود قال: كان الرجل مـِنـَّا إذا تعلَّم عَشر آيات لم يجاوزهُنَّ حتى يعرف معانيهُنَّ ، والعمل بهنَّ. وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال: حدثنا الذين كانوا يُقرئوننا القرآن: أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم ، فكانوا إذا تعلَّموا عَشر آيات لم يخلِّفوها حتى يعملوا بما فيها من العلم والعمل ، فتعلَّمنا القرآن والعلم والعمل جميعــًا. خطبة: فوائد من قصة يوسف عليه السلام (2). وعن عبد الله ـ يعني ابن مسعود ـ قال: والذي لا إله غيره، ما نزلت آية في كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمَ نزلت، وأين نزلت، ولو أعلم مكان أحدٍ أعلم بكتاب الله مِنّي تنالُه المطايا لأتيته. قال ابن عبد البر رحمه الله: فأول العلم حفظ كتاب الله عز وجل وتفهمه ، وكل ما يعين على فهمه فواجب معه. وقال ابن تيمية رحمه الله: قد فتح الله علَيَّ في هذه المرة من معاني القرآن ومن أصول العلم بأشياء كان كثير من العلماء يتمنونها وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن.
وكذلك لا تذم الولاية إذا كان المتولي لها يقوم بما يقدر عليه من إقامة الشرع، وإيصال الحقوق إلى أهلها، وأنه لا بأس بطلبها إذا كان أهلًا، وأعظم كفاءة من غيره، وإنما المذموم إذا لم يكن فيه كفاءة، أو كان موجودًا من هو أمثل منه أو مثله، أو لم يرد بها إقامة أمر الله بل أراد الترؤُّس والمأكلة المالية. ومنها: أن الله واسع الجود والكرم، يجود على عبده بخير الدنيا والآخرة، وأن خير الآخرة له سببان لا ثالث لهما: الإيمان بكل ما أوجب الله الإيمان به، والتقوى التي هي امتثال الأوامر الشرعية واجتناب النواهي، وأن خير الآخرة خير من ثواب الدنيا وملكها، وأنه ينبغي للعبد أن يدعو نفسه ويشوقها لثواب الله ، ولا يدعها تحزن إذا رأت لذات الدنيا ورياساتها وهي عاجزة عنها، بل يسليها بالثواب الأخروي ليخف عليها عدم حصول الدنيا، لقول يوسف: ﴿ وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ [يوسف: 57]. ومنها: أن جباية الأرزاق إذا أريد بها التوسعة على الناس من غير ضرر يلحقهم لا بأس به، بل ذلك مطلوب؛ لأن يوسف أمرهم بجباية الأرزاق والأطعمة في السنين المخصبات للاستعداد به للسنين المجدبات، وقد حصل به الخير الكثير.
فوائد مستنبطة من قصة يوسف: بعض الفوائد المستنبطة من سورة يوسف - عليه السلام - لما فيها من آيات وعبر منوعة لكل من يسأل ويريد الهدى والرشاد, وأيضاً فيها من التنقلات من حال إلى حال, ومن محنة إلى محنة, ومن محنة إلى منحة, ومن ذلة ورق إلى عز وملك, ومن فرقة وشتات إلى اجتماع وإدراك غايات, ومن حزن وترح إلى سرور وفرح, ومن رخاء إلى جدب, ومن جدب إلى رخاء, ومن ضيق إلى سعة، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه هذه القصة العظيمة, فتبارك من قصها ووضحها وبينها. بطاقة المادة
المؤلف
عبد الرحمن بن ناصر السعدي
القسم
كتب وأبحاث
النوع
مقروء
اللغة
العربية
}لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآَمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ { (93) المائدة فمن هم المحسنين ؟ - هم الذين يتقنون أعمالهم ويجودونها وينقوها من الفساد ومن الخلل وهم الذين يبرون ولا يسيئون في قول أو عمل ويحسنون نياتهم فيخلصون أعمالهم لله فيأتون بها موافقة لما شرعت عليه في كيفياتها. و الإحسان بأن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. من هم المحسنين الذين يحبهم الله. 2-التوابين: جاء حب الله تعالى ( للتوابين)في القرآن الكريم مرة واحدة. }وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ{ (222)البقرة. فمن هم التوابين ؟ - التوابين هنا معناها أى التوابين من الذنوب ومن الشرك, اما التوبة: هى الرجوع عن الذنب و الندم عليه و العزم على عدم العودة إلية, قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( يا أيها الناس توبوا إلى الله و أستغفروه فإنى أتوب فى اليوم مائة مرة)).
الأبرار: من هم الأبرار
الخطبة الثانية:
معاشر المؤمنين: باب الإحسان واسع، فهو في المجالات كلها، وجماعه: الإتقان، والرفق، والفضل، وأرجى الناس للرحمة أعظمهم إحسانا، قال تعالى: ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 156]. وعائدة الإحسان على المكلف نفسه: ( إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا) [الإسراء: 7]. وما أحوجنا إلى كل حسنة، تذهب سيئاتنا، وتقربنا إلى الله زلفى. من هم المؤمنون؟ ومن هم المحسنون؟ - YouTube. إن المحسنين هم السعداء الأتقياء، البررة الأخيار، وإنه كلما زاد الإحسان زاد قرب الله من عبده، فيجد العبد حلاوة الإيمان، ولذة الطاعة، وانشراح الصدر، ويسعد بحياة تفضي به إلى حياة خيرٍ منها، في مقعد صدق عند مليك مقتدر: ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران: 133 - 134].
هل انت من احباب الله
فأكَّد سبحانه أنَّ رحمته مُرْصَدة للمحسنين، الذين يتبعون أوامره ويتركون زواجره، كما قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) (الأعراف:156-157). Admin Admin المساهمات: 45 تاريخ التسجيل: 02/07/2017 صلاحيات هذا المنتدى: لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
من هم المؤمنون؟ ومن هم المحسنون؟ - Youtube
- حساس: وذلك من قوله تعالى: ( وَإِيتَاء الزَّكَاةِ). وكذلك أثبت إحساسه بالضعفاء. - متواضع: وذلك من قوله تعالى: ( وَإِيتَاء الزَّكَاةِ). - عادل: وذلك من قوله تعالى: ( لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَال ٌ). من هم المحسنين في القرآن. - عزيز النفس: وذلك من قوله تعالى: ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ). - منظم: وذلك لأن الرجل حافظ على وقت ذكر الله ، ووقت التجارة للتجارة. فكذلك في جميع حياته هو منظم. - أخيرا الرجل يكون فيه أكثر صفات الأنبياء والمرسلين وذلك من قوله تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ). - يا أخي في الله.. أنظر إلى نفسك الآن واسأل نفسك.. هل أنت ذلك الرجل الذي عرفه الله ثم وصفه بتلك الصفات الجميلة؟ إن كنت كذلك، فنعم الرجل أنت.
- جاد: وذلك من قوله تعالى: ( رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ). - حذر: وذلك من قوله تعالى: ( يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَار ُ). - شهم: وذلك من قوله تعالى: ( فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً). - نظيف: وذلك من قوله تعالى: ( فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ). الأبرار: من هم الأبرار. - محبوب عند الناس: وذلك من قوله تعالى: ( َاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِين َ). ومن يحبه الله حبب الله فيه خلقه وذلك من الحديث القدسي الصحيح ( إذا أحب الله عبدا ، نادى جبريل: إني قد أحببت فلانا ، فأحبه ، قال: فينادي في السماء ، ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض) ، فذلك قول الله: ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) ، وإذا أبغض الله عبدا نادى جبريل: إني قد أبغضت فلانا ، فينادي في السماء ، ثم تنزل له البغضاء في الأرض. - طموح: وذلك من قوله تعالى: ( وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ). إذا لابد أن يكون هذا الرجل آخذا بأسباب الرزق وساعيا فيها حتى يزيده الله من فضله. - نشيط: لأن من حافظ على صلواته الخمس في المسجد، هذا دليلا على نشاطه، وليس ذلك وحسب، وإنما أيضا يسعى في رزقه حتى أن الله يزيده من فضله.
صفات المحسنين
آية الله مشكيني
في الحلقة الماضية تحدث العمة المجاهد آية الله مشكيني عن ثلاثة من أسماء القرآن المجيد وهي: الكتاب، الحكيم، الهدى. وفي هذه الحلقة يتحدث عن الاسم الرابع وهو الرحمة مفصلاً الكلام حول خصائص المحسنين ومميزاتهم. * الرحمة
الاسم الرابع من أسماء القرآن الواردة في هذه الآية المباركة هو الرحمة. هل انت من احباب الله. وهو اسم ظاهر وجلي لهذه الصحيفة الإلهية. ومعلوم أن ارتباط الرحمة بالهداية من حيث أن كتاب الله أنزل لهداية المجتمع البشري بالهداية التشريعية، بمعنى أن الله تبارك وتعالى يريد هداية أفكار البشر إلى العقائد والمعارف الحقة والأخلاق الكريمة الفاضلة والأعمال الحسنة الطيبة. فالله سبحانه برحمته الواسعة لم يرد للإنسان أن يقع في حبائل الشياطين وينزلق في مهاوي الكفر والطغيان، وإنما خلقه في أحسن تقويم وأراد له الوصول إلى قمة السعادة والكمال الإنساني والقرآن الكريم رحمة لأنه يقود الإنسان إلى ذلك. * تأثير الهداية في المحسنين
هنا قد يطرح سؤال وهو: حسب الآية الشريفة أنزل القرآن لهداية المحسنين، وفي آيات أخرى للمؤمنين والمتقين وأمثالهم، وفي المقابل جاء في سورة البقرة الآية 185: ﴿ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس ﴾ كذلك في أول سورة الفرقان ﴿ تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ﴾ ، وهذا يعني أنه لا يوجد اختصاص للكتاب الإلهي في هداية المحسنين والمؤمنين.