ما: زائدة. تكونوا: فعل مضارع تام مجزوم بأين وعلامة جزمه: حذف النون لأنه من الافعال الخمسة. والألف: فارقة. ويجوز إعراب «تَكُونُوا» فعلا مضارعا ناقصا. والواو في محل رفع اسمها. وتكون «أَيْنَ» متعلقة بخبر مقدم محذوف للفعل «تَكُونُوا» وجملة «تَكُونُوا» في محل جر بالاضافة لوقوعها بعد الظرف. ⬤ يَأْتِ بِكُمُ: يأت: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب «جزاء» الشرط وعلامة جزمه: حذف آخره حرف العلة. بكم: جار ومجرور متعلق بيأت والميم علامة جمع الذكور اشبعت بالضمة بدلا من السكون. ⬤ اللَّهُ جَمِيعاً: الله اسم الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم وعلامة رفعه الضمة. جميعا: حال منصوبة وعلامة نصبها الفتحة المنونة. وجملة «يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ»: جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها من الإعراب. ⬤ إِنَّ اللَّهَ: إنّ: حرف مشبه بالفعل يفيد التوكيد. فصل: إعراب الآية (144):|نداء الإيمان. الله اسم لجلالة: اسم «إِنَّ» منصوب للتعظيم وعلامة نصبه الفتحة. ⬤ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ: جار ومجرور متعلق بقدير. شيء: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جرّه: الكسرة. قدير: خبر «إِنَّ» مرفوع وعلامة رفعه الضمة. إعراب و تفسير سورة البقرة. ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله.
- فصل: إعراب الآية (144):|نداء الإيمان
- المحاضرة الثانية: الحبّ والبغض في الله
- منتدي بيت العز - الحب في الله والبغض في الله
- فضيلة الحب في الله والبغض في الله
- الدرر السنية
فصل: إعراب الآية (144):|نداء الإيمان
إعراب و تفسير سورة البقرة. وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148) تفسير سورة البقرة إعراب و تفسير سورة البقرة. ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا. تفسير سورة البقرة تفسير سورة البقرة ⬤ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ: الواو: استئنافية. لكل: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. بمعنى «لكل أمة». وجهة: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة. ⬤ هُوَ مُوَلِّيها: هو: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. موليها: خبر «هُوَ» مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة. والجملة الاسمية «هُوَ مُوَلِّيها» في محل رفع صفة لوجهة أو بدل. بتقدير: ولكل أمة هو مولّ جهة أي مستقبل. ⬤ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ: الفاء: استئنافية. استبقوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأنه مضارعه من الافعال الخمسة. الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل. والألف فارقة. الخيرات: مفعول به منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. ⬤ أَيْنَ ما تَكُونُوا: أين: اسم شرط جازم مبني على الفتح في محل نصب ظرف مكان متعلق بجوابه.
في رِحابِ آيةٍ مِنْ كِتابِ اللهِ تِعالى (47)
﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ﴾ [البقرة: 148]
وعليهِ فكُلُّ انسانٍ لهُ كيانُهُ المستقِل، وشَخصِيتُهُ المخْتلِفُة، وتميُزُهُ الخَاصُ.. قالَ جلَّ وعلا: ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴾ [هود: 118]. ﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ﴾.. لونُكَ وشكلُكَ ومِشيتُكَ.. كُلُّ ما فِيكَ مُختَلِفٌ، وهَكذَا ستَبقَى.. فلِمَاذَا يَذُوبُ البَعضُ في غيرهِ، ويُلغِي شَخصِيتَهُ، ويَهضِمُ نَفسَهُ. ﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ﴾.. فعِشْ كمَا خَلقَكَ اللهُ.. ولا تُخالِفْ طَبيعَتكَ، ولا تُغيِّر خُصُوصِيتكَ، ولا تُقلِدْ غيركَ.. ﴿ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ ﴾ [البقرة: 60] و[الأعراف: 160].. و﴿ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ ﴾ [الإسراء: 84].. وفي الحديث الصحيح: « اعملوا فكلُّ مُيسرٌ لما خُلق له ». ﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ﴾.. تَدُلُ على أهميةِ مَعرِفةِ الانسانِ بمواهِبِهِ وقُدُرَاتِه، وامكانِيَاتِهِ وطاقَاتِهِ، ليفَعِّلَهَا في المجالِ الذي يُناسِبُهُ، ويَنفَعَ بِها نَفْسَهُ وأُمَّتَهُ.
قال - صلى الله عليه وسلم -: ((المرء على دِين خَلِيله فلينظُر أحدكم مَن يُخالِل)) [3]. ومثَّل - صلى الله عليه وسلم -: ((الجليس الصالح كحامل المسك؛ إمَّا أنْ يُحذِيك، وإمَّا أنْ تَبْتاع منه، وإمَّا أنْ تجدَ منه رائحةً طيبةً، ومثل الجليس السوء كنافخ الكِير؛ إمَّا أنْ يحرق ثيابك، وإمَّا أنْ تجد من رائحةٍ سيِّئة)) [4] ، كما جاء ذلك في حديثٍ متفق عليه. اجعَلُوا محبَّتكم في الله، وبُغضكم لله، وموالاتكم في الله، ومعاداتكم في الله، فإنَّ هذه هي التي تدومُ ولا يؤثِّر فيها شيء، وهي الثابتة والنافعة في الدنيا والآخرة، أمَّا إذا كانت المحبَّة والمؤاخاة على الدنيا ومن أجل حُطامها، فإنَّ ذلك لا يَدُوم، ولا يُجدِي شيئًا. المحاضرة الثانية: الحبّ والبغض في الله. قال ابن عباس - رضي الله عنه -: ((مَن أحبَّ في الله وأبغض في الله، وعادَى في الله، ووالى في الله، فإنَّما تنال ولاية الله بذلك، ولن يجدَ عبدٌ طعمَ الإيمان - وإنْ كثرت صلاته وصومه - حتى يكون كذلك، وقد صارَتْ عامَّة مُؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يُجدِي على أهلة شيئًا)). فاتَّقوا الله يا عبادَ الله في محبتكم وموالاتكم، لا يحملنكم الهوى والشيطان على جعْل محبتكم من أجل الدنيا وحُطامها وتنسوا أوثق عُرَى الإيمان؛ الحب في الله، والبُغض في الله.
المحاضرة الثانية: الحبّ والبغض في الله
إنَّ المصيبة العُظمى والطامَّة الكبرى أنْ يُصاب العبد في دِينه، ثم لا يَشعُر أنَّه مُصاب، فيبقى في عيَّه، ويتمادَى في ضَلاله، أمَّا مصيبة الدنيا فمهما عظُمت فهي وقتيَّة، وقد تكون خيرًا للعبد إذا صبر واحتسب، أمَّا مصيبة الدِّين في الكسر الذي لا يُجبَر، لقد أُصِيبَ الكثير من الناس بالغفلة والإعراض عن الله والدار الآخرة، وأصبحوا في غفلةٍ عمَّا خُلِقوا له، هَمُّ الكثير منهم دنياه، يُعادِي من أجلها، ويُوالِي من أجلها، محبَّته لأهوائه وشهواته لا لمولاه، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون! فتذكَّروا يا عبادَ الله واتَّعظوا؛ فإنَّ الذكرى تنفع المؤمنين، أمَّا مَن لم ينتفع بالذكرى فإنَّه مُصاب، فعليه أنْ يُعالِج مصيبته بالدواء الشافي، بذِكر الله وطاعته، والحب فيه والبغض فيه، اللهمَّ اجعَلْنا ممَّن يستمع القول فيتَّبِع أحسَنَه، اللهم إنَّا نسألك حُبَّك وحُبَّ مَن يحبُّك، وحبَّ العمل الذي يُقرِّبنا إلى حبِّك، إنَّك جَواد كريم. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
قال الله العظيم: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجدًّا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 29].
منتدي بيت العز - الحب في الله والبغض في الله
وكان عيال حاطب بمكّة، فبلّغ قريشاً ذلك فخافوا خوفاً شديداً، فقالوا لعيال حاطب اكتبوا إلى حاطب ليعلمنا خبر محمّد صلى الله عليه وآله وسلم فإنّ أرادنا لنحذره، فكتب حاطب إليهم أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يريدكم، ودفع الكتاب إلى امرأة فوضعته في قرونها. منتدي بيت العز - الحب في الله والبغض في الله. فنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأعلمه الله ذلك، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أميرَ المؤمنين عليه السلام والزبير بن العوّام، فلحقاها بعسفان ففتّشاها فلم يجدا معها شيئ، فقال الزبير: ما نجد معها شيئاً فقال أمير المؤمنين عليه السلام: " والله ما كذبني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا كذب جبرئيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لتظهرنّ الكتاب ". وفي رواية:"قال عليّ عليه السلام: والله ما كذبنا ولا كذّبن، وسلّ سيفه وقال: أخرجي الكتاب وإلّا والله لأضربنّ عنقك، فأخرجته من عقيصتها فردّه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم". فقال رسول الله لحاطب: "ما هذا؟" فقال: يا رسول الله، والله ما غيّرت ولا بدّلت، ولا نافقت، ولكن عيالي كتبوا إليّ فأحببت أن أداري قريشاً ليحسنوا معاش عيالي ويرفقوا بهم 15. وفي رواية: " أحببت أن أتّخذ عندهم بكتابي إليهم مودّة، ليدفعوا عن أهلي بذلك " فنزلت الآية.
فضيلة الحب في الله والبغض في الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا يأثم المرء بحبه لحسن الأخلاق أكثر من حبه للمتدين السيئ الخلق، لأن التفضيل في الحب إنما وجب في حب الله تعالى ورسوله، كما قال الله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ {البقرة:165}. وقال تعالى: قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ {التوبة:24}. أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله. قال البيهقي في الشعب: أبان بهذا أن حب الله ورسوله فرض. اهـ. وقال القرطبي في التفسير: وَفِي الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى وُجُوبِ حُبِّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَلَا خِلَافَ فِي ذَلِكَ بَيْنَ الْأُمَّةِ، وَأَنَّ ذَلِكَ مُقَدَّمٌ عَلَى كُلِّ مَحْبُوبٍ.
الدرر السنية
اهـ. وقال السعدي في التفسير: وهذه الآية الكريمة أعظم دليل على وجوب محبة الله ورسوله، وعلى تقديمها على محبة كل شيء، وعلى الوعيد الشديد والمقت الأكيد، على من كان شيء من هذه المذكورات أحب إليه من الله ورسوله. وفي الحديث: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين. متفق عليه. وفي الحديث: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما. متفق عليه.
1- سورة المجادلة،الآية22 2- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 12، ص 219. 3- م. ن، ج 12، ص 221. 4- م. 5- سورة آل عمران، الآية: 31. 6- سورة الحشر، الآية: 9. 7- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 12، ص 219. 8- م. ن، ج 12، ص 219. 9- م. ن، ج 12، ص 220. 10- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج12، ص224. 11- غرر الحكم، الآمدي، ج 2، ص 505. 12- م. ن، ج 2، ص 706. 13- الكافي، الشيخ الكليني، ج 2، ص 75. الحب في الله والبغض في الله. 14- ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَاالْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾سورة المجادلة، الآية: 22. 15- بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 98، ص 69. 16- بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 72، ص 76. 17- بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج14،ص330.