• وغنى الله مقرون بحمده كما في هذه الآية، وقال تعالى في آية أخرى (الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) فهو غني يحمد على غناه، لأنه يجود به على غيره. فالله ذو الغنى الواسع. كما قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ). وقال تعالى (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ). وقال تعالى (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ). الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبدالحميد الحجوري | #التبيان_لأمثال_القرآن_1443_هـ الدرس : 24. قال الشيخ ابن عثيمين: وليس كل غني يحمد على غناه، فالغني البخيل كالفقير تماماً، بل أردأ من الفقير وأسوأ حالاً، لأن الغني يذم، والفقير لا يذم.
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبدالحميد الحجوري | #التبيان_لأمثال_القرآن_1443_هـ الدرس : 24
قال: قُلْ: آمَنْتُ باللهِ، فاستَقِمْ)) [200] رواه مسلم (38).. فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ. أي: أولئك لا خَوفٌ عليهم مِن أيِّ شَرٍّ ومَكروهٍ في مُستَقبَلِ زَمانِهم [201] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/136)، ((تفسير ابن كثير)) (7/279)، ((نظم الدرر)) للبقاعي (18/144)، ((تفسير السعدي)) (ص: 780).. وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ. أي: ولا هم يَحزَنونَ على ما مضَى [202] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/136)، ((تفسير ابن كثير)) (7/279)، ((تفسير السعدي)) (ص: 780).. أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (14). سورة الفاتحة. أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا. أي: أولئك هم أهلُ الجنَّةِ الملازِمونَ لها، المُختَصُّونَ بها، يَمكُثونَ فيها أبدًا [203] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/136)، ((تفسير السعدي)) (ص: 781)، ((تفسير ابن عاشور)) (26/28).. جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. أي: ثوابًا مِنَ اللهِ لهم؛ بسَبَبِ ما كانوا يَعمَلونَه في الدُّنيا مِن الصَّالِحاتِ [204] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/136)، ((تفسير ابن كثير)) (7/279)، ((تفسير السعدي)) (ص: 781). قال البيضاوي: (وجَزَاءً مصدرٌ لفعلٍ دلَّ عليه الكلامُ، أي: جُوزوا جزاءً).
مؤسسة بن عثيمين الخيرية - تفسير سورة الفاتحة
قال: ولا أنا إلَّا أن يَتغَمَّدَنيَ اللهُ منه بفَضلٍ ورَحمةٍ)) [211] أخرجه مسلم (2816) (75) من حديث أبي هُرَيرةَ رضيَ الله عنه. ، وفي روايةٍ: ((بمغفرةٍ ورحمةٍ)) [212] أخرجه مسلم (2816) (73).. ومِن هذا أيضًا الحَديثُ الَّذي في السُّنَنِ عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه قال: ((لو أنَّ اللهَ عذَّب أهلَ سَمَواتِه وأهلَ أرضِه لَعَذَّبهم وهو غيرُ ظالمٍ لهم، ولو رَحِمَهم كانت رحمتُه خيرًا لهم مِن أعمالِهم)) الحديثَ [213] أخرجه أبو داود (4699) واللَّفظُ له، وابنُ ماجه (77)، وأحمدُ (21589) مِن حديثِ زَيدِ بنِ ثابتٍ رضيَ الله عنه. مؤسسة بن عثيمين الخيرية - تفسير سورة الفاتحة. صحَّحه ابنُ حِبَّانَ في ((الصحيح)) (727)، وابنُ القيِّم في ((شفاء العليل)) (1/343)، والألبانيُّ في ((صحيح سنن أبي داود)) (4699)، وصحَّح إسنادَه الذَّهبيُّ في ((المهذب)) (8/4212)، وقوَّى إسنادَه شعيبٌ الأرناؤوطُ في تخريج ((سنن أبي داود)) (4699).. ومَن قال: بل للمَخلوقِ على اللهِ حَقٌّ، فهو صَحيحٌ إذا أراد به الحَقَّ الَّذي أخبَرَ اللهُ بوُقوعِه؛ فإنَّ اللهَ صادِقٌ لا يُخلِفُ الميعادَ، وهو الَّذي أوجَبَه على نَفْسِه، بحِكمتِه وفَضْلِه ورَحمتِه [214] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (1/217، 218).!
تحميل كتاب تفسير القرآن الكريم سورة الفاتحة ل محمد بن صالح العثيمين Pdf
اذا لم تجد ما تبحث عنه يمكنك استخدام كلمات أكثر دقة.
سورة الفاتحة
﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]:
يعني نعبدك وحدك لا بقوتنا، ولكن بحولك وقوتك وإعانتك ربنا، فالمعنى نعبدك وحدك مستعينين بك، لا حول لنا ولا قوة على ذلك إلا بك يا ربنا، فهو المعين، وهو الموفق سبحانه وتعالى [8]. ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 6 - 7].
وضع فهرس السور والصفحات ليتيسر الوصول إلى السورة. مجموع السور التي فسرت 73 سورة. فهرس السور على الصفحات:
الفاتحة 77
البقرة 95
آل عمران 1377
النساء 2598
المائدة 3815
الأنعام 4982
الكهف 5277
النور 5435
الفرقان 5915
الشعراء 6296
النمل 6638
القصص 7220
العنكبوت 7663
الروم 8118
لقمان 8476
السجدة 8702
الأحزاب 8841
سبأ 9409
فاطر 9754
يس 10086
الصافات 10412
ص 10800
الزمر 11066
غافر 11608
فصلت 12196
الشورى 12553
الزخرف 12938
الحجرات 13120
ق 13190
الذاريات 13234
الطور 13292
النجم 13324
القمر 13380
الرحمن 13420
الواقعة 13446
الحديد 13476
جزء عم 13568
محمد بن صالح العثيمين
كان رحمه الله عضواً في هيئة كبار العلماء وأستاذا بجامعة الإمام محمد
بن سعود الإسلامية
333
27
384, 122
ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ
المعنى الإجمالي:
يقولُ تعالى مبيِّنًا ما أعدَّه لِمَنِ استقام مِنَ المؤمنينَ: إنَّ الَّذين قالوا: ربُّنا اللهُ، ثمَّ استقاموا بامتِثالِ أوامِرِه واجتِنابِ نواهيه؛ فلا خَوفٌ عليهم ممَّا يَستَقبِلونَ، ولا هم يَحزَنونَ على ما مضى. أولئك هم أهلُ الجنَّةِ خالِدينَ فيها أبدًا؛ ثَوابًا مِنَ اللهِ لهم بما كانوا يَعمَلونَ في الدُّنيا مِن الصَّالِحاتِ. تفسير الآيتين:
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13). مُناسَبةُ الآيةِ لِما قَبْلَها: أنَّ الله تعالى لَمَّا قرَّر دلائِلَ التَّوحيدِ والنُّبُوَّةِ، وذكَرَ شُبُهاتِ المُنكِرينَ وأجاب عنها؛ ذكَرَ بعدَ ذلك طَريقةَ المُحِقِّينَ والمُحَقِّقينَ [197] يُنظر: ((تفسير الرازي)) (28/13).. وأيضًا لَمَّا بَيَّن اللهُ تعالى حالةَ المُحسِنينَ؛ شرَحَ أمْرَهم، فقال مُستأنِفًا في جوابِ مَن سأل عنهم، وعن بُشراهم [198] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (18/143). : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا. أي: إنَّ الَّذين قالوا: ربُّنا اللهُ وَحْدَه، ثمَّ استقاموا على توحيدِ اللهِ، وامتِثالِ أوامِرِه واجتِنابِ نواهيه، وداوَموا على طاعتِه مُدَّةَ حَياتِهم بما شَرَع بلا مَيلٍ ولا اعوِجاجٍ، ولا إفراطٍ منهم ولا تَفريطٍ [199] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/136)، ((تفسير ابن كثير)) (7/175)، ((تفسير السعدي)) (ص: 780، 781)، ((تفسير ابن عاشور)) (24/282-284).. عن سُفْيانَ بنِ عبدِ اللهِ الثَّقَفيِّ رَضِيَ الله عنه، قال: ((قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، قُلْ لي في الإسلامِ قَولًا لا أسألُ عنه أحدًا بَعْدَك.
والمقصود أن صفاته تليق به جل وعلا لا يشابه فيها خلقه سبحانه وتعالى، فأهل السنة والجماعة وهم الصحابة ومن سلك سبيلهم، يمرونها كما جاءت، ويؤمنون بها، ويعلمون أنها حق، وأن الله لا يشابه خلقه في شيء من صفاته جل وعلا.
توحيد الأسماء والصفات
إن تفسير غنى الله سبحانه وتعالى في الآية: ﴿ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾ بالقدرة هو تأويل لا يجوز، أما القول بأن غناه سبحانه وتعالى مثل غنى أغنى الناس فهو تشبيه لا يجوز، وأما الزعم بأن الله غني من غير غنى فهو نفي وتعطيل لا يجوز. إن هذه التآويل تعارض قول الله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾[4]. ففي قوله:﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ نفي الشبيه عن الله، وفي قوله: ﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ إثبات لأسماء الله تعالى وصفاته. توحيد الأسماء والصفات. إن الفهم الصحيح للآية: ﴿ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾ يقتضى التسليمَ بأن الله غني غنى مطلقاً ليس كغنى خلقه الذي يتسم بالمحدودية والحاجة له سبحانه. رابعها: لا يجوز تخيل صورة الله سبحانه وتعالى، لأن تخيلها تشبيه لله بخلقه؛ فالإنسان لا يمكن أن يتصور شيئاً لم يره. قال العلماء: "كل ما خطر على بالك فالله خلاف ذلك"، وفي الحديث الضعيف: "تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في ذات الله". خامسها: لا يجوز اشتقاق أسماء الله تعالى من صفاته، بينما يجوز اشتقاق صفاته تعالى من أسمائه. قال تعالى: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾[5]؛ لا يجوز لنا هنا أن نشتق من صفة "الاستواء" اسم "المستوي".
توحيد الأسماء والصفات
أبو الحسن هشام المحجوبي و فضل الله كسكس
يعني توحيد الأسماء والصفات، إفراد الله تعالى بأسمائه التي سمى بها نفسه وصفاته التي وصف بها ذاته في كتابه الكريم والتي أخبر بها رسوله (صلى الله عليه وسلم) في سنته المطهرة. إن هذا الأصل في التوحيد ليبيّن للعبد سبيل التعرف على ربه والتأدب معه في الحدود التي ارتضاها سبحانه لمقامه. ويقتضي الإيمان به مراعاة القواعد العشر التالية: أولها: لا تُستمد أسماء الله تعالى وصفاته إلا من كتاب الله وسنة رسوله لأنها غيب والغيب لا يُعلم إلاَّ من الوحي. قال الله تعالى: ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ﴾[1]. ثانيها: التسليم بأن جميع أسماء الله تعالى حسنى في منتهى الحسن، وبأن صفاته كاملة في منتهى الكمال. قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾[2]. وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله جميل يحب الجمال" [3]. ثالثها: يجب إثبات أسماء الله تعالى وصفاته كما جاءت في كتاب الله وسنة رسوله دون تحريف ولا تشبيه ولا نفي مع تفويض كيفيتها إلى الله.