ومِنْ خصائِصِ هذهِ الأمَّةِ ما وَرَدَ في الصَّحيحِ مِنْ قَوْلِهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: « نَحْنُ الآخِرونَ السَّابِقونَ » أيْ الآخِرونَ وُجودًا السَّابِقونَ دُخولا الجنَّة. اللهُمَّ إنّا نَسْأَلُكَ الجَنَّةَ ونَسْأَلُكَ الفِردَوْسَ الأَعْلى يا ربَّ العالمينَ. هذا وأسْتَغْفِرُ الله لي ولَكُم. يوم الجمعة (خطبة جمعة قصيرة). الخطبةُ الثانيةُ:
إنَّ الحَمدَ لله نحمدُهُ ونستعينهُ ونستهديهِ ونشكرُهُ ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنَا ومن سيئاتِ أعمالنا، مَن يهدِ الله فلا مُضِلَّ لهُ ومن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهدُ أنْ لا إلـهَ إلا الله وحدَهُ لا شريكَ لهُ وأنَّ محمّدًا عبدُهُ ورسولُهُ صَلَواتُ الله وسلامُهُ عليهِ وعلى كلّ رسولٍ أَرْسَلَهُ.
خطب جمعة قصيرة Pdf
اللهُ تعالى لَا يُقَدِّرُ عَبَثَاً:
يَا عِبَادَ اللهِ: عِنْدَمَا يَكُونُ الإِنْسَانُ شَاكِرَاً وَمُثْنِيَاً، وَصَابِرَاً وَدَاعِيَاً، يَكُونُ قَوِيَّاً مَهْمَا تَتَابَعَتِ الفِتَنُ، وَمَهْمَا تَوَاتَرَتِ المَصَائِبُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، لِأَنَّ اللهَ تعالى يَقُولُ: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْـعُسْرِ يُـسْرَاً * إِنَّ مَعَ الْـعُسْرِ يُسْرَاً﴾. لِأَنَّ اللهَ تعالى يَقُولُ: ﴿سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرَاً﴾. خطبة جمعة قصيرة عن الاستغفار. المُؤْمِنُ دَائِمَاً وَأَبَدَاً قَوِيٌّ نَشِيطٌ حَتَّى في أَيَّامِ الفِتَنِ، لِأَنَّهُ على يَقِينٍ بِأَنَّ الأُمُورَ إلى اللهِ تعالى، وَأَنَّ المَقَادِيرَ بِيَدِ اللهِ تعالى، وَهُوَ على يَقِينٍ بِأَنَّ اللهَ تعالى لَا يُقَدِّرُ عَبَثَاً، وَلَا يُقَدِّرُ ظُلْمَاً، وَلَا يُقَدِّرُ إلا بِتَمَامِ رَحْمَتِهِ التي سَبَقَتْ غَضَبَهُ، وَوَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ. خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:
يَا عِبَادَ اللهِ: التَّفَاؤُلُ سُنَّةُ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، لِأَنَّ التَّفَاؤُلَ يَشْحَذُ الهِمَمَ للعَمَلِ، وَيُغَذِّي القُلُوبَ بِالطُّمَأْنِينَةِ وَالأَمَلِ؛ كَيْفَ لَا يَكُونُ المُسْلِمُ مُتَفَائِلَاً وَهُوَ على يَقِينٍ بِأَنَّ قُلُوبَ الذينَ يَخَافُهُمْ هِيَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ، وَمَا دَامَ قَلْبُ مَنْ تَخَافُهُ بِيَدِ مَنْ تُحِبُّهُ فَلَا تَخَفْ.
ثمَّ إنَّ مَنْ قبْلَنَا مِن أمم الأنبياءِ كانَ مِقدارُ الزكاةِ في شرائعهم رُبُعَ أمْوالِهِمْ. وأمَّا في شريعةِ سيدنا محمد فقدْ جَعَلَ الله زكاةَ المال في النّقودِ مِنَ الأثمانِ رُبُعَ العُشْرِ. وجَعَلَ الصيام أيْ صيامَ هذهِ الأمَّة ما بينَ الفجرِ وغروبِ الشَّمسِ أمّا بعضُ الأُمَمِ الذين كانوا قَبْلَ هذِهِ الأمَّةِ كانوا يُواصِلونَ اللّيلَ والنّهارَ بلا أكْلٍ ولا شُرْبٍ. وقد وَرَدَ في الحديثِ عَنِ النّبيّ صلى الله عليه وسلم حينَ تَحَدَّثَ عمّا حصلَ معَهُ في ليلةِ المعراجِ قالَ: « فأَوْحَى الله إليَّ ما أَوْحى فَفَرَضَ عليَّ خمسينَ صَلاةً في كلِّ يومٍ وليلةٍ فَنَزَلْتُ إلى موسى صلى الله عليه وسلم فقالَ: ما فَرَضَ رَبُّكَ على أُمَّتِكَ ؟ فَقُلْتُ: خَمْسينَ صَلاةً. خطب جمعة قصيرة – لاينز. قالَ: ارْجِعْ إلى رَبّكَ، (أي إلى المكانِ الذي تَتَلَقَّى فيهِ الوَحْيَ مِنْ رَبّكَ. فالله موجودٌ بِلا مَكانٍ) فاسْأَلْهُ التخفيفَ فإنَّ أمَّتَكَ لا يُطيقونَ ذلكَ فإنّي قَدْ بَلَوْتُ بَني إسرائيلَ وخَبِرْتُهُمْ. قالَ: فَرَجَعْتُ إلى ربّي فَقُلْتُ يا ربّي خَفّفْ على أمَّتي. فَحَطَّ عني خمسًا فَرَجَعْتُ إلى موسى فَقُلْتُ حَطَّ عني خمسًا.
- وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الحائض في الحج: \" تقضي المناسك كلها غير أن لا تطوف بالبيت\" دليل على دخولها المسجد الحرام للدعاء والصدقة والاستغفار لمضاعفة الحسنة فيه بمائة ألف إلا الصلاة والطواف فيه فلا يصح منها. الخلاصة:
بعد النظر والتأمل في النصوص وأقوال أهل العلم فيظهر لي والله أعلم - جواز دخول الجنب والحائض المساجد كلها إذا أمن التلويث لأرض المسجد وفرشه، ودعت حاجة غير الصلاة في المساجد أو الطواف بالبيت ولا حاجة أكبر وأهم من حضور مجالس الذكر وحلق العلم تعلماً وتعليماً التي تعقد بين الحين والآخر في عموم مساجد المسلمين، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد.
حكم دخول الحائض المسجد الأقصى
رواه البخاري ومسلم من رواية أبي هريرة. وبما احتج به المزني في المختصر واحتج به غيره أن المشرك يمكث في المسجد فالمسلم الجنب أولى: وأحسن ما يوجه به هذا المذهب أن الأصل عدم التحريم وليس لمن حرم دليل صحيح صريح. واحتج أصحابنا بقول الله تعالى: لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابرى سبيل. حكم دخول الحائض المسجد النبوي. قال الشافعي ـ رحمه الله ـ في الأم: قال بعض العلماء بالقرآن: معناها لا تقربوا مواضع الصلاة، قال الشافعي وما أشبه ما قال بما قال، لانه ليس في الصلاة عبور سبيل إنما عبور السبيل في موضعها وهو المسجد، قال الخطابي وعلى ما تأولها الشافعي تأولها أبو عبيدة معمر بن المثني قال البيهقى في معرفة السنن والآثار وروينا هذا التفسير عن ابن عباس قال: وروينا عن جابر قال: كان أحدنا يمر في المسجد مجتازا وهو جنب وعن أفلت بن خليفة عن جسرة بنت دجاجة عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء النبي صلى الله عليه وسلم وبيوت أصحابه شارعة في المسجد، فقال: وجهوا هذه البيوت عن المسجد، فإني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب. رواه أبو داود وغيره. انتهى. وحديث: إني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب ـ حسنه ابن القطان وابن سيد الناس وسكت عنه أبو داود وقد نص في رسالته لأهل مكة على أن كل ما سكت عليه فهو صالح، ومن ثم فأعدل الأقوال في المسألة ـ إن شاء الله ـ هو القول بمنع الجنب والحائض من المكث في المسجد وجواز العبور لهما إذا أمنت الحائض تلويث المسجد.
حكم دخول الحائض المسجد الشيخ ابن عثيمين
دخول الحائض والجنب المسجد
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني لا أُحِلُّ المسجدَ لحائضٍ ولا جُنُبٍ))؛ رواه أبو داود، وصحَّحه ابن خزيمة. المفردات:
((أُحِل المسجد))؛ أي: أُجيز دخوله والبقاء فيه. حكم دخول الحائض والجنب المسجد. البحث:
روى أبو داود حديث عائشة بلفظ: "قالت: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجوه بيوت أصحابه شارعة في المسجد، فقال: ((وجِّهوا هذه البيوت عن المسجد))، ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يصنع القوم شيئًا رجاءَ أن ينزل فيهم رخصة، فخرج إليهم، فقال: ((وجِّهوا هذه البيوت عن المسجد، فإني لا أُحِلُّ المسجد لحائض ولا جُنبٍ)). وهذا الحديثُ من رواية أفلت بن خليفة عن جسرة، وأفلت: وثَّقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: هو شيخ، وقال أحمد بن حنبل: لا بأس به، وروى عنه سفيان الثوري وعبدالواحد بن زياد، وقال في الكاشف: صدوق، وقال في البدر المنير: بل هو مشهور ثقة.
تاريخ النشر: السبت 24 شعبان 1430 هـ - 15-8-2009 م
التقييم:
رقم الفتوى: 125899
28409
0
374
السؤال
ما هي الأدلة التي استدل بها من يرى جواز دخول الحائض والجنب المسجد؟. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان مرادك السؤال عن حجة من جوز اللبث في المسجد مطلقا: وهم الظاهرية والمزني من الشافعية، فإنهم احتجوا بالأصل وهو جواز المكث ولم ينهض عندهم دليل على المنع، واحتجوا كذلك بمكث أهل الصفة في المسجد وببعض وقائع الأحوال كخبر المرأة التي كانت تقم المسجد وقصة ذات الوشاح ونحوها ممّا يدل على جواز مكث الرجال والنساء في المسجد من غير تفصيل، واحتجوا كذلك بما سنورده في كلام النووي ـ إن شاء الله ـ وإن كان المراد السؤال عن حجة من جوز العبور من غير مكث، فحجتهم ظاهرة وهي قوله تعالى: ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا {النساء 43}.