كلمة التراويح: " فليحذر الذين يخالفون عن أمره" للشيخ نور الدين عيد - YouTube
فليحذر الذين يخالفون عن أمره - مكتبة نور
27 شوال 1428 ( 08-11-2007)
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله - تعالى -: \"لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً، قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذاً، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم\". كم قرأنا هذه الآية في كتاب الله وكم سمعناها؟ ولكن هل وعيناها؟ وهل تنبهنا إلى ما فيها من تحذير؟ نعم.. إنه تحذير شديد اللهجة، مصدره ليس أحد من البشر ولا حتى نبي من الأنبياء بل هو صادر عن رب العالمين تبارك وتعالى، ومن ماذا يحذرنا؟ إنه يحذرنا من مخالفة أمر نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -. فللنظر كيف تعاملنا مع هذا التحذير الإلهي العظيم! وكيف كان موقفنا منه؟ هل توقفنا عن مخالفة أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهل اتبعنا هديه في كل ما جاء به؟ فوقفنا عند حدود ما نهى عنه وامتثلنا بما أمر به؟ وقبل الجواب على هذا السؤال دعونا نجري مقارنة بسيطة: تسير بسيارتك في الطريق فإذا بلوحة مكتوب عليها تحذير: منعطف خطير! فهل تستمر أم تهدئ من سرعتك حتى لا تقع في المنحدر؟ مثال آخر: تجد لوحة مكتوب عليها تحذير: خطر تيار عال! فهل تقترب منه وتلمسه بيدك؟! كلا..
إذن ما بالنا أخي في الله نقرأ تحذير علام الغيوب الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ومع ذلك نصم آذاننا ونغمض عيوننا ونستمر في طريقنا غير آهبين بما حذرنا منه؟!!
دفاعا عن السنة: فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنةأو يصيبهم عذاب أليم
"فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم"
Submitted by editor on Fri, 12/30/2016 - 12:00
الجمعة, December 30, 2016 أ. د. محمد خازر المجالي
هذا النص جزء من الآية قبل الأخيرة من سورة النور؛ السورة التي تحدثت عن كثير من المسائل والتشريعات الاجتماعية على وجه التحديد، والتي تكفل استقرار الأسرة والمجتمع. وقد بدأت بنص عجيب لم يأت في القرآن مثله: "سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"، وأتبعها الله تعالى بالحديث عن الحدود: الزنا والقذف واللعان. ثم عرض سبحانه قصة الإفك المشهورة، التي كانت بعد غزوة المريسيع (بني المصطلق)، التي رميت بها عائشة أم المؤمنين بالزنا، رضي الله عنها وعن أبيها. وفيها ما فيها من آداب ينبغي التحلي بها؛ من ضرورة وجوب التأني وحسن الظن وعدم الإشاعة للأخبار، وفيها بعض صفات المنافقين والأهم هو براءة عائشة، وكانت متأكدة أن الله سيبرؤها، لكن عن طريق الوحي إلى الرسول من دون أن يكون قرآنا، لكن البراءة جاءت بنص قرآني: "الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ".
إسلام ويب - أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - سورة النور - قوله تعالى فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم- الجزء رقم4
ونعلم أن كثيرا من الأحكام جاءت مجملة، والرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي بينها، ومنها أركان الإسلام. فليحذر الذين يخالفون عن أمره، كل أمره، أن تصيبهم فتنة. والفتنة هنا الاختبار أو نتيجة الاختبار مما يكون فيه من عقوبة إلهية، حيث الضنك وتسليط الأعداء والضعف وذهاب البركة وغير ذلك من الأمور، وهذه أمور خطيرة ربما نلحظها في حياتنا، والسبب مرة أخرى هو في إعراضنا عن الله ومنهجه: "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا"، هذا في الدنيا، وفي الآخرة عذاب أليم، ويمكن أيضا أن يكون العذاب الأليم دنيويا. لنحذر مخالفة الله ورسوله أفرادا ومجتمعات، ففي اتباع أمرهما الخير الكثير، وفي مخالفتهما الشر الكبير، ولا أظن بأننا في غفلة عن آثارها السيئة، ولا نريد السوء لأنفسنا ومجتمعاتنا، والله ولي المتقين.
فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ
يقول الحق سبحانه:
{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. } سورة النور، الآية: 63. أول ما خطر ببالي وأنا أتدبر هذه الآية ما كان من الرماة يوم أحد إذ اختار النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه خمسين رامياً،
وأمّر عليهم عبد الله بن جُبير رضي الله عنه، وجعلهم على جبل يُقال له " عينيْن " يقابل جبل أحد،
وقال لعبد الله بن جبير قائد الرماة ـ كما ذكر ذلك البيهقي في الدلائل وابن إسحاق في السيرة النبوية –:
(انضح عنا الخيل بالنبل، لا يأتوننا من خلفنا، إن كانت لنا أو علينا فاثبت مكانك لا نؤتين من قِبَلِك)،
ثم قال للرماة:
(إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم ووطأناهم، فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم) رواه البخاري. لكن الرماة لما رأوا أن المسلمين انتصروا نزلوا عن الجبل وتنادوا قائلين: " الغنيمةَ أيها القوم، الغنيمةَ، ظهر أصحابكم فما تنتظرون؟
" ، فقال أميرهم عبد الله بن جبير: "أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم "، فلم يلتفتوا إليه وقالوا: " والله لنأتين الناس فلنصيبنّ من الغنيمة "
وخالفوا أمر الرسول الله صلى الله عليه وسلم لهم ألا ينزلوا فما ذا كان؟
هذا الخطأ العظيم قلب وضع المعركة، فحول النصر إلى هزيمة، إذ هزم المسلمون،
وقتل منهم سبعون، ومثل ببعضهم بسبب مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
وأكملت السورة بالحديث عن التشريعات التي تضمن نقاء المجتمع وعفته وصفاءه؛ فجاء الحديث عن الاستئذان في الدخول إلى البيوت، وغض البصر وحفظ الفروج والعورات، وأحكام الزينة للنساء على وجه التحديد، وهما زينتان ظاهرة وباطنة، بتفصيل دقيق عجيب. ثم كان الحديث عن النور، ووصف سبحانه نفسه بأنه نور السماوات والأرض. وهذه التشريعات هي من هذا النور الذي به نحيى ونهتدي، ونيله لا يكون إلا بالعبادة الصحيحة. ولذلك بعد آية النور التي توسطت السورة، يأتي قوله تعالى: "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ". ثم تحدثت السورة عن آيات قدرته تعالى في خلقه، في السماوات والأرض، وفي البحار والسحاب والليل والنهار، وفي خلق الإنسان. ثم تأخذ الآيات قسطا من الحديث عن المنافقين بالتفصيل؛ فهم وراء حادثة الإفك، وهم المروّجون للإشاعات، وهم الذين لا تعجبهم العفة ولا الطهارة، ولا انتظام المجتمع وسيره على الصراط المستقيم.
[7]
شاهد أيضًا: تفسير الأرواح جنود مجندة ما تشابه منها ائتلف وما تناكر منها اختلف
هل أهمل الشرع أمر الإماء
قد يظنُّ بعضُ القرَّاء أنَّ الشرعَ الحنيفَ أهملَ أمرَ الإماءِ، ولم يُبالي بأذيةِ الفسَّاقِ لهنَّ عندما أمرَ الحرائرَ بمخالفةِ لباس الإماءِ، لكن الأمرَ ليس كذلك، وفي هذه الفقرة من مقال تفسير اية يا ايها النبي قل لازواجك، بيان الإجابة على ذلك: [8]
أنَّ الإماءَ يكثر خروجهنَّ من البيوتِ، ويكثر ترددهنَّ على الأسواقِ، فإذا تمَّ تكليفهنَّ بالتقتعِ وإدناء الجلاليب عليهنَّ، كان في ذلك مشقةً عليهنَّ، بينما الحرائر لا يخرجن إلا للضرورة، وبذلك ليس في هذا اللباس عليهنَّ من مشقةٍ. أنَّ الشرعَ الحنيفَ نهى عن إيذاء عمومَ النساءِ، الحرائرَ والإماءَ. يا ايها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن. أنَّ الشرع الحنيفَ لم يمنعَ الإماءَ من أن تستدل الجلباب عليها، بل يُمكنها لبس لباس الحرائر إن تيسرَ لها ذلك. شاهد أيضًا: تفسير ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان تفسير اية يا ايها النبي قل لازواجك ، وفيه تمَّ بيان المرادِ من الآيةِ الكريمةِ وتفسيرها كما ذكره بعض أهل العلمِ، كما تمَّ فيه بيان معاني مفرداتها، وسبب نزولها، وفي الختام تمَّ طرحُ سؤالٍ وبيان الإجابةِ عليه.
تفسير اية يا ايها النبي قل لازواجك - موقع محتويات
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59) يقول تعالى آمرا رسوله ، صلى الله عليه وسلم تسليما ، أن يأمر النساء المؤمنات - خاصة أزواجه وبناته لشرفهن - بأن يدنين عليهن من جلابيبهن ، ليتميزن عن سمات نساء الجاهلية وسمات الإماء. والجلباب هو: الرداء فوق الخمار. ايه يا ايها النبي قل لأزواجك وبناتك. قاله ابن مسعود ، وعبيدة ، وقتادة ، والحسن البصري ، وسعيد بن جبير ، وإبراهيم النخعي ، وعطاء الخراساني ، وغير واحد. وهو بمنزلة الإزار اليوم. قاله الجوهري: الجلباب: الملحفة ، قالت امرأة من هذيل ترثي قتيلا لها: تمشي النسور إليه وهي لاهية مشي العذارى عليهن الجلابيب قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ، ويبدين عينا واحدة. وقال محمد بن سيرين: سألت عبيدة السلماني عن قول الله تعالى: ( يدنين عليهن من جلابيبهن) ، فغطى وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسرى. وقال عكرمة: تغطي ثغرة نحرها بجلبابها تدنيه عليها.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عش ما بدا لك
وكذلك في قول الله تعالى قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ
لماذا أمر الله الرجال بغض البصر لو كانت النساء سيغطين وجوههن وكل أجسامهن فليس للرجال حاجة لغض الأبصار فلن يروا شيئا! ولكن الله أباح للنساء كشف الوجه والكفين وعندها يتعين على الرجال غض ابصارهم عن مشاهدة وجوه النساء حتى لا يقعوا في الفتنة
القول بأن وجوب غض البصر عن النساء يلزم منه القول بجواز كشف وجهها: قول ضعيف. وبيان ذلك: أن غض البصر الذي أُمر به الرجال ، والمتعلق بالنساء: له صور كثيرة ، منها:
1- النظر إلى الكافرات ، وهو واضح ، حيث إنهن لا يلتزمن بستر ، ولا حياء. 2- النظر إلى الفاسقات ، وهي من تتعمد التبرج ، وإظهار مفاتنها أمام الرجال الأجانب. 3- النظر تلذذاً إلى جسم المرأة ووجهها ولو كانت متسترة. 4- النظر إلى مشيتها ، وحركتها. 5- تجاوز الحاجة عند النظر من أجل العلاج. تفسير اية يا ايها النبي قل لازواجك - موقع محتويات. 6- النظر إلى ما يُكشف من المرأة بدون قصد – ككشف الريح لثيابها -.