قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «أوصيك أن تستحي من الله -تعالى- كما تستحي من الرَّجل الصَّالح من قومك» [صحَّحه الألباني 2541 في صحيح الجامع]. وهذا الحياء يسمى حياء العبوديَّة الَّذي يصل بصاحبه إلى أعلى مراتب الدِّين وهي مرتبة الإحسان الَّذي يحس فيها العبد دائماً بنظر الله إليه وأنَّه يراه في كلِّ حركاته وسكناته فيتزيَّن لربِّه بالطَّاعات. وهذا الحياء يجعله دائمًا يشعر بأنَّ عبوديَّته قاصرة حقيرة أمام ربِّه؛ لأنَّه يعلم أنَّ قدر ربِّه أعلى وأجلّ. - قال ذو النُّون: "الحياء وجود الهيبة في القلب مع وحشة ممَّا سبق منك إلى ربِّك". وهذا يسمى أيضًا حياء الإجلال الذي متبعه معرفة الرَّبِّ -عزَّ وجلَّ- وإدراك عظم حقِّه ومشاهدة مننه وآلائه. وهذه هي حقيقة نصب الرَّسول وإجهاد نفسه في عبادة ربِّه. - قبل الختام الحياء من الأخلاق الرَّفيعة التَّي أمر بها الإسلام وأقرَّها ورغَّب فيها. وقد جاء في الصَّحيحين قول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة. فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عنِ الطَّريق، والحياء شعبة من الإيمان» [رواه مسلم 35]. Copy of حياء النبي صلى الله عليه وسلم - اختبار تنافسي. والسِّر في كون الحياء من الإيمان: لأنَّ كلَّ منهما داعٍ إلى الخير مُقرب منه صارف عن الشَّرِّ مُبعد عنه، فالإيمان يبعث المؤمن على فعل الطَّاعات وترك المعاصي والمنكرات.
- Copy of حياء النبي صلى الله عليه وسلم - اختبار تنافسي
- أسعد بن زُرارة
Copy Of حياء النبي صلى الله عليه وسلم - اختبار تنافسي
والحياء شعبة من الإيمان » [رواه مسلم 35] ثالثًا: الحياء أبهى زينة: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه» [صحَّحه الألباني 2635 في صحيح التَّرغيب]. فلا يكون في شيءٍ من الأقوال والأفعال، إلا زينه وجمله وحسنه؛ ولا ينزع من شيء، إلا شانه وعابه وقبحه، وجر إليه العيب والقبح.. الحياء مفتاح كل خير، بل هو الخير كله. والفحش مفتاح كل شر، بل هو الشَّرُّ كلّه. رابعا: الحياء خلق يحبُّه الله -تبارك وتعالى-: عن أشج عبد القيس -رضي الله عنه- قال: قال لي النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «إنَّ فيك لخلقين يحبهما الله» قلت: وما هما يا رسول الله؟ قال: «الحلم والحياء» [صحَّحه الألباني 454 في صحيح الأدب المفرد]. خامسًا: الحياء يقود إلى الجنَّة: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنَََّة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النَّار» [رواه التِّرمذي 2009 وابن ماجه 3392 وصحَّحه الألباني]. سادسًا: الحياء خلق الإسلام: الحياء هو من أفضل الأخلاق وأجلها، وأعظمها قدرًا، وأكثرها نفعًا (مفتاح دار السَّعادة بتصرُّفٍ يسيرٍ).
فضائل أعمال القلوب
عن عمران بن حصين -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم-: «الحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ بِخَيرٍ». وفي رواية: «الحَيَاءُ خَيرٌ كُلُّهٌ» أو قال: «الحَيَاءُ كُلُّهُ خَيرٌ». شرح الحديث:
الحياء صفة في النفس تحمل الإنسان على فعل ما يجمل ويزين، وترك ما يدنس ويشين، فلذلك لا يأتي إلا بالخير، وسبب ورود الحديث أن رجلًا كان ينصح أخاه في الحياء، وينهاه عن الحياء، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الكلام. معاني الكلمات:
الحياء
صفة تقوم في النفس فتمنعها من فعل ما يستقبح. فوائد من
الحديث:
الحث على التخلق بخلق الحياء. الحياء خير للفرد والمجتمع. ترك إنكار المنكر والجهر بالنصح والمطالبة بالحقوق ضعف وجبن وليس من الحياء في شيء. المراجع:
رياض الصالحين للنووي، ط1، تحقيق: ماهر ياسين الفحل، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، 1428هـ. شرح رياض الصالحين للشيخ ابن عثيمين، دار الوطن للنشر، الرياض، 1426هـ. صحيح البخاري، ط1، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي)، 1422هـ. صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
أهم ملامح شخصية أسعد بن زرارة
سرعة استجابته للحق
ويتضح ذلك عندما عرض الرسول على النفر الذين جاءوا إلى عتبة، فلقيهم النبي وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن فأسلموا، وقيل: إن أول من قدم بالإسلام إلى المدينة كان أسعد بن زرارة. وسبق القول بأنه ربما يكون أول من بايع بيعة العقبة الثانية. إيجابيته في الدعوة
فقد كان يسعى مع مصعب بن عمير بالمدينة ويتضح ذلك في قصة إسلام أسيد بن حضير وسعد بن معاذ.
أسعد بن زُرارة
أهم ملامح شخصية أسعد بن زرارة
سرعة استجابته للحق
ويتضح ذلك عندما عرض الرسول على النفر الذين جاءوا إلى عتبة, فلقيهم النبي وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن فأسلموا, وقيل: إن أول من قدم بالإسلام إلى المدينة كان أسعد بن زرارة. وسبق القول بأنه ربما يكون أول من بايع بيعة العقبة الثانية. إيجابيته في الدعوة
فقد كان يسعى مع مصعب بن عمير بالمدينة ويتضح ذلك في قصة إسلام أسيد بن حضير وسعد بن معاذ.
وفاة أسعد بن زرارة:
قال محمد بن إسحاق: وتوفي في تلك الأشهر -أي بعد الهجرة مباشرة- أبو أمامة أسعد بن زرارة والمسجد يبنى -أي مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، أخذته الزبحة أو الشهقة، رحمه الله ورضي عنه. وذكر الواقدي أنه مات على رأس أشهر من الهجرة رواة الحاكم في المستدرك من طريق الواقدي عن أبي الرجال، وفيه جاء بنو النجار فقالوا: يا رسول الله مات نقيبنا فنقب علينا, فقال: "أنا نقيبكم". وقال البغوي أنه أول من مات من الصحابة بعد الهجرة وأنه أول ميت صلّى عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وروى الواقدي من طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال: أول من دفن بالبقيع أسعد بن زرارة، وهذا قول الأنصار. وأما المهاجرون فقالوا: أول من دفن به عثمان بن مظعون. المراجع:
الإصابة في تمييز الصحابة ابن حجر العسقلاني. البداية والنهاية ابن كثير. التاريخ الإسلامي محمود شاكر.