ونادراً ما يجد الإنسان من يرى الخلاف في هذه المسألة صريحاً بين الفقهاء المتأخّرين والمعاصرين. ما حكم الإسراع وعدم الطمأنينة في الصلاة؟. نعم على المستوى الإفتائي احتاطَ وجوباً في شرط الطمأنينة في أفعال الصلاة السيدُ محمّد سعيد الحكيم. والذي توصّلتُ إليه أنّ الشرط في الصلاة هو صدق عنوان الأفعال صدقاً عرفيّاً ـ لا علميّاً وفلسفيّاً ـ بحيث يتحقّق ما يُسمّى باللبث والمكث في مقابل العجلة والسرعة، فمثلاً يجب أن يتحقّق القيام والانتصاب في مقابل الجلوس أو الوقوف مائلاً، ويتحقّق الركوع في مقابل مثل " سرعة الإنحناء ثمّ الوقوف، بحيث لا يكون الإنسان ولو للحظةٍ عرفيّةٍ مستقرّاً راكعاً " ، ويتحقّق السجود بحيث تستقرّ الجبهة على الأرض ولو للحظةٍ عرفيّة، وهو المعبّر عن عدمه في لسان بعض الروايات بنَقْرِ الغراب وأحياناً بالسجود على الحصى، وهكذا. أمّا الاستقرار والطمأنينة في حال قراءة الفاتحة وما بعدها كلّها أو حال تكبيرة الإحرام كلّها أو حال الذكر كلّه في الركوع والسجود أو حال التشهّد أو حال جلسة الاستراحة أو نحو ذلك، بمعنى عدم تحرّك الجسد حدّاً يبلغ الاضطراب أو عدم المشي بخطوةٍ مطلقاً، حتى لو لم يضرّ ذلك كلّه بصدق استقبال القبلة ولم يلزم منه محو صورة الصلاة وأمثال ذلك.. أمّا الطمأنينة بهذا المعنى وبهذا الحدّ فهي غير لازمة، بل تصحّ الصلاة ولو من دونها، وإن كان هو مقتضى الاحتياط الاستحبابيّ، وبخاصّة في الركوع والسجود.
ما حكم الإسراع وعدم الطمأنينة في الصلاة؟
نعم. فتاوى ذات صلة
الطمأنينة في الصلاة تعني - زهرة الجواب
قال ميمون بن مهران رحمه الله تعالى: "مثل الذي يرى الرجل يسيء صلاته فلا ينهاه، كمَثل الذي يرى النائم تنهشه الحية ثم لا يوقظه". عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، فدخل رجلٌ فصلى، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فردَّ وقال: « ارجع فصلِّ؛ فإنك لم تصلِّ »، فرجع يصلي كما صلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: « ارجع فصلِّ؛ فإنك لم تصلِّ » ثلاثًا، فقال: "والذي بعثك بالحق ما أُحسن غيره، فعلِّمني"، فقال: « إذا قمت إلى الصلاة فكبِّر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعًا، ثم ارفع حتى تعتدل قائمًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا، وافعل ذلك في صلاتك كلها » (متفق عليه)[1].
[2] (كما جاء مصرحًا به عند الإمام أحمد [4/ 340]، والنسائي [2/193] [1053]، و[3/59-60] [1313]، [1314]، وعبدالرزاق [2/370] [3739]، ومن طريقه الطبراني في المعجم الكبير [5/35] [4520]). [3] (رواه الترمذي[2/100-101] [302]، والنسائي في الكبرى [1/507] [1631]، والبيهقي في القراءة خلف الإمام ص[88]، وصححه ابن خزيمة [1/274] [545]). [4] (مسند أبي عوانة [1/433] [1609]). [5] (رواه ابن أبي شيبة 1/ 257 (2958)، ومن طريقه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 4/ 33 (1976). الطمأنينة في الصلاة ركن من أركان الصلاة. [6] (رواه مسلم في كتاب الصلاة، باب الأمر بتحسين الصلاة وإتمامها والخشوع فيها [1/319] [423]، وابن خزيمة [1/241]، [474] وهذا لفظه). [7] (رواه أحمد [5/384]، والنسائي [3/58] [1312]، وأصله في البخاري مختصرًا في كتاب صفة الصلاة، باب إذا لم يتم الركوع [1/273] [758]). [8] (رواه عبد الرزاق [2/372] [3744]، وسنده صحيح). [9] (ذكره ابن رجب في فتح الباري [3/144]). 14
0
18, 602
وينبغي التنبيه على قوله: ( إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ): أي من الذنوب من غير مظالم العباد، فإنها تحتاج أن يتحلل من صاحبها، فإذا كان المجلس فيه كلام في أعراض المسلمين: غِيبة، ونميمة، وسخرية، ونحو ذلك، فهذه حقوق للعباد؛ لا يكفي فيها هذا الذكر أن يقوله المرء ويظن بذلك أن هذه الحقوق سقطت؛ فهذه لا تسقط إلَّا بالعفو والمسامحة منهم. فعلى كل واحد منا أن يحفظ هذا الدعاء الذي حثَّنا عليه نبينا (صلى الله عليه وسلم) ولْنَقُلْه في نهاية كل مجلس، ويحث الناس عليه، حتى ينال المغفرة من الله عز وجل، وينال أجر إحياء سنة من سنن المصطفى (صلى الله عليه وسلم). نسأل الله تعالى لنا ولكم الحفظ، والسلامة، والعافية من كل داء، وحسن الختام، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. [1] سنن الترمذي، أبواب الدعوات- بَابٌ فِي الْقَوْمِ يَجْلِسُونَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ:(5/ 323)، برقم (3380)، قال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. دعاء لتكفير الذنوب - namoaratana. [2] سنن الترمذي، أبواب الدعوات- بَاب مَا يَقُولُ إِذَا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ: (5/ 371)، برقم (3433) قال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. [3] فتح الباري لابن رجب: (3/ 345).
غفران الذنوب في كل مجلس - طريق الإسلام
دعاء غفران الذنوب - سبحان الله وبحمده 100 مرة - YouTube
بســـ( الله الرحمن الرحيم)ـــــم الســـ( عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته)ـــــلام. ::. أدعية لغفران الذنوب.
دعاء لتكفير الذنوب - Namoaratana
[4] سنن النسائي، كتاب عمل اليوم والليلة - مَا تَخْتِمُ بِهِ تِلَاوَةَ الْقُرْآنِ:(9/ 123)، برقم (10067). __________________________________________________ الكاتب: د. محمد جمعة الحلبوسي
0
186
تاريخ النشر: الثلاثاء 19 ربيع الآخر 1438 هـ - 17-1-2017 م
التقييم:
رقم الفتوى: 344587
40259
0
481
السؤال
من قال سبحان الله وبحمده 100 مرة غفر له ذنبه ولو كان كزبد البحر ـ فعندما أسمع هذا الكلام أستغرب كيف يعذب بعض الناس؟ إن كانت الذنوب جميعها تغفر في دقيقة، فهل هناك شروط لتغفر الذنوب بعد قول هذه العبارة 100 مرة؟ وهل هناك أشخاص لا يقبل تسبيحهم واستغفارهم؟ وهل هناك ذنوب لا تغفر حتى وإن سبحنا الله 100 مرة؟ وما هي الذنوب التي لا تغفر؟. الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلابد من التنبيه أولا على أن رحمة الله تعالى واسعة, وعفوه لا يتعاظمه شيء, فإنه يغفر جميع الذنوب لمن يشاء, كما قال تعالي: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}. ثم إن: من قال سبحان الله وبحمده 100 مرة غفر له ذنبه ولو كان كزبد البحر ـ حديث صحيح متفق عليه، لكن مغفرة الذنوب هنا تختص بالصغائر دون الكبائر, يقول المناوي في فيض القدير: والظاهر أن المراد الصغائر كما مر نظائره غير مرة: ولو كانت في الكثرة مثل زبد البحر.
توضيح حول غفران الذنوب بالتسبيح وغيره من الأذكار - إسلام ويب - مركز الفتوى
من أسباب الحسرة يوم القيامة أن يجلس المسلم مجلسًا ثم يقوم، ولم يذكر الله تعالى فيه، ولو لم يكن فيه شيء من الكلام الحرام...
أيها المسلم الكريم ، من أسباب الحسرة يوم القيامة أن يجلس المسلم مجلسًا ثم يقوم، ولم يذكر الله تعالى فيه، ولو لم يكن فيه شيء من الكلام الحرام، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: « مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ، إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً (يَعْنِي حَسْرَةً وَنَدَامَةً) ، فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ » [1]. ولو نظرنا إلى مجالس الكثير من الناس اليوم، لرأينا قلما يجلس الإنسان مجلسًا إلا ويحصل له فيه شيء من اللغط أو اللغو أو ضياع الوقت ، ولذلك علَّمنا النبي (صلى الله عليه وسلم) كلمات من قالها قبل قيامه من ذلك المجلس غفر الله له ذنوبه، هذه الكلمات تسمى بدعاء كفارة المجلس. فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) يقول: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): « مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ، فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ » [2].
أما قولك: وما هي الذنوب التي لا تغفر؟ فالجواب أن الذنوب جميعا يمكن أن يغفرها الله تعالى ما عدا الشرك به سبحانه وتعالى، إلا إذا تاب العبد منه، فإنه سبحانه يغفره بمنه وكرمه، قال القرطبي في تفسيره: فإذا كان الله عز وجل يغفر ما دون الكبائر، والنبي صلى الله عليه وسلم يشفع في الكبائر، فأي ذنب يبقى على المسلمين؟ وقال علماؤنا: الكبائر عند أهل السنة تغفر لمن أقلع عنها قبل الموت حسب ما تقدم، وقد يغفر لمن مات عليها من المسلمين، كما قال تعالى: ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ـ والمراد بذلك من مات على الذنوب، فلو كان المراد من تاب قبل الموت لم يكن للتفرقة بين الإشراك وغيره معنى، إذ التائب من الشرك أيضا مغفور له. انتهى. والله أعلم.