وقوله: {إنهم جند مغرقون} يقول: إن فرعون وقومه جند، الله مغرقهم في البحر.
فأسر بعبادي ليلاً إنكم متبعون - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا) قال: سهلا دمثا. حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا) قال: هو السهل. وقال آخرون: بل معناه: واتركه يبسا جددا. واترك البحر رهوا انهم جند مغرقون. * ذكر من قال ذلك: حدثنا محمد بن المثنى, قال: ثني عبيد الله بن معاذ, قال: ثني أبي, عن شعبة, عن سماك, عن عكرمة, في قوله ( وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا) قال: جددا. حدثنا محمد بن المثنى, قال: ثني عبيد الله بن معاذ, قال: ثنا أبي, عن شعبة, عن سماك, عن عكرمة في قوله ( وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا) قال: يابسا كهيئته بعد أن ضربه, يقول: لا تأمره يرجع, اتركه حتى يدخل آخرهم. حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله (رَهوًا) قال: طريقا يَبَسا. حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة ( وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا) كما هو طريقا يابسا. وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال معناه: اتركه على هيئته كما هو على الحال التي كان عليها حين سلَكْته, وذلك أن الرهو في كلام العرب: السكون, كما قال الشاعر: كأنَّمـا أهْـلُ حُجْـرٍ يَنْظُـرُونَ مَتَـى يَــرَوْنَنِي خارِجــا طَــيْرٌ يَنَـادِيد طَـيرٌ رأَتْ بازِيـا نَضْـحُ الدّمـاءِ بِهِ وأُمُّــهُ خَرَجَـتْ رَهْـوًا إلـى عِيـد (1) يعني على سكون, وإذا كان ذلك معناه كان لا شكّ أنه متروك سهلا دَمِثا, وطريقا يَبَسا لأن بني إسرائيل قطعوه حين قطعوه, وهو كذلك, فإذا ترك البحر رهوا كما كان حين قطعه موسى ساكنا لم يُهج كان لا شكّ أنه بالصفة التي وصفت.
لما اجتاز موسى عليه السلام البحر أراد أن يضربه مرة أخرى ليعيده إلى ما كان، فقال الله له: "وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا ۖ إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ" (الدخان: 24)
نحفظ معنى هذه الآية من قديم، أي: اتركه كما هو على حالته ساكنا، ولكن السؤال الآن: ما المعنى أو المعاني الدقيقة لكلمة (رهوا)؟ ولماذا اختارت الآية هذه اللفظة المتفردة التي لم يستعملها القرآن إلا في هذا الموضع؟
أسئلة طرحتُها على نفسي، وهُرِعت إلى كتب اللغة لأدرس اللفظة أولا في مادتها المعجمية، فوجدت عجبا. أولا ننظر ماذا قالت كتب اللغة في كلمة ( رهو):
تعددت المعاني لهذه اللفظة العجيبة، كما يلي:
١- فتْحُ ما بين الرجلين
رَهَا بين رجليه رهْوًا، أي: فتح رجليه. ٢- السكون
يقال: رها الشيءُ رهْوًا: سكن، وكل ساكن لا يتحرك: رَهْوٌ ، ورَهَا البحرُ، أي: سكن. فأسر بعبادي ليلاً إنكم متبعون - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. ٣- الاتساع
وبِئر رهْوٌ: واسعة الفم، وامرأة رهْو: واسعة الهَنِ، وطريق رَهَاء: واسع
٤ ، ٥- المرتفع، والمنخفض من الأرض
والرهْو أيضا: ما اطْمَأَنَّ من الأرض وارتفع ما حوله، فالمنخفض من الأرض يسمى رهوا، ، وكذلك المكان المرتفع يطلق عليه رهو أيضا، فهو من الأضداد. والرهْوَة: المكان المرتفع، والمنخفض يجتمع فيه الماء.
هل الانبياء معصومون من الخطأ عند الشيعة
نهاية موضوع عصمة الأنبياء بشكل كامل - الصفحة 2 - شبكة الدفاع عن السنة
ثانيا: بالنسبة للأنبياء كأناس يصدر منهم الخطأ ، فهو على حالات:
1- عدم الخطأ بصدور الكبائر منهم:
أما كبائر الذنوب فلا تصدر من الأنبياء أبدا وهم معصومون من الكبائر ، سواء قبل بعثتهم أم بعدها. قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ( مجموع الفتاوى: ج4 / 319):
" إن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر هو قول أكثر علماء الإسلام ، وجميع الطوائف... هل كل الأنبياء معصومون من الخطية؟ - الصفحة 2. وهو أيضا قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء ، بل لم يُنقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول " انتهى. 2- الأمور التي لا تتعلق بتبليغ الرسالة والوحي. وأما صغائر الذنوب فربما تقع منهم أو من بعضهم ، ولهذا ذهب أكثر أهل العلم إلى أنهم غير معصومين منها ، وإذا وقعت منهم فإنهم لا يُقرون عليها بل ينبههم الله تبارك وتعالى عليها فيبادرون بالتوبة منها. والدليل على وقوع الصغائر منهم مع عدم إقرارهم عليها: - قوله تعالى عن آدم: " وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى) طه / 121-122 ، وهذا دليل على وقوع المعصية من آدم – عليه الصلاة والسلام - ، وعدم إقراره عليها ، مع توبته إلى الله منها.
- قوله تعالى " قال هذا من عمل الشيطان إنه عدوٌ مضلٌ مبين* قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم " القصص/15،16.
هل فعلا الانبياء معصومون في القران ام هم خطاة؟؟ | مُعضِلات اﻷسلام والقران
فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ فَقَالَ مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟
قَالَ أَبُوكَ حُذَافَةُ. قَالَ ثُمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ سَلُونِي سَلُونِي ،
فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ: رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا
وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا. قَالَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ
عُمَرُ ذَلِكَ. هل فعلا الانبياء معصومون في القران ام هم خطاة؟؟ | مُعضِلات اﻷسلام والقران. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ
آنِفًا فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ وَأَنَا أُصَلِّي فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي
الْخَيْرِ وَالشَّرِّ)
أما اسم هذا الرجل الذي سأل عن مدخله فقال النبي صلى
الله عليه وسلم: ( في النار) فقد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
" وَلَمْ أَقِف عَلَى اِسْم هَذَا الرَّجُل فِي شَيْء مِنْ الطُّرُق ، كَأَنَّهُمْ
أَبْهَمُوهُ عَمْدًا لِلسَّتْرِ عَلَيْهِ. ولِلطَّبَرَانِيّ مِنْ حَدِيث أَبِي
فِرَاس الْأَسْلَمِيّ نَحْوه وَزَادَ " وَسَأَلَهُ رَجُل فِي الْجَنَّة أَنَا ؟
قَالَ فِي الْجَنَّة " وَلَمْ أَقِف عَلَى اِسْم هَذَا الْآخَر " انتهى.
هل كل الأنبياء معصومون من الخطية؟ - الصفحة 2
الحمد لله. الأنبياء هم صفوة البشر ، وهم أكرم الخلق على الله تعالى ، اصطفاهم الله تعالى لتبليغ الناس دعوة لا إله إلا الله ، وجعلهم الله تعالى الواسطة بينه وبين خلقه في تبليغ الشرائع ، وهم مأمورون بالتبليغ عن الله تعالى ، قال الله تعالى: " أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين " الأنعام / 89. هل الانبياء معصومين من الخطأ. والأنبياء وظيفتهم التبليغ عن الله تعالى مع كونهم بشرا ، ولذلك فهم بالنسبة للأمر المتعلق بالعصمة على حالين:
1- العصمة في تبليغ الدين. 2- العصمة من الأخطاء البشرية. أولاً: أما بالنسبة للأمر الأول ، فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون في التبليغ عن الله تبارك وتعالى ، فلا يكتمون شيئاً مما أوحاه الله إليهم ، ولا يزيدون عليه من عند أنفسهم ، قال الله تعالى لنبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – " يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس " المائدة /67 ، وقال تعالى: " ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين " الحاقة /47 - 44.
مثلاً، هذا الطبيب العارف بأنواع الميكروبات لا يمكن أنْ يقبل الشرب من الماء الملوث الناتج عن غسل ملابس المرضى المصابين بمختلف الامراض الفتاكة، في الوقت الذي لا يجد شخص جاهل اُمّي مانعاً من شربه. وبتحليل بسيط نستنتج أنَّه كلما كان وعي المرء بالنسبة لموضوع ما أعمق، كانت "عصمته" ازاء ما ينافي ذلك أكبر. نهاية موضوع عصمة الأنبياء بشكل كامل - الصفحة 2 - شبكة الدفاع عن السنة. والآن، بالاستمرار في هذه المعادلة، نقول: إذا كان "ايمان" شخص و "وعيه" وثقته بالله وبمحكمته العادلة من العمق بحيث أنَّه يكاد يراها متجسدة أمام عينيه و شاخصة امامه، فانَّه يكون دون ريب مصوناً من ارتكاب أي ذنب، ويرى الاعمال القبيحة كما يرى العاقل الخروج الى الشارع عارياً قبيحاً. إنَّ المال الحرام في نظر هذا الشخص أشبه بالجمر الملتهب فكما أنَّنا لا نضعه في فمنا، فهو كذلك لا يضع المال الحرام في فمه. نستنتج من جماع هذا الكلام أنَّ الانبياء عليهم السلام بما وهبهم الله من علم ووعي وايمان خارق للعادة، يستطيعون أنْ يخمدوا صوت كل دافع للعصيان بحيث أنَّ أقوى المغريات لارتكاب الآثام لاتستطيع أنْ تغلب عقولهم وتضعف ايمانهم. وهذا هو معنى قولنا أنَّ الانبياء عليهم السلام معصومون من كل إثم. العصمة مدعاة للفخر
بعض الذين لا يدركون جيداً معنى العصمة وعواملها يعترضون قائلين: إذا كان الله هو الذي يحول بين الشخص وارتكاب الاثم ويزيل من كيانه عوامل ارتكاب الذنوب، فلايكون هذا مدعاة لفخر هذا الشخص، إذ إنَّ عصمته من الإثم إجبارية، والفضيلة الاجبارية لا تكون مفخرة لأحد.