وننزل من القرآن ماهو شفاء لما في الصدور - YouTube
القرآن شفاء للصدور
فنحن بحاجة إلى النظر إلى أنواع علوم القرآن، لننظر هل هذه الأنواع يتمثل فيها أنها علم أو هي معلومة مما ذكره القرآن، وإذا كانت معلومة فنرجع إلى ما ذكره أبو بكر بن العربي عن بعض العلماء أنه أشار إلى أن لكل آية مطلعاً ومقطعاً الذي هي الحد، وسبق أن أخذنا أن لكل آية ظهراً وبطناً وحداً ومطلعاً أو مقطعاً. فرتبوا على أن كل كلمة فيها هذه الأربعة الأنواع، وإذا ضربت عدد آيات القرآن بهذه الأربع ظهر لك من أنواع العلوم الشيء الكثير، طبعًا: هذا مبالغة، لكن المقصد من ذلك: أننا لو كنا نريد أن نتكلم عن معلومات، فستكون أنواع علوم القرآن كثيرة جدًا، وإذا كنا نتكلم عن العلم على أنه المسائل المضبوطة ضبطًا خاصًا فستقل أنواع العلوم التي معنا. والعلماء أحياناً قد يتجوزون في وضع بعض معلومات القرآن على أنها من أنواع العلوم، وإذا أردنا أن ندقق وننظر في مصطلح العلوم سنجد أنها لا تدخل في مصطلح العلوم على أي وجه من أوجه المصطلحات التي عند العلماء، سواء كان مصطلح الفلاسفة والمناطقة أو حتى مصطلح الشرعيين، وهذه بحاجة إلى بحث، فلو انبرى لها أحد فيبحث فقط في أنواع علوم القرآن عند علماء علوم القرآن الذين كتبوا فيه، وتحقق أن هذا النوع يدخل في مصطلح العلم، فسيكون البحث مفيد جدًا؛ بحيث أننا نعرف ما هي الأشياء التي توسع فيها العلماء، أو تجوزوا فيها، وما هي الأشياء التي لا تدخل أصلًا في مصطلح العلم، وإنما هي من المعلومات التي ذكرها القرآن.
التفريغ النصي - عرض كتاب الإتقان (76) - النوع الخامس والسبعون في خواص القرآن - للشيخ مساعد الطيار
وأقول أخي الحبيب إذا تعرضت لأي مرض ومهما كان نوعه، فلا تنس أن تعالج نفسك بالقرآن أولاً، ثم تعالج نفسك بالعسل ومشتقاته والأدوية التي سخرها الله تعالى من أعشاب أو غذاء، وسوف تحصل على النتيجة المؤكدة وهي الشفاء بإذن الله تعالى، ولكن لا تنس أن تكون ثقتك بالله كبيرة وأن تعتقد أنه قادر على شفائك مئة بالمئة. وهذا الاعتقاد هو ما أشار له القرآن في آيتين تحدثنا عن فعل الشفاء، أي مَن الذي يقوم بالشفاء؟ إنه بلا شك الله تعالى. ومما لفت انتباهي أخي القارئ أن فعل الشفاء تكرر مرتين، وفي كلتا المرتين نجد أن الذي يشفي هو الله تعالى، يقول تعالى:
1- (وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) [التوبة: 14]. التفريغ النصي - عرض كتاب الإتقان (76) - النوع الخامس والسبعون في خواص القرآن - للشيخ مساعد الطيار. 2- (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) [الشعراء: 80]. وهكذا يصبح الشفاء ومشتقاته قد تكرر في القرآن ست مرات، وغطّت هذه الآيات الستة، فاعل الشفاء وهو الله تعالى، والوسيلة الروحية للشفاء وهي القرآن والوسيلة المادية للشفاء وهو العسل، فماذا تطلب بعد ذلك؟
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
فإذا فهمنا هذه المسألة بهذا الشكل فلن يكون هناك أي مشكلة فيما يتعلق باختيار بعض الآيات لبعض الأمراض أو لبعض الأعراض التي تمر على الإنسان، ويطلب الله سبحانه وتعالى من خلال هذه الآيات، ويقرأ هذه الآيات وهو يقصد أن يرفع عنه ضرًا معينًا، أو أن برزق رزقاً معيناً، فإننا نعلم أن هذا له قاعدة أصلية، وأنه داخل فيما يتعلق بكون القرآن شفاء وهدى ورحمة، وأنه أيضًا يطلب به الرزق كما هو معلوم عند كثير ممن جرب هذا، هذا باختصار ما يتعلق بمسألة خواص القرآن. تمرير المشعوذين أعمال باسم خواص القرآن
يبقى مسألة أخرى مهمة جدًا ننتبه لها، وهي: أن كثيرًا من المشعوذين قد دخل بشعوذته من باب خواص القرآن، ولهذا لو ذهبت إلى بعض المشعوذين فإنك تجده يقرأ آيات قرآنية، وينطق بأسماء الله سبحانه وتعالى، ولكنه يخلطها بشركيات وبدعيات وأسماء غير معروفة، فيخلط هذه الآيات بها، فيظن من لا علم عنده أن هذا المشعوذ هو أحد الذين يفيدونه بطريق شرعي، فيلبس على من يأتي إليه، أما العالم فإنه يعرف أن هذا إنما هو مشعوذ، ويعرف أباطيله من خلال ما يقول. فإذاً هذا الجانب الذي هو خواص القرآن دخل فيه كثير من الأباطيل، سواء من بعض غلاة الصوفية، أو ممن يسمون أنفسهم بالروحانيين، أو هؤلاء المشعوذين الذين استخدموا آيات القرآن، وبعض أسماء الله سبحانه وتعالى في التلبيس على الناس وإيصال شعوذاتهم للناس.