إن الخلافة الإسلامية لم تزل إلا عندما حكم بعض الناس مصالحهم الشخصية وجعلوها فوق مصلحة الأمة والخلافة الإسلامية في الأندلس لم تزل إلا عندما انقسمت إلى دويلات ثم استعان حكام الدويلات الإسلامية هناك بالأجنبي المتربص بهم ضد بعضهم البعض، وكثير من الممالك والدول لم تزل إلا عندما حدث نزاع بين أركانها مما أعطى المتربصين فرصة التدخل وزيادة حدة الفرقة والنزاع تمهيداً للانقضاض عليها وهذا ما سيحل بالعرب إن لم يدركوا أنفسهم. إن أهم سلاح تستطيع أية أمة من الأمم وأية دولة من الدول أن تتسلح به ضد أي عدو خارجي هو وحدة الكلمة ووحدة الهدف ووحدة الوطن قال تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر". كما قال الشاعر:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً
وإذا افترقن تكسرت آحادى
إن الوحدة الوطنية في هذا البلد الكريم موجودة وراسخة ولكنها تحتاج إلى مزيد من التلاحم والتعميق خصوصاً تحت وطأة الظروف الراهنة.
صلى الله عليه وآله وسلم رمز
وهنا مسألة فيها شبهة، وهي أن بعض المسلمين الذين يقولون: نعم يحرم علينا أن نشارك النصارى في طقوس ميلاد المسيح، ولكنّهم صاروا يقيمون طقوساً قريبة منها في ذكرى مولد محمد صلى الله عليه وسلم. فنراهم يزيّنون الشوارع بالأنوار والأوراق الملوّنة والطبول والمزامير. بعض المسلمين يحرّم هذا لأنه بدعة وتشبّه بالنصارى، وبعض المسلمين يقولون بل هذا أمر حسن، لأن فيه تكريماً للنبي صلى الله عليه وسلم. والأمر الراجح عندنا أنه غير جائز، لأن هذا عبادة، والعبادات توقيفية على ما ورد في النصوص. فإذا أردنا تكريم الرسول عليه وآله الصلاة والسلام فقد بيّن لنا كيف نصلّي عليه وكيف نكرّمه، ولا يكون إكرامه بابتداع شعائر جديدة. علماً أنه لم يجر احتفال بذكرى مولده عليه الصلاة والسلام في حياته ولا على أيام الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، وإنّما حدثت هذه الشعائر في وقت متأخر، وكان الدافع إليها الغيرة من النصارى، أي التشبه بهم. أما من يقيم احتفالاً في ذكرى ميلاد ابنه أو صديقه فالأمر يختلف، لأن هذا العمل ليس عبادة مثل الاحتفال بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم. وهذا العمل (الاحتفال في ذكرى ميلاد الابن) على فرض كونه تقليداً للنصارى، فهو ليس تقليداً لهم في أمر ديني، لأن احتفالهم بميلاد عيسى عليه السلام هو الأمر الديني، أما احتفالهم بذكرى ميلاد أولادهم فهو عمل غير ديني.
رمز صلى الله عليه وسلم
وأنه يجوز إخراجها في يوم العيد كله. وأنه لا يجوز تأخيرها عن يوم العيد، وأنه لو أخرها عصى ولزمه قضاؤها، وسموا إخراجها بعد يوم العيد قضاءً" انتهى من "المجموع" (6/ 84). والله تعالى أعلم. لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك": إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك": إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب": إضغط هنا
إن الالتزام بوحدة الكلمة وتفعيلها باستخدام جميع الوسائل والاستفادة من الأفكار والتوجهات الإيجابية لحملة الفكر والقلم التي تصب في مصلحة الوطن أمر ضروري يحسن استخدامه وبلورته ودعمه حتى يؤتي أُكله. 3- الإعلام له دور فاعل في تعميق الوحدة الوطنية خصوصاً عندما يكون إعلاماً منافساً ذلك أن الإعلام كان ومازال أهم وسيلة للاتصال مع أكبر شريحة من الجماهير على مختلف اتجاهاتهم ومشاربهم. واليوم أصبح إعلامنا في مؤخرة الركب من حيث القدرة أو الانتشار بينما نجح إعلام دول أقل منا قدرة وأقل منا مصداقية والسبب أن إعلامنا لم يدخل باب المنافسة وظل يمارس أسلوب القديم دون تطور يذكر. إن المنافسة بين المحطات الفضائية ومقدرة كل منها على جذب أكبر عدد من المشاهدين أصبح سمة العصر وهذا التنافس جميل إذا كانت وسائله شريفة وغايته سليمة وهذا لا يتم إلا ببذل كثير من المال والجهد والبحث والاستقصاء عن رأي المشاهد وميوله وهذا يحتم وجود إدارة خاصة تابعة لكل محطة تعنى بالدراسة والمتابعة والتخطيط والتطوير المستمر والبحث عن كل جديد وتقديمه للمشاهد باعتبار أن المشاهد زبون يجب العناية به ناهيك عن أن يوكل الأمر إلى مختصين مدربين أعدوا خصيصاً لهذا الغرض بدلاً من أن يوكل الأمر إلى من تعود على شيء لا يستطيع الإتيان بغيره.