وإن هجرك، وترك خطابك، فَطيِّبْ له الكلام، وابذل له السلام، فإذا قابلت الإساءة بالإحسان، حصل فائدة عظيمة. { فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} أي: كأنه قريب شفيق. المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 000ماجد000
التغافل خلق عظيم و فن من فنون التعامل مع الناس لا يتقنه إلا كل حليم، والتغافل هو تعمد الغفلة، هو تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه تكرما وترفعا عن سفاسف الأمور. قليل من الناس من يتخلق ويتحلى بهذاالأدب الرفيع والخلق العظيم والفن الراقي في التعامل، فالتغافل فن لا يحسنه إلا الكرام الأفاضل ذوو المروءة. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة فصلت - الآية 34. فما أحوجنا أن نتخلق به في الوقت الحاضر في زمن كثرتفيه الأحكام وطلب الماديات فكان لذلك أثرا على الآداب والأخلاق فكثرت بذلك الهفوات والأخطاء، ولا شك أن مجال استعمال هذا الأدب واسع فسيح في حياة الإنسان: الصديق مع صديقه والجار مع جاره والقريب مع قريبه والأب مع أبناءه والزوج مع زوجته والمديرمع موظفيه والمعلم مع طلابه. والمسلمون يحتاجون إلى أدب التغافل وغض الطرف عن الهفوات والأخطاء في كل معاملاتنا وفي أغلب مواقف حياتنا، وأحق الناس بالتغافل وغض الطرف عن أخطائهم الصغيرة وزلاتهم غير المقصودة أقرب الناس وأكثرهما حتكاكا بنا.
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة فصلت - الآية 34
وسبيل الوصول إلى المراتب الأعلى في الآخرة تغيير النفس وهضمها ومخالفة الهوى وتقديم أمر الله من أجل الوصول إلى مرضاة الله.
وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ - صحيفة الاتحاد
إنه لا بد للإنسان في هذه الحياة أن يخالط الناس، فحوله الجيران والأقارب ، وهناك الزملاء في قاعات الدراسة، وهناك آخرون في أماكن العمل. وبحكم هذه المخالطة مع أنواع مختلفة وأنماط متباينة فإنه لا بد وأن يصدر من بعض الناس شيء من الإساءة يقل أو يكثر ، بقصد أو بغير قصد ، فلو تخيلنا أن كل إساءة ستُقابَل بمثلها لتحولت المجتمعات إلى ما يشبه الغابات، ولتخلى الناس عن خصال الخير، ولغدوا بلا ضوابط ولا روابط. وحتى لا يتحول مجتمع المسلمين إلى ما يشبه هذه الصورة المنفرة فقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بأن يدفعوا السيئة بالحسنة: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ). القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة فصلت - الآية 34. (فصلت:34). ولا شك أن الخصلة التي هي أحسن من رد السيئة بمثلها إنما هي العفو والإحسان ، أو الإعراض وكف الأخذ والرد في موضوع الإساءة. إنك- أيها الحبيب- حين تتحلى بهذا الخلق الكريم فإنك تحافظ على وقارك واتزانك، فلا تنجرف مع استفزازات المحرشين اللاغين فتكون بذلك من عباد الرحمن الذين وصفهم عز وجل بقوله: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ).
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة فصلت - الآية 34
[١٣] [٥]
تعد الأساس الذي تقوم عليه الأمم
تعتبر الأخلاق وسيلة مهمة للنهوض بالأمة، فالإنهيار الأخلاقي وظهور الأخلاق المذمومة كالظلم ونقض العهود والتناحر من أجل السلطة، هو السبب في تراجع الأمم وسقوطها، وعلى العكس فإن انتشار الأخلاق الحميدة في المجتمع يؤدي إلى خدمة الأمة والتعاون وتحقيق المساواة والعدالة الشاملة وتنفيذ العهود، وبالتالي يسود الأمن والاستقرار في المجتمع بأكمله، الأمر الذي يقود في المحصلة إلى تقدم الأمم ونجاحها. [١١] للأخلاق مكانةٌ رفيعةٌ في الإسلام، فهو يقوم على أربعة أصولٍ: الإيمان، والأخلاق، والعبادات، والمعاملات، كما تم ذكر الأخلاق عدة مرات في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة، وهذا دليل على أهمية الاخلاق الحسنة في حياتنا، وما تعكسه من أثر على الفرد والمجتمع؛ فهي تقوم بصقل شخصية الفرد، وتحقق السعادة في الدنيا والاخرة، وتبث الطمأنينة في الأفراد والمجتمع، وتزيد من التفاهم بين الناس وتعمق الروابط وتنشر المودة بينهم، بالإضافة إلى أنها تعتبر الأساس الذي تقوم عليه الأمم. المراجع ↑ سورة سورة الشمس، آية:9-10
↑ سورة سورة الاعلى ، آية:14-15
^ أ ب "أهمية الاخلاق" ، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 8-9-2021.
(ولما انصرف إلى بلده، ومنع الحمل إلى مكة، فجهدت قريش، فكتبوا إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يسألونه بأرحامهم، إلا كتب إلى ثمامة يخلى لهم حمل الطعام، ففعل ذلك رسول الله- صلى الله عليه وسلم-) (أسد الغابة في معرفة الصحابة 1/348). فانظر كيف كان العفو مغيرًا للقلوب، ومبدلاً للأحوال، وشارحاً للصدور، كما أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- لم ينتهزها فرصة ليذكر قريشا بصحيفة المقاطعة، وما ارتكبته في حقه- عليه الصلاة والسلام-، وحق من اتبعه وآمن به، ولتشرب من نفس الكأس الذي سقته إياه.
كيف يجاهد الإنسان نفسه على الدفع بالتي هي أحسن؟
1- أن تمتص غضبك وتكظم غيظك:
لتنفذ من هذا الباب إلى الحور العين ، فقد جاء في الحديث: "من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنفذه، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة؛ حتى يُخيره من أي الحور العين شاء"؛ (صحيح ابن ماجه مرفوعًا)، وهذه أدنى صور الدفع بالتي هي أحسن. 2- أن تقابل المسيء بالدعاء له:
وبهذا فَسر أنس بن مالك قول الله تعالى: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾؛ حيث قال: يقول الرجل لأخيه ما ليس فيه، فيقول له: إن كنت كاذبًا، فإني أسأل الله أن يغفر لك، وإن كنت صادقًا فإني أسأل الله أن يغفر لي" [4]. 3- أن تُحسن إلى من أساء إليك:
وقد جاء صحابي يشكو قائلاً: "يا رسول الله، إن لي ذوي أرحام أصلُ ويقطعون، وأعفو ويظلمون، وأُحسن ويُسيؤون، أفأكافئهم؟ قال: (لا، إذًا تُتْرَكون جميعًا - أي: يترككم الله جميعًا، فلا ينظر إليكم - ولكن خذ بالفضل وصِلْهم، فإنه لن يزال معك من الله ظهير ما كنت على ذلك)؛ (رواه أحمد، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح، وله شاهد عند مسلم من حديث أبي هريرة). وسأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم: الرجل أَمُرُّ به، فلا يَقريني ولا يُضيفني، فيَمر بي، أفأُجزيه؟ قال: لا، اقْرِهِ"؛ (صحيح سنن الترمذي)، وهذا أعلى مقامات الدفع بالتي هي أحسن، وبهذا تحيا معاني الخير في النفوس، ويتنافس الناس في الإحسان، وتُغلق أبواب الشر على الشيطان.