مواضيع ذات صلة
سوق خضار الشمال 63
03 DEC
تبدو المقارنة ظالمة، لكن هذه هي الحقيقة، فبعد أربع سنوات فقط من ولادة الفكرة والتخطيط والدراسة والتنفيد وُلد أمس سوق الخضار والفواكه العام في بلدة بسبعل في قضاء زغرتا، في حفل رعاه وزير الزراعة عباس الحاج حسن والنائب طوني فرنجية وعدد من الفاعليات الإقتصادية والزّراعية في زغرتا والشّمال. سوق خضار طرابلس يصطفّ بجانب المرافق المعطّلة وسرقة واسعة لموجوداته | LebanonFiles. بالمقابل، 29 سنة مضت على ولادة فكرة إنشاء سوق الخضار والفواكه الرئيسي في مدينة طرابلس، وتحديداً في العام 1992، بعد وقت قليل من إنتهاء الحرب الأهلية وبدء تنفيذ إتفاق الطائف، من أجل نقل السّوق من مكانه الحالي في منطقة باب التبّانة وسط أبنية سكنية، إلى مكان آخر اقترح أن يكون في سقي طرابلس الشّمالي عند الضفّة الشّمالية من نهر أبو علي، وعند مفترق طرق رئيسية تربط طرابلس بمناطق الشّمال كافّة، إلى جانب العاصمة بيروت. لكنّ هذه الفكرة تأخرت ولادتها 13 عاماً بالتمام والكمال، حينما ابصرت الفكرة النّور بعد طول إنتظار في العام 2005 عندما صدر مرسوم إنشاء السّوق، قبل أن تستغرق الفكرة ثلاث سنوات أخرى إلى حين تأمين تمويل مالي لإنشاء السوق، والذي جاء من السّعودية. 13 سنة مضت على بدء العمل بالسّوق من غير أن يبدأ العمل به، وتسليمه إلى الجهة المخوّلة الإشراف عليه، غير أنّ هذا الإنتظار الطويل لا يبدو أنّه ستُكتب له نهاية خلال القريب العاجل، لأسباب مختلفة، تبدأ من أنّ الجهة المشرفة على إنشائه، وهي مجلس الإنماء والإعمار، قوبل عملها باعتراضات عديدة من قبل التجّار الذين أبدوا ملاحظات على مشروع بناء السّوق، وملحقاته.
سوق خضار الشمال حلقه
من جهته، يقول الرئيس المشترك لمديرية التموين وحماية المستهلك في القامشلي "رمضان حسين" إن «المخالفات لا تحددها مديرية #التموين وإنما يتم الاستناد إلى القانون الذي حدده المجلس التشريعي في الإدارة الذاتية، والتي تكون غايتها في الغالب الردع». ويضيف حسين أنهم يحرصون على حماية المستهلكين الذين يصل عددهم إلى ملايين المدنيين من استغلال بعض التجار من مجمل عدد التجار الذي لا يتجاوز العشرات في سوق الهال، بحسب تعبيره. سوق خضار الشمال 1. بدوره يؤكد حليم موسى، بائع خضار وفواكه، أن ارتفاع سعر صرف الدولار هو السبب في ارتفاع الأسعار، لكنه لا يخفي شكواه من لجان التموين التي تفرض قوائم أسعار مجحفة بحق التجار والباعة وتفرض غرامات كبيرة على المخالفين، كما أنها تضع قائمة أسعار يومية بدل أن تكون أسبوعية، حسب قوله. ويوضح أن «التموين مثلاً حدد سعر كيلوغرام البندورة المفرق في قائمته اليومية بـ 1175 ليرة بينما تكلفته هي 1250 ليرة». ويشير البائع الذي يمارس مهنته منذ عقود، إلى أن العديد من الباعة والتجار توقفوا عن العمل فيما يعمل آخرون على إعداد فواتير تتوافق مع أسعار التموين يستخدمونها للتمويه، بينما يبيعون بفواتير أخرى تكون بأسعار أعلى، ودون ذلك فإنهم سيتوقفون عن العمل.
سوق خضار الشمال 1
في السوق حيث لا يزال "سالم إبراهيم"، وهو اسم مستعار لبائع خضار، يشتكي من ضعف الإقبال على الشراء، ويقول إن «غلته لم تبلغ بعد نصف غلته اليومية فيما سبق». ويضيف لموقع (الحل نت) «صحيح أن الأسعار ارتفعت جراء قلة كميات الخضار والفاكهة التي وصلت السوق، ولكن هناك ضعف في الطلب يعود إلى ارتفاع سعر صرف #الدولار». ويتم استيراد الخضار والفاكهة من إيران عبر إقليم كردستان، كما أن هناك كميات تصل من الداخل والساحل السوري، بحسب إبراهيم. أسعار الخضار المرتفعة تزيد الضيق على عائلات في الشمال السوري | فوكس حلب. ويشير إلى أن «الكميات المستوردة من خارج البلاد تصل بالدولار، كما أن الحكومة السورية رفعت الجمارك التي تفرضها في معبرها مع مناطق سيطرة الإدارة الذاتية لثلاثة أضعاف قبل نحو عشرين يوماً، عدا ما تفرضه حواجز قواتها من إتاوات على الشاحنات أثناء التنقل داخل مناطقها». ويشكو من أن لجان التموين التابعة للإدارة الذاتية تفرض غرامات مالية كبيرة على #التجار والباعة على أية مخالفات صغيرة، وهو ما دفع العديد من الباعة والتجار إلى إغلاق محالهم في السوق، بخاصة مع تحديد التموين قوائم أسعار ملزمة للباعة تتسبب بخسائر كبيرة لهم في حال التزموا بها، على حد قوله. إذ أن أي مخالفة صغيرة تستوجب غرامة 500 ألف ليرة، كما أنه لا يمر يوم دون تحرير أربع إلى خمس مخالفات بحق باعة أو تجار وهو ما يترك أثراً سلبياً على حركة السوق، بحسب إبراهيم.
سوق خضار الشمال قصة عشق
ويعتمد الباعة والتجار على عمال يومية لإنزال بضاعتهم أو إفراغها من سيارة إلى أخرى، حيث تعتبر هذه المهن المورد الرئيسي للعشرات من الشبان كحال فواز الحسين (24 عاماً) لكنه يقول إنه لم يحظ اليوم بفرصة لكسب ما يعينه على غلاء المعيشة. ويقول الحسين، الذي يقصد السوق من بيته في حارة الطي على دراجة نارية، لموقع (الحل نت) إنه ومنذ عشرين يوماً ترك العمل لدى أحد تجار السوق كعامل يومية واعتمد على العمل بشكل حر، إذ تتراوح اليومية عادة للعمال الملتزمين بدوام يومي لدى تجار ما بين 5 إلى 10 آلاف. سوقا خضار طرابلس وزغرتا: مقارنةٌ ظالمة… عبد الكافي الصمد – سفير الشمال. ولكن يوميته في السوق تحسنت بداية وكانت تتراوح بين 15 و20 ألف ليرة حتى قبل أسبوع، لولا أن حركة السوق ضعفت بشكل كبير فبات هو ونظرائه من العمال يجدون صعوبة في تأمين قوت يومهم. رابط مختصر:
انسخ الرابط
كلمات مفتاحية
صحفيٌ سوري، يكتب في القضايا الاجتماعية والسياسية، يعمل مراسلاً لدى (الحل نت) في مناطق الإدارة الذاتية.
سوق خضار الشمال والجنوب
الأمر لم يقتصر عند هذا الحدّ، فالسّوق الذي كان يفترض أن يبدأ العمل به وتشغيله وأن يسهم في ضخّ حياة إقتصادية وزراعية هامّة في عاصمة الشّمال، تأخّر تدشينه، برغم أنّه بات جاهزاً منذ نحو 5 سنوات على أقل تقدير، والسبب صراعات متعدّدة بين أكثر من جهة تريد وضع يدها على السّوق واستغلاله لصالحها، من بلدية طرابلس ومجلس الإنماء والإعمار إلى نقابة تجار سوق الخضار والفواكه، إضافة إلى السّياسيين بطبيعة الحال الذين يريدون وضع أيديهم على السّوق لتأمين مصالح أزلامهم وتجارهم. ولأنّ الإنتظار طال، والخلافات لم تنتهِ، كان مصير السوق الإهمال، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى تعرّض منشآته للسّرقة على أيدي عصابة سرقة على قاعدة أنّ المال الداشر يعلم الناس الحرام، إذ سرقوا محتوياته من أبواب وبرادات وتمديدات كهربائية وبرادات وتمديدات صحية، حيث قدرت السرقات بأكثر من مليون دولار.
هكذا يصطفّ سوق الخضار والفاكهة الطرابلسي إلى جانب العديد من المشاريع والمنشآت في مدينة طرابلس، الموجودة هيكلاً بلا عمل، ولا تستفيد منها المدينة وأهلها بسبب خلافات سياسية، أو مناكفات، أو سوء إدارة، أو نية عامة بجعل هذه المدينة تبقى الأفقر على ساحل المتوسط وتدفع مرافقها وأهلها الثمن في النهاية. مايز عبيد- نداء الوطن