يقول: غير أن أصحاب النار قد أُمر بهم إلى النار... طبعاً أصحاب الجَد من المسلمين الذين سيدخلون الجنة، أما أهل النار فأُمر بهم إلى النار. يقول: وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء ، أخرجه البخاري ومسلم. والنبي ﷺ بيّن هذا لما قال: يا معشر النساء، تصدقن، فإني رأيتكن أكثر أهل النار ، فسألنه عن هذا، فقال: تكفرن ، فقيل: تكفرن بالله؟، قال: لا، تكفرن العشير ، بمعنى: أنه لو أحسن إليها الدهر كله، ثم رأت منه شيئاً قالت: ما رأيت منك خيراً قط، وتكثرن اللعن [6]. فهذان سببان أوردا كثيراً من النساء النار، تُمسك لسانها، لا تجحد فضل زوجها، ولا تقع في شيء من السب واللعن. رب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره❤ - YouTube. هذا، وأسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه. أخرجه البخاري، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار (8/ 113)، رقم: (6547)، ومسلم، كتاب الرقاق، باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء وبيان الفتنة بالنساء (4/ 2096)، رقم: (2736). أخرجه البخاري، باب قول النبي ﷺ: لو كنت متخذا خليلا (5/ 6)، رقم: (3666)، ومسلم، باب من جمع الصدقة، وأعمال البر (2/ 711)، رقم: (1027).
- حديث: رُب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره
- رب أشعث أغبر
- رب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره❤ - YouTube
حديث: رُب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره
كان الرجل رثَّ الثياب ، عليه آثار عملٍ ترابي مع آثار عرقٍ جفّ على جبينه مصحوباً بزيتٍ أو شحّار أسود!!! وكان يدور وكأنّه يطوف في الحرم
ألقيتُ عليه السلام عندما دخلتُ إلى المسجد ، ولكنه لم يرد عليّ فهو في عالم آخر لا يكاد يشعر بأحدٍ حوله ، إذْ كان يطوف في جنبات المسجد كالنحلة ، يتسارع في خطواته ويتلعثم في قراءته وهو يلهث مصارعاً قُدراته وكأنّه في وعدٍ على إنجاز مهمّته!!! رب اشعث اغبر ذو طمرين. صليتُ العشاء في زاوية المسجد ثم اتجهتُ إليه وأخرجتُ من محفظتي مبلغاً من المال ليس بالقليل وقدّمته له ، فنفضَ يده عنّي رافضاً استلامه ، وتابع في مسيره دون أن يكترث للمال الذي قدّمته له ( رغم أن حالته تدلّ على فقره الشديد) فهرولتُ وراءه أترجاه أن يأخذ المبلغ وهو منهمكٌ في حفظه لا يلقي إليَّ بالاً ، وعندما وجد إلحاحي عليه ، توقفَ وقال لي: إنتا إيش إبغى ؟! فقلتُ له لا أريد شيئاً يا أخي ، أنا في ضائقة شديدة ، وأريدك أن تشملني بدعوةٍ منك ، فطوى مصحفه على إصبعه كي لا يفقد الصفحة التي يقرأ منها ، ونظر إلى الأعلى وقال: يا رب هادا نفَر مُشكل كبير ، إنتا في مساعده يا رب ، ثم تركني وتابع ما كان عليه
تركته ، ووضعتُ الفلوس على كرسيٍّ أمامه وأشرتُ إليه كي لا ينساها ، فلم يتحرّك به ساكن ، وأشهد الله أنّه لم ينظر لها ، بل رمقني بنظرةٍ تحمل اللامبالاة مع الامتنان
ركبتُ سيارتي وتابعت طريقي إلى مكة والدموع تذرف من عينَي ، ولا أدري مصير هذه الليلة ، فغداً هو آخر يوم في السماح لتحضيرات عرفات ، وجميع المطوفون أنجزوا تحضير مخيماتهم!!!
رب أشعث أغبر
ولكنه أقسم على شيء مستقبل فأبر الله قسمه، وهذه قضية يتكرر السؤال عنها هل للإنسان أن يقسم على الله كأن يقول مثلاً: أقسمت عليك يا رب أن تفرج هم فلان، أقسمت عليك يا رب أن تبرئ فلاناً من المرض، أقسمت عليك يا رب أن تنجي فلانًا من الكارثة، أقسمت عليك يا رب أن تنصر إخواننا في فلسطين على اليهود؟. هل للإنسان أن يفعل هذا؟ يقال: إن هذا الفعل إذا اجترأ عليه الإنسان، وأقدم عليه فإن ذلك يعني أنه واثق من منزلته من ربه، أن له منزلة عند الله ، وهذا لا يخلو من تزكية للنفس، ففيه إشكال من هذه الحيثية، فالإنسان لا يجترئ عليه، وإنما يقول: أنا ضعيف، أنا عاجز، أنا مسكين، من أنا حتى أقسم على الله ؟، وما منزلتي وما عملي حتى أجترئ على مثل هذه المنزلة العظيمة؟. والحديث الآخر الذي أورده هو:
حديث أسامة أن النبي ﷺ قال: قمت على باب الجنة، فإذا عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجد محبوسون، غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار. رب أشعث أغبر. وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء [1]. ونحن عرفنا أن الجنة لها ثمانية أبواب، والنار لها سبعة أبواب -أعاذنا الله وإياكم من النار، فالجنة لها أبواب ثمانية، لكل باب قومٌ يدخلون منه، ومن الناس من يدعى من هذه الأبواب جميعاً كما قال النبي ﷺ ذلك في حق أبي بكر .
رب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره❤ - Youtube
رُوي في سبب نزول هذه الآية أن أشراف قريش، اجتمعوا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقالوا له: إن أردت أن نؤمن بك ونسمع كلامك فاطرد هؤلاء الفقراء من مجلسك، فإنَّا أشراف قريش وسادتها، إن أسلمنا أسلم الناس، ونحن نأنف أن نجلس في مجلس واحد مع هؤلاء الفقراء الصعاليك. فهمَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجيبهم إلى ما طلبوا حرصاً منه على إسلام سادة قريش، فنزلت الآية، فخرج - صلى الله عليه وسلم - يلتمس الفقراء، فلما رآهم جلس معهم وقال: \"الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني ربي أن أصبر نفسي معهم\" (رواه مسلم). وروى أبوداود بإسناد جيد عن أبي الدرداء عويمر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: \"ابغوني الضعفاء، فإنما تنصرون وترزقون بضعفائكم\". وهذا الحديث يدل على فضل ضعفاء المسلمين لأنهم أشد إخلاصاً في الدعاء، وأكثر خشوعاً في العبادة، لخلاء قلوبهم عن التعلق بزخارف الدنيا. رب اشعث اغبر. وروى الإمام مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \"رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره\". كان مجاهد بن جبر مولى للسائب بن أبي السائب المخزومي إلا أنه أبى إلا أن يصنع الحياة ويؤثّر في جانب من جوانبها، فكان - رحمه الله - شيخ المفسرين والقراء وإمامهم المقدَّم على كثير منهم.
أشعث
جعد الشعر. أغبر
مُغْبر اللون لطول سفره في الطاعات. غُذي
بضم الغين وكسر الذال؛ أي: تغذّى بالحرام الحاصل من فعل غيره. يمد يديه
يرفعها بالدعاء إلى الله -تعالى-. فأنى يستجاب له
من أين يستجاب لمن هذه صفته، والمراد أنه ليس أهلا للإجابة؛ لأن أكل الحرام من موانع إجابة الدعاء. حديث: رُب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره. فوائد من
الحديث:
من أسماء الله تعالى الطيّب، لقوله: إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ وهذا يشمل طيب ذاته، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، وأحكامه. كمال الله -عزّ وجل- في ذاته، وصفاته وأفعاله، وأحكامه. الله -تعالى- غنيّ عن الخلق فلا يقبل إلا الطيب، لقوله: "لايَقبَلُ إلاَّ طَيِّبَاً" فالعمل الذي فيه شرك لايقبله الله -عزّ وجل-؛ لأنه ليس بطيب، وكذا التصدّق بالمال المسروق لا يقبله الله لأنه ليس بطيب، والتصدّق بالمحرّم لعينه لا يقبله الله لأنه ليس بطيب. تقسيم الأعمال إلى مقبول ومردود، لقول: "لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبَاً" فنفي القبول يدل على ثبوته فيما إذا كان طيباً، وهذا شيء ظاهر. الأمر بإخلاص العمل لله -عز وجل-. الرسل -عليهم الصلاة والسلام- يُؤمرون ويُنهون. الأصل استواء الأنبياء مع أممهم في الأحكام الشرعية، إلا ما قام الدليل على أنه مختص بهم.
الشكر لله: أداء حقِّه، وترك معصيته عن إيمانٍ به ومحبَّةٍ وإخلاصٍ، وهذا هو العمل الصالح، يُسمَّى: شكرًا، فالذي يعمل الصَّالحات لله وحده يُسمَّى: شاكرًا، إذا اتَّقى ربَّه وأدَّى ما أوجب الله عليه وترك ما حرَّم الله عليه يُسمَّى: شاكرًا، قال تعالى: اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا [سبأ:13]، وقال: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ [البقرة:152]، فشكر الله هو أداء حقِّه على الوجه الذي شرعه سبحانه وتعالى، لا شركَ فيه ولا بدعةَ. ثم ذكر الرسولُ الرجلَ – يعني: الرجل من الرجال، الإنسان من بني آدم - يُطيل السفر، أشعث، أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، أتى بأسباب دعوة المسافر، تُرجى إجابتها، والأشعث الأغبر الفقير المضطر تُرجى إجابته: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ [النمل:62]، يمد يديه من أسباب الإجابة: يا رب، يا رب، الإلحاح من أسباب الإجابة، كونه يُلحُّ في الدعاء، ومع هذه الأسباب لا تُقبل دعوته، لماذا؟ لأنه يأكل الحرامَ، ويلبس الحرام، ويتغذَّى بالحرام، فدلَّ ذلك على أن التمتع بالحرام من أسباب حرمان الإجابة، يعني: التَّغذي بالحرام في أكلٍ وشربٍ ولبسٍ وغير ذلك يكون من أسباب حرمان الإجابة.