بعد ان ظلوا عالقين لنصف عام يتطلع قادة الانقلاب في السودان لاتخاذ ترتيبات جديدة للتضييق على الحريات الاعلامية واطلاق يد السلطات الامنية لملاحقة الصحفيين والمدونين دون الرجوع لقيادات الانقلاب، وكشفت صحيفة (الصيحة) عن اتجاه لاصدار مشروع قانون يجرّم الإساءة لقيادات الدولة والمساس بهيبة الدولة. وقالت مصادر للصحيفة المملوكة لقائد قوات الدعم السريع إنّ مشروع القانون يعاقب كلّ من ينشر أو يقوم بتوزيع مقاطع صوتية أو مصوّرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام تستهدف النيل من القوات المسلحة والأمن والقوات النظامية الأخرى وقادتها. خدمة تصديق الوثائق وزارة الخارجية. تقرير- القسم السياسي
الخطوط الحمراء
التصريحات التي لم تحمل اسم المصدر تكرر ما ظل يردده المستشار الاعلامي لقائد الانقلاب الطاهر أبوهاجة عن ضرورة وضع سياسات جديدة وخطوط حمراء تحدد العمل الإعلامي،
وقال أبو هاجة:" إن القوانين والسياسات الإعلامية المرتقبة ستكون للحد من الفهم الخاطئ للحريات وجرائم النشر"، مؤكداً أن الخطوط الحمراء ليست وهمية وموجودة في كل العالم. في الاثناء يقول نائب رئيس اللجنة التمهيدية لنقابة الصحفيين عثمان شبونة لـ(الديمقراطي) انهم يرفضون من حيث المبدأ اي محاولة للحجر على حرية التعبير او التضييق على الصحفيين مضيفا: "ان قادة الانقلاب يسعون لتحصين انفسهم من النقد، متجاهلين ان الانقلاب والعدوان على الشعب هو ما جر عليهم كل ذلك".
قادة الانقلاب.. محاولات لخنق صوت الثورة – سودانايل
من جانبه يقول الصحفي والمحلل شوقي عبد العظيم لـ (الديمقراطي) ان مثل هذه القوانين ستأتي بنتائج عكسية لكونها تؤثر على هيبة القوات المسلحة والأجهزة النظامية والقيادات بالدولة، لأن الشعب في حالة مواجهة مع الدولة ستنتج اساءات ومواجهات عديدة في مواقع التواصل الإجتماعي بين الشارع الغاضب متمثل في الشباب الثوار وبين قيادات الدولة والأجهزة الأمنية التي تقمع المتظاهرين وتقتلهم. جريدة الرياض | غرفة الرياض توقف التصديق الورقي مع عدد من الجهات الحكومية. ويرى عبدالعظيم أن القانون فضفاض وسيؤدي لضعضعة هيبة الدولة، لكونه لم يحدد طبيعة الإساءة لهؤلاء القيادات أو إساءة بشكل مضبوط للأجهزة النظامية والجيش والقوات المسلحة. الصحفي والمحلل خالد فتحي يقول في حديثه لـ(الديمقراطي) تحاول السلطة إرسال رسائل تهديد إلى من يهمهم الأمر. وفي هذا يبدو جليا ان السلطة الانقلابية تقرأ من "لوح الاستبداد القديم" هنا ولانظمة استبدادية مشابهة للحالة السودانية. ويؤكد فتحي ان الحريات الصحفية شهدت تراجعا مريعا بعد الإنقلاب العسكري واستهداف ممنهج لخنق حرية التعبير وعرقلة انسياب المعلومات وقطع الطريق أمام توثيق جرائم السلطة الانقلابية وسجلت الأشهر الماضية ارتفاع معدلات عمليات التنكيل والبطش والتهديد والضرب الوحشي والسحل والاعتقالات والاستدعاءات واقتحام المقرات الإعلامية وتهشيم المعدات والاساءات اللفظية بحق الصحفيين والاعلاميين والمصورين وغيرهم.
جريدة الرياض | غرفة الرياض توقف التصديق الورقي مع عدد من الجهات الحكومية
أوقفت غرفة الرياض التصديق بالوثائق اليدوية مع عدد من الجهات والمؤسسات الحكومية بعد اكتمال عملية التنسيق لقبول الوثائق الإلكترونية لمشتركي غرفة الرياض كمرحلة أولى انتقالية للوصول إلى الربط الإلكتروني معها، كما دعت الغرفة مشتركيها للاستفادة من خدماتها الإلكترونية على موقعها بشبكة الإنترنت، ويأتي هذا التوجه في إطار تبني الغرفة لاستراتيجية تطوير وتوسيع نطاق خدماتها للمشتركين والتعامل مع الدوائر الحكومية إلكترونياً ودعماً لأهداف لجنة تحسين الأعمال في القطاع الخاص "تيسير" برئاسة معالي وزير التجارة والاستثمار. وأوضحت الغرفة أنه يتم وقف قبول الوثائق اليدوية المقدمة لكل من الجوازات والمرور وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات وهيئة المواصفات والمقاييس والجودة وهيئة الموانئ اعتباراً من يوم الاحد 18 / 02 /2018م، حيث سيكون التعامل معها بالوثائق الإلكترونية فقط، ودعت الغرفة منتسبيها الى ضرورة الالتزام بتقديم الوثائق المتعلقة بخدماتها لدي تلك الجهات إلكترونيا مؤكدة أنه سبق تطبيق هذا القرار القيام بزيارة ميدانية للتأكد من جاهزية المنشآت واستعداداتها قبل البدء في تطبيقه. من جهة أخرى دعت الغرفة مشتركيها الى استخدام الخدمات الإلكترونية والاستفادة من هذا التطوير الذي يحقق سرعة تنفيذ الخدمة واختصار الوقت والجهد والدقة في التنفيذ، إضافة إلى مواكبة النقلة النوعية في مستوى الخدمات التي تم تطويرها بغرض الاستفادة من التطور الكبير في تقنية المعلومات.
وذكر المرصد في تقرير نشر مؤخرا بعنوان "نلجأ لإخفاء هويتنا"، أنّه وثّق نحو 55 اعتداء أمنيًا على الصحافيين ووسائل الإعلام في السودان في المدة بين أكتوبر 2021 ومارس 2022، شملت الاحتجاز التعسفي، والملاحقة الأمنية، واقتحام وإغلاق مكاتب إعلامية، وبلغت حد إلحاق الأذى الجسدي والنفسي بعدد من الصحافيين على نحو متعمد. وبيّن التقرير الذي استند إلى عشرات الشهادات لصحافيين سودانيين أنّ "قطاع الإعلام في السودان يعاني منذ الانقلاب العسكري من سطوة أمنية صارمة، تمثلت في فرض قيود على حرية التعبير، وتحكم كامل بوصل وقطع خدمات الإنترنت، إضافة إلى فرض إجراءات عقابية ضد وسائل الإعلام التي نشطت في تغطية الاحتجاجات الشعبية، وما رافقها من انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان". ووثق التقرير، وقف السلطات بث 36 إذاعة محلية على الأقل، خلال مدة أسبوعين فقط، أكتوبر ـ نوفمبر 2021، على خلفية تغطيتها للاحتجاجات الشعبية. قادة الانقلاب.. محاولات لخنق صوت الثورة – سودانايل. وأكّد المرصد الأورومتوسطي أنّ سلطات الانقلاب تستهدف فيما يبدو بقمع العمل الصحفي إضعاف أو حجب التغطية الإعلامية للاحتجاجات الشعبية المتواصلة الرافضة للحكم العسكري، إذ تلعب وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها دورًا مهمًا في كشف أعمال القمع الخطيرة ضد المتظاهرين، والتي أسفرت عن مقتل اكثر من 90 منهم وجرح المئات منذ 25 أكتوبر 2021.