واعلمي - أيتها الفاضلة - أن الأصل في الصلاة أن تؤدى في وقتها، لقوله تعالى: (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً) ولا يجوز تأخيرها عن وقتها إلا لعذر، ولعظم الصلاة لم تسقط عن المرضى ولا على من يقاتلون في سبيل الله، مع شدة مقامهم وشدة المعارك الضاربة التي يكون أثر الغفلة فيها: القتل، أي حياة المرء قد يفقدها لسهو عارض، ومع كل ذلك لم تسقط عنهم الصلاة. ينبغي عليك - أختنا الفاضلة - اتخاذ كافة السبل والوسائل التي تجعلك تحافظين على الصلاة في وقتها، واعلمي أن الصلاة صلة بينك وبين الله، وأنها وسيلة لرضى الله عنك وتوفيقه لك، الصلاة ليست عقابا - أختنا - ولكنها منة من الله علينا أن جعل لنا أوقاتا نلتقي معه فيها، وعلى قدر نيتك أختنا سييسر الله لك الأمر، لقد رأيت في أمريكا رجلا سائق تاكسي، لما اقتربت الصلاة ولم يجد مكانا وقف في المواقف، وصعد على أعلى سيارته في البرد الشديد ليؤدي الصلاة، لقد بلغ به الحب لله ولرسوله ولدينه ما سهل عليه البرد والعمل. أرجو أن تراجعي الأمر أكثر، واعلمي - أختنا - أن محبتك لدينك ستيسر لك كل ما عسّره عليه وقتك. كيف ألتزم بصلاتي وأتقرب من ربي - موقع الاستشارات - إسلام ويب. نسأل الله أن يوفقك لكل خير وأن ييسر لك كل عسير.
كيف ألتزم بصلاتي وأتقرب من ربي - موقع الاستشارات - إسلام ويب
تاريخ النشر: 2013-04-04 01:12:36
المجيب: د. أحمد المحمدي
تــقيـيـم:
السؤال
السلام عليكم. أنا أصلي فترة وأنتكس فترة، ولكن عندما أمشي بجانب مسجد أو أسمع القرآن أتذكر آيات الله المتوعدة لتاركي الصلاة، وأندم، ولكن تمر ساعات وأنسى كل شيء، وأرجع إلى المعاصي، أرجوكم ساعدوني، ولا تدعوني أهلك في المعاصي والذنوب، وأكون من أهل النار، ساعدوني. الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عصام حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أهلا بك أخي الفاضل في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يهدينا وإياك إلى صراطه المستقيم. أخي الحبيب: لا يخفاك أن الصلاة عمود الدين وركنه القويم، وهي الفارقة بين الكفر والإيمان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن بين الرجل وبين الكفر ـ أو الشرك ـ ترك الصلاة) أخرجه مسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر) وأهل العلم قد ذكروا أن تارك الصلاة لا حظ له في الإسلام، مستدلين بقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة) وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم كما قال عبد الله بن شقيق: لا يرون من الأعمال شيئاً تركه كفر إلا الصلاة.
الصلاة
الصلاة عبادة عظيمة، وهي ركنٌ من أركان الإسلام ، لهذا فإنّ إقامتها فرضٌ على كلّ مسلمٍ ومسلمة، ولا يجوز التهاون بها بأيّ حالٍ من الأحوال، وهي الصلة بين العبد وربّه، والعبادة الوحيدة التي لا يُسقطها الله عن صاحبها إلا بذهاب عقله، وهي ليست كالصيام أو الحج أو غير ذلك، إذ يجب القيام بها حتى في حالة العجز، وقد فرض الله على المسلمين خمس صلواتٍ في اليوم والليلة، ويجب أداء كل فرض من هذه الصلوات في وقته المحدد، إذ يقول تعالى في القرآن الكريم: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} [١] ، وفي هذا المقال ستتم الإجابة على سؤال: كيف ألتزم بالصلاة.