قراءة سورة يوسف ليرى المسلم كيف أن المحنة قد تتحول إلى منحة: المحنة قد تتحول إلى منحة, ومن قرأ سورة يوسف بتدبر ظهر له ذلك جلياً, قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: هذه القصة العظيمة التي قال الله في أولها: { نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ} [يوسف: 3].
- لا تخافي ولا تحزني💗 - YouTube
لا تخافي ولا تحزني💗 - Youtube
وحكت كتب اليهود أن أم موسى خبأته ثلاثة أشهر ثم خافت أن يفشو أمره فوضعته في سفط مقيَّر وقذفته في النهر. وقد بشرها الله بما يزيل همها بأنه راده إليها وزاد على ذلك بما بشرها بما سيكون له من مقام كريم في الدنيا والآخرة بأنه { من المرسلين}. والظاهر أن هذا الوحي إليها كان عند ولادته وأنها أمرت بأن تلقيه في اليم عندما ترى دلائل المخافة من جواسيس فرعون وذلك ليكون إلقاؤه في اليم عند الضرورة دفعاً للضر المحقق بالضر المشكوك فيه ثم ألقي في يقينها بأنه لا بأس عليه. لا تخافي ولا تحزني. و { اليم}: البحر وهو هنا نهر النيل الذي كان يشق مدينة فرعون حيث منازل بني إسرائيل. واليم في كلام العرب مرادف البحر ، والبحر في كلامهم يطلق على الماء العظيم المستبحر ، فالنهر العظيم يسمى بحراً قال تعالى { وما يستوي البحران هذا عذاب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج} [ فاطر: 12] ، فإن اليم من الأنهار. وقد كانت هذه الآية مثالاً من أمثلة دقائق الإعجاز القرآني فذكر عياض في «الشفاء» والقرطبي في «التفسير» يزيد أحدهما على الآخر عن الأصمعي: أنه سمع جارية أعرابية تنشد: أستغفر الله لأمري كله... قتلت إنساناً بغير حله مثل غزال ناعماً في دله... انتصف الليل ولم أُصَلِّه وهي تريد التورية بالقرآن.
وبنحو الذي قلنا في ذلك, قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكَ) وباعثوه رسولا إلى هذا الطاغية, وجاعلو هلاكه، ونجاة بني إسرائيل مما هم فيه من البلاء على يديه.