فلما نتخيل هذه الصورة ونرى الفارق في الفداء وفي الفرار عند ذلك تتضح لماذا إختلف الترتيب. يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ. (وصاحبته) هي زوجته والزوجة الإنسان ينام في حجرته معه زوجة وأولاده في السابق فهم أقرب إليه من غيرهم، فقد لا يكون في بيته الأم والأب. الترتيب اختلف لأن الصورة اختلفت: هناك صورة فداء من يعطي وينجو بنفسه فيبدأ بأقرب شيء إليه، بينما الهارب كأنها سلسلة تتساقط يسقط البعيد منها ثم الذي يليه ثم الذي يليه ثم آخر شيء اللاصق به. هذه الآية في سورة في مكان وهذه الآية في سورة في مكان ومحمد كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب ولا يرتب هذه الأمور، ألا يكفي هذا في الدلالة على نبوة محمد ؟ ألا يفكر الإنسان أن هذا الرجل الأمي لا يصدر منه مثل هذا التنظيم في مكانين مختلفين تنظر هنا تجد شيئاً وتنظر هنا تجد شيئاً والذي قال الشيئين كان مدركاً لما يقول هنا ولما يقول هنا في آن والمدة متباعدة بين نزول هذه السورة ونزول هذه السورة، هذا كلام ربنا سبحانه وتعالى
دأبنا أن نذكر قراءة نافع لإخواننا في المغرب العربي: (لو يفتدي من عذاب يومِئذٍ) عذاب مضاف ويومِ مضاف إليه، نافع قرأ (من عذاب يومَئذٍ) بالفتح. توجيه علماء العربية لذلك أن (يوم) ظرف والمفروض أن يكون مُعرباً لكن أضيف إلى مبني وهو (إذ) فإذا أضيف إلى مبني كثير من قبائل العرب تبنيه بسبب إضافته إلى المبني فيبنى على الفتح يقال (مبني على الفتح في محل جرّ)، تبنيه على الفتح (يومَئذ).
تفسير قوله تعالى: يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب
{يُبَصَّرُونَهُمْ} بتشديد الصاد وفتحها، مِنْ بصَّرته الشيء إذا أوضحته له، أي يعرف كل واحد من هؤلاء الأصدقاء الحميمين صاحبه، فيعرض عنه، لا من موقع الجهل والنسيان، بل من موقع الرعب والذهول والاستغراق في الخوف على الذات في ما يترقبه من المصير الأسود في عذاب جهنم. {يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ} الذين كان يبذل النفس والنفيس في سبيل سلامتهم وراحتهم، فيجوع ليشبعوا، ويتعب ليرتاحوا، ويظمأ ليرتووا، ويخاف ليأمنوا. وهكذا كان يشقى ليسعدوا، ولكنه الآن يسقط أمام الشعور المجنون بالخوف، ليفكر بأن يقدِّمهم ضحيةً للنار، أو ليكونوا فداءً عنه، {وَصَاحِبَتِهِ} التي كان يعيش معها كل العلاقات الروحية والحسية في مشاعر الحب العميق الحميم الذي يمثل وحدة الكيان في معنى الزوجيّة، وعمق المودّة والرحمة، {وَأَخِيهِ} الذي كان عضده وساعده، مما كان يدفعه في كثير من الحالات إلى الدفاع عنه إلى مستوى التضحية، {وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤِيهِ} وهي عشيرته التي كان يعيش مسؤولية الدفاع عنها كما تعيش مسؤولية الدفاع عنه، من خلال العصبية القائمة على المشاعر الحميمة والمصالح المشتركة. المصحف الإلكتروني - ترجمة القران الكريم ومعاني الكلمات. ولكنه اليوم يقف ليضحي بزوجته وأخيه وعشيرته لِيَسْلم من عذاب هذا اليوم، فأيُّ عذابٍ هو هذا العذاب؟ وأيّ موقفٍ هو هذا الموقف الذي تتعطل فيه كل المشاعر والعلاقات والأوضاع الإنسانية في حياة هذا الإنسان الذي تلاحقه جريمته في وعيه، تماماً كما هو الوحش الذي يريد افتراسه؟!
يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه لم يُذكر الأم والأب؟ لماذا؟
إعراب الآية 11 من سورة المعارج - إعراب القرآن الكريم - سورة المعارج: عدد الآيات 44 - - الصفحة 569 - الجزء 29. (يُبَصَّرُونَهُمْ) مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والهاء مفعول به ثان والجملة صفة حميما (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ) مضارع وفاعله والجملة حال (لَوْ يَفْتَدِي) لو مصدرية ومضارع فاعله مستتر والمصدر المؤول من لو والفعل مفعول يود (مِنْ عَذابِ) متعلقان بالفعل (يَوْمِئِذٍ) يوم ظرف زمان مضاف إلى مثله (بِبَنِيهِ) متعلقان بيفتدي. يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وموقع { يبصّرونهم} الاستئناف البياني لدفع احتمال أن يقع في نفس السامع أن الأحِمَّاء لا يرى بعضهم بعضاً يومئذٍ لأن كل أحد في شاغل ، فأجيب بأنهم يكشف لهم عنهم ليروا ما هم فيه من العذاب فيزدادوا عذاباً فوق العذاب. تفسير قوله تعالى: يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب. ويجوز أن تكون جملة { يبصرونهم} في موضع الحال ، أي لا يسأل حميم حميماً في حال أن كل حميم يبصر حميمه يقال له: انظر مَاذا يقاسي فلان. و { يبصرونهم} مضارع بَصَّره بالأمر إذا جعله مبصراً له ، أي ناظراً فأصله: يبصَّرون بهم فوقع فيه حذف الجار وتعدية الفعل. والضميران راجعان إلى { حميم} المرفوع وإلى { حميماً} المنصوب ، أي يبصر كل حميم حميمه فجمع الضميران نظراً إلى عموم { حمِيمٌ} و { حميماً} في سياق النفي.
المصحف الإلكتروني - ترجمة القران الكريم ومعاني الكلمات
وأمامَ هذا كُلِّه لا يَقدِرُ الإنسَانُ على الإفتِدَاءِ بأمِّه وأبِيهِ حتى لو كانَ في أشدِّ المَواقِفِ وأعْظَمِها. ودُمتُم سَالِمينَ.
لمَاذا لم يُذكَرْ الأبُ والأمُّ عندَ الإفتِدَاءِ في سُورَةِ المَعارِجِ؟!!
ولن يكتفي بهؤلاء، بل تتعاظم المسألة عنده حتى يفكر بأن يضحي بكل من في الأرض {وَمَن فِي الأرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ} بجميع طبقاتهم وأشكالهم ودرجاتهم، لأن نفسه هي كل شيء عنده {ثُمَّ يُنجِيهِ} من هذا العذاب. النار تدعو إليها من أدبر وتولّى
{كَلاَّ} فلا مجال لكل هذه التمنيات، لأن الله لن يجعل أحداً فداءً لأحد، فعلى كل شخص أن يتحمّل مسؤولية نفسه، فلا يحملها عنه غيره. فإذا عاش الإنسان في الدنيا عالم الجريمة باختياره الواعي المتمرد على الله، فلا بد من أن يواجه في الآخرة عالم النار الذي يحتويه بكل ما فيه من خصائص الإحراق.
الآيــات
{يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ* وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤيهِ* وَمَن فِي الأرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ* كَلاَّ إِنَّهَا لَظَى* نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى* تَدْعُواْ مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى* وَجَمَعَ فَأَوْعَى} (11ـ18). * * *
معاني المفردات
{كَلاَّ}: ردع لتمنيه النجاة من العذاب. {لَظَى}: أي: نار صفتها الاشتعال، مأخوذة من التوقّد. يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه. {نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى}: النزاعة: اسم مبالغة من النزع بمعنى الاقتلاع، والشوى الأطراف كاليد والرجل. {فَأَوْعَى}: من الوعاء، أي: جمع ماله فأمسكه في وعائه، ولم ينفق منه للسائل والمحروم. تقطّع العلاقات وموت المشاعر الحميمة يوم القيامة
وتتضح الصورة أكثر، وتتصاعد خطورة الموقف، وتتجمد المشاعر، فلا ينبض فيها أيُّ إحساسٍ بالعلاقة الإنسانية التي تشد الناس إلى أقربائهم وإلى أزواجهم وإلى الناس كلهم، بل يتحوّل الوجدان من الحالة الإيجابية المشدودة إلى القريب أو الزوج أو الصاحب، إلى حالةٍ سلبيةٍ رافضةٍ قد تشبه الحالة العدوانية عندما يضحي الإنسان بكل هؤلاء، ليفتدي بهم نفسه في مواجهة اللهيب الذي يتصاعد من النار التي تريد أن تأكل كل شيء.
لم يبقى عندي مايبتزه الألم
حسبي من الموحشات الهم والهرم
لم يبقى عندي كفاء الحادثات أسى
ولا كفاء جراحات تضج دم
وحين تطفي على الحران جمرته
فالصمت أفضل مايطوي عليه فم
وصابرين على البلوى يراودهم
في أن تظمهم أوطانهم حلم,,,,,,,,,,,,,,,
محمد مهدي الجواهري
أوراق أدبية✿ شعر ، أدب ، إقتباسات — لم يبق عنديَّ ما يبتزه الألمُ حَسبي من الموحشاتِ...
متناقض العواطف: يشتاق إلى ماضيه، ويندم على بعض أحلامه.. إن لجأ إلى عقله؛ ثارت عاطفته، وإن اتبع عاطفته؛ أبى عقله.. لا يفهمه أحد؛ ولا يفهم هو نفسه!
لم يبقَ عندي ما يبتزه الألم | محمد مهدي الجواهري - Youtube
منشور 22 نيسان / أبريل 2018 - 03:19
لم يبق عنديَّ ما يبتزه الألمُ حَسبي من الموحشاتِ الهمُّ والهرَمُ لم يبقَ عندي كفاءَ الحادثات أسىً ولا كفاءَ جراحاتٍ تضِّجُ دمُ وحين تَطغَى على الحرّان جمرتهُ فالصمتُ أفضلُ ما يُطوَى عليه فمُ وصابرينَ على البلوى يراودهُم في أن تضُمهم أوطانهم حلمُ
© 2000 - 2021 البوابة ()
مواضيع ممكن أن تعجبك
الاشتراك
اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن
شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري (رحمة الله) | لم يبق عندي ما يبتزه الالم 😞🇮🇶 - Youtube
شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري (رحمة الله) | لم يبق عندي ما يبتزه الالم 😞🇮🇶 - YouTube
محمد مهدي الجواهري - لم يبقَ عنديَ ما يبتزُّهُ الألم | الأنطولوجيا
خيارات إضافية
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح. يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام أحد المتصفحات البديلة.
لم يبق عندي مايبتزه الألم.. كلمات- الجواهري ، أداء -محمد العود - YouTube