وذلك قوله " بظلم " يعني: بشرك ، (وأهلها مصلحون) ، فيما بينهم لا يتظالمون، ولكنهم يتعاطَون الحقّ بينهم ، وإن كانوا مشركين، إنما يهلكهم إذا تظالموا. * * * -------------------------------------------------------- ابن عاشور: عطف على جملة { واتّبع الذين ظلموا ما أتفرفوا فيه} [ هود: 116] لما يؤذنه به مضمون الجملة المعطوف عليها من تعرّض المجرمين لحلول العقاب بهم بناء على وصفهم بالظلم والإجرام ، فعقب ذلك بأن نزول العذاب ممّن نزل به منهم لم يكن ظلماً من الله تعالى ولكنهم جرّوا لأنفسهم الهلاك بما أفسدوا في الأرض والله لا يحبّ الفساد. وصيغة { وما كان ربك ليهلك} تدل على قوة انتفاء الفعل ، كما تقدّم عند قوله تعالى: { ما كان لبشرٍ أن يؤتيه الله الكتاب} الآية في [ آل عمران: 79] ، وقوله: { قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحقّ} في آخر [ العقود: 116] فارجع إلى ذينك الموضعين. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة هود - قوله تعالى وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون - الجزء رقم7. والمراد بالقرى} أهلها ، على طريقة المجاز المرسل كقوله: { واسأل القرية} [ يوسف: 82]. والباء في { بظلم} للملابسة ، وهي في محل الحال من { ربّك} أي لمّا يهلك النّاس إهلاكاً متلبساً بظلم. وجملة { وأهلها مصلحون} حال من { القرى} أي لا يقع إهلاك الله ظالماً لقوم مصلحين.
الدرر السنية
الحلقة: 8
وما كان ربّك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون
ورد هذا القانون بهذه الصّيغة في سورة هود المكية. من يقرأ القرآن الكريم بتدبّر ونظر وتأمّل لا يفوته أن يعلم أنّ لله سبحانه سنّة ماضية في الأمم المكذّبة. وخاصّة الأمم الصّادّة عن سبيل الله سبحانه. تلك هي سنّة الإهلاك ولو بعد إمهال لعقود طويلات بل لقرون أطول. حتّى إنّه اتخذ سلسلة سباعية من الأمم التي تعرّضت إلى ذلك في إثر تكذيبها أنبياءها وصدّهم عن سبيل الله. تلك السّلسلة السّباعية لا يفتأ يذكرها بانبساط مرّة وباقتضاب مرّة أخرى. أو يجمع بين انبساط وانقباض في السّياق ذاته أحيانا. وكلّ ذلك بحسب مقتضيات السّياقات. الدرر السنية. يتركّب ذلك السّلم في العادة الغالبة من قوم نوح ثمّ من قوم هود (عاد) ثمّ من قوم صالح (ثمود) ثمّ من قوم لوط وأحيانا بذكر عمّه إبراهيم عليه السّلام ثمّ من قوم مدين (شعيب) ثمّ من قوم موسى (بني إسرائيل ومختلف المفردات: فرعون ومن معه). تلك هي أهمّ مركّبات تلك السّلسة التي اتخذها القرآن الكريم مثلا غالبا للتّكذيب المشفوع بالإهلاك. وقد تتغيّر بعض حلقات تلك السّلسلة ولكنّها تغيّرات طفيفة جدّا. كأن يتغيّر اسم القوم مثلا أو تعريجا على آخرين.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة هود - الآية 117
الأربعاء 9 ربيع الأول 1436 - 31 ديسمبر 2014
611
الشيخ محمد رشيد رضا
نشر عام 1316هـ
… كيف يهلك الله الشعوب ويبيد الأمم، وكيف يديل من الدول دولًا وينزع السيادة من قوم، ويستخلف من بعدهم قومًا آخرين؟ يقول المسلمون: إنَّ الدين هو الذي كان سبب سيادتهم وسعادتهم، وإن الإعراض عنه هو الذي أوقعهم في الشقاء وأنزل عليهم البلاء. ويحتجون بآيات من الكتاب العزيز، كقوله تعالى: {أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء: 105]. وقوله تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47] حقًّا قالوا، ولكنَّ أكثرهم يلهج بالقول عن غير فهم ولا بصيرة، متوهمين أنَّ في الدين سرًّا روحانيًّا غير معقول، يمدُّ الآخذين به بالنصر والقوة، ويعطيهم الغلب بالخوارق والكرامات!
إعراب قوله تعالى: وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون الآية 117 سورة هود
فالظلم المعاصي على هذا.
إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة هود - قوله تعالى وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون - الجزء رقم7
يقول الله جَلَّ علاه: { لاَّ يَنْهَاكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوۤاْ إِلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8]. فإذا كانت بعض المجتمعات غير مؤمنة بالله، ومُصْلِحة؛ فالحق سبحانه لا يهلكها بل يعطيهم ما يستحقونه في الحياة الدنيا؛ لأنه سبحانه القائل: { مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} [الشورى: 20].
د. محمد المجالي*
عظيم شأن هذا القرآن؛ هداية وإرشادا وإعجازا. فهو النور والهدى والروح والفرقان، والذكر والبركة والشفاء؛ ما من كلمة إلا في موضعها، وما من آية من آياته إلا وفي سياقها المكاني المباشر حيث مجموعة الآيات، وفي سياقها الكلي بانتمائها لتلك السورة، بل بعلاقتها بآيات القرآن كله. هذه آية من آخر سورة هود، السورة التي تحدثت عن قصص أقوام خاصين في مسألة التجبر والعتو والعناد، حيث كانت قصص نوح وهود وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى، عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام. وتميزت السورة ببيان العذاب الذي حل بقوم كل من هؤلاء الأنبياء، وختم مشهد العرض بقوله تعالى: "ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ * وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ * وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ" (هود، الآيات 100-102). فقد ظلمت هذه الأقوام أنفسها بتكذيبها وتجبرها عن اتباع الحق، فكان الأخذ الأليم الشديد، وما أسعفتهم آلهتهم التي عبدوها؛ فهي لا تملك من أمرها شيئا، ليكتشف الناس هذه الحقيقة ولكن بعد فوات الأوان.
الأربعاء 27-04-2022 11:52 مكة المكرمة
جدول البث
دعاء وزيارة يوم السبت – اللجنة الكاظمية
الصلاة على نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم: السلام على حجج الله في العالمين ، السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا صفوة الله ، السلام عليك يا محمد بن عبد الله ، السلام عليك يا أكرم المرسلين ، وخاتم النبيين ، وسيد الأولين والآخرين. اللهم: إنك دعوتنا لتشهدنا على أنفسنا أنك ربنا وسيدنا ومولانا ، فأجبناك بالإقرار لك ، وأشهدتنا بذلك على أنفسنا ، فقلت في كتابك المنزل على نبيك المرسل: { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى}. ثم أشهدتنا على أنفسنا: أن محمدا صلواتك عليه رسولك ، خاتم النبيين وسيد المرسلين ، وإمام المتقين ، وأن علي بن أبي طالب ، سيد العرب أمير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين ، ثم أمرتنا بالطاعة فقلت { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} فأخذت بذلك علينا العهد والمواثيق لئلا نقول: إنا كنا عن هذا غافلين. دعاء وزيارة يوم السبت – اللجنة الكاظمية. ثم أمرتنا: بالصلاة والسلام على محمد نبيك وعلى أهل بيته ، حججك على خلقك المباركين الأخيار ، الأئمة العادلين الطاهرين الأخيار الأبرار ، الذين أذهبت عنهم الرجس ، وطهرتهم تطهيرا ، فدللتنا على رضاك من القول والعمل في ذلك ، شرفا وتعظيما لنبيك صلواتك عليه ، وتكريما ، فقلت: { إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} ، لبيك اللهم: لبيك: لبيك اللهم: ربنا وسعديك ، تلبية الضعيف بين يديك ، تلبية الخائف الفقير إليك ، سمعنا لك وأطعنا ، ربنا وسيدنا ومولانا.
دعاء يوم السبت , كلمة يوم السبت , يوم السبت , ادعية يوم السبت
اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ المُقَّرَبينَ وَأَنبِيائِكَ المُرسَلينَ وَعِبادِكَ الصّالِحينَ وَأَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرَضينَ، وَمَن سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ العالَمينَ مِنَ الأَوَّلينَ وَالأَخِرينَ، عَلى مُحَمَّد عَبدِكَ وَرسُولِكَ وَنَبيِّكَ وَأَمِينِكَ وَنَجيِّكَ وَحَبيْبِكَ وَصَفيِّكَ وَخاصَّتكَ وَصَفوَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ. اَللَّهُمَّ أَعطِهِ الدَرَجَةَ الرَّفِيعَةَ، وَآتِهِ الْوَسيلَةَ مِنَ الجَنَّةِ، وَابعَثهُ مَقاماً مُحَمَوداً، يَغبِطُهُ بِهِ الأَوَّلُونَ والأَخِرُونَ. اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلتَ وَلَو أَنَّهُم إِذْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ جاؤوُكَ فَاستَغْفَرُوا ﷲ وَاسْتَغْفَرَ لَهُم الرَسُولُ لَوَجَدوُا ﷲ تَوّاباً رَحيماً وَإِنِّي أتَيْتُكَ مُسْتَغفِراً تائباً مِنْ ذُنُوبيَ وإِنّي أتَوَجَّهُ بِكَ إِلى ﷲ رَبِّي وَرَبِّكَ لِيَغفِرَ لي ذُنُوبيَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى مُحَمدٍ وآلِهِ الطَاهِرِين.
اللهم: وأبعثه المقام المحمود ، الذي وعدته في الموقف المشهود ، تبيض به وجهه ، ويغبط به الأولون والآخرون ، مقاما تفلج به حجته ، وتقيل به عثرته ، وتقبل به شفاعته ، وتكرم به مرافقته ، وتلحق به ذرياته ، وتورد عليه عترته ، وتقر عينه بشيعته ، وتعظم برهانه ، وترفع شأنه ، وتعلي مكانه. اللهم: فاجعله أقرب النبيين منك منزلاً ، وأدناهم منك محلاً ، وأفضلهم عندك نزلاً ، وأعظمهم لديك حباً وشرفاً ، وأعلاهم مكانا وزلفى ، وأرفعهم عندك درجة وغرفا ، وسيد المرسلين ، وخاتم النبيين ، وإمام المتقين ، وولي المؤمنين ، ونبي رحمة ، وسيد الأمة ، ومفتاح البركة ، والمنقذ من الهلكة ، ورسول رب العالمين. اللهم: صل على محمد وآل محمد ، واستعملنا بطاعتك وسنته ، وتوفنا على ملته ، وأبعثنا في شيعته ، واحشرنا في زمرته ، ولا تحجبنا عن رؤيته ، ولا تحرمنا مرافقته ، واجعلنا ممن تبعثنا معه حتى تسكنا غرفه ، وتوردنا حوضه ، وتخلدنا في جواره. اللهم: إنا نؤمن به وبحبه ، فأحببنا لذلك ، ولا تفرق بيننا وبينه ، آمين رب العالمين ، اللهم: صل على محمد وآل محمد ، وأبلغ محمدا عنا أفضل التحية والسلام ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. ـــــــــــــــ { وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}(غافر/60).