المحّاح الأَمَرّ المَهَه الكلمة: المنّان. الجذر: منن. الوزن: فَعَال. [المنّان]: من أسماء الله تعالى، معناه: الكثير المنِ والإِنعام. شمس العلوم- نشوان بن سعيد الحميري -توفي: 573هـ/1177م المكُّوك المِسِّيْسى المِنِّينى
المنان اسم من أسماء الله تعالى الحسنى - إسلام ويب - مركز الفتوى
مفهوم – أسماء الله تعالى توقيفية، فلا يسمى الله جل وعلا إلا بما جاء في القرآن أو صحت به السنة. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بأبي عياش زيد بن الصامت الزرقي وهو يصلي وهو يقول اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت ياحنان يا منان يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد سألت الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى، رواه أحمد واللفظ له وابن ماجه، ورواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم. قال شيخنا الألباني رحمه الله في الصحيحة (7|1210):لقد وقع في سياق حديث الترجمة عند المنذري في الترغيب.. وقد ساقه بلفظ أحمد: يا حنان يامنان يا بديع فزاد يا النداء في الجمل الثلاثة وزاد اسم حنان.. المنان اسم من أسماء الله تعالى الحسنى - إسلام ويب - مركز الفتوى. ولا أصل للاسم المذكور إلا في رواية لأحمد في طريق خلف, وأظنها خطأ أيضا من بعض النساخ أو الرواة. ففي الرواية الأخرى (3|245) المنان وهو الثابت في رواية أبي داود والنسائي والطحاوي وابن حبان والحاكم.. وأظن أن ما في الترغيب بعضه من تلفيق المؤلف نفسه بين الروايات وهو من عادته فيه وبعضه من النساخ…
وبعد كتابة ما تقدم رجعت إلى الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان في طبعته فرأيت في حديث خلف أنت الحنان المنان جمع بين الاسمين لكن ليس في زوائد ابن حبان (2382) إلا أنت المنان وهو المحفوظ وزيادة الحنان شاذة باعتبارين.
وقال في موضع آخر في شرح المنان: (معناه: المعطي
ابتداء ولله المنة على عباده، ولا منة لأحد منهم عليه، تعالى الله علواً كبيراً)
(( اللسان)) (6/4279)..
وقال ابن الأثير: في أسماء الله تعالى (المنان):
(هو المنعم المعطي، من المن: العطاء، لا من المنة. وكثيراً ما يرد المن في كلامهم بمعنى
الإحسان إلى من لا يستثيبه ولا يطلب الجزاء عليه. فالمنان من أبنية المبالغة، كالسفاك والوهاب)
(( النهاية)) (4/365)..
وقال القرطبي: منها المنان جل جلاله وتقدست
أسماؤه. قال: يقال منه: من يمن منا فهو المنان، والاسم:
المنة واشتقاقه في موضوع اللسان من المن وهو العطاء دون طلب عوض. ومنه قوله تعالى: فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ
[ص: 39] في أحد وجوهه. ويكون أيضاً مشتقاً من: المنة، التي هي التفاخر
بالعطية على المعطى، وتعديد ما عليه. والمعنيان في حق الله تعالى صحيحان. ويتصف أيضاً بهما الإنسان، لكن يتصف بالمعنى
الواحد على طريق المدح، وبالمعنى الثاني على طريق الذم. فالأول: الذي هو ممدوح، نحو أن يكون عطاؤه
أو منه لوجه الله تعالى، ولا لنيل عوض من الدنيا. ومن هذا القسم قوله عليه السلام: ((وإن من
أمن الناس علي في ماله أبو بكر))
رواه البخاري
(3654) ، ومسلم (2382) ولفظ البخاري: ((إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر))..
وقوله: ((ما أحد أمن علي من ابن أبي قحافة))
رواه البخاري (467) بلفظ: ((إنه ليس
من الناس أحد أمن علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت
أبا بكر خليلا، ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا
عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر)) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما..
والقسم الثاني: وهو أن يمن الإنسان بالعطية،
أي: يذكرها ويكررها، فهو المذموم.
تحدث الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، فى برنامجه اليومى، الذى يذاع طوال شهر رمضان المبارك، على الفضائية المصرية، عن قيمة الحياء وأثره الطيب على المجتمع. وفى بداية اللقاء: أوضح أن الحياء هو حالة تعترى الإنسان السوى الذى لم تتشوه فطرته حينما يخشى من لوم الآخرين عليه فى فعلٍ، أو فى قولٍ من الأقوال، وهو خُلُقٌ يبعث على فعل الحسن وترك القبيح، وذلك أن هناك تغيرات نفسية داخلية وخارجية تمنع الإنسان من فعل القبيح أو قوله حين يريد الإقدام عليه، وتدفعه دائمًا إلى فعل الشىء الحسن، وهذا ما يتوافق مع فطرة الإنسان التى جُبِلَ عليها؛ إلا أن الكثيرين الذين يخرجون على هذا الخُلُق أو هذه الطبيعة أو هذه الفطرة، يريدون للناس أن يتخلوا عن حيائهم، وأن يأتوا من الأفعال ما قد تستحى منه الحيوانات، ومع ذلك لا يجدون حرجًا أو بأسًا فى أن يفعلوا مثل هذه الأفعال.
خلق يبعث على فعل الحسن وترك القبيح - بصمة ذكاء
[ ص: 226] فصل عن عمران مرفوعا { الحياء لا يأتي إلا بخير ، الحياء خير كله} وعن ابن عمر { أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء يقول: حتى إنك تستحيي كأنه يقول قد أضر بك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه فإن الحياء من الإيمان} رواهما أحمد والبخاري ومسلم ، وفي الصحيحين أن عمران لما حدث قال له بشير. بفتح الباء الموحدة والشين المعجمة ابن كعب إنه مكتوب في الحكمة أن منه وقارا ومنه سكينة ، فقال عمران أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني عن صحيفتك ؟ ولمسلم أن بشيرا قال إنا لنجد في بعض الكتب أو الحكمة أن منه سكينة ووقارا لله ومنه ضعف ، بفتح الضاد وضمها ، فغضب عمران حتى احمرتا عيناه. وفي بعض النسخ ورواه أبو داود وغيره احمرت وقال ألا أراني أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعارض فيه ، فأعاد عمران الحديث ، فأعاد بشير فغضب عمران فما زلنا نقول إنه منا يا أبا نجيد إنه لا بأس به. (خلق يبعث على فعل الحسن وترك القبيح) المعنى السابق هو معنى ل - بصمة ذكاء. وفي الصحيحين عن أبي سعيد قال { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه} ، وعن أنس مرفوعا { ما كان الفحش في شيء إلا شانه وما كان الحياء في شيء إلا زانه} رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وقال حسن غريب.
(خلق يبعث على فعل الحسن وترك القبيح) المعنى السابق هو معنى ل - بصمة ذكاء
وأكد أن الحياء قرين الإيمان، قرن بينهما النبى- صلى الله عليه وسلم – فى قوله: "الحياءُ والإيمانُ قرناءُ جميعًا، فإذا رُفِعَ أحدُهما رُفع الآخر"وهذا ما نراه واقعًا فى حياتنا العامة، حيث تجد بضاعة منعدمى الحياء، من الإيمان والتقوى والدين، رقيقة وقليلة وتافهة جدًا، بخلاف مَنْ يستحيى، فإنه يستحيى من الله، بل بعض الناس يستحيى من الملائكة التى لا تراها. وتابع: أن الحياءُ فطرة فى الإنسان، فالطفل –مثلًا – وهو فى سن أربع سنوات، لو رُفِعَ له ثوبه استحيا مِنْ أن تنكشف عورته أو تجده يقاوم، وهو فى هذا السن لا يعرف شيئًا عن الدين أو الحلال والحرام، وإنما يتعامل بفطرة الحياء التى هى أسبق فيه من الشعور بالدين، فالحياء فطرة سابقة يولد بها الطفل. وأكد أن ترك الحياء هو بوابة الجرائم والفُحش ومن أقوى أسباب تضعضع المجتمعات وتفسُّخها، فالحضارة الغربية مع اعترافنا لها بالتقدم والرقى إلا أنها فى طريقها للضعف؛ لأنهم - للأسف الشديد - تخلوا عن الحياء فى مجتمعاتهم، فالبنت التى تتجاوز فترة السابعة عشرة من عمرها، ولا تعيش الحرية المعروفة عندهم - يُذَهب بها إلى طبيب نفسى لكى يعالجها من الحياء، فانظر إلى الشرور والانتقام من فطرة الله تعالى التى فطر النَّاسِ عليها!
صحيفة تواصل الالكترونية