إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:3-4]. قال القاضى عياض: "واعلم أن الأمة مجمعة على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الشيطان وكفايته منه، لا في جسمه بأنواع الأذى كالجنون والإغماء، ولا على خاطره بالوساوس". ستظل سُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم على مدى الأجيال والقرون، وحتى يرث الله الأرض ومن عليها نبراسًا للمسلمين، تضيء لهم حياتهم، ولئن انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه، فإن الله قد حفظ لنا كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فهما طريق الهداية والسعادة في الدنيا والآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: «ترَكْتُ فيكم أَمرين، لَن تضلوا ما تمسَّكتُمْ بِهِما: كتاب الله وسنة رسوله» (رواه الحاكم)، قال الشيخ الألباني: "والحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام". وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فنتهو. نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المعظمين لرسولنا صلى الله عليه وسلم وسنته، المتبعين لها، وأن يسقينا من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدًا.. المراجع والمصادر: موقع الشبكة الإسلامية
وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهو
حكم صيام رمضان ثلاثين يوما
أمر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بتحرّي هلال شهر رمضان، وكذلك أمر بتحرّي هلال شهر شعبان، فإذا تمَّت رؤيته وثبت أن شهر رمضان هو تسع وعشرون يومًا وجب الإفطار، ووجب على المُسلمين الانتهاء من الصيام والاحتفال بالعيد، وإنّ صيام شهر رمضان ثلاثين يومًا بشكل دائم هو أمر غير جائز ومُخالف للتشريعات الإسلامية والأوامر النبوية، وقد قال تعالى في كتابه الكريم: "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" [3] ، والله أعلم. [4]
هل يجوز شعبان 31 يوم
بيَّن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- حال الأشهر القمرية أو الهجرية، وأكَّد على أنَّ الشهر الهجري يكون إمَّا ثلاثين يومًا أو تسع وعشرون، ولا يكون واحد وثلاثين أبدًا، وكذلك شهر شعبان، فإنَّه لا يُصادف في أي بلد من بلدان العالم أن يزيد عن الثلاثين يومًا، وإنَّ تعذر رؤية هلال هذا الشهر فإنَّه يجب إتمامه إلى الثلاثين يومًا لا أكثر ثم الصيام بعد ذلك، والله أعلم. [5]
شاهد أيضًا: صحة حديث اذا بلغت الناس بشهر رمضان حرمت عليك النار
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي وضَّح أنَّه يجب صيام رمضان اذا تم شعبان ثلاثين يوما وذلك في حال عدم رؤية هلال شهر رمضان، كما وضَّح حكم صيام آخر أيام شهر شعبان، وحكم صيام رمضان لثلاثين يوم بشكل دائم.
المراجع
^
الجامع الصغير, عبد الله بن عباس، السيوطي، 5049، صحيح. ^, يثبت رمضان برؤية الهلال أو إكمال عدة شعبان ثلاثين, 10/03/2022
سورة الحشر, الآية 7. ^, حكم من يصوم رمضان ثلاثين يوماً دائماً, 10/03/2022
^, هل يمكن أن يأتي شعبان 31 يومًا؟ وما حكم الصيام في ذلك البلد؟, 10/03/2022
الحمد لله. أولا:
هذا الحديث رواه مسلم (976) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي
أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي ، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ
قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي). وهذا الحديث يدل على أن أم النبي صلى الله عليه وسلم ماتت كافرة وأنها من أهل النار. وقد أجمع على ذلك العلماء المتقدمون. ووجه الدلالة من الحديث: أن الله تعالى إنما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن
الاستغفار للكفار ، فقال تعالى: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ
يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا
تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) التوبة/ 113 ، فلولا أن أمه صلى
الله عليه وسلم من هؤلاء لما نهاه الله تعالى عن الاستغفار لها. لماذا لم يؤذن الرسول ولا مرة في حياته - موقع محتويات. وقد وردت نصوص أخرى عن النبي صلى الله عليه وسلم صريحة في أمه أنها في النار. فروى الإمام أحمد (23003) عَنِ بُرَيْدَةَ رضي الله عنه قَالَ: " كُنَّا مَعَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَنَزَلَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَهُ
قَرِيبٌ مِنْ أَلْفِ رَاكِبٍ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا
بِوَجْهِهِ وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ ، فَقَامَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ
فَفَدَاهُ بِالْأَبِ وَالْأُمِّ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَكَ؟ قَالَ: (
إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي فِي اسْتِغْفَارٍ لِأُمِّي ، فَلَمْ يَأْذَنْ لِي ،
فَدَمَعَتْ عَيْنَايَ رَحْمَةً لَهَا مِنَ النَّارِ).
لماذا لم يؤذن الرسول ولا مرة في حياته - موقع محتويات
وجاء في إجتهاد أخرأن الأذان شرع بناء على رؤية منامية رآها غير الرسول صلى الله عليه وسلم، ولما أقره الرسول صلى الله عليه وسلم، وكله إلى غيره لكونه مشغولاً بأمور أخرى كثيرة. ولكون الأذان أمانة من الأمانات، فلا مانع أن يسند الرسول صلى الله عليه وسلم الأذان أمانة إلى أصحاه ليحملوها معه، ولا سيما أنه قال: "الإمام ضامن، والمؤذن أمين" (رواه أحمد والترمذي وأبو داوود). نعم.. المؤذن أمين، ألا ترى أن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، لا يصلون ولا يفطرون إلا إذا سمعوا نداء المؤذن منادياً للصلاة أو الإفطار؟ فهو إذن مؤتمن على هذا العمل، وثقة عند الله تعالى وعند رسوله صلى الله عليه وسلم والأمة جمعاء.
وأما من قال: إنه امتنع لئلا يعتقد أن الرسول غيره فخطأ ، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يقول فى خطبته: وأشهد أن محمدا رسول اللَّه. هذا، وجاء في نيل الأوطار للشوكانى "ج 2 ص 36" خلاف العلماء بين أفضلية الأذان والإمامة وقال فى معرض الاستدلال على أن الإمامة أفضل: إن النبى صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين بعده أمُّوا ولم يؤذنوا ، وكذا كبار العلماء بعدهم. والله أعلم منقول للفائده انتهــــى.. فارجو من فضيلتك التعليق على ذلك... الله يرضى عليك ويرضيك آمين. وشكرآ جزيلا لك. الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وحفظك الله وبارك في عمرك وعلمك ووقتك ورضي عنك وأرضاك هذا ليس فيه نصّ ، وإنما هو الْتِماس من أهل العلم للحِكمة. وأول ما قرأت هذا التعليل: " ولأنه كان داعيا فلم يجز أن يشهد لنفسه " تبادَر إلى ذهني أنه كان يشهد لنفسه في الْخُطَب. فهذا تعليل عليل! ثم رأيت التعقيب عليه في نفس السؤال! ومثله التعليل بأنه لو أذّن لتُوُهِّم أن هناك نبياً غيره.. فهذا مثل الشهادة ، وقد شهِد صلى الله عليه وسلم لِنفسه بالرسالة. وأما التعليل بـ " أنه لو أذن لكان من تخلف عن الإجابة كافرا " فالدعوة إلى أصل الإسلام أعظم من الدعوة إلى الصلاة ، والتخلّف عن إجابته صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام أعظم من التخلّف عن إجابته إلى الصلاة.