2 ـ ومن طرق معالجة القرآن لشأن المصائب: الإرشاد إلى ذلك الدعاء العظيم الذي جاء ذكره في سورة البقرة، يقول تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}[البقرة: 155، 156]. 3 ـ كثرة القصص عن الأنبياء وأتباعهم، الذين لقوا أنواعاً من المصائب والابتلاءات التي تجعل المؤمن يأخذ العبرة، ويتأسى بهم، ويهون عليه ما يصيبه إذا تذكر ما أصابهم، وعلى رأسهم نبينا وإمامنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى: (ومن يؤمن بالله يهد قلبه..)
يهد قلبه لليقين، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، يهْدِ قلبه للاسترجاع، وهو أن يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، وإذا ابتُلِي صبر، وإذا أُنعِم عليه شكر، وإذا ظُلِم غفر، يَهْدِ وليَّه بالصبر والرضى، يَْهدِ قلبه لاتباع السنة إِذا صحَّ إيمانه. وعدٌ رباني لا يتخلف، ومن أوفى بعهده من الله، فمن آمن بالله هداه، وسكَّن روحه لما أصابه به وابتلاه. وفي الآية ستة أقوال: أحدها: يهد قلبه لليقين، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس. وقال علقمة: هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من قبل الله تعالى، فيُسلِّم، ويرضى. الثاني: يهْدِ قلبه للاسترجاع، وهو أن يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، قاله مقاتل. الثالث: أنه إذا ابتُلِي صبر، وإذا أُنعِم عليه شكر، وإذا ظُلِم غفر، قاله ابن السائب وابن قتيبة. الرابع: يَهْدِ قلبه، أي: يجعله مهتديا، قاله الزجاج. الخامس: يَهْدِ وليَّه بالصبر والرضى، قاله أبو بكر الورَّاق. السادس: يَْهدِ قلبه لاتباع السنة إِذا صحَّ إيمانه، قاله أبو عثمان الحيري[1]. أخي المصاب.. كل متع الدنيا ولذائذها تُنسى فور عبورها، وكذلك الأحزان والآلام، لن تذكر منها شيئا معد مُضِيِّها، والرضا والتسليم سهلٌ قريب المنال لمن تأمَّل هذا المعنى، وهو ما نبَّهك له أسامة بن مُنقِذ فقال: كلُّ مستقبلٍ من الهَمَّ *** يُنسَى إِذا مضى والذي ساءَ من زمانِكَ *** سهلٌ مع الرَّضا وأخو الحزمِ من إِذا *** أعضلَ الأمرُ فَوَّضا فالحازم هو فوَّض الأمر لربه، ورأى أنَّ اختيار الله له أفضل من اختياره لنفسه، فأراح واستراح، ولذا ترادفت الأقوال حول معنى الرضا ، فمن قائل: هو ارتفاع الجزع في أي حكم كان، ومن قائل: هو استقبال الأحكام بالفرح، وثالث يقرِّر: هو سكون القلب تحت مجاري الأحكام.
"(10). وبعد ـ أيها القراء الكرام ـ لماذا يتسخط بعضنا ويتوجع على حادثٍ حصل قبل سنوات؟! ولماذا يقلب أحدنا ملف زواجٍ فاشل؟! أو صفقةٍ تجارية خاسرة، أو أسهم بارت تجارتها؟! وكأنه بذلك يريد أن يجدد أحزانه!! فيا كل مبتلى: اصبر على القدر المجلوب وارض به... وإن أتاك بما لا تشتهي القدر فما صفا لامرئٍ عيشٌ يسرّ به... إلاّ سيتبع يوماً صفوة كدر (11) وأوصي في ختام هذه الحلقة بقراءة رسالة قيمة جداً، قليلة الكلمات، عظيمة المعاني؛ لشيخ شيوخنا: العلامة الجليل، الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: وعنوان رسالته: "الوسائل المفيدة للحياة السعيدة" ، جعل الله أيامنا جميعاً أيام أنس وسرورٍ بالله، وسرورٍ بما يقدره الله، ويقضيه الله، والحمد لله رب العالمين. ________________ (1) ينظر: التحرير والتنوير (28/251). (2) مسلم (2999). (3) حلية الأولياء (4/252). (4) تفسير الطبري (23/421). (5) تفسير الطبري (23/421). (6) تفسير القرطبي (18/139). (7) تفسير القرطبي (18/139). (8) الترمذي (2398) وابن ماجه (4023) ، وابن حبان (699، 700) ، وقد صححه الترمذي وابن حبان وغيرهما، ولعله لشواهده. (9) خلق المسلم، باختصار (133- 134).
[٣]
المراجع [+] ^ أ ب محمود المصري (2006)، الزواج الإسلامي السعيد (الطبعة الأولى)، مصر: دار البيان الحديثة، صفحة 17-18. بتصرّف. ^ أ ب محمد رأفت عثمان، فقه النساء في الخطبة والزواج ، مصر: دار الإعتصام، صفحة 63-67. بتصرّف. ↑ سليمان الخراشي، "الفرق بين زواج المسيار وزواج المتعة والزواج العرفي" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 08-08-2019. بتصرّف.
كيفية زواج المتعة | المرسال
البحث في:
النكاح » شروط العقد ←
→ النكاح » صيغة العقد الدائم
(مسألة 974): إذا باشر الطرفان العقد غير الدائم بعد تعيين المدّة والمهر فقالت المرأة: (زوّجتك نفسي في المدّة المعلومة على المهر المعلوم)، وقال الرجل - من دون فصل معتدٍّ به -: (قبلتُ التزويج) صحّ العقد. ولو وكّلا غيرهما فقال وكيل المرأة: (زوّجتُ موكّلك موكّلتي) أو (زوّجتُ موكّلتي موكّلك في المدّة المعلومة على المهر المعلوم)، وقال وكيل الرجل - من دون فصل معتدٍّ به -: (قبلت التزويج لموكّلي هكذا) صحّ أيضاً. → النكاح » صيغة العقد الدائم
النكاح » صيغة العقد غير الدائم - المسائل المنتخبة - (الطبعة الجديدة المنقحة) - موقع مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)
الجواب
الاخ العزيز عبد الله المحمدي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المشهور بين فقهاء الإمامية: هو عدم جواز التمتع بالبكر الغير رشيدة إلاّ بإذن وليّها. أمّا الرشيدة فالمسألة خلافية بين الفقهاء: بين مجيز وناه, ومعلّق ذلك على إذن الولي, وبذلك يلزم رجوع المكلّف إلى مقلّده في هكذا أحكام شرعية, هذا عن التزويج بالبكر. أمّا الزواج بالثيّب فلا إشكال في جوازه ومشروعيته. أمّا كيفية نطقه وشروط صحته: فيشترط فيه تعيين المدّة والمهر وعدم كونها في عدّة آخر، كأن تقول للرجل: متعتك ( أو أنكحتك) نفسي في المدّة المعلومة على المهر المعلوم ( وتلحظ حين قولها: المدّة المعلومة, شهراً أو سنة أو يوماً أو غير ذلك ممّا تعاقدا عليه من الزمن في التمتع, وفي حين قولها: المهر المعلوم, تلحظ ما تعاهدا عليه من مال, كألف دينار أو درهم أو ماله الماليّة كالسجّاد والتعلّم أو غير ذلك ممّا لحظوه في العقد). ويلزم على المرأة أن تعني بكلامها الإنشاء لا الإخبار. صيغة عقد زواج المتعة. ويقول الرجل - حين سماعه بكلام المرأة -: قبلت. وأمّا اللاتي لا يؤمنن بزواج المتعة من المسلمين، فالأولى ترك التمتع بهنّ. أمّا الناصبة المعلنة بعداوة أهل البيت (عليهم السلام) فلا يجوز التمتع بها, لكونها كافرة، بل هي شرّ من اليهود والنصارى على ما روي في أخبار أهل البيت (عليهم السلام).
ويتابع سماحته، في إشارة إلى صيغة العقد التي يسأل عنها المكلّفون، بقوله:
"وبناءً عليه، فإن الصيغة الفضلى لعقد المتعة هي ما يلي: تقول المرأة: «زوجتك نفسي بمهر قدره (كذا) لمدّة (كذا)»، فيقول الرجل: «قبلت»، وذلك باللّغة العربية الصحيحة والفصحى". وهناك ما يتصل بالمتعاقدين، أي الأشخاص الذين ينوون إجراء عقد المتعة، فيلفت سماحته إلى نقاط يجب ملاحظتها:
"يعتبر في المتعاقدين متعةً توفر جميع الصفات التي يجب توفرها في المتعاقدين دواماً، ما عدا أنه يجوز في الزواج المؤقّت الجمع بين أكثر من أربع زوجات في وقت واحد، بخلاف الزواج الدّائم". ويؤكّد سماحته ضرورة التفقّه وتعلّم مسائل العقد، وما يتعلّق به من قبل من يريد التمتّع، منعاً من الوقوع فيما حرَّم الله:
"يجب على المتعاقدين أن يتفقّها في ما يكثر ابتلاؤهما به من أحكام الزواج بعامّة، والزواج المؤقت بخاصّة، حذراً من وقوعهما في ما يخالف الشّرع مع قدرتهما على التعلم؛ كما ينبغي لهما أن يُنشآ عقداً واضحاً مفصّلاً، يراعيان في شروطه وتفاصيله ما قد يستجدّ عليهما من ظروف، وما يحيط حياتهما من ملابسات، هي - في أحيان كثيرة - محرجة ومزعجة، بل وخطيرة أحياناً". كيفية زواج المتعة | المرسال. وما يختلف به زواج المتعة عن الدّائم، هو في المهر أيضاً، وهو ما يجب التنبّه له:
"لا يصحّ الزواج المؤقت إذا لم يُذكر المهر في عقده، ولو عن نسيان أو جهل، ولو جَعَلَ المهرَ مما لا يملكه المسلم، كالخمر أو الخنزير، أو جعله من مالِ غيرِه مع عدم إذنه ورَدِّه بعد العقد، كان ذلك بمنزلة عدم ذكره، فيبطل به العقد - أيضاً - في الموردين.