ج - أن يكون الخروج على سبيل المغالبة، أي بإظهار القهر, وقيل: بالمقاتلة؛ وذلك لأن من يعصي الإمام لا على سبيل المغالبة لا يكون من البغاة، فمن خرج عن طاعة الإمام من غير إظهار القهر لا يكون باغيًا. د - وصرح الشافعية باشتراط أن يكون للخارجين مطاع فيهم، يصدرون عن رأيه، وإن لم يكن إمامًا منصوبًا؛ إذ لا شوكة لمن لا مطاع لهم, وقيل: بل يشترط أن يكون لهم إمام منصوب منهم. اهـ. حكم الخروج على ولي الأمم المتحدة. وقال الحطاب في مواهب الجليل: قال ابن عبد السلام: ولفظة "مغالبة" كالفصل أو كالخاصة؛ لأن من عصى الإمام لا على سبيل المغالبة لا يكون من البغاة انتهى. ونحوه في التوضيح، ونصه: وإخراج الخروج عن طاعة الإمام من غير مغالبة فإن ذلك لا يسمى بغيًا. اهـ, وكأنهم يعنون بالمغالبة المقاتلة, فمن خرج عن طاعة الإمام من غير مغالبة لا يكون باغيًا, ومثال ذلك ما وقع لبعض الصحابة ـ رضي الله عنهم وحشرنا في زمرتهم وأماتنا على محبتهم وسنتهم ـ أنه مكث أشهرًا لم يبايع الخليفة ثم بايعه - رضي الله عنهم أجمعين - اهـ. وقد سبق لنا في الفتوى رقم: 64926 أن انتقاد الأوضاع الفاسدة, وبيان الحقائق, وإنكار المنكر الظاهر حسب المراتب المبينة في الحديث ليست خروجًا على السلطان, ولا بغيًا على الإمام, وبعض الناس قد يخطئ فيظن أن كل من أمر بمعروف, أو نهى عن منكر, أو دعا إلى إصلاح أنه خارج على ولي الأمر.
- حكم الخروج على ولي الأمر - خطوات محلوله
- مكانته حذيفه بن اليمان في قومه
- مدرسة حذيفة بن اليمان المتوسطة
- حذيفة بن اليمان وعمر بن الخطاب
- حديث حذيفة بن اليمان
حكم الخروج على ولي الأمر - خطوات محلوله
والله أعلم.
فهذه الآية نص في وجوب طاعة أولي الأمر؛ وهم الأمراء والعلماء، وقد جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين أن هذه الطاعة لازمة وهي فريضة في المعروف. والنصوص من السنة تُبين المعنى، وتفيد بأن المراد: طاعتهم بالمعروف، فيجب على المسلمين طاعة ولاة الأمور في المعروف لا في المعاصي، فإذا أمروا بالمعصية فلا يطاعون في المعصية، لكن لا يجوز الخروج عليهم بأسبابها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ألا من ولي عليه والٍ فرآه يأتي شيئًا من معصية الله؛ فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدًا من طاعة)) [1] ومن خرج من الطاعة وفارق الجماعة، فمات مات ميتة جاهلية[2]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أُمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة)) [3]. حكم الخروج على ولي الأمريكية. وسأله الصحابة ـ لما ذكروا أنه سيكون أمراء تعرفون منهم وتنكرون ـ قالوا: فما تأمرنا؟ قال: ((أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم)) [4]. قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه: "بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة؛ في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرَة علينا، وأن لا تنازع الأمر أهله) وقال: ((إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان)) [5].
وفاة حذيفة بن اليمان
توفّي الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان في 36هـ، وذلك بعد مقتل الخليفة الراشدي عثمان بن عفان، وعندما دخل عليه أصحابه رأوه يبكي، ما أبكي أسفاً على الدنيا، بل الموت أحب إليّ، ولكنّي لا أدري على ما أقدم على رضىً أم على سخطٍ). ودخل عليه بعض أصحابه، فسألهم: (أجئتم معكم بأكفان ؟) قالوا: (نعم) قال: (أرونيها) فوجدها جديدة فارهة، فابتسم وقال لهم: (ما هذا لي بكفن، إنما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص، فإني لن أترك في القبر إلا قليلاً، حتى أبدل خيراً منهما، أو شراً منهما) ثم تمتم بكلمات: (مرحباً بالموت، حبيب جاء على شوق، لا أفلح من ندم). في عام 1933م، تم نقل جثمانه إلى جانب سلمان الفارسي بأمر من الملك غازي، وذلك نتيجة دخول مياه دجلة إلى داخل قبره.
مكانته حذيفه بن اليمان في قومه
وفي قصة والده حِسل أورد ابن عساكر أنّ أبا حذيفة حِسْل بن جابرن قُتِل مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحد، قتله المسلمون خطأ لأنهم لم يعرفوه؛ فجعل حذيفة يقول لهم: أبي، أبي.. فلم يفهموا حتى قتلوه: فقال حذيفة: يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين. فزادت منزلة حذيفة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً، وأمر به فأوري، أو قال: فأودي. وكان حذيفة محباً للعلم، كثير السؤال للرسول صلى الله عليه وسلم، حيث روى له البخاري ومسلم رحمهما الله 225 حديثاً، يقول حذيفة - رضي الله عنه -: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل شيء حتى عن مسح الحصا، فقال له: واحدة أودع. كما قال: لقد حدّثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يكون حتى تقوم الساعة، غير أني لم أسأله متى يخرج أهل المدينة منها. مكانته حذيفه بن اليمان في قومه. وقد حدّث إبراهيم التيميّ عن أبيه، قال: كنا عند حذيفة، فقال رجل: لو أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتُ معه وأبليتُ. فقال حذيفة: أنت كنت تفعل ذلك؟ لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب، وأخذ بنا ريح شديدةٌ وقرّ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا رجل يأتينا بخبر القوم، جعله الله معي يوم القيامة. قال: فسكتنا فلم يجبه أحد منا، ثم قال: فسكتنا.
مدرسة حذيفة بن اليمان المتوسطة
رأي العُلماء فيه
قال الشيخ محمد طه نجف عنه: أنه قد عُد مِن الأركان الأربعة، كما قال الشيخ عبد الله المامقاني عنه: أنه مما لا ينبغي الريبة في وثاقته وعدالته وجلالته وارتفاع مكانته وعلو شأنه. حذيفة بن اليمان. قال الشيخ محي الدين المامقاني عنه: أنه من أوثق الثِقات والحديث من جهتِه صحيح. رأي علماء السنة فيه
قال عنه ابن عساكر:" مناقِبه كثيرة مشهورة"، كما قال اليافعي عنه: أنه كان يعرف المؤمنين من المنافقين بالسر الذي خصه به سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام. كما قال ابن حجر العسقلاني عنه: أنه صحابي جليل من السابقين أعلمه الرسول صلى الله عليه وسلم، بما كان ويكون إلى أن تقوم الساعة.
حذيفة بن اليمان وعمر بن الخطاب
سفيان ، عن الأعمش ، عن موسى بن عبد الله بن يزيد ، عن أمه: قالت: كان في خاتم حذيفة: كركيان ، بينهما: الحمد لله. عيسى بن يونس ، عن الأعمش ، عن موسى ، عن أمه ، قالت: كان خاتم حذيفة من ذهب فيه فص ياقوت أسمانجونه; فيه: كركيان متقابلان; بينهما: الحمد لله. حماد بن سلمة: أخبرنا علي بن زيد ، عن الحسن ، عن جندب: أن [ ص: 368] حذيفة قال: ما كلام أتكلم به ، يرد عني عشرين سوطا ، إلا كنت متكلما به. خالد ، عن أبي قلابة ، عن حذيفة ، قال: إني لأشتري ديني بعضه ببعض ، مخافة أن يذهب كله. أبو نعيم: حدثنا سعد بن أوس ، عن بلال بن يحيى ، قال: بلغني أن حذيفة كان يقول: ما أدرك هذا الأمر أحد من الصحابة إلا قد اشترى بعض دينه ببعض. قالوا: وأنت ؟ قال: وأنا والله ، إني لأدخل على أحدهم - وليس أحد إلا فيه محاسن ومساوئ - فأذكر من محاسنه ، وأعرض عما سوى ذلك ، وربما دعاني أحدهم إلى الغداء ، فأقول: إني صائم ، ولست بصائم. جماعة ، عن الحسن ، قال: لما حضر حذيفة الموت ، قال: حبيب جاء على فاقة; لا أفلح من ندم! أليس بعدي ما أعلم! الحمد لله الذي سبق بي الفتنة! مواقف حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه يوم الخندق - موقع صفات عباد الرحمن. قادتها وعلوجها. شعبة: أخبرنا عبد الملك بن ميسرة ، عن النزال بن سبرة ، قال: قلت لأبي مسعود الأنصاري: ماذا قال حذيفة عند موته ؟ قال: لما كان عند السحر ، قال: أعوذ بالله من صباح إلى النار.
حديث حذيفة بن اليمان
أخبر ليث بن أبي سليم إنه عندما نزل الموت بحذيفة بكى بكاءً شديدًا وفزع فزعًا شديدًا، قيل ما يُبكيك؟ قال: ما أبكي أسفًا على الدنيا بل الموت أحب إلى ولاكن لا أدري ما أنا قادماً عليه رضى؟ أم سخط؟
ومن أشهر الأقوال الخاصة به التي أراد أن يتم القيام بها بتعد وفاته هي أن يتم شراء ثوبين من اللون الأبيض كفنًا له، وذلك لأنهم كما قال لن يظلوا عليه طويلة فإما أن يبدلهم الله بخير منهم أو يبدلهم بأقبح منها. شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي تعلم لغة اليهود
قَالَ: (
اذْهَبْ فَأْتِنِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ وَلَا تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ) فَلَمَّا
وَلَّيْتُ مِنْ عِنْدِهِ جَعَلْتُ كَأَنَّمَا أَمْشِي فِي حَمَّامٍ حَتَّى
أَتَيْتُهُمْ... )
وفيه فضيلة ظاهرة لحذيفة رضي الله عنه حيث اختاره النبي صلى الله عليه وسلم لهذه
المهمة الصعبة وفي هذا الخوف والبرد الشديد. وفيه كرامة ظاهرة له رضي الله عنه: أَنَّهُ لَمْ يَجِد الْبَرْد الَّذِي يَجِدهُ
النَّاس. وَلَا مِنْ تِلْكَ الرِّيح الشَّدِيدَة شَيْئًا; بَلْ عَافَاهُ اللَّه
مِنْهُ بِبَرَكَةِ إِجَابَته لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ,
وَذَهَابه فِيمَا وَجَّهَهُ لَهُ, وَدُعَائِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لَهُ, وَاسْتَمَرَّ ذَلِكَ اللُّطْف بِهِ، وَمُعَافَاته مِنْ الْبَرْد، حَتَّى
عَادَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَلَمَّا رَجَعَ
وَوَصَلَ عَادَ إِلَيْهِ الْبَرْد الَّذِي يَجِدهُ النَّاس, وَهَذِهِ مِنْ
مُعْجِزَات رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حذيفة بن اليمان وعمر بن الخطاب. راجع "شرح النووي على
مسلم" (12/146). - وكان رضي الله عنه يحترز لدينه ، ويحتاط لنفسه ، ويسأل عن الشر ليتقيه. روى البخاري (3606) ومسلم (1847) عن حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قال: " كَانَ
النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ
الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي ".
فلم أزل نائما حتى جاء الصبح فلما أن أصبحت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«قم يا نومان». وذكر ابن سعد أن عمرو بن العاص وخالد بن الوليد أقاما في مائتي فارس ساقة للعسكر ، وردءا لهم مخافة الطلب.