كفالة اليتيم أمر قد رغبنا الإسلام فيه ترغيبا شديدا ووعد عليه بالجنة ، ووصي باليتيم خيرا ، وحذر من الإساءة إليه، والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة ، منها قوله تعالى:( وآتوا اليتامى أموالهم) وقوله تعالى:(ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير ، وإن تخالطوهم فإخوانكم) وكذلك قوله:( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى) وقوله: ( أرأيت الذي يكذب بالدين ، فذلك الذي يدع اليتيم) وقوله سبحانه: ( وأما اليتيم فلا تقهر). هل يعتبر كافلاً لليتيم إذا كان يدفع المال فقط لجمعية خيرية تكفله - الإسلام سؤال وجواب. وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا) ، وأشار بأصبعيه: السبابة والوسطى ( متفق عليه). وليست هناك شروط لهذه الكفالة إلا العدل والإحسان وتجنب ظلم اليتيم. وهذه الكفالة مرتبطة باليتم ، واليتيم هو الذي مات أبوه ولم يبلغ مبلغ الرجال ، فإذا بلغ الصبي الرشد لم يعد يتيما ، إلا إذا كان في عقله سفه أو جنون ؛ فيظل في حكم اليتيم وتستمر كفالته ، والبنت تظل في الكفالة حتى تتزوج ، لقوله تعالى: ( وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم). فإذا بلغ الصبي اليتيم رشيدا ولكنه فقير فيكون الإحسان إليه من باب أنه فقير.
هل يعتبر كافلاً لليتيم إذا كان يدفع المال فقط لجمعية خيرية تكفله - الإسلام سؤال وجواب
اليتيم هو من مات أبوه وهو في بطن أمه، أو طفل لم يبلغ سن الحلم وينتهي سن اليتم بعد البلوغ، وكفالة اليتيم لها عدة شروط ، أن يتكفل الشخص باليتيم في بيته، أو يتكفل به في غير بيته ولا ينسب إليه، ولا يحل له حراماً كحال المتبني وذكرت الأحاديث النبوية الشريفة والآيات القرآنية الكريمة فضل كفالة اليتيم على المسلم، فقد قال الرسول صل الله عليه وسلم "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة "وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى. كفالة اليتيم. شروط كفالة اليتيم
– أن يكون اليتيم غير قادر على توفير متطلبات حياته الشخصية واليومية كالطعام والشراب و المسكن ولا يستطيع توفير الأموال اللازمة له حتى يتم إتمام دراسته. – أن يقوم الكفيل بالإنفاق على اليتيم من ماله الخاص حتى يتم إكمال دراسته، أو تنتهي حاجة اليتيم للكفالة و يشمل الإنفاق أن يوفر لليتيم مسكن وملبس ونفقته الخاصة، وأن يقوم بعلاجه وتعليمه، وكل ما يحتاج إليه على حسب مقدرة الكفيل. – إذا كان الكفيل فقير فيأخذ من مال اليتيم بقدر الإنفاق عليه ويقضي حاجته المادية،فقط لأن أكل مال اليتيم من كبائر الذنوب فقد قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا.
كفالة اليتيم
المجتمع المسلم قائم على التعاون والتكافل بين أبنائه؛ فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "ليس بمؤمن من بات شبعان وجاره إلى جنبه جائع"، وفى الحديث الآخر: "أيما أهل عرصة بات فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله وذمة رسوله"، كما حض صلى الله عليه وسلم على إفشاء السلام وإطعام وإكرام الضيف، وأوضح أن كافل اليتيم معه في الجنة فقال: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا" وأشار بالسبابة والوسطى وفرّج بينهما". ومع كل ذلك فقد حرم الإسلام تحريمًا قاطعًا أن يلحق الكافل أو المتبني أو غيرهما من يقومون برعايتهم بنسبهم لما في ذلك من تحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحله، وضياع حقوق العباد. يقول الشيخ عبد الخالق عطية نصير:
لقد اهتم الإسلام بالطفل اللقيط أو الذي لا يعرف أبوه وأمه، أو اليتيم الذي لا يجد من يكفله فأمر بالرفق به وكفالته وإنقاذه من الهلاك، وقد وضع الفقهاء في الإسلام على اختلاف مذاهبهم بابًا سموه "باب اللقيط" ونقلوا أدلة مرغبة في العناية به بوصفه إنسانًا ليس له ذنب في الوضع الذي أصبح فيه أو في وضعه الاجتماعي. ومع هذه الرعاية فقد حرم الله تعالى في القرآن الكريم نسبته إلى متبنيه أو ملتقطه أو من يقوم بكفالته وتربيته؛ قال تعالى: "وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل، ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله، فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم، وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورًا رحيمًا" آية 4، 5 من سورة الأحزاب.
والله أعلم.
وَإِنَّمَا يُنَافِي الصَّبْرَ شَكْوَى اللَّهِ ، لَا الشَّكْوَى إِلَى اللَّهِ ، كَمَا رَأَى بَعْضُهُمْ رَجُلًا يَشْكُو إِلَى آخَرَ فَاقَةً وَضَرُورَةً ، فَقَالَ: يَا هَذَا، تَشْكُو مَنْ يَرْحَمُكَ إِلَى مَنْ لَا يَرْحَمُكَ؟ ثُمَّ أَنْشَدَ:
وَإِذَا عَرَتْكَ بَلِيَّةٌ فَاصْبِرْ لَهَا ** صَبْرَ الْكَرِيمِ فَإِنَّهُ بِكَ أَعْلَمُ
وَإِذَا شَكَوْتَ إِلَى ابْنِ آدَمَ إِنَّمَا ** تَشْكُو الرَّحِيمَ إِلَى الَّذِي لَا يَرْحَمُ ؟. انتهى من "مدارج السالكين" (2/ 160). قران كريم قال انما اشكو بثي وحزني Mp3 - سمعها. وقال أيضا:
" الشكوى نوعان: أحدهما: الشكوى إلى الله فهذا لا ينافي الصبر، كما قال يعقوب: (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ) مع قوله: (فصبر جميل) وقال أيوب: (مسني الضر) مع وصف الله له بالصبر، وقال سيد الصابرين صلوات الله وسلامه عليه (اللهم أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتى... ). والنوع الثاني: شكوى المبتلى بلسان الحال والمقال ، فهذه لا تجامع الصبر ، بل تضاده وتبطله ، ففرق بين شكواه والشكوى إليه " انتهى من "عدة الصابرين" (ص 17). وقال السعدي رحمه الله:
" الشكوى إلى الله لا تنافي الصبر، وإنما الذي ينافيه، الشكوى إلى المخلوقين ". انتهى "تفسير السعدي" (ص 411).
قال انما اشكو بثي وحزني الى الله
فالشكوى إلى الله: أن يكون العبد بحيث إذا أصابه شيء ، أو نزل به أمر ، أو افتقر إلى حاجة: اشتكى إلى الله وحده ، ورفع حاجته إليه ، وأنزلها به - كما هو حال الأنبياء عليهم السلام في حاجاتهم وشكاياتهم -، فذكر ربه ودعا وتضرع ، وتاب وأناب ، وتقرب إليه بأنواع العبادات ؛ لأن ذلك من تمام عبوديته وتوكله على الله. انظر جواب السؤال رقم: ( 5952) ، ( 148943). والله تعالى أعلم.
اشكو بثي وحزني الى الله
قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ الآية 86 من سورة يوسف بدون تشكيل قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون تفسير الجلالين «قال» لهم «إنما أشكو بثي» هو عظيم الحزن الذي لا يصبر عليه حتى يبث إلى الناس «وحزني إلى الله» لا إلى غيره فهو الذي تنفع الشكوى إليه «وأعلم من الله ما لا تعلمون» من أن رؤيا يوسف صدق وهو حي ثم قال. تفسير الميسر قال يعقوب مجيبًا لهم: لا أظهر همِّي وحزني إلا لله وحده، فهو كاشف الضرِّ والبلاء، وأعلم من رحمة الله وفرجه ما لا تعلمونه.
انما اشكو بثي وحزني الى الله
يا رب: ردني إليك ردا جميلا، وانسج لي حبلا جديدا من حبالك أمسك به واعتصم ، يا رب: امنن على بفضل منك ورحمة ،وأنزل علي رحمة من رحماتك ،وكرما من كرمك، وحفظا من حفظك، فلا يكن لأحد بعدك سلطان علىّ. أيها المسلمون
لا تخلو هذه الحياة من كثير من المصائب والمحن والبلايا التي تصيب الإنسان ، فهذا يبتلى في إعاقة نفسه أو ولده، وذاك في ماله، وآخر في صحته، وآخر في راحته وباله، وآخر في تعسر زواجه، وهذا في طلاقه، وهذا في عقمه وحرمانه من الذرية، وذاك في فراق أهله وأحبته. وهنا لا يجد المرء المبتلى أمامه سوى شكوى يرفعها إلى ربه بكلتا يديه الضعيفتين لعلها تخفف عن نفسه، فقد شاء المولى تبارك وتعالى أن يبتلي عباده كي يسمع شكواهم إليه، فالشكوى إلى الله هي من حقيقةِ التوحيد ،وهي من دلائلِ الإيمان ، وأنَّ العبدَ مُتعلقٌ بما يُمكنُ أنْ يكونَ سببًا في فلاحهِ ونجاحهِ، وفيها استغاثتهُ بمَن يُغيثهُ حقيقة، واستعانتهُ بمَن يُعينهُ حقيقةً، وكان عمر -رضي الله عنه- يقرأُ في صلاة الفجر هذه الآية العظيمة: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} ويبكي حتى يُسمعَ نشيجُهُ من آخرِ الصفوف.
﴿ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [ يوسف: 86]
سورة: يوسف - Yūsuf
- الجزء: ( 13)
-
الصفحة: ( 245) ﴿ He said: "I only complain of my grief and sorrow to Allah, and I know from Allah that which you know not. انما اشكو بثي وحزني الى الله. ﴾
بثي: أشدّ غمّي و همّي
قال يعقوب مجيبًا لهم: لا أظهر همِّي وحزني إلا لله وحده، فهو كاشف الضرِّ والبلاء، وأعلم من رحمة الله وفرجه ما لا تعلمونه. الآية مشكولة
تفسير الآية
استماع mp3
الرسم العثماني
تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم: سورة يوسف Yūsuf الآية رقم 86, مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها, مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب. السورة:
رقم الأية:
قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله: الآية رقم 86 من سورة يوسف
الآية 86 من سورة يوسف مكتوبة بالرسم العثماني
﴿ قَالَ إِنَّمَآ أَشۡكُواْ بَثِّي وَحُزۡنِيٓ إِلَى ٱللَّهِ وَأَعۡلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ﴾ [ يوسف: 86]
﴿ قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ﴾ [ يوسف: 86]
تفسير الآية 86 - سورة يوسف
وهنا يرد عليهم الأب الذي يشعر بغير ما يشعرون به من ألم وأمل... قالَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ.
الحمد لله. ينبغي أن تكون الشكوى إلى الله تعالى وحده ، فإن ذلك من تمام عبودية العبد وتوكله وفقره وحاجته إلى ربه ، ومن تمام استغنائه به سبحانه عن الناس. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" الشَّكْوَى إِنَّمَا تَكُونُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ: (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ) " انتهى من "منهاج السنة النبوية" (4/ 244). اشكو بثي وحزني الى الله. وقال ابن القيم رحمه الله:
" أَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي كِتَابِهِ بِالصَّبْرِ الْجَمِيلِ ، وَالصَّفْحِ الْجَمِيلِ ، وَالْهَجْرِ الْجَمِيلِ ، فَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ - قَدَّسَ اللَّهُ رَوْحَهُ - يَقُولُ: الصَّبْرُ الْجَمِيلُ هُوَ الَّذِي لَا شَكْوَى فِيهِ ، وَلَا مَعَهُ ، وَالصَّفْحُ الْجَمِيلُ هُوَ الَّذِي لَا عِتَابَ مَعَهُ. وَالْهَجْرُ الْجَمِيلُ هُوَ الَّذِي لَا أَذَى مَعَهُ ،
وَالشَّكْوَى إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَا تُنَافِي الصَّبْرَ. فَإِنَّ يَعْقُوبَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَعَدَ بِالصَّبْرِ الْجَمِيلِ ، وَالنَّبِيُّ إِذَا وَعَدَ لَا يُخْلِفُ. ثُمَّ قَالَ: (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ) يوسف/ 86، وَكَذَلِكَ أَيُّوبُ أَخْبَرَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ وَجَدَهُ صَابِرًا مَعَ قَوْلِهِ: (مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) الأنبياء/ 83.