۱۶۷۹۵. الإمامُ زينُ العابدينَ عليه السلام - في مُناجاتِهِ -: سبحانَكَ ، ما أضيَقَ الطُّرُقَ على مَن لم تَكُن دَليلَهُ! وما أوضَحَ الحَقَّ عِندَ مَن هَدَيتَهُ سَبيلَهُ! إلهي ، فاسلُكْ بِنا سُبُلَ الوُصولِ إلَيكَ ، وسَيِّرنا في أقرَبِ الطُّرُقِ لِلوُفودِ علَيكَ. ۱
۱۶۷۹۶. عنه عليه السلام - أيضاً -: اللّهُمّ اجعَلني مِن الذينَ جَدُّوا في قَصدِكَ فلم يَنكُلُوا ، وسَلَكوا الطَّريقَ إلَيكَ فلم يَعدِلوا ، واعتَمَدُوا علَيكَ في الوُصولِ حتّى وَصَلُوا. الدرر السنية. ۲
۱۶۷۹۷. الإمامُ الصّادقُ عليه السلام - في قولِهِ تعالى: (وأنْذِرْ بهِ الّذينَ يَخافُونَ أن يُحْشَرُوا إلى رَبِّهِم) ۳ -: أنذِرْ بالقرآنِ مَن يَرجُونَ الوُصولَ إلى رَبِّهِم تُرَغِّبْهُم فيما عِندَهُ ، فإنَّ القرآنَ شافِعٌ مُشَفَّعٌ لَهم. ۴
۱۶۷۹۸. الإمامُ العسكريُّ عليه السلام: إنَّ الوُصولَ إلَى اللَّهِ عَزَّوجلَّ سَفَرٌ لا يُدرَكُ إلّا بامتِطاءِ اللَّيلِ. ۵
۱۶۷۹۹. رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله: يقولُ اللَّهُ:... مَنِ اقتَرَبَ إلَيَّ شِبراً اقتَرَبتُ إلَيهِ ذِراعاً ، ومَنِ اقتَرَبَ إلَيَّ ذِراعاً اقتَرَبتُ إلَيهِ باعاً ، ومَن أتاني يَمشي أتَيتُهُ هَروَلَةً.
- من تقرب لي شبرا مصر
- من تقرب لي شبرا الطائف
- من تقرب لي شبرا ثان
- من تقرب لي شبرا بدين
- من تقرب لي شبرا الخيمه
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة النساء - الآية 59
- وزير الأوقاف: السنة النبوية المصدر الثاني للتشريع | بوابة أخبار اليوم الإلكترونية
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المائدة - الآية 92
من تقرب لي شبرا مصر
شرح حديث "ما تقرب الي عبدي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - إن الله تعالى قال: من عادي لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي سمع به و بصره الذي يبصر به ، و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها و لئن سألني لأعطينه ، و لئن استعاذني لأعيذنه -رواه البخاري. * الشرح: قوله - إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب - هذا الحديث حديث قدسي لأن النبي صلى الله عليه و سلم رواه عن ربه و كل حديث رواه النبي صلى الله عليه وسلم عم ربه يسمى عند العلماء حديثا قدسي.
من تقرب لي شبرا الطائف
ترتيب حسب الصحة عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَرْوِيهِ عن رَبِّهِ، قالَ: إذَا تَقَرَّبَ العَبْدُ إلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِرَاعًا ، وإذَا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ منه بَاعًا، وإذَا أتَانِي مَشْيًا أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً. من تقرب لي شبرا ثان. الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري المصدر: صحيح البخاري الجزء أو الصفحة: 7536 حكم المحدث: [صحيح] إذا تَقَرَّبَ العَبْدُ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ منه ذِراعًا ، وإذا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِراعًا تَقَرَّبْتُ منه باعًا، - أوْ بُوعًا -. الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري المصدر: صحيح البخاري الجزء أو الصفحة: 7537 حكم المحدث: [صحيح] إذا تَقَرَّبَ عَبْدِي مِنِّي شِبْرًا ، تَقَرَّبْتُ منه ذِراعًا ، وإذا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِراعًا ، تَقَرَّبْتُ منه باعًا، أوْ بُوعًا، وإذا أتانِي يَمْشِي، أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً. الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم المصدر: صحيح مسلم الجزء أو الصفحة: 2675 حكم المحدث: [صحيح] قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي، واللَّهِ لَلَّهُ أفْرَحُ بتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِن أحَدِكُمْ يَجِدُ ضالَّتَهُ بالفَلاةِ، ومَن تَقَرَّبَ إلَيَّ شِبْرًا ، تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا ، ومَن تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا ، تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإذا أقْبَلَ إلَيَّ يَمْشِي، أقْبَلْتُ إلَيْهِ أُهَرْوِلُ.
من تقرب لي شبرا ثان
قالت: إذا تَنْكَشِفُ أقدامُهنَّ. قال: تُرْخِينَه ذِراعًا لا تزِدْنَ عليه. الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني المصدر: صحيح النسائي الجزء أو الصفحة: 5351 حكم المحدث: صحيح إذا تقرَّبَ النَّاسُ إلى خالقِهِم بأنواعِ البرِّ ، فتقرَّبَ إليهِ بأنواعِ العَقلِ الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: ابن حجر العسقلاني المصدر: تهذيب التهذيب الجزء أو الصفحة: 1/81 حكم المحدث: مرفوع باطل
من تقرب لي شبرا بدين
وفي هذه الجُمَلِ الثَّلاثِ بَيانُ فَضلِ اللَّه عزَّ وجلَّ، وأنَّه يُعطي أكثَرَ ممَّا فُعِلَ من أجلِهِ، فيُعطي العامِلَ أكثَرَ مِمَّا عَمِلَ. وفي الحَديثِ: التَّرغيبُ في حُسنِ الظَّنِّ باللهِ تَعالَى. من تقرب لي شبرا الخيمه. وفيه: إثباتُ أنَّ لِله تَعالَى نَفسًا. وفيه: إثباتُ صِفَةِ الكَلامِ لله سُبحانَه. وفيه: فَضلُ الذِّكرِ سِرًّا وعَلانيةً. وفيه: أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُجازي العَبدَ بِحَسَبِ عَمَلِه. وفيه: بَيانُ أنَّ الجَزاءَ من جِنسِ العَمَلِ.
من تقرب لي شبرا الخيمه
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم المصدر: صحيح مسلم الجزء أو الصفحة: 2675 حكم المحدث: [صحيح] يقولُ اللهُ: أنا عند ظنِّ عبدِي بِي ، وأنا مَعَه إذا ذكرَنِي ، فإنْ ذكرَنِي في نفسِه ذكرتُه في نفسِي ، وإنْ ذكرَنِي في ملأٍ ذكرتُه في ملأٍ خيرٍ مِنهم ، وإنْ تقرَّبَ إليَّ شِبرًا تقرَّبْتُ إليِه ذِراعًا ، وإنْ تقرَّبَ إليَّ ذِراعًا تقرَّبتُ إليِه باعًا ، وإنْ أتانِي يمشِي أتيتُه هرولةً. قال قتادةُ واللهُ أسرعُ بالمغفرةِ الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني المصدر: صحيح الترغيب الجزء أو الصفحة: 1488 حكم المحدث: صحيح يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا ، تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا ، تَقَرَّبْتُ منه باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً. وفي روايةٍ: بهذا الإسْنادِ، ولَمْ يَذْكُرْ: وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا ، تَقَرَّبْتُ منه باعًا.
أبو هريرة | المحدث:
البخاري
|
المصدر:
صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6502 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
حرَّمَ اللهُ إيذاءَ المُؤمِنِ بغيْرِ حقٍّ، وتَوعَّدَ المُجترئَ على ذلك بالعِقابِ الأليمِ في الدُّنيا والآخِرةِ، ويَزدادُ التَّحريمُ شِدَّةً، ويَزدادُ الوعيدُ بالعقابِ خُطورةً؛ إذا كان الواقعُ عليه الإيذاءُ أحدَ الصَّالحينَ. وفي هذا الحديثِ القُدسيِّ يُخبِرُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قال: «مَن عادى لي وَلِيًّا»، أي: ألحق الأذى بوَليٍّ مِنَ أولياءِ اللهِ، والوَلِيُّ: هو المُؤمِنُ التَّقيُّ، العالِمُ باللهِ تعالَى، المواظِبُ على طاعتِه، المُخلِصُ في عِبادتِه. وهو أيضًا مَن يَتولَّى اللهُ سُبحانَه وتعالَى أمْرَه ولا يَكِلُه إلى نفْسِه لَحْظةً، بلْ يَتولَّى الحقُّ رِعايتَه، أو هو الذي يَتولَّى عِبادةَ اللهِ وطاعتَه، فعِباداتُه تَجْري على التَّوالي مِن غيْرِ أنْ يَتخلَّلَها عِصيانٌ. 3281 من تقرب إلي شبرا - المُقرَّبون. فمن عادى وَلِيَّ اللهِ، فقدْ أعلَنَ اللهُ سُبحانَه الحربَ عليه، وهذا فيه الغايةُ القُصوى مِنَ التَّهديدِ؛ إذ مَن حارَبَه اللهُ وعامَلَه مُعاملةَ المحارِبِ، فهو هالكٌ لا مَحالةَ، ومَن يُطيقُ حرْبَ اللهِ؟!
الأمر بطاعة الله وطاعة رسوله ورد في العديد من الآيات القرآنية، وورد بألفاظ متعددة، من ذلك ما جاء في قوله تعالى: { وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين} (المائدة:92). وجاء في آية أخرى قول الحق تعالى: { وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين} (التغابن:12). القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المائدة - الآية 92. وحديثنا في هذه السطور ينطلق من سؤالين اثنين: الأول: أن الآية الأولى وردت فيها زيادة قوله سبحانه: { واحذروا} وزيادة قوله تعالى: { فاعلموا} في حين أن الآية الثانية خلت من هاتين الزيادتين مع اتحاد ما تضمنته الآيتان من الأمر بطاعة الله تعالى، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، والتحذير من الإعراض عن ذلك والتولي، فما وجه هذه الزيادة؟ الثاني: أن الأمر بطاعة الله ورسوله ورد في القرآن الكريم بصور متعددة؛ فمرة نجده سبحانه يقول: { وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول} (المائدة:92) ونحو هذه الآية في سور: النساء، والنور، ومحمد، والتغابن. ومرة يقول تعالى: { وأطيعوا الله والرسول} (آل عمران:132) ونحو هذا في سورتي الأنفال والمجادلة.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة النساء - الآية 59
فأهل العلم العدول من أولي الأمر، والحكام من أولي الأمر، وأولو الأمر أيضاً هم الذين يُطلق عليهم في الأدبيات السياسية الإسلامية (أهل الحل والعقد). وقد قال ابن القيم في هذا الصدد: "والتحقيق أن الأمراء إنما يطاعون إذا أمروا بمقتضى العلم؛ فطاعتهم تَبَع لطاعة العلماء؛ فإن الطاعة إنما تكون في المعروف، وما أوجبه العلم، فكما أن طاعة العلماء تَبَع لطاعة الرسول، فطاعة الأمراء تبع لطاعة العلماء. ولما كان قيام الإسلام بطائفتي العلماء والأمراء، وكان الناس كلهم لهم تبعاً، كان صلاح العالم بصلاح هاتين الطائفتين، وفساده بفسادهما، كما قال بعض السلف: صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس، وإذا فسدا فسد الناس، قيل: من هم؟ قال: الملوك، والعلماء".
[ قال: فهم القوم أن يدخلوها] قال: فقال لهم شاب منهم: إنما فررتم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار ، فلا تعجلوا حتى تلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن أمركم أن تدخلوها فادخلوها. قال: فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه ، فقال لهم: " لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدا; إنما الطاعة في المعروف ". أخرجاه في الصحيحين من حديث الأعمش ، به. وقال أبو داود: حدثنا مسدد ، حدثنا يحيى ، عن عبيد الله ، حدثنا نافع ، عن عبد الله بن عمر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ، ما لم يؤمر بمعصية ، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ". وأخرجاه من حديث يحيى القطان. وعن عبادة بن الصامت قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة ، في منشطنا ومكرهنا ، وعسرنا ويسرنا ، وأثرة علينا ، وألا ننازع الأمر أهله. قال: " إلا أن تروا كفرا بواحا ، عندكم فيه من الله برهان " أخرجاه. وفي الحديث الآخر ، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ". واطيعوا الله واطيعوا الرسول واحذروا. رواه البخاري. وعن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي أن أسمع وأطيع ، وإن كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف.
وزير الأوقاف: السنة النبوية المصدر الثاني للتشريع | بوابة أخبار اليوم الإلكترونية
8ـ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {من رأى من أميره شيئاً فكرهه فليصبر، فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبراً فيموت إلا مات ميتة جاهلية} رواه الشيخان. 9ـ عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول {من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية} رواه مسلم.
وقياس العكس: هو عكس الحكم؛ مثاله قوله عليه الصلاة والسلام: ((أَرَأَيْتَ إِنْ وَضَعَها في الْحَرامِ أَكانَ عَلَيْهِ فِيها وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إذا وَضَعَها في الْحَلالِ كانَ لَهُ فِيها أَجْرٌ))، والمفهوم أنه إن وضعها في حلال يُؤجَر؛ لذلك سُمِّي بقياس العكس؛ أي: عكس الظاهر، فمثلًا الذي أشرك بالله يُخلَّد في النار، وبالتالي فالذي وحَّد الله يُخلَّد في الجنة، وهذا النوع هو المسمَّى بقياس العكس. إذًا فأنواع القياس مبحث شاسع أصولي مهم، اعتنى به العلماء؛ لأنه من مصادر التشريع واستنباط الأحكام، وهو واجبٌ على طالب العلم؛ لأنه لا يُمكن أن يُفتي في دين الله، وأن يفهم كتاب الله وسُنَّة رسوله من غير أن يطَّلِع على هذا المبحث المهم والضروري. ونسأل الله تعالى أن يُوفِّقَنا إلى فَهْم كتابه وسُنَّة رسوله، وأن يرزُقنا التقوى والعمل الصالح، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المائدة - الآية 92
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 22/11/2015 ميلادي - 10/2/1437 هجري
الزيارات: 25560
تفسير قوله تعالى
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ﴾
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ﴾ [محمد: 33]. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة النساء - الآية 59. ﴿ تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ﴾؛ أي: بالرياء والشرك والمعاصي، وإبطالُ العمل: جَعْله باطلاً؛ أي: لا فائدة منه ولا ثواب، فالإبطال تتَّصف به الأشياء الموجودة، وكان الحسن البصريُّ يقول: ﴿ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ﴾ بالمعاصي، وما يُبطل العمل على الحقيقة هو أمور ثلاثة: الشرك، والرياء ، وأداء العمل على غير الوجه المشروع عليه. قد سبق هذه الآية الكريمة قولُه تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 32]. قال ابن كثير رحمه الله تعالى: يخبر تعالى عمَّن كفر وصدَّ عن سبيل الله، وخالف الرسولَ وشاقَّه، وارتدَّ عن الإيمان من بعد ما تبين له الهدي - أنه لن يضرَّ الله شيئًا، وإنما يضرُّ نفسَه ويخسرها يوم معادِها، وسيُحبط اللهُ عملَه، فلا يُثيبه على سالفِ ما تقدَّم مِن عمله مثقالَ بعوضة من خير، بل يحبطه ويمحقه بالكلية، كما أن ﴿ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114].
وقد قال أبو العالية: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أنه لا يضرُّ مع "لا إله إلا اللهُ" ذنب، كما لا ينفع مع الشرك عمل؛ فنزلت: ﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ﴾ فخافوا أن يُبطل الذنبُ العملَ. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "كنا معشرَ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نرى أنه ليس شيءٌ من الحسنات إلا مقبول، حتى نزلَت: ﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ﴾، فقلنا: ما هذا الذي يبطل أعمالنا؟ فقلنا: الكبائر الموجبات والفواحش، حتى نزل قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48]، فلما نزلَت كفَفْنا عن القول في ذلك، فكنا نخافُ على مَن أصاب الكبائرَ والفواحش، ونرجو لمن لم يصبها. ثم أمر اللهُ تبارك وتعالى عبادَه المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله، التي هي سعادتهم في الدنيا والآخرة، ونهاهم عن الارتداد، الذي هو مبطلٌ للأعمال؛ ولهذا قال تعالى: ﴿ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ﴾؛ أي: بالردَّة؛ ولهذا قال بعدها: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ﴾ [محمد: 34]، كقوله سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾.