خمسٌ وستُونَ.. في أجفان إعصارِ
أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الساري؟
أما مللتَ من الأسفارِ.. ما هدأت
إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟
أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا
يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ
والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بَقِيَتْ
سوى ثُمالةِ أيامٍ.. وتذكارِ
بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا
قلبي العناءَ!... ولكن تلك أقداري
خمس وستون في أجفان إعصار - الصفحة 2
يا بنت فجرٍ في تنفّسه
ما في الأنوثة.. من سحرٍ وأسرارِ
ماذا تريدين مني؟! إنَّني شَبَحٌ
يهيمُ ما بين أغلالٍ.. وأسوارِ
هذي حديقة عمري في الغروب.. كما
رأيتِ... مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ
الطيرُ هَاجَرَ.. والأغصانُ شاحبةٌ
والوردُ أطرقَ يبكي عهد آذارِ
لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي
فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري
وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكن بطلاً
وكان يمزجُ أطواراً بأطوارِ
ويا بلاداً نذرت العمر.. زَهرتَه
لعزّها!... خمس وستون في أجفان إعصار - الصفحة 2. دُمتِ!... إني حان إبحاري
تركتُ بين رمال البيد أغنيتي
وعند شاطئكِ المسحورِ.. أسماري
إن ساءلوكِ فقولي: لم أبعْ قلمي
ولم أدنّس بسوق الزيف أفكاري
وإن مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً
وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري
يا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه
وأنت تعلمُ إعلاني.. وإسراري
وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به
علي.. ما خدشته كل أوزاري
أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي
أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ؟
البيت الخامس: في البيت الخامس يجيب الشاعر علي نفسه بكل الأسئلة التي سألها ويقول بل اكتفيت وأتعبتنى الحياة، وقلبي ألمني، ولكن تلك أقداري التي كتبها الله عليه. في نهاية مقالتنا هذه تعرفنا على قصيدة الشاعر غازي القصيبي، كما تعرفنا على شرح أبيات القصيدة ووقفنا على مفهوم الأبيات التي أرادها الشاعر، وإننا في موسوعة المحيط لنسعد بالرد على أسئلتكم المنهجية وتقديم الحلول النموذجية، دمتم للتفوق والنجاح عنوان.
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا
جاءت هذه الآية في سورة الفرقان، عندما قال -سبحانه وتعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا) ، [١] ولكلِ مُفسر من المفسرين قوله الخاص فيها، وفيما يأتي ذكر لتفاسير الأئمة لهذه الآية. تفسير آية (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة)
التفسير المُيسَّر
يقول -سبحانه-: أيُها الناس جعلناكم فتنة بعضكم لبعض، ليختبر الله -عزوجل- من يهتدي ومن يضل، وليبتلي الغني والفقير، والمريض والسقيم، ويراكم هل تصبرون على هذا الابتلاء، فتؤدون ما عليكم من واجبات وتحمدونه -سبحانه- أم تقنطون ولا تصبرون، فيجازي الله -عز وجل- كل إنسان بما عمِل، فمن صبر فله الأجر، ومن سخط فله العقاب. [٢]
تفسير الجلالين
يقول الله -عز وجل-: ابتليتم أيُها الناس ببعضكم، فالغني ابتليَ بالفقير، والمُعافى ابتليَ بالمريض، والشريف ابتليَ بالوضيع، فهل تصبرون على ما ترونه وتسمعونه ممَّن ابتليتم بهم، والاستفهام هنا جاء بمعنى الأمر، أي يأمر -سبحانه- بالصبر: (وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا) ، [١] أي أنَّ الله يعلم من صبر ومن جزِع، وسيجازيهم بأعمالهم، والله أعلم.
ربنا كريم واحنا بنيأس !!! فما ظنكم برب العالمين ؟؟؟ - منتدى أحلى حياة في طاعة الله
وتُختم الآية بقوله سبحانه: {وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً} [الفرقان:20]
لينبهنا الحق سبحانه أن كل حركة من حركاتكم في الفتنة مُبْصَرة لنا، وبصرنا
للأعمال ليس لمجرد العلم، إنما لنُرتِّب على الأعمال جزاءً على وَفْقها. (6)
المصادر
تفسير
القرطبي: 13/18
(2)
أضواء
البيان: 6/36
(3)
أيسر
التفاسير للجزائري: 3/81
(4)
البحر
المحيط لأبي حيان: 8/365
(5)
المديد: 4/284
(6)
خواطر
الشعراوي: 1/6410
جمع وترتيب
د/ خالد سعد النجار
وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ - دار الامارات
وتُختم الآية بقوله – سبحانه-: ( وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً) [الفرقان: 20] لينبهنا الحق – سبحانه – أن كل حركة من حركاتكم في الفتنة مُبْصَرة لنا، وبصرنا للأعمال ليس لمجرد العلم، إنما لنُرتِّب على الأعمال جزاءً على وَفْقها. (6) ـــــــــــــــــــــــــــــ المصادر (1) تفسير القرطبي: 13/18 (2) أضواء البيان: 6/36 (3) أيسر التفاسير للجزائري: 3/81 (4) البحر المحيط لأبي حيان: 8/365 (5) البحر المديد: 4/284 خواطر الشعراوي: 1/6410
بارك الله فيكِ غاليتى وجعله فى ميزان حسناتك
سلمت لنا وسلم إبداعك وجزآك الله خيرا على ما تقدمية تقبلي ودي واحترامي
ركاز العمر: وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ
الدعاء
وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً
أَتَصْبِرُونَ ۗ
وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا
(الفرقان: 20)
وأما الغنى والفقر فهو فتنة وحكمة من الله تعالى كما قال: ( وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً) الرسول فتنة للمرسل إليهم واختبار للمطيعين من
العاصين والرسل
فتناهم بدعوة
الخلق، والغنى فتنة للفقير والفقير فتنة للغني، وهكذا سائر أصناف الخلق في هذه الدار
دار الفتن والابتلاء والاختبار. والقصد
من تلك الفتنة ( أَتَصْبِرُونَ) فتقومون بما هو
وظيفتكم اللازمة الراتبة فيثيبكم مولاكم أم لا تصبرون فتستحقون المعاقبة؟
( وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا) يعلم أحوالكم، ويصطفي
من يعلمه يصلح لرسالته ويختصه بتفضيله ويعلم أعمالكم فيجازيكم عليها إن خيراً
فخير، وإن شراً فشر.
قال مجاهد: المعنى لا تعذبنا بأيديهم،
ولا بعذابٍ من عندك؛ فيقولون: لو كان هؤلاء على الحق؛ ما أصابهم هذا. وقال الزَّجَّاج: معناه: لا تُظهِرهم
علينا؛ فيظنّوا أنهم على حقٍّ، فيفتنوا بذلك. وقال الفرّاء: لا تُظهر علينا الكفارَ؛
فيَرَوْا أنهم على حقٍّ وأنَّا على باطل. وقال مقاتل: لا تُقتِّر علينا الرزق وتبْسُطه
عليهم؛ فيكون ذلك فتنة لهم. وقد أخبر الله سبحانه أنه قد فتن كلا من
الفريقين بالفريق الآخر فقال: ﴿ وَكَذَلِكَ
فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ
بَيْنِنَا ﴾ فقال الله تعالى: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ﴾. والمقصود: أن الله - سبحانه - فتن أصحاب
الشهواتِ بالصّوَر الجميلة، وفَتن أولئك بهم، فكل من النوعين فتنةٌ للآخر، فمن صبر
منهم على تلك الفتنة؛ نجا مما هو أعظم منها، ومن أصابته تلك الفتنة؛ سقط فيما هو شرّ
منها، فإن تدارك ذلك بالتوبة النصوح، وإلا فبسبيل من هلَكَ، ولهذا قال النبي – صلى
الله عليه وسلم - « مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ
عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ » [رواه البخاري وسلم] أو كما قال. فالعبدُ في هذه الدار مفتونٌ بشهواته،
ونفسه الأمّارة، وشيطانه المغوِي المزين، وقرنائه، وما يراه، ويشاهده، مما يَعجِزُ
صبرُهُ عنه، ويتفقُ مع ذلك ضعفُ الإيمان واليقين، وضعف القلب، ومرارة الصبر، وذوق حلاوة
العاجل، وميل النفس إلى زهرة الحياة الدنيا، وكون العِوض مؤجّلاً في دار أخرى غير هذه
الدار التي خلق فيها، وفيها نشأ، فهو مكلفٌ بأن يترك شهوته الحاضرة المشاهدة لغيب طلب
منه الإيمان به:
فوالله لولا الله يُسعِد عبده...,.