صدر عن مكتبة الرشد بالرياض - ضمن سلسلة الرشد للرسائل الجامعية(187) - الطبعة الأولى (1428هـ) من كتاب:
الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار
لأبي بكر أحمد بن عبيدالله بن إدريس
بتحقيق ودراسة الدكتور عبدالعزيز بن حميد بن محمد الجهني وفقه الله، الأستاذ المساعد بكلية المعلمين في جدة، وزميلنا في ملتقى أهل التفسير، وقد نال الباحث بتحقيقه درجة الدكتوراه في النحو من كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى. وهذه أول مرة يحقق فيها هذا الكتاب النفيس في توجيه القراءات الثمان، وهو (ثالث كتاب في توجيه القراءات الثمان ينفض عنه غبار الزمن بعد كتاب الأزهري ( علل القراءات)، وكتاب الشيرازي ( الموضح في وجوه القراءات وعللها)). وقد قدم الباحث بين يدي تحقيقه للكتاب بدراسة مفصلة للكتاب ومنهجه وقيمته العلمية ووصف المخطوط الوحيد الذي اعتمد عليه في التحقيق، وترجم للمؤلف بحسب ما وجد من معلومات عنه في كتب التراجم وفي كتابه الذي يحققه، حيث عزت المعلومات عن مؤلف الكتاب في كتب التراجم فلم تذكره. وقد وقع خلل من المطابع في وضعهم نماذج من مخطوط آخر في الصفحات (103-106) بدل النماذج التي وضعها المحقق، وقد أخبرني المحقق وفقه الله أنه طلب منهم إصلاح هذا الخلل الطفيف، وقد رأيته مصححاً في النسخة التي أهداها لي مشكوراً.
مكتبة الرشد بالرياض للنساء
عواد بن عبد الله المعتق
مكتبة الرشد بالرياض
طوائف منتسبة للإسلام
نبذة
فرقة المعتزلة من الفرق المشهورة في علم الكلام ومع ذلك فلم يكتب عنها بصورة وافية، وقد جاء هذا الكتاب للرد على المعتزلة، في أصولهم الخمسة، وهي العدل والتوحيد وإنفاذ الوعيد والمنزلة بين المنزلتين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. المعتزلة وأصولهم الخمسة وموقف أهل السنة منها - نسخة مصورة
مكتبة الرشد بالرياض 2021
ما هي افضل مكتبة وقرطاسية بالرياض
خدمات الطالب الجامعي
* الترتيب حسب تصويت الزوار. * يمكنك المشاركة في التصويت للأفضل من ▲.
مناصفة بين: الدكتور علي أحمد غلام ندوي، الهندي الجنسية، والدكتور يعقوب بن عبد الوهاب الباحسين، السعودي الجنسية، وذلك لبحوثهما المتميزة؛ إذ استخرج الأول القواعد الفقهية في المعاملات المالية من المصادر الأصيلة وربطها بالحاضر المعاصر بصورة تفصيلية مبتكرة. وكتب الثاني في القواعد الفقهية كتابات تتصف بالتأصيل والتجديد ".. والشيخ من المؤلفين الذين تتسم مؤلقاتهم بالجدة والأصالة والعمق ، حفظ الله العلامة يعقوب وبارك في عمره ونفع به المسلمين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن معنى الآية هو أن الله لا يغير حال قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وذلك شامل لتغيير حالتهم الدنيوية من خير إلى شر، أو من شر إلى خير، فبسبب معاصيهم يتغير حالهم من سعادة لشقاء، والعكس كذلك، وعلى هذا يدور أغلب كلام المفسرين. قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ {الرعد:11}. بين تعالى في هذه الآية الكريمة: أنه لا يغير ما بقوم من النعمة والعافية حتى يغيروا ما بأنفسهم من طاعة الله جل وعلا. تفسير ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم - موقع محتويات. والمعنى: أنه لا يسلب قوما نعمة أنعمها عليهم حتى يغيروا ما كانوا عليه من الطاعة والعمل الصالح، وبين هذا المعنى في مواضع أخر كقوله: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ {لأنفال:53. وقوله: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}. وقد بين في هذه الآية أيضاً: أنه إذا أراد قوما بسوء فلا مرد له، وبين ذلك في مواضع أخر كقوله: وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ {الأنعام: 147}.
تفسير ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم - موقع محتويات
حافظوا على نعمكم بشكرها، بل وعد الله أن من يشكر نعمه يزدها: "وإذ تأذّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم، ولئن كفرتم إن عذابي لشديد"، والشكر عمل لا مجرد قول، فقد قال الله تعالى: "اعملوا آل داود شكرا، وقليل من عبادي الشكور"، ولا نبالغ إن قلنا بأن تحول النعم عبر التاريخ إنما هو بسبب من أنفسنا، حين تغيرت أحوال الأمة إلى أسوأ، فما كانت الهزائم ولا اندثار دول ولا تسلط أعداء ولا تحول اجتماعي أو اقتصادي إلا حين نغير ما بأنفسنا. أترى المغول لما اجتاحوا العالم الإسلامي أن ذلك كان بتفوّقهم! أم ضاعت الأندلس وتفككت الأمة بجهد أعدائنا! لا يغير الله ما بقوم - لن يغير الله ما بقوم حتى؟. كل ذلك ما كان ليتم لولا تراجعنا وأننا غيّرنا ما بأنفسنا، فما من مصيبة تحل بالأمة إلا ونحن من سبّبها، فهي بما كسبت أيدينا، فالموضوع مرتبط بنا لا بأعدائنا، فتسلط الأعداء أو تحول النعم عموما هو بما اقترفت أيدينا وبما غيرنا وبدلنا، من مفاهيم وتصرفات ومعتقدات، وهي أمور كلها بحاجة إلى انتباه وحذر. لا ينبغي على المجتمع وأفراده الاستهانة بموضوع أسباب استقرار النعم فيه، وعلى الدولة مراعاة ذلك، والأفراد عموما يصيبهم الغرور فيفعلوا ما يشاؤون ظنا منهم أن هذه حرية شخصية، وأن الحال يبقى كما هو إن كانت الدولة قوية بمفهوم القوة العسكرية مثلا، ولا يدري هؤلاء أن أهم عامل للبقاء هو علاقتهم بالله تعالى، واجتنابهم المعاصي والذنوب، فكم من دُول أفلست أو في طريقها للإفلاس، وكم من دولة انقلب أمنها خوفا، وغناها فقرا، وكم من شعوب هُجِّرت، كل ذلك ربما بسبب فاحشة أو ربا أو استهزاء بالخصم أو إعلان المعاصي، أو استخفاف بشعائر الله.
لا يغير الله ما بقوم - لن يغير الله ما بقوم حتى؟
وحَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ من الطاعة إلى المعصية. ويبدلوا نعمة الله كفرا. كما قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ).. وكأن الحق تبارك وتعالى يخبرنا. أن العذاب الذي أوقعه بالأمم أو بالأفراد.. ممن أزال عنهم ما هم فيه من النعم ،كان ذلك بسبب ذنوبهم. وتغييرهم ما بأنفسهم، فإن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم من نعم الدين والدنيا، بل يبقيها ويزيدهم منها، إن ازدادوا له شكرا. ( حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) من الطاعة إلى المعصية فيكفروا بنعمة اللّه ويبدلوها كفرا، فيكون الجزاء.. أن يسلبهم الله إياها.. ويغيرها عليهم…كما غيروا ما بأنفسهم. وهذا منتهى العدل من الله، حيث لم يعاقبهم إلا بظلمهم، وحيث يذيق العباد من النكال إذا خالفوا أمره… وقد قص علينا القرآن الكريم أمثلة لذلك.. منها قصة قارون الذي آتاه الله من كنوز المال ما قابله بالأشر والبطر والكبر.. فكان له سوء العاقبة والمصير. قال تعالى: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَءاتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُوْلِى الْقُوَّةِ) القصص 76.
- قال العلامة السعدي في تفسيره على هذه الآية: فقام صدر هذه الأمة، من الإيمان والعمل الصالح بما يفوقون على غيرهم، فمكنهم من البلاد والعباد، وفتحت مشارق الأرض ومغاربها، وحصل الأمن التام والتمكين التام، فهذا من آيات الله العجيبة الباهرة، ولا يزال الأمر إلى قيام الساعة، مهما قاموا بالإيمان والعمل الصالح، فلا بد أن يوجد ما وعدهم الله، وإنما يسلط عليهم الكفار والمنافقين، ويديلهم في بعض الأحيان، بسبب إخلال المسلمين بالإيمان والعمل الصالح،انتهى. الخاتمة: وفي الختام لا بد من الأخذ بالأسباب الشرعية والكونية حتى يتغير الحال من حال إلى حال وهذا وعد من الله حق، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون. ولا حول ولا قوة إلا بالله، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وكتبها: يزن الغانم