تاريخ الإضافة: 28/8/2017 ميلادي - 6/12/1438 هجري
الزيارات: 66253
تفسير: (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها)
♦ الآية: ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الأعراف (179). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ولقد ذَرَأْنا ﴾ خلقنا ﴿ لجهنم كثيراً من الجن والإِنس ﴾ وهم الذين حقَّت عليهم الشَّقاوة ﴿ لهم قلوب لا يفقهون بها ﴾ لا يعقلون بها الحير والهدى ﴿ ولهم أعين لا يبصرون بها ﴾ سبل الهدى ﴿ ولهم آذان لا يسمعون بها ﴾ مواعظ القرآن ﴿ أولئك كالأنعام ﴾ يأكلون ويشربون ولا يلتفتون إلى الآخرة ﴿ بل هم أضلُّ ﴾ لأنَّ الأنعام مطيعةٌ لله والكافر غير مطيع ﴿ أولئك هم الغافلون ﴾ عمَّا في الآخرة من العذاب. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ﴾، أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ خَلَقَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لِلنَّارِ وَهُمُ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمُ الْكَلِمَةُ الْأَزَلِيَّةُ بِالشَّقَاوَةِ، وَمَنْ خَلَقَهُ اللَّهُ لِجَهَنَّمَ فَلَا حِيلَةَ لَهُ فِي الْخَلَاصِ مِنْهَا.
لهم قلوب لا يفقهون بهار
ثم قال: (بل هم أضل) ، يقول: هؤلاء الكفرة الذين ذَرَأهم لجهنم، أشدُّ ذهابًا عن الحق، وألزم لطريق الباطل من البهائم، (14) لأن البهائم لا اختيار لها ولا تمييز، فتختار وتميز, وإنما هي مسَخَّرة، ومع ذلك تهرب من المضارِّ، وتطلب لأنفسها من الغذاء الأصلح. والذين وصفَ الله صفتهم في هذه الآية, مع ما أعطوا من الأفهام والعقول المميِّزة بين المصالح والمضارّ, تترك ما فيه صلاحُ دنياها وآخرتها، وتطلب ما فيه مضارّها, فالبهائم منها أسدُّ، وهي منها أضل، كما وصفها به ربُّنا جل ثناؤه. وقوله: (أولئك هم الغافلون) ، يقول تعالى ذكره: هؤلاء الذين وصفتُ صفتهم, القومُ الذين غفلوا =يعني: سهوًا (15) عن آياتي وحُججي, وتركوا تدبُّرها والاعتبارَ بها والاستدلالَ على ما دلّت عليه من توحيد ربّها, لا البهائم التي قد عرّفها ربُّها ما سخَّرها له. ---------------- الهوامش: (1) انظر تفسير (( ذرأ)) فيما سلف 12: 130 ، 131 ، وهناك زيادة في مصادره. (2) ( 1) الأثر: 15443 - (( على بن الحسن الأزدي)) ، وفي المطبوعة والمخطوطة: (( على بن الحسين)) ، وتبعت ما مضى برقم 10258 ، لموافقته لما في تاريخ الطبري. وقد ذكرت هناك أنى لم أجد له ترجمة ، وبينت مواضع روايته عنه في التاريخ.
لهم قلوب لا يفقهون ا
فوصفهم ربُّنا جل ثناؤه بأنهم: " لا يفقهون بها " ، لإعراضهم عن الحق وتركهم تدبُّر صحة [نبوّة] الرسل، (5) وبُطُول الكفر. وكذلك قوله: (ولهم أعين لا يبصرون بها) ، معناه: ولهم أعين لا ينظرون بها إلى آيات الله وأدلته, فيتأملوها ويتفكروا فيها, فيعلموا بها صحة ما تدعوهم إليه رسلهم, وفسادِ ما هم عليه مقيمون، من الشرك بالله، وتكذيب رسله; فوصفهم الله بتركهم إعمالها في الحقّ، بأنهم لا يبصرون بها. (6) وكذلك قوله: (ولهم آذان لا يسمعون بها) ، آيات كتاب الله، فيعتبروها ويتفكروا فيها, ولكنهم يعرضون عنها, ويقولون: لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ، [سورة فصلت: 26]. وذلك نظير وصف الله إياهم في موضع آخر بقوله: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ ، [سورة البقرة: 171]. والعرب تقول ذلك للتارك استعمالَ بعض جوارحه فيما يصلح له, ومنه قول مسكين الدارمي: أَعْمَــى إِذَا مَــا جَـارَتِي خَرَجَـتْ حَــتَّى يُــوَارِيَ جَــارَتِي السِّـتْرُ (7) وَأَصَــمُّ عَمَّـا كَـــانَ بَيْنَهُمَــا سَــمْعِي وَمَـا بِالسَّـمْعِ مِـنْ وَقْــرِ فوصف نفسه لتركه النظر والاستماع بالعمى والصمم.
وأردف: «عندما نصل إلى الباب يجب أن نستخدم مفتاحا لفتحه، وهو الوسيلة، فالله عز وجل قال: "يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبْتَغُوٓاْ إِلَيْهِ ٱلْوَسِيلَةَ وَجَٰهِدُواْ فِى سَبِيلِهِۦ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»، موضحًا أن الوسيلة هي الأداة التي يُتوسل بها إلى غيرها.
فالناس متفاضلون في ولاية الله- عز وجل- بحسب تفاضلهم في الإيمان والتقوى. ومن أظهر الولاية وهو لا يؤدى الفرائض، ولا يجتنب المحارم، كان كاذبا في دعواه، أو كان مجنونا. وليس لأولياء الله شيء يتميزون به عن الناس في الظاهر من الأمور المباحات، فلا يتميزون بلباس دون لباس، ولا بحلق شعر أو تقصير.. بل يوجدون في جميع طبقات الأمة. فيوجدون في أهل القرآن، وأهل العلم، وفي أهل الجهاد والسيف، وفي التجار والزراع والصناع... وليس من شرط الولي أن يكون معصوما لا يغلط ولا يخطئ، بل يجوز أن يخفى عليه بعض علم الشريعة، ويجوز أن يشتبه عليه بعض أمور الدين.. ». قوله تعالى لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيمقوله تعالى لهم البشرى في الحياة الدنيا عن أبي الدرداء قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال: ما سألني أحد عنها غيرك منذ أنزلت هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له خرجه الترمذي في جامعه. وقال الزهري وعطاء وقتادة: هي البشارة التي تبشر بها الملائكة المؤمن في الدنيا عند الموت. وعن محمد بن كعب القرظي قال: إذا استنقعت نفس العبد المؤمن جاءه ملك الموت فقال: السلام عليك ولي الله ، الله يقرئك السلام.
لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخره - عالم حواء
واسم الإشارة في قوله- تعالى-لِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُيعود إلى ما ذكر من البشرى في الدارين. أى: ذلك المذكور من أن لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة، هو الفوز العظيم الذي لا فوز وراءه، والذي لا يفوقه نجاح أو فضل. هذا، وقد نقل الشيخ القاسمى- رحمه الله- كلاما حسنا من كتاب «الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان» فقال ما ملخصه:هذه الآيات أصل في بيان أولياء الله، وقد بين- سبحانه- في كتابه، وبين رسوله في سنته أن لله أولياء من الناس، كما أن للشيطان أولياء. وإذا عرف أن الناس فيهم أولياء الرحمن، وأولياء الشيطان، فيجب أن يفرق بين هؤلاء وهؤلاء، كما فرق الله ورسوله بينهما، فأولياء الله هم المؤمنون المتقون. كما في هذه الآية، وفي الحديث الصحيح: «من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة، أو فقد آذنته بالحرب.. »والولاية ضد العداوة، وأصل الولاية المحبة والقرب، وأصل العداوة البغض والبعد، وأفضل أولياء الله هم أنبياؤه، وأفضل أنبيائه هم المرسلون منهم، وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين.. فلا يكون وليا إلا من آمن به واتبعه، ومن خالفه كان من أولياء الشيطان... وإذا كان أولياءه الله هم المؤمنون المتقون، فبحسب إيمان العبد وتقواه تكون ولايته لله- تعالى- فمن كان أكمل إيمانا وتقوى، كان أكمل ولاية لله.
لهم البشرى في الحياة الدنيا - الطير الأبابيل
وكذا رواه أبو داود الطيالسي ، عن عمران القطان ، عن يحيى بن أبي كثير ، به ورواه الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، فذكره. ورواه علي بن المبارك ، عن يحيى ، عن أبي سلمة قال: نبئنا عن عبادة بن الصامت ، سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية ، فذكره. وقال ابن جرير: حدثني أبو حميد الحمصي ، حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا عمر بن عمرو بن عبد الأحموسي ، عن حميد بن عبد الله المزني قال: أتى رجل عبادة بن الصامت فقال: آية في كتاب الله أسألك عنها ، قول الله تعالى: ( لهم البشرى في الحياة الدنيا) ؟ فقال عبادة: ما سألني عنها أحد قبلك ، سألت عنها نبي الله فقال مثل ذلك: " ما سألني عنها أحد قبلك ، الرؤيا الصالحة ، يراها العبد المؤمن في المنام أو ترى له ". ثم رواه من حديث موسى بن عبيدة ، عن أيوب بن خالد بن صفوان ، عن عبادة بن الصامت ؛ أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة) فقد عرفنا بشرى الآخرة الجنة ، فما بشرى الدنيا ؟ قال: " الرؤيا الصالحة يراها العبد أو ترى له ، وهي جزء من أربعة وأربعين جزءا أو سبعين جزءا من النبوة ". وقال أحمد أيضا: حدثنا بهز ، حدثنا حماد ، حدثنا أبو عمران ، عن عبد الله بن الصامت ، عن أبي ذر ؛ أنه قال: يا رسول الله ، الرجل يعمل العمل فيحمده الناس عليه ، ويثنون عليه به ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تلك عاجل بشرى المؤمن ".
Books فضل أولياء الله في الدنيا والآخرة - Noor Library
ومن ذلك أيضاً: البشارة في القبر ، فإن الإنسان إذا سُئل عن ربه ودينه ونبيه وأجاب بالحق،
نادى مناد من السماء أن صَدَق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له باباً من الجنة. ومنها أيضاً: البشارة يوم الحشر ، تتلقاهم الملائكة (هذا يومكم الذي كنتم توعدون) [الأنبياء:103]. و (أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون). فالحاصل أن أولياء الله لهم البشارة في الحياة الدنيا وفي الآخرة نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم. من كتاب: (شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين) للشيخ بن عثيمين - رحمه الله -
المشاركه # 2
فصل: بشارة للمؤمن بعمله الصالح..
قال: مات عمرو بن قيس الملائي، في ناحية فارس، فاجتمع لجنازته من الخلق
ما لا يحصى كثرة، فلما دفن نظروا فلم يروا أحداً. «وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: مر بجنازة،
فأثنوا عليها خيراً
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وجبت. ومر بجنازة، فأثنوا عليها شراً، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم:
وجبت. فقال عمر ـ رضي الله عنه ـ: فداك أبي وأمي يا رسول الله، مر بجنازة
فأثنوا عليها خيراً فقلت: وجبت، ومر بجنازة أثنوا عليها شراً
فقلت: وجبت؟ ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أثنيتم عليه خيراً،
وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شراً، وجبت له النار، أنتم شهداء الله
في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض...
ثلاثاً» وفي لفظ وجبت وجبت ثلاثاً: رواه البخاري ومسلم.
للتواصل مع مركز الدعوة الإسلامية:
المـركـز الرئـيسي: فيضـــان مـدينــة، بـجوار شـركـة الاتصالات الباكستانية،
طريق الجامعات الرئيسي، بـاب المدينة كراتشي، باكستان. (+92)-21-349-213-88-(93)
رقـــم الـــــهـاتــف:
(+92)-21-111-252-692
الــرقـــم الـمــوحـد:
البريد الإلكتروني:
البريد الإلكتروني:
ويكون تمام البُشرى لأولياء الله بعد الموت، وفي الآخرة، فحين تأتي الملائكة لقبض الرُّوح، فإنَّها تأتي بوجوه جميلة، وصُور بهيَّة، ثمّ يُوضَع العبد المُؤمن في القبر، فيأتيه من ريح الجنَّة، ومن هوائها، فتكون بشارة أُخرى بأنّ العبد قد نزل مَنزلة رضا من الله تعالى، ثمّ إذا بدأ الحساب، وتوزَّع الناس بين الجنَّة، والنار، فإنَّ عبد الله التقيّ الوليّ يُبشَّر بأنَّه نجا من النار، وسُمومها، وعذابها، ثمّ يَنقلِب إلى نعيم خالد لا يزول في الجنَّة بإذنه -سبحانه-،علماً بأنَّ أرفع الدرَجات في الجنَّة هي أن يرى العبدُ ربَّه -سبحانه- لا يُضَام في رُؤيته، وتلك من بشائر العبد المُؤمن كذلك، فضلاً من الله، ونعمة. Source: