المجاهرة بمعنى إظهار ما ستر الله على العبد من فعله المعصية؛ كأن يُحدِّث بها تفاخرًا أو استهتارًا بستر الله تعالى، وهؤلاء هم الذين لا يتمتعون بمعافاة الله عز وجل. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. المجاهرة بالمعصية - طريق الإسلام. وبعد: فإن الذنوب والمعاصي عاقبتها وخيمة في الدنيا والآخرة، قال تعالى مبينًا أضرارها على العباد: { فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت:40]. وأعظم هذه الذنوب المجاهرة بها، ومعناها أن يرتكب الشخص الإثم علانية، أو يرتكبه سرًّا فيستره الله عز وجل ولكنه يخبر به بعد ذلك مستهينًا بستر الله له، قال الله تعالى: { لَّا يُحِبُّ اللَّـهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} [ النساء:148]، جاء في تفسيرها: "لا يحب الله تعالى أن يجهر أحد بالسوء من القول، إلا من ظُلِم، فلا يُكره له الجهر به" (تفسير القرطبي: [7/199]).
المجاهرة بالمعصية - طريق الإسلام
أما بعد: فيا أيها المؤمنون:
كل ابن آدم خطأ، فتقع منه الزلة، ويقارف الخطيئة، ولربما أصرَّ عليها دهرًا، والناس مختلفون في سرعة الأوبة والرجوع إلى الله بعد سكرة المعصية، فمنهم الرجاع بعد الخطيئة مباشرة، وقد اعتصر قلبه ألمًا، ومنهم الذي يفيء بعد حين فيطول الحين أحيانًا ويقصر أخرى. والوقوع في المعصية مما فطر عليه الخلق، والله يحب العبد المُفَتَّن التواب، ويحب أن يغفر ويتوب على عباده قال الله -جل شأنه- ( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) [النساء: 27- 28]. المجاهرة بالمعاصي - ملتقى الخطباء. أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال -صلى الله عليه وآله وسلم-: " و الذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم ". ولا يُفهم من ذلك التهوين من خطر الذنب، ولكن بيان عظيم خطر الإصرار على الذنوب، فقد قيل: إن الذنوب تذر الديار بلاقع، أي الإصرار عليها. معاشر المسلمين:
إذا تبين هذا فلنعلم أن هناك أمرًا خطيرًا قد ظهر في واقعنا وهو نذير شر؛ إن لم يتداركنا الله بلطف منه ورحمة، ألا وهو المجاهرة بالمعاصي، فإن ذلك نذير شر خصوصًا إذا ظهر وقل المنكر، فهذا هو الإذن بنزول العذاب على عموم البلد، قال الله تعالى: ( لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا) [النساء: 148]، وقال: ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأعراف: 33] فبدأ بالظاهر قبل المستتر وإن كان الجميع محرمًا.
المجاهرة بالمعاصي - ملتقى الخطباء
الستر لأجل أن لا تشيع الفاحشة، ولأجل أن لا يعمَّ ذكرها في المجتمع، ولأجل أن تُكبت أخبارها؛ لأن نشر أخبارها يجذب إليها ولذلك فإن من الآثمين إثمًا عظيمًا الذين ينشرون أخبار الخنى والفجور والخلاعة والمجون والحفلات المختلطة والغناء ونحو ذلك على الملأ؛ لأنهم يريدون إشاعةَ الفاحشة في المجتمع المسلم، ((اجتنبوا هذه القاذورات، فمن ألمّ فليستتر بستر الله وليتب إلى الله، فإن من يُبدي لنا صفحته نُقم عليه كتاب الله)) حديث صحيح رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي وغيره. أيها المسلمون، إن النبي لما جاءه الرجل يقول: أصبتُ حدًا فأقمه عليّ، والمعصية حَصَلت خفية، إن النبي أعرض عنه. فيه إرشاد إلى عدم استحباب طلب إقامة الحد، وأنّ من وقع في شيء تكفيه التوبة فيما بينه وبين الله عز وجل. اللهم إنا نسألك أن تتوبَ علينا، وأن ترحمنا، وأن تغفر لنا، وأن تسترنا بسترك الجميل في الدنيا والآخرة، وأن تصفح عنا الصفح الجزيل.
(في تحقيق بجريدة الجزيرة ليوم الجمعة الماضي والموافق 23 شعبان 1430هـ في العدد 13469). تناول فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن عبد الله الحميِّد - الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود والمشرف العام على موقع الألوكة الإلكتروني - خطورة المجاهرة بالمعصية، بالقول: إن المجاهرة بالمعاصي من الخطورة بمكان، و قد جاء في صحيح البخاري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((كلُّ أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل عملًا بالليل، فيبيت يسترُه ربُّه، فيصبح يقول: يا فلان، عملتُ البارحة كذا وكذا، فيبيت يستره ربه، فيكشف ستر الله عنه)). وإذا ما تأمَّلنا حالَ ذلك المجاهِرِ بالمعصية ، فإننا نستطيع أن نقول: إن وجود هؤلاء المجاهرين في الأمة ينبني عليه مخاطرُ عظيمةٌ جدًّا، منها: أن فيه استخفافًا بالله - جل وعلا - فهم كما قال - سبحانه -: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾ [الزمر: 67]، ولو أنهم عظَّموا الله - جل وعلا - وعرَفوا قدْره، لما استهانوا واستخفُّوا بتلك المعصية التي يبارزون الله - جل وعلا - بها. وكذلك فإن المذنب والعاصي المجاهر بذنبه لم يقتصر في الذنب على فِعْله فقط؛ بل سعى إلى إشاعته ودعوة الناس إليه، وينطبق عليه قولُ الله - جل وعلا -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾ [النور: 19]، وبلا شك هذه من أعظم مخاطر المجاهرة بالمعاصي.
"يا دنيا غرّي غيري قد طلقتك ثلاثا".. هكذا قال أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب رضي الله عنه عن الدنيا الفانية..
يابن آدم.. كن في الدنيا غريب أو كعابر سبيل، ولاتكترث بما فيها من
زينة فانية..
فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: « يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان ويبقى واحد،
يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله ويبقى عمله ». صدق
رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد وصف أمير المؤمنين الدنيا بأبيات لا يسع المجال إلا لذكر بعضها،
كما قال:
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت
أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنها
وإن بناها بشر خاب بانيها
لاتركنن إلى الدنيا ومافيها
فالموت لاشك يفنينا ويفنيها
واعمل لدار غد رضوان خازنها
والجار أحمد والرحمن ناشيها
رياحها طيب والمسك طينتها
والزعفران حشيش نابت فيها
« من أصبح منكم معافا في بدنه آمنا في
سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ». وإليك القصة:
أصبحت وأنا أشعر بالكآبة، وسمة الحزن ترتسم على محياي.. لا أعرف سبباً
مباشراً لذلك..
ولكن، لعله بعد حديث المساء..
فقد اجتمعا زملاء الدراسة وأصدقاء الطفولة.. تحدثنا عن حياتنا.. عن
أعمالنا..
خرجت بانطباع عام.. بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٠ - الصفحة ٣٤٥. الغالبية لديهم المال.. ينفقون كما يحلو لهم.. كما
يشاءون.
يا دنيا غرّي غيري ، قد طلَّقتُك ثلاثاً لا رجعة فيها !! - مدونة المنتدى - منتديات مكسات
وإنما الفاعل ذلك كله رب الزمان ، الذي ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن.
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٠ - الصفحة ٣٤٥
- إياك وكثرة المزاح والضحك، فإنهما يورثان قسوة القلب والغفلة عن ذكر الله. - لا تصاحب الأشرار الفارغين، فإنك إن صاحبتهم كنت مثلهم. يا دنيا غري غيري. - شرُّ بقاع الأرض الأسواق، فإياك والتواجد فيها لغير حاجة. - الخلوة والاختلاط بالنساء الأجنبيات من أكبر أسباب الشرور والفساد والعقوبات العامة؛ فاحذر من ذلك. - إياك ومنكرات اللسان، فإنها تُضعف ثواب الصيام جداً، قال: « من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه » [رواه البخاري]. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ومن خبر ضرار بن ضَمُرَةَ الضُّبابِيِّ عند دخوله على معاوية ومسألته له عن أميرالمؤمنين(عليه السلام).قال: | نهج البلاغة
عربي
Español
Deutsch
Français
English
Indonesia
الرئيسية
موسوعات
مقالات
الفتوى
الاستشارات
الصوتيات
المكتبة
جاليري
مواريث
بنين وبنات
القرآن الكريم
علماء ودعاة
القراءات العشر
الشجرة العلمية
البث المباشر
شارك بملفاتك
Update Required
To play the media you will need to either update your browser to a recent version or update your Flash plugin.
نبضة ♥ - الكلم الطيب
واجب تابع الجوازم
*مَتَى تَسْتَعِـنْ بِزَيْدٍ يُعْـنْـكَ. *أَنَّى تَتَّجِـهْ تَجِـدْ خَيْرًا.
يا دنيا غري غيري
أبَويْهِ، المصلحِينَ، المرشد، الغزاة، الآباء، الأمهات، الباقي، ابْنِي، أخيك. - ذهب أبواهَُ إلى السوق مرفوع بالألف
- المصلحُون من أتقى الناس مرفوع بالواو
- المرشدُ للهدى محمود مرفوع بالضمة
- الغزاةَُ المسلمون فتحوا المشرق والمغرب مرفوع بالضمة
- الآباءُ ينصحون أبناءهم مرفوع بالضمة
- الأمهاتُ حنونات مرفوع بالضمة
- إن عملك الصالح هو الباقي مرفوع بالضمة المقدرة على آخره
- يلعب ابني بالكرة في الملعب مرفوع بالضمة المقدرة على آخره
- جاء أخوك من العمل مرفوع بالواو
تمارين الكتاب
بيّن الأسباب التي تُوجبُ مَنْعَ الصرف في كل كلمة من الكلمات الآتية:
زَيْنَبُ ، مُضَرُ ، يُوسُفُ ، إبراهيمُ ، أكْرَمُ مِنْ أحْمَدَ ، بَعْلَبَك ، رَيَّان ، مَغَاليق ، حَسَّان ، عَاشُورَاء ، دُنْيَا.
؛والخفض.