الوجه الثاني: أن بعضهم إن عصى الله ، وبغى ، وطغى ، ولم ينههم الآخرون: فإن
الهلاك يعم الجميع ، كما قال تعالى: ( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ
الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً) ، وفي الصحيح من حديث أم المؤمنين زينب بنت
جحش رضي الله عنها: أنها لما سمعت النَّبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا إله إلا
الله ، ويل للعرب من شرٍّ قد اقتربْ ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه)
وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها ، قالت له: يا رسول الله ، أنهلك وفينا الصالحون
؟ قال: ( نعم ، إذا كثر الخبث) " أضواء البيان " ( 3 / 75 – 79) باختصار. وبه يتبين أنه لا يتعلق بتلك الآية لتشكيك الناس في أمر دينهم ، أو الطعن في كتاب
ربهم ، إلا جاهل بلغة العرب ، جاهل بكتاب الله ، جاهل بسنة رسول الله صلى الله عليه
وسلم. والله أعلم
واذا اردنا ان نهلك قرية - ووردز
بسم الله الرحمن الرحيم. قال الله تعالى:-
( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا "16")
الحق تبارك وتعالى في هذه الآية يعطينا مثالاً لعاقبة الخروج عن منهج الله تعالى؛ لأنه سبحانه حينما يرسل رسولاً ليبلغ منهجه إلى خلقه، فلا عذر للخارجين عنه؛ لأنه منهج من الخالق الرازق المنعم، الذي يستحق منا الطاعة والانقياد. وكيف يتقلب الإنسان في نعمة ربه ثم يعصاه؟ إنه رد غير لائق للجميل، وإنكار للمعروف الذي يسوقه إليك ليل نهار، بل في كل نفسٍ من أنفاسك. ولو كان هذا المنهج من عند البشر لكان هناك عذر لمن خرج عنه، ولذلك يقولون: " من يأكل لقمتي يسمع كلمتي ". كما أن هذا المنعم سبحانه لم يفاجئك بالتكليف، بل كلفك في وقت مناسب، في وقت استوت فيه ملكاتك وقدراتك، وأصبحت بالغاً صالحاً لحمل هذا التكليف، فتركك خمسة عشر عاماً تربع في نعمه وتتمتع بخيره، فكان الأولى بك أن تستمع إلى منهج ربك، وتنفذه أمراً ونهياً؛ لأنه سبحانه أوجدك من دم وأمدك من عدم. ايه اذا اردنا ان نهلك قريه امرنا مترفيها. والمتأمل في قضية التكليف يرى أن الحق سبحانه بعضنا أن يكلف بعضاً، كما قال تعالى:
{ وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها.. "132"}
(سورة طه)
وقد شرح لنا النبي صلى الله عليه وسلم هذه القضية فقال: " مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر ".
والأخرى: كأن يسأل الأستاذ تلميذه في الامتحان، لا ليعلم منه، ولكن ليقرره بما علم. واذا اردنا ان نهلك قرية - ووردز. وهكذا الحق سبحانه ـ ولله المثل الأعلى ـ يسأل عبده يوم القيامة عن أعماله ليقرره بها، وليجعله شاهداً على نفسه، كما قال:
{ اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً "14"}
وقوله تعالى:
{ وكفى بربك.. "17"}
كما تقول: كفى بفلان كذا، أي: أنك ترتضيه وتثق به، فالمعنى: يكفيك ربك فلا تحتاج لغيره، وقد سبق أن أوضحنا أن الله تعالى في يده كل السلطات حينما يقضي: السلطة التشريعية، والسلطة القضائية، والسلطة التنفيذية، وهو سبحانه غني عن الشهود والبينة والدليل. إذن: كفى به سبحانه حاكماً وقاضياً وشاهداً. ولأن الحق سبحانه خبير بصير بذنوب عباده، فعقابه عدل لا ظلم فيه.
من أساسيات العلاقة الزوجية في الإسلام المودة والرحمة، والسكن والسترالمشترك، وهذا يقتضي من الزوجين السماحة وسعة الصدر، والتجاوز عن بعض الهفوات
التي لا يسلم منها إنسان، ولهذا كان الهجر من أحد الزوجين مخالفاً للغاية المرجوة من الزواج. أول الأوطان وآخر المنافي.. أيا أُمي. فما حكم هجر الزوج لزوجته شرعاً وقانوناً؟ وما أسبابه؟ وماذا لو هجرت الزوجة زوجها لأسباب قهرية؟ أسئلة تهم القوارير معرفة الرد عليها. يقول الدكتور طه أبو كريشة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف: لقد جعل الله سبحانه وتعالى الحياة الزوجية قائمة على المودة والرحمة، فالرجل يحتاج إلى المرأة، والمرأة تحتاج إلى الرجل، فلا يستغني أحدهما عن صاحبه، قال الله تعالى: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون»، فجعل الله المرأة سكناً للرجل يأوي إليها بعد التعب والمشقة، ولا سيما إذا كانت لطيفة المعشر صالحة متوددة إلى زوجها تحرص على راحته، كما جاء في حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «خير النساء من تسرُّك إذا أبصرت، وتطيعك إذا أمرت، وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك». وأود أن أشير هنا إلي أنه لا يجوز للزوج أن يهجر زوجته إلا في حالة نشوزها وعدم خضوعها لنصحه وإرشاده، وهذا الهجر خاص بالهجر في الفراش، بمعني ألا يبدي الرجل للمرأة رغبة في الإقبال عليها والحديث معها، وهو أسلوب يتوخي توجيه المرأة الي ما يجب عليها نحو زوجها من الأخذ بمفهوم القوامة والرعاية.
أول الأوطان وآخر المنافي.. أيا أُمي
الكلمات المفتاحية: حق الزوج، هجر، الفراش، الزوجة، تلعنها، الملائكة، قَتَب، يرضى، تصبح. اسم الباحث: سلطان بن سعد السيف
ولقد ظن بعض الصحابة أن الانقطاع إلى الصلاة والصيام يرضي الله تعالى ورسوله أكثر، فهمّوا أن يفعلوا ذلك، ولما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بهم خرج إليهم وقال: «أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له،ولكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني» (رواه البخاري). مثل هذا الحديث فيه رد على الذين يمنّون على زوجاتهم بالمعاشرة الزوجية، فيذهبون إلى سرير نومهن متى أرادوا لا متى أردن. وهناك قصة أخرى رواها الشعبي «أن كعباً بن سور كان جالساً عند عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، فجاءت امرأة وقالت: يا أمير المؤمنين ما رأيت رجلاً أفضل من زوجي، والله إنه ليبيت ليله قائماً، ويظل نهاره صائماً، فاستغفر لها وأثنى عليها، واستحت المرأة وقامت راجعة. فقال كعب: يا أمير المؤمنين هلا أعديت المرأة على زوجها؟ قال عمر: وما شكت؟ قال كعب: إنها شكت زوجها أشد الشكاية. قال عمر: أوذلك أرادت؟ قال: نعم، قال: ردوها علي، فلما جاءت المرأة قال لها عمر: لا بأس بالحق أن تقوليه، إن هذا زعم أنك جئت تشكين زوجك أنه يجتنب فراشك، قالت: أجل إني امرأة شابة، وإني لأبتغي ما تبتغي النساء. فبعث عمر إلى زوجها فجاء، فقال عمر لكعب: اقض بينهما، فإنك فهمت من أمرها ما لم أفهم، قال كعب: فإني أرى كأنها عليها ثلاث نسوة هي رابعتهم، فأقضي له ثلاثة أيام بلياليهن يتعبد فيهن، ولها يوم وليلة.