سوى أن الذي وقع في سورة البقرة ( 35) { وكلا} بالواو وهنا بالفاء ، والعطف بالواو أعم ، فالآية هنا أفادت أنّ الله تعالى أذن آدم بأن يتمتّع بثمار الجنّة عقب أمره بسكنى الجنّة. وتلك منّة عاجلة تؤذن بتمام الإكرام ، ولما كان ذلك حاصلاً في تلك الحضرة ، وكان فيه زيادة تنغيص لإبليس ، الذي تكبّر وفضل نفسه عليه ، كان الحال مقتضياً إعلام السّامعين به في المقام الذي حُكي فيه الغضب على إبليس وطردُه ، وأما آية البقرة فإنّما أفادت السّامعين أنّ الله امتن على آدم بمنّة سكنى الجنّة والتّمتّع بثمارها ، لأنّ المقام هنالك لتذكير بني إسرائيل بفضل آدم وبذنبه وتوبته ، والتّحذير من كيد الشّيطان ذلك الكيد الذي هم واقعون في شيء منه عظيم. على أنّ آية البقرة ( 35) لم تخل عن ذكر ما فيه تكرمة له وهو قوله: { رغداً} لأنه مدح للمُمْتن به أو دعاء لآدم ، فحصل من مجموع الآيتين عدة مكارم لآدم ، وقد وزعت على عادة القرآن في توزيع أغراض القصص على مواقعها ، ليحصل تجديد الفائدة ، تنشيطاً للسّامع ، وتفنّناً في أساليب الحكاية ، لأنّ الغرض الأهمّ من القصص في القرآن إنّما هو العبرة والموعظة والتأسي. " . . وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو" | صحيفة الخليج. وقوله: { ولا تقربا هذه الشجرة} أشدّ في التّحذير من أن يُنهى عن الأكل منها ، لأنّ النّهي عن قربانها سد لذريعة الأكل منها وقد تقدّم نظيره في سورة البقرة.
- تفسير قوله تعالى: «وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة» »
- " . . وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو" | صحيفة الخليج
- النخلة، ولا تقربا هذه الشجرة. الجزء الثاني
- تفسير: ( وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة... )
- " سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ" - جريدة الغد
- سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ | تفسير القرطبي | الرعد 24
- سلام عليكم بما صبرتم - طريق الإسلام
تفسير قوله تعالى: «وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة» »
ووجد إيثار هذه الآية بهذه الخصوصية إنّ هذا الكلام مسوق إلى المشركين الذين اتخذوا الشّيطان ولياً من دون الله ، فأمّا ما في سورة البقرة فإنّه لموعظة بني إسرائيل ، وهم ممّن يحذر الشّيطان ولا يتّبع خطواته. والنّداء للإقبال على آدم والتّنويهِ بذكره في ذلك الملا. والإتيانُ بالضّمير المنفصل بعد الأمر ، لقصد زيادة التّنكيل بإبليس لأن ذكر ضميره في مقام العطف يذكر غيره بأنّه ليس مثله ، إذ الضّمير وإن كان من قبيل اللقب وليس له مفهومُ مخالفةٍ فإنّه قد يفيد الاحتراز عن غير صاحب الضّمير بالقرينة على طريقة التعريض ولا يمنع من هذا الاعتبار في الضمير كون إظهاره لأجل تحسيننِ أو تصحيح العطف على الضّمير المرفوع المستتر ، لأن تصحيحَ أو تحسين العطف يحصل بكلّ فاصل بين الفعل الرافع للمستتر وبين المعطوف ، لا خصوص الضّمير ، كأن يقال: ويا آدم اسكن الجنّةَ وزوجُك ، فما اختير الفصل بالضّمير المنفصل إلاّ لما يفيد من التّعريض بغيره. تفسير قوله تعالى: «وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة» ». وهذه نكتة فاتني العلم بها في آية سورة البقرة فضُمّها إليها أيضاً. والكلام على قوله: { اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين} يعلم ممّا مضى من الكلام على نظيره من سورة البقرة.
&Quot; . . وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو&Quot; | صحيفة الخليج
فأخذت من ثمرها وأكلت، وأعطت رجلها أيضا
معها فأكل. فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان. فخاطا أوراق تين
وصنعا لأنفسهما مآزر). الأكل من هذه الشجرة جعل الإنسان يلتفت إلى
حاله بعد ان كان مشغولا بالنظر إلى مفاتن الجنة والتنعم بملذاتها
فتحركت به الغريزة الجنسية وإذا به وزوجته عرايا فخاطا من ورق الجنة
ولا أدري من أين تعلم آدم الخياطة وبأي وسيلة خاطا الورق. الرابع: قالت التوراة ايضا: (الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح
أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر). النخلة، ولا تقربا هذه الشجرة. الجزء الثاني. فجعلتها التوراة شجرة
معرفة الخير والشر. الخامس: أن الله خالف قوله في النص الرابع حيث قال بأن آدم وحواء
إذا أكلا من الشجرة يكونا عارفين الخير والشر. ولكن في النص الآتي
قال بأن الإنسان كان عارفا بالخير والشر ولكنه إذا أكل من الشجرة
سوف يكون خالدا: (وقال الرب الإله: هوذا الإنسان قد صار كواحد منا
عارفا الخير والشر. والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا
ويأكل ويحيا إلى الأبد). فجعلتها التوارة شجرة الخلد وملك لا يبلى. ومع الأسف فإن هذا الاختلاف في بيان ماهية الشجرة اوقع المفسرين في
حيص بيص فجاؤوا بتفسيرات غير منطقية وهل ينسى الله بأنه قال بأنها:
شجرة الموت ، ولكن في هذا النص يقول بأنها شجرة الخلد!.
النخلة، ولا تقربا هذه الشجرة. الجزء الثاني
فإن قيل: النهي الموجه لآدم وزوجه كان يتمثل في عدم الاقتراب من الشجرة دون الأكل؟ أقول: إن النهي عن الاقتراب فيه مبالغة أشد من النهي عن الأكل نفسه، لأن النهي عن مقدمات الأشياء المحرمة تجعل الإنسان لا يقع فيها وذلك بسبب امتناعه عن الوصول إلى القرب منها فضلاً عن الدخول فيها، وهناك أمثلة كثيرة لهذا المعنى كما في قوله تعالى: (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً) الإسراء 32. وأنت خبير من أن النهي عن القرب من الزنا فيه مبالغة أكثر من القول بالنهي عن الزنا وذلك لأجل قطع الوسيلة التي تؤدّي إلى ارتكابه، باعتبار أن المقدمات هي التي توقع الإنسان في هذه الفاحشة، فإذا تجنب الأسباب التي تقرب بينه وبين الفعل فههنا يكون قد عصم نفسه من الوقوع فيه. وهذا المعنى يتقارب مع النهي المذكور في اجتناب الخمر المشار إليه في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) المائدة 90. ولا يخفى على من له أدنى بصيرة من أن القرب من مقدمات الخمر له الدور الأكبر في ارتكاب هذه الفاحشة، ومن تلك المقدمات الجلوس مع من يتعاطى الخمر أو العمل في هذا المجال وما يلحق بذلك من نقله أو المساعدة على تهيئة الأجواء التي يمارس فيها هذا الفعل.
تفسير: ( وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة... )
وقد قيل: كانت شجرة البر. وقيل: كانت شجرة العنب ، وقيل: كانت شجرة التين. وجائز أن تكون واحدة منها ، وذلك علم ، إذا علم ينفع العالم به علمه ، وإن جهله جاهل لم يضره جهله به ، والله أعلم. [ وكذلك رجح الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره وغيره ، وهو الصواب]. وقوله تعالى: ( فأزلهما الشيطان عنها) يصح أن يكون الضمير في قوله: ( عنها) عائدا إلى [ ص: 236] الجنة ، فيكون معنى الكلام كما قال [ حمزة و] عاصم بن بهدلة ، وهو ابن أبي النجود ، فأزالهما ، أي: فنجاهما. ويصح أن يكون عائدا على أقرب المذكورين ، وهو الشجرة ، فيكون معنى الكلام كما قال الحسن وقتادة ( فأزلهما) أي: من قبيل الزلل ، فعلى هذا يكون تقدير الكلام ( فأزلهما الشيطان عنها) أي: بسببها ، كما قال تعالى: ( يؤفك عنه من أفك) [ الذاريات: 9] أي: يصرف بسببه من هو مأفوك ؛ ولهذا قال تعالى: ( فأخرجهما مما كانا فيه) أي: من اللباس والمنزل الرحب والرزق الهنيء والراحة. ( وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين) أي: قرار وأرزاق وآجال ( إلى حين) أي: إلى وقت مؤقت ومقدار معين ، ثم تقوم القيامة. وقد ذكر المفسرون من السلف كالسدي بأسانيده ، وأبي العالية ، ووهب بن منبه وغيرهم هاهنا أخبارا إسرائيلية عن قصة الحية ، وإبليس ، وكيف جرى من دخول إبليس إلى الجنة ووسوسته ، وسنبسط ذلك إن شاء الله ، في سورة الأعراف ، فهناك القصة أبسط منها هاهنا ، والله الموفق.
ويتضح من الآية أن أمر الهبوط موجه لجميع الناس وما يقابلهم من إبليس وذريته، فيكون هبوط آدم وزوجه وإبليس هبوطاً بالفعل أما هبوط ذريتهما فهو هبوط بالقوة، وتبيان أمر العداوة يشمل الجميع سواء آدم وذريته أو إبليس وذريته، وهذا ما نشاهده في كل زمان ومكان من الحروب والقتال بين الناس. فإن قيل: كيف يوجّه الأمر للناس بالهبوط وهم لم يولدوا بالجنة؟ أقول: كما أشرنا فالهبوط يكون بالقوة دون الفعل باعتبار أن الجميع هم ذرية آدم، أضف إلى ذلك أن الهبوط لا يراد منه المعنى العرفي أي من الأعلى إلى الأسفل، وإنما يراد منه الانتقال من حالة إلى أخرى، كما في قوله تعالى: (قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك) هود 48. وكذا قوله: (اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم) البقرة 61. قوله تعالى: (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم) البقرة 37. في هذه المرحلة يعترف آدم بالذنب ويتوسل إلى الله تعالى تائباً عن المعصية التي ارتكبها هو وزوجه، ولذا قابله الحق سبحانه بقبول توبتهما ملقناً إياهما بعض الكلمات التي أشار إليها في قوله: (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) الأعراف 23.
[ ص: 423] القول في تأويل قوله تعالى: ( جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب ( 23) سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ( 24))
قال أبو جعفر: يقول ( جنات عدن) ، ترجمة عن ( عقبى الدار) كما يقال: "نعم الرجل عبد الله" فعبد الله هو الرجل المقول له: "نعم الرجل" وتأويل الكلام: أولئك لهم عقيب طاعتهم ربهم الدار التي هي جنات عدن. وقد بينا معنى قوله: ( عدن) ، وأنه بمعنى الإقامة التي لا ظعن معها. وقوله: ( ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم) ، يقول تعالى ذكره: جنات عدن يدخلها هؤلاء الذين وصف صفتهم وهم الذين يوفون بعهد الله ، والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ، والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم ، وأقاموا الصلاة ، وفعلوا الأفعال التي ذكرها جل ثناؤه في هذه الآيات الثلاث ( ومن صلح من آبائهم وأزواجهم) ، وهي نساؤهم وأهلوهم وذرياتهم. سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ | تفسير القرطبي | الرعد 24. و "صلاحهم" إيمانهم بالله واتباعهم أمره وأمر رسوله عليه السلام. كما: -
20338 - حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا شبابة قال: حدثنا ورقاء ، [ ص: 424] عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله: ( ومن صلح من آبائهم) قال: من آمن في الدنيا.
&Quot; سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ&Quot; - جريدة الغد
وحذف من قوله: ( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم) ، "يقولون" اكتفاء بدلالة الكلام عليه ، كما حذف ذلك من قوله: ( ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا). [ سورة السجدة: 12]
20344 - حدثني المثنى قال: حدثنا سويد قال: أخبرنا ابن المبارك ، عن بقية بن الوليد قال: حدثني أرطاة بن المنذر قال: سمعت رجلا من مشيخة الجند يقال له "أبو الحجاج" يقول: جلست إلى أبي أمامة فقال: إن المؤمن ليكون متكئا على أريكته إذا دخل الجنة ، وعنده سماطان من خدم ، وعند طرف السماطين باب مبوب ، فيقبل الملك يستأذن؛ فيقول أقصى الخدم للذي يليه: "ملك يستأذن" ويقول الذي يليه للذي يليه: ملك يستأذن حتى يبلغ المؤمن فيقول: ائذنوا. فيقول أقربهم إلى المؤمن ائذنوا. ويقول الذي يليه للذي يليه: ائذنوا. فكذلك حتى [ ص: 426] يبلغ أقصاهم الذي عند الباب ، فيفتح له ، فيدخل فيسلم ثم ينصرف. سلام عليكم بما صبرتم - طريق الإسلام. 20345 - حدثني المثنى قال: حدثنا سويد قال: أخبرنا ابن المبارك ، عن إبراهيم بن محمد ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن محمد بن إبراهيم قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي قبور الشهداء على رأس كل حول فيقول: "السلام عليكم [ ص: 427] بما صبرتم فنعم عقبى الدار" وأبو بكر وعمر وعثمان.
وأما قوله: ( سلام عليكم بما صبرتم) فإن أهل التأويل قالوا في ذلك نحو قولنا فيه. ذكر من قال ذلك:
20346 - حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا عبد الرزاق ، عن جعفر بن سليمان ، عن أبي عمران الجوني أنه تلا هذه الآية: ( سلام عليكم بما صبرتم) قال: على دينكم. 20347 - حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد ، في قوله: ( سلام عليكم بما صبرتم) قال: حين صبروا بما يحبه الله فقدموه. " سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ" - جريدة الغد. وقرأ: ( وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا) ، حتى بلغ: ( وكان سعيكم مشكورا) [ سورة الإنسان: 2 - 22] وصبروا عما كره الله وحرم عليهم ، وصبروا على ما ثقل عليهم وأحبه الله ، فسلم عليهم بذلك. وقرأ: ( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار). وأما قوله: ( فنعم عقبى الدار) فإن معناه إن شاء الله كما: -
20348 - حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق قال حدثنا عبد الرزاق ، عن جعفر ، عن أبي عمران الجوني في قوله ( فنعم عقبى الدار) قال: الجنة من النار.
سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ | تفسير القرطبي | الرعد 24
كتاب: الجدول في إعراب القرآن.
وجملة: (أولئك لهم... ) لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: (لهم عقبى الدار... ) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك). (جنّات) بدل من عقبى مرفوع (عدن) مضاف إليه مجرور (يدخلون) مثل يوفون و(ها) ضمير مفعول به الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع معطوف على ضمير الفاعل في (يدخلونها) (صلح) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (من آبائهم) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الضمير العائد.. و(هم) مضاف إليه (أزواجهم) معطوف على آبائهم بالواو مجرور فهو مثله، وكذلك (ذرّيّاتهم)، الواو استئنافيّة (الملائكة) مبتدأ مرفوع (يدخلون) مثل يوفون (عليهم) مثل لهم متعلّق ب (يدخلون)، (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدخلون)، (باب) مضاف إليه مجرور. وجملة: (يدخلونها... ) في محلّ رفع نعت لجنّات. وجملة: (صلح... ) لا محلّ لها صلة الموصول (من). وجملة: (الملائكة يدخلون... وجملة: (يدخلون... ) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الملائكة). (سلام) مبتدأ مرفوع (عليكم) مثل لهم متعلّق بمحذوف خبر الباء حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ، (صبرتم) فعل ماض وفاعله. والمصدر المؤوّل (ما صبرتم) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به (عليكم)، الفاء عاطفة (نعم) فعل ماض جامد لإنشاء المدح (عقبى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الدار) مضاف إليه مجرور، والمخصوص بالمدح محذوف أي الجنّة، أو عقباهم.
سلام عليكم بما صبرتم - طريق الإسلام
ويصلون آباءهم وأمهاتهم ببرهم بالقول والفعل وعدم عقوقهم، ويصلون الأقارب والأرحام، بالإحسان إليهم قولا وفعلا ويصلون ما بينهم وبين الأزواج والأصحاب والمماليك، بأداء حقهم كاملا موفرا من الحقوق الدينية والدنيوية. والسبب الذي يجعل العبد واصلا ما أمر الله به أن يوصل، خشية الله وخوف يوم الحساب ، ولهذا قال: { وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} أي: يخافونه، فيمنعهم خوفهم منه، ومن القدوم عليه يوم الحساب، أن يتجرؤوا على معاصي الله، أو يقصروا في شيء مما أمر الله به خوفا من العقاب ورجاء للثواب. { وَالَّذِينَ صَبَرُوا} على المأمورات بالامتثال، وعن المنهيات بالانكفاف عنها والبعد منها، وعلى أقدار الله المؤلمة بعدم تسخطها. ولكن بشرط أن يكون ذلك الصبر { ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ} لا لغير ذلك من المقاصد والأغراض الفاسدة، فإن هذا هو الصبر النافع الذي يحبس به العبد نفسه، طلبا لمرضاة ربه، ورجاء للقرب منه، والحظوة بثوابه، وهو الصبر الذي من خصائص أهل الإيمان، وأما الصبر المشترك الذي غايته التجلد ومنتهاه الفخر، فهذا يصدر من البر والفاجر، والمؤمن والكافر، فليس هو الممدوح على الحقيقة. { وَأَقَامُوا الصَّلاةَ} بأركانها وشروطها ومكملاتها ظاهرًا وباطنًا، { وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً} دخل في ذلك النفقات الواجبة كالزكوات والكفارات والنفقات المستحبة وأنهم ينفقون حيث دعت الحاجة إلى النفقة، سرًا وعلانية، { وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} أي: من أساء إليهم بقول أو فعل، لم يقابلوه بفعله، بل قابلوه بالإحسان إليه.
البلاغة: 2- فن الاحتراس: في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ} فقد انتفى بقوله {ابتغاء وجه ربهم} أن يكون صبرهم ناشئا عن حب الجاه والشهرة، أو ليقال ما أصبره وأحمله للنوازل وأوقره عند الزلازل، لئلا يشمت به الأعداء. كقول أبي ذؤيب: وتجلّدي للشامتين أريهم ** أني لريب الدهر لا أتزعزع ولا اعتقادا منهم بأن الأمر مقدور ولا مفر منه ولا طائل من الهلع ولا مرد للفائت ولا دافع لقضاء الله.. إعراب الآية رقم (26): {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ مَتاعٌ (26)}. الإعراب: (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يبسط) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الرّزق) مفعول به منصوب اللام حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يبسط)، (يشاء) مثل يبسط الواو عاطفة (يقدر) مثل يبسط الواو استئنافيّة (فرحوا) فعل ماض وفاعله، ويعود إلى الذين ينقضون عهد اللّه.. (بالحياة) جارّ ومجرور متعلّق ب (فرحوا)، (الدّنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف الواو واو الحال (ما) ناف مهمل (الحياة) مبتدأ مرفوع (الدّنيا) مثل الأول، مرفوع (في الآخرة) جار ومجرور حال من الحياة الدّنيا أي مقيسة في جنب الآخرة.. وفيه حذف مضاف (إلّا) أداة حصر (متاع) خبر المبتدأ مرفوع.