ويتميز العدل في الإسلام بالميزات الآتية: أولاً: أنّ مفهوم العدل في الشريعة الإسلامية ليس منبثقاً عن التفكير المجرد أو التفلسف المحض، وإنّما تستنبط أحكامه من غايات النصوص ومقاصدها. ثانياً: أنّ مفهوم العدل في الإسلام لا يتجزأ، وهذا نابع من الرحمة الإلهية الشاملة لكل الناس، فلا يمكن للمرء أن يطلب العدل لنفسه وفي الوقت ذاته يريد إبعاده عن نفسه ثانية بارتكاب الظلم في حق الآخرين. ثالثاً: لا يتأثر العدل بالأمور الجانبية من قرابة أو مودة أو عداوة أو مخالفة في الدين، كما لا يتأثر بالجاه أو الثراء أو الفقر. رابعاً: من أصول العدل في الإسلام تحقيق التوازن بين المصالح والمضار. نماذج من عدل الرسول صلى الله عليه وسلم والسلف - طريق الإسلام. خامساً: ارتقاء العدل إلى مستوى العبادة، ويبرز ذلك في قوله تعالى: {يَـأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِـينَ للَّـهِ شُهَـدَاء بِٱلْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُـواْ ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}. فالتقوى عبادة، وبالتالي يرتفع العدل إلى مستوى العبادة. د. حسن تيسير شموط عميد كلية الشريعة في جامعة جرش
- تحضير نص العدل في الاسلام
- عرض المشركون على النبي ان يعبدوا الله سنه - موقع محتويات
تحضير نص العدل في الاسلام
ويقول الرسول r لمعاذ: "... وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْـمَظْلُومِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ" [10]. وقال: "ثَلاَثَةٌ لاَ تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَالإِمَامُ الْعَادِلُ، وَدَعْوَةُ الْـمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللهُ فَوْقَ الْغَمَامِ، وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ" [11]. وهكذا هو العدل.. ميزان السماء في مجتمع الإسلام. د. راغب السرجاني
[1] يوسف القرضاوي: ملامح المجتمع المسلم الذي ننشده ص133. [2] ابن كثير: هو أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي (701- 774هـ / 1302- 1373م) حافظ، مؤرخ، فقيه، ولد في قرية من أعمال بُصرى الشام، وتوفي بدمشق، من كتبه: "البداية والنهاية". انظر: الحسيني: ذيل تذكرة الحفاظ ص57، 58. [3] ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 2/43. [4] البخاري: كتاب الأنبياء، باب "أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ" (3288)، ومسلم: كتاب الحدود، باب قطع السارق الشريف وغيره (1688). العدل في الاسلام للشيخ النابلسي. [5] خَرَصَ: أي قَدَّر وحزَّر ما على النخيل من الثمار تخمينًا، انظر: العظيم آبادي: عون المعبود 4/344، وابن منظور: لسان العرب، مادة خرص 7/21.
ونادى غلام القاضي: يا قتيبة! -هكذا بلا لقب- أجب القاضي! فجاء قتيبة بن مسلم الباهلي -رحمه الله- وهو القائد الكبير، وفاتح بلاد المشرق، وجلس أمام القاضي جُميْع في مجلس القضاء هو وكبير كهنة سمرقند. ثم قال القاضي: ما دعواك يا سمرقندي؟ فقال: اجتاحنا قتيبةُ بجيشه، ولم يدْعُنا إلى الإسلام، ولم يمهلْنا حتى ننظر في أمرنا! وهذا -كما تعلمون أيها الأحبة- يخالف ما شرعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للأمة من دعوة المحاصرين إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ: إِلَى الْإِسْلَامِ، فَإِنْ أَجَابُوا قُبِلَ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ، فَإِنْ أَبَوْا فالْجِزْيَة، فَإِنْ أبو فالقتال. ثم التفت القاضي إلى قتيبة وقال: ما تقول في هذا يا قتيبة؟ فقال قتيبة: الحرب خُدْعَة، وهذا بلدٌ عظيم، وكل البلدانِ من حوله كانوا يقاومون ولم يدخلوا الإسلام، ولم يقبلوا بالجزية. قال القاضي: يا قتيبة، هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب؟ قال قتيبة: لا. إنما باغتناهم لِما ذكرت لك. العدل في الإسلام. قال القاضي: أراك قد أقررت، وإذا أقر المدعي عليه انتهت المحاكمة. يا قتيبة، ما نصَرَ الله هذه الأمة إلا بالدين، واجتناب الغدر، وإقامة العدل. ولم يرفع القاضي القضية للمداولة، ولم يؤجل النطق بالحكم؛ بل نطق بالحكم مباشرة بغير تلجلج ولا مواربة فقال: قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند، من حكام وجيوش ورجال وأطفال ونساء، وأن تترك الدكاكين والدور، وأنْ لا يبق في سمرقندَ أحدٌ من المسلمين، على أنْ ينذر المسلمون أهل سمرقند بعد ذلك.
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) تفسير سورة قل يا أيها الكافرون وهي مكية. ثبت في صحيح مسلم ، عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهذه السورة ، وب " قل هو الله أحد " في ركعتي الطواف. وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهما في ركعتي الفجر. وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن مجاهد ، عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب ، بضعا وعشرين مرة - أو: بضع عشرة مرة - " قل يا أيها الكافرون " و " قل هو الله أحد ". وقال أحمد أيضا: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن مجاهد ، عن ابن عمر قال: رمقت النبي صلى الله عليه وسلم أربعا وعشرين - أو: خمسا وعشرين - مرة ، يقرأ في الركعتين قبل الفجر ، والركعتين بعد المغرب ب " قل يا أيها الكافرون " و " قل هو الله أحد ". عرض المشركون على النبي ان يعبدوا الله سنه - موقع محتويات. وقال أحمد: حدثنا أبو أحمد - هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري - ، حدثنا سفيان - هو الثوري - ، عن أبي إسحاق ، عن مجاهد عن ابن عمر قال: رمقت النبي صلى الله عليه وسلم شهرا ، وكان يقرأ في الركعتين قبل الفجر ب " قل يا أيها الكافرون " و " قل هو الله أحد ".
عرض المشركون على النبي ان يعبدوا الله سنه - موقع محتويات
عرض المشركون على النبي ان يعبدوا الله سنه ولم يكن عرضهم نابع من إيمان حقيقي بالله عز وجل، وفي هذا المقال سنبين سبب عرض المشركون على النبي ان يعبدوا الله سنه، وسبب اصرارهم على ذلك، كما سنتعرف على سورة الكافرون وماهي أسمائها الأخرى، وسبب تسميتها بسورة الكافرون، وأين نزلت، وماهو سبب نزولها، كما سنفسر سورة الكافرون بأسلوب سهل ومبسط للأطفال.
[٤]
وقوله -تعالى-: ( وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ) ؛ أي لن تعبدوا أنتم في مستقبل أيامكم، ما أعبده أنا الآن. [٤]
ولا أنا عابد ما عبدتّم ولا أنتم عابدون ما أعبد
قوله -تعالى-: ( وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ* وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ)، [٥] جاء في تفسير هاتين الآيتين معنيان، وهما كما يأتي:
أن هاتين الآيتين، توكيد للآيتين السابقتين؛ من أجل التأكيد على أنّ ما تطمحون إليه، وهو أن يترك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الدعوة محال. أن النفي في الآيتين الأخيرتين وقع على جملة اسمية؛ والجملة الاسمية خالية من الزمن، وتنفي وجود الشيء من أصله، فجاء النفي مع الجملة الاسمية شاملاً لكل زمن. [٦]
لكم دينكم ولي دين
قوله -تعالى-: ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)، [٧] في هذه الآية معنيان: [٨]
أنتم رضيتم بدينكم، ونحن رضينا بديننا. لكم يوم القيامة جزاؤكم، ولي -ومن معي- يوم القيامة جزائي؛ لأن من معاني كلمة دين، الجزاء. تفسير سورة الكافرون للاطفال. سبب نزول سورة الكافرون
وردت روايات كثيرة في سبب النزول تفيد بمجملها: أنّ قريشاً عرضت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يجمعوا له المال الوفير، ويزوجوه من أجمل نسائهم، مقابل ترك الدعوة، أو أن يتناوب معهم على عبادة إلهه عاماً، وعبادة آلهتم عاماً، فأنزل الله -تعالى- سورة الكافرون.