قال: ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ومضى الكلام على هذا، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت. الدرر السنية. ثم ذكر: حديث أبي شريح خويلد بن عمرو الخزاعي وهو من خزاعة، وهو أحد حملة اللواء في غزوة الفتح، لواء بني كعب، يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته... في هذا الحديث زيادة، قالوا: وما جائزته يا رسول الله؟ قال: يومه وليلته، والضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه [2] متفق عليه. هذه الجائزة التي هي يوم وليلة، هذا حق للضيف، وقال ﷺ: والضيافة ثلاثة أيام من أهل العلم من قال: إن جائزته التي هي اليوم والليلة داخلة في الثلاثة الأيام، ولكنه في أول يوم وليلة يكون الإكرام أبلغ، وفي اليوم الثاني والثالث فإنه يكون ذلك بما يتيسر من طعامه وشرابه، ونحو ذلك، أما اليوم الأول فيكون فيه مزيد من الإكرام والحفاوة، وبذل الطعام، ونحو ذلك، أما باقي الأيام فإنه بما يتيسر له مما يأكل منه هو وأهله، أو نحو ذلك. ومن أهل العلم من يقول: إن اليوم والليلة زائدة على الثلاثة الأيام؛ لأنه قال: والضيافة ثلاثة أيام، وما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه بعضهم قال: يوم وليلة هذه زائدة، والذي أظنه أقرب -والله أعلم- أنها ثلاثة أيام بما فيها اليوم والليلة هذه، ولكنها أبلغ في الإكرام، وهذا جرت به عادة الناس، أن الضيف حينما ينزل بهم فإنهم يقدمون له من القِرى في أول ذلك ما لا يكون بعده في اليوم الثاني، واليوم الثالث، ويكون في ذلك من تطمين قلبه وتطييب خاطره، وإدخال السرور عليه والإكرام ما لا يخفى.
113- من حديث: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره..)
بدلت غلافات وستور😄درت تأويل بوراك وسلاطة وميناج😍"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه"😇 - YouTube
الدرر السنية
وأما قوله: "فليكرم ضيفه جائزته يوما وليلة والضيافة ثلاثة أيام" قال العلماء في معنى الجائزة: الاهتمام بالضيف في اليوم والليلة، وإتحافه بما يمكن من بر وخير، وأما في اليوم الثاني والثالث فيطعمه ما تيسر ولا يزيد على عادته، وأما ما كان بعد الثلاثة فهو صدقة ومعروف إن شاء فعل وإن شاء ترك. وفي رواية مسلم "ولا يحل له أن يقيم عنده حتى يؤثمه" معناه: لا يحل للضيف أن يقيم عنده بعد الثلاث حتى يوقعه في الإثم؛ لأنه قد يغتابه لطول مقامه، أو يعرض له بما يؤذيه، أو يظن به مالا يجوز، وهذا كله محمول على ما إذا أقام بعد الثلاث من غير استدعاء من المضيف. 113- من حديث: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره..). ومما ينبغي أن يعلم أن إكرام الضيف يختلف بحسب أحوال الضيف، فمن الناس من هو من أشراف القوم ووجهاء القوم، فيكرم بما يليق به، ومن الناس من هو من متوسط الحال فيكرم بما يليق به، ومنهم من هو دون ذلك. معاني الكلمات:
يُؤمِن
الإيمان في اللغة: التصديق الجازم، قال الله -تعالى-: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا}، [يوسف: 17]. وفي الشرع: إقرار القلب المستلزم للقول والعمل، فهو اعتقاد وقول وعمل، اعتقاد القلب، وقول اللسان، وعمل القلب والجوارح. جَائِزَتَهُ
عطيتَه ومنحته. يَقرِيهِ به
يضيِّفه ويكرمه.
قوله تعالى {وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ..} إلى «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
فهذا اللسان خطره عظيم، فالواجب على المؤمن أن يحفظ لسانه، وأن يصونه عمَّا لا ينبغي، فإما أن يقول خيرًا، وإمَّا أن يسكت، هذا هو الواجب على المؤمن: الحذر من شرِّ لسانه، ولهذا يقول ﷺ مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت ، قال معاذ: يا رسول الله، وإنَّا لمؤاخذون بما نتكلَّم به؟ قال: يا معاذ، وهل يكبُّ الناسَ في النار على وجوههم -أو قال: على مناخِرهم- إلا حصائد ألسنتهم؟ ، وفي الحديث الصحيح: إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يتبين فيها –يعني: ما يتثبَّت فيها- يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يتبين فيها؛ يكتب الله له بها رضاه. فأنت يا عبدالله على خيرٍ إذا حفظت لسانك، وصنت لسانك، وأنت على خطرٍ إذا أطلقت هذا اللسان ولم تتحفظ. تقول عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله، إنَّ لي جارين، فإلى أيِّهما أُهدي؟ قال: إلى أقربهما منكِ بابًا ، فهذا يدل على أنَّ العبرة في الجوار بقرب الباب، لا بقرب الجدار، فالجيران متفاوتون، فكل مَن كان أقرب بابًا فهو أحق بالإكرام والإحسان، ولهذا قال ﷺ: إلى أقربهما منكِ بابًا. قوله تعالى {وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ..} إلى «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. وتقدم قوله ﷺ: يا نساء المسلمات، لا تحقرنَّ جارةٌ لجارتها ولو فرسن شاة ، ويقول ﷺ: خير الأصحاب خيرهم لصاحبه، وخير الجيران خيرهم لجاره.
وروى أبو داود -وقال الألباني: صحيح- عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْكَعْبِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: « مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، جَائِزَتُهُ يَوْمُهُ وَلَيْلَتُهُ، الضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ، وَلَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَثْوِيَ -أي يُقِيم- عِنْدَهُ حَتَّى يُحْرِجَهُ ». وَسُئِلَ مَالِكٌ عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: « جَائِزَتُهُ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ ». قَالَ: "يُكْرِمُهُ وَيُتْحِفُهُ، وَيَحْفَظُهُ، يَوْمًا وَلَيْلَةً، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ضِيَافَةً". فلنحرص على إكرام ضيوفنا، ولْيحرص الضيوف على الجانب الآخر على عدم الإثقال على المضيفين، وبهذا يشترك الجميع في تطبيق السُّنَّة النبوية. ولا تنسوا شعارنا قول الله تعالى: { وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54]. راغب السرجاني
أستاذ جراحة المسالك البولية بكلية طب القصر العيني بمصر. 3
0
4, 558
2020/04/09
مقالات الشيخ
3, 813 زيارة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأزواجه وذريته وأهل بيته أجمعين ورضي الله عن الصحابة الكرام وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
اشتهر في دعاء كثير من المسلمين والمسلمات بما فيهم للأسف بعض العلماء المشهورين عبارة: اللهم ارفع البلاء، اللهم ارفع الوباء، ويقصدون بذلك الدعاء بكشف البلاء ودفعه! وهذا من الغلط والانحراف في اللفظ إلى معان تدل على عكس المراد، لأن رفع الشيء من معانيه في اللغة العربية إطالته وعلوه وزيادته وتشييده وشدته وقوته وانتصاره، كما هو معلوم في قواميس اللغة العربية، والقصد الحسن لا يبرر اشتهار وانتشار الدعاء باللفظ المشترك في معانيه، ما لم يقترن في سياقه بالتنصيص على المعنى الخاص، للتفريق في السياق والمدلول بين عبارة (اللهم ارفع البلاء والوباء) وعبارة ( اللهم ارفع عنا البلاء والوباء).
اللهم ارفع عنا البلاء والوباء
أجمل دعاء لصلاح الحال وزوال البلاء
«اللهم يا ذا الرحمة الواسعة، يا مطلعا على السرائر والضمائر والهواجس والخواطر، لا يعزب عنك شيء. كما أسألك فيضة من فيضان فضلك، وقبضة من نور سلطانك. وأنسًا وفرجًا من بحر كرمك، أنت بيدك الأمر كله ومقاليد كل شيء، فهب لنا ما تقر به أعيننا. وتغنينا عن سؤال غيرك، فإنك واسع الكرم، كثير الجود، حسن الشيم. في بابك واقفون، ولجودك الواسع منتظرون يا كريم يا رحيم». «اللَّهمَّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وَجَهْلِي، وإسْرَافِي في أَمْرِي، وَما أَنْتَ أَعْلَم به مِنِّي. اللَّهمَّ اغْفِرْ لي جِدِّي وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي، وَكل ذلكَ عِندِي. كذلك اللَّهمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْت وَما أَخَّرْت، وَما أَسْرَرْت وَما أَعْلَنْت. وَما أَنْتَ أَعْلَم به مِنِّي، أَنْتَ المقَدِّم وَأَنْتَ المؤَخِّر، وَأَنْتَ علَى كلِّ شيءٍ قَدِيرٌ». كما «اللَّهمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَة أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي. وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كلِّ شَرٍّ». كما يمكنك التعرف على: افضل دعاء لرفع البلاء والفرج
وأخيراً وليس آخراً أن الله عز وجل إذا أحب عبداً ابتلاه، فكل ما يصيب الإنسان من مصيبة أو ابتلاء يكفر الله به من خطاياه، ولذلك قدمنا لكم في هذا المقال دعاء اللهم ارفع عنا البلاء لكل من يحتاج الدعاء.
شاهد أيضًا: دعاء الوباء وأدعية لرفع البلاء ونصائح لتجنب الإصابة بالأوبئة
دعاء رفع البلاء
البلاء من الأمور التي تزعج الإنسان وتؤدي به إلى الإحساس بالهم والحزن، لذلك فإن الدعاء والسبيل الوحيد لديه، حيث يعمل على إنشراح الصدر، وصفاء النفس، كما أن الدعاء يريح البال ومن الأدعية:
ربي لاتكلني إلى أحد، ولا تحوجني إلى أحد، وأغنني عن كل أحد، يا من إليه المستند، وعليه المعتمد، وهو الواحد الفرد الصمد، لا شريك له ولا ولد. اللهم خذ بيدي من الضلال الى الرشد، ونجني من كل ضيق ونكد، اللهم لا تشمت أعدائي بدائي واجعل القرآن العظيم دوائي وشفائي. اللهم ثبت علي عقلي وديني، وبك يا رب ثبت لي يقيني، وارزقني رزقاً حلالاً يكفيني وابعد عني شر من يؤذيني. ولا تحوجني لطبيب يداويني. اللهم استرني على وجه الارض، اللهم ارحمني في بطن الأرض، اللهم اغفرلي يوم العرض عليك. يا مسهل الشديد وياملين الحديد ويامنجز الوعيد ويا من هو كل يوم في أمر جديد. أخرجني من حلق الضيق الى أوسع الطريق بك ادفع ما لا اطيق، لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. اللهم فرج همي، اللهم فك كربي، اللهم ابعد عني الشر، استغفر الله العظيم. أسالك اللهم بقدرتك التي حفظت بها يونس في بطن الحوت، ورحمتك التي شفيت بها ايوب بعد الابتلاء، أن لاتبق لي هماً ولاحزناً ولاضيقاً ولاسقماً إلا فرجته، وإن أصبحت بحزن فأمسيني بفرح، وإن نمت على ضيق فايقظني على فرج.