وهذا الذي قاله شريح شبيه بما رواه الإمام أحمد ، وأبو داود ، وابن ماجه ، من حديث الليث بن سعد ، عن الزهري ، عن حرام بن محيصة; أن ناقة البراء بن عازب دخلت حائطا ، فأفسدت فيه ، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل الحوائط حفظها بالنهار ، وما أفسدت المواشي بالليل ضامن على أهلها. وقد علل هذا الحديث ، وقد بسطنا الكلام عليه في كتاب " الأحكام " وبالله التوفيق.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأنبياء - الآية 78
فَداوُدُ أوَّلُ مَن جُمِعَتْ لَهُ النُّبُوءَةُ والمُلْكُ في أنْبِياءِ بَنِي إسْرائِيلَ. وبَلَغَ مُلْكُ إسْرائِيلَ في مُدَّةِ داوُدَ حَدًّا عَظِيمًا مِنَ البَأْسِ والقُوَّةِ وإخْضاعِ الأعْدادِ. وأُوتِيَ داوُدُ الزَّبُورَ فِيهِ حِكْمَةٌ وعِظَةٌ فَكانَ تَكْمِلَةً لِلتَّوْراةِ الَّتِي كانَتْ تَعْلِيمَ شَرِيعَةٍ، فاسْتَكْمَلَ زَمَنُ داوُدَ الحِكْمَةَ ورَقائِقَ الكَلامِ. وأُوتِيَ سُلَيْمانُ الحِكْمَةَ وسُخِّرَ لَهُ أهْلُ الصَّنائِعِ والإبْداعِ فاسْتَكْمَلَتْ دَوْلَةُ إسْرائِيلَ في زَمانِهِ عَظَمَةَ النِّظامِ والثَّرْوَةِ والحِكْمَةِ والتِّجارَةِ فَكانَ في قِصَّتِهِما مَثَلٌ. وكانَتْ تِلْكَ القِصَّةُ مُنْتَظِمَةً في هَذا السِّلْكِ الشَّرِيفِ؛ سِلْكِ إيتاءِ الفُرْقانِ والهُدى والرُّشْدِ والإرْشادِ إلى الخَيْرِ والحُكْمِ والعِلْمِ. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأنبياء - الآية 78. وكانَ في قِصَّةِ داوُدَ وسُلَيْمانَ تَنْبِيهٌ عَلى أصْلِ الِاجْتِهادِ وعَلى فِقْهِ القَضاءِ فَلِذَلِكَ خُصَّ داوُدُ وسُلَيْمانُ بِشَيْءٍ مِن تَفْصِيلِ أخْبارِهِما فَيَكُونُ (داوُدُ) عَطْفًا عَلى (نُوحًا) في قَوْلِهِ (ونُوحًا)، أيْ وآتَيْنا داوُدَ وسُلَيْمانَ حُكْمًا وعِلْمًا إذْ يَحْكُمانِ... إلى آخِرِهِ، فَـ (إذْ يَحْكُمانِ) مُتَعَلِّقٌ بِـ (آتَيْنا) المَحْذُوفِ، أيْ كانَ وقْتُ حُكْمِهِما في قَضِيَّةِ الحَرْثِ مَظْهَرًا مِن مَظاهِرِ حُكْمِهِما وعَمَلِهِما.
أما النعمة المشتركة فهي القصة المذكورة وهي قصة الحكومة ، ووجه النعمة فيها أن الله تعالى زينهما بالعلم [ ص: 169] والفهم في قوله: ( وكلا آتينا حكما وعلما) ثم في هذا تنبيه على أن العلم أفضل الكمالات وأعظمها ، وذلك لأن الله تعالى قدم ذكره هاهنا على سائر النعم الجليلة ، مثل تسخير الجبال والطير والريح والجن. وإذا كان العلم مقدما على أمثال هذه الأشياء فما ظنك بغيرها ؛ وفيه مسائل:
المسألة الأولى: قال ابن السكيت النفش أن تنتشر الغنم بالليل ترعى بلا راع ، وهذا قول جمهور المفسرين ، وعن الحسن أنه يجوز ذلك ليلا ونهارا. المسألة الثانية: أكثر المفسرين على أن الحرث هو الزرع ، وقال بعضهم: هو الكرم ، والأول أشبه بالعرف. المسألة الثالثة: احتج من قال: أقل الجمع اثنان بقوله تعالى: ( وكنا لحكمهم شاهدين) مع أن المراد داود وسليمان ؟ جوابه: أن الحكم كما يضاف إلى الحاكم فقد يضاف إلى المحكوم له ، فإذا أضيف الحكم إلى المتحاكمين كان المجموع أكثر من الاثنين ، وقرئ وكنا لحكمهما شاهدين. المسألة الرابعة: في كيفية القصة وجهان:
الأول: قال أكثر المفسرين: دخل رجلان على داود عليه السلام ، أحدهما صاحب حرث والآخر صاحب غنم ، فقال صاحب الحرث: إن غنم هذا دخلت حرثي وما أبقت منه شيئا ، فقال داود عليه السلام: اذهب فإن الغنم لك ، فخرجا فمرا على سليمان ، فقال: كيف قضى بينكما ؟ فأخبراه: فقال: لو كنت أنا القاضي لقضيت بغير هذا.
ويشهد الشارع ازدحاماً في أيام عطلة نهاية الأسبوع من مرتادي منتزه سلام، مما يصعب فرص وجود مواقف للسيارات لأصحاب وزبائن المحلات في هذا الشارع. "الرياض" قامت بجولة في شارع سلام ووقفت على محلاته المتعددة والتي تفوق الأربعين محلاً وتديرها وتسيطر عليها العمالة الوافدة فتواجد المواطن السعودي قليل جداً وعلى استحياء فلا يكاد يتجاوز أصابع اليد الواحدة. بداية جولتنا في شارع سلام كانت مع الصيدليات البيطرية والتي لوحظ فيها المتابعة والرقابة من قبل وزارة الزراعة لهذه الصيدليات فالبائع لابد ان يكون صيدلياً متخصصاً ويتجاوز الاختبارات المعدة لذلك من قبل الوزارة للحصول على رخصة ممارسة هذه المهنة. شارع السلام الرياضية. كما ان الأدوية البيطرية هي الأخرى تحظى بمتابعة من الوزارة ويتم تصريحها من قبلها إلاّ ان ما يعيب الأدوية هو عدم وجود تسعيرات عليها من قبل الوزارة مما يسبب الكثير من الاحراج للصيادلة مع الزبائن، مع العلم بأنه من الممكن ان يكون ذلك في صالح المستهلك بحيث يحظى بأسعار متفاوتة وبمعاملة خاصة من محل لآخر.
شارع السلام الرياض الدوليّ للمؤتمرات والمعارض
حيث يتضح ان الوضع الحالي لأغلب المحلات ينبئ بوقوع كوارث لا سمح الله على الباعة في حال حدوث التماس كهربائي أو نشوب حريق لصغر المحلات وضيق الممرات وأماكن وضع المبيدات حيث توضع بعشوائية داخل المحلات، خاصة إذا ما علمنا ان بعضها سريعة الاشتعال وتفاعلها مع بعض المواد كبير وشديد. كما اتضح ان المحلات تفتقد الشروط والمواصفات التي تختص بهذه المنتجات وطريقة عرضها وتخزينها، إضافة إلى ان الاسمدة والمبيدات حالها حال المنتجات الأخرى فمنها الرديء ومنها ذو الجودة العالية مع اختلاف الأسعار بالطبع، فيحظى الأول منها بإقبال من بعض المستهلكين لانخفاض سعرها. وقد التقت "الرياض" بمهندسين زراعيين سعوديين وهم من السعوديين القلة المتواجدين في هذا الشارع فهما يعملان في إحدى الشركات الزراعية الكبرى، حيث أفاد المهندس سلمان العمري بأن بعض المزارعين لا يحسن استخدام الاسمدة والمبيدات وفق ما أعدت له مما ينبئ بوقوع كارثة إنسانية على المدى البعيد حيث يعمد بعض المزارعين إلى استخدام المبيدات ورشها على المحاصيل والمنتجات الزراعية ولا يلتزم بفترة التحريم، وهي الفترة الزمنية المحددة للمنتج أو المبيد منذ رشه على المحاصيل والمنتجات حتى موعد قطف الثمرة.
كما ان أسعار الاسمدة والمبيدات لم تكن أحسن حالاً من أسعار الأدوية البيطرية فأسعارها في ارتفاع إلاّ ان المهندس سلمان أفاد بأن مادة اليوريا وهي إحدى المواد الأساسية للزراعة وتستهلك بشكل كبير ودائم، أسعارها في ارتفاع رغم أنها تنتج محلياً بواسطة إحدى كبرى شركات البتروكيمياويات والاسمدة مما يعني عدم ارتباطها بسعر صرف اليورو أو تكاليف الشحن، كما ان نفس المادة تباع خارج حدود الوطن بسعر أقل رغم أنها تنتج من قبل نفس الشركة ومن داخل المملكة. وحول استخدام المستهلكين للاسمدة والمبيدات أفاد بأن بعضهم لا يحسن استخدامها فبعد ان يضع المبيد وبمجرد ان يرى الثمرة قد نضجت يقوم بقطفها وتصديرها إلى السوق رغم أنها في فترة التحريم فلا تزال الثمرة تتشبع بالمبيدات أو متبقيات المبيدات. ومن هذا المنطلق طالب المهندس علي المطلق بضرورة تدخل هيئة الغذاء والدواء بالتنسيق مع وزارة الزراعة لإنشاء مختبرات في أسواق الخضار والفواكه لأخذ عينات للمحاصيل الزراعية بمجرد وصولها إلى السوق وقبل وصولها إلى المستهلك وتحليلها وفحصها حيث ان وصول بعضها للمستهلك وهي في فترة التحريم من الممكن ان يسبب كوارث بشرية على المدى البعيد بسبب المتبقيات من المبيدات في المحاصيل معللاً ان أحد أسباب انتشار مرض السرطان هو استخدام المزارعين للمبيدات بصور خاطئة، موضحاً بأن شركة الرياض للتعمير قد بادرت بمبادرة رائعة تمثلت في إنشاء مختبر في سوق الرياض للجملة للخضار والفواكه إلاّ ان دوره ونشاطه يعتبر محدوداً.