[١٧]
بيان اختصاص الله بمعرفة الغيب
قال -تعالى-: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا* إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا* لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا). [١٨] وهذا ختام الآيات، فالله -سبحانه- وحده من يعلم الغيب، ولا يُظهر هذا الغيب على أحد إلا لمن ارتضاه الله من رسله، ليطلع على ما أراده الله من هذا الغيب، لحكمة أرادها الله -سبحانه وتعالى-، وإن هذا الرسول يبعث الله له من بين يديه ومن خلفه ملائكة تحيطه وتحرسه وتحميه من إلقاء الشياطين خلطهم ما أطلعه الله عليه من غيبه. شرح سورة الجن للأطفال - موضوع. [١٩] ويرسل الله -عز وجل- هؤلاء الملائكة لتحرسه وتحميه؛ ليبلغ الرسول الرسالة التي حملها من الله -سبحانه وتعالى- دون تغيير، وقد أدوا الأمانة، وإن الله عالم بكل ما لديهم من علم قد اطّلعوا عليه. [١٩]
المراجع ↑ شهاب الدين الألوسي، كتاب تفسير الألوسي، روح المعاني ، صفحة 91. بتصرّف. ↑ سورة سورة الجن، آية:1-2
↑ محمد علي الصابوني، مختصر تفسير ابن كثير ، صفحة 556. بتصرّف.
- تفسير سورة الجن للاطفال
تفسير سورة الجن للاطفال
وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا " أي عليم تعالی علم ضبط واستقصاء جميع الأشياء ، فلا يغيب عنه شيء ، ولا يخفى عليه أمر. اقرأ أيضا تفسير سورة الملك تفسير سورة القلم سورة الحاقة تفسير سورة المعارج تفسير سورة نوح
وَأَنَّا كنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ " أي وكنا قبل بعثة محمد نقعد من السماء مقاعد معينة لهم ، لنستمع إلى أخبارها ونلقيها إلى الكهان. " فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا " أي من يروم أن يسترق السمع اليوم يجد له شهابا مرصد له لا يتخطاه ولا يتعداه بل يمحقه ويهلكه. " وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا " أي ما ندري هذا الأمر الذي حدث في السماء ، لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا. سورة الجن - المصحف المعلم (برواية حفص عن عاصم) - محمد صديق المنشاوي - طريق الإسلام. " وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دونَ ذَلِكَ " يقول تعالى مخبرا أنهم قالوا مخبرين عن أنفسهم: أي منا قوم صالحون أبرار عاملون بما يرضي الله ، ومنا دون ذلك أي ليس صلحاء. " كنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا " أي طرائق متعددة مختلفة وآراء متفرقة. " وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نعْجِزَهُ هَرَبًا " أي نعلم أن قدرة الله حاكمة علينا ، وأنا لا نعجزه في الأرض ، ولو أمعنا في الهرب ، فإنه علينا قادر ولا يعجزه أحد منا. " وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ " أي لما سمعنا القرآن العظيم الهادي إلى الصراط المستقيم آمنا به.