الجهة الثالثة:
أن للقرآن الكريم خصائص ليست للحديث القدسي. فمن خصائص القرآن الكريم أنه متكوَّن من سورٍ وانَّ كلَّ سورة مشتملة على مجموعة من الآيات وأما الحديث القدسي فليس كذلك. ومن خصائصه أنه لا يجوز مسُّه إلا على طهارة من الحدث الكبر والأصغر. ومن خصائصه أن الله تعالى تعبَّدنا بتلاوته وأوجب علينا قراءة بعض آياته في الصلاة، وأما الحديث القدسي فليس كذلك ولا يصحُّ للمكلف أن يقرأه بدلاً عن القرآن في الصلاة. وأما معنى الحديث النبوي فهو الكلام الصادر عن الرسول الكريم (ص) ولم يشتمل على إسنادٍ لله جلَّ وعلا، وكلام النبي (ص) وان كان وحياً يوحى إليه من الله تعالى، إلا الفرق بينه وبين الحديث القدسي أن الحديث النبوي ليس مسنداً لله تعالى وأما الحديث القدسي فهو مسند لله تعالى فحينما يقول الرسول (ص) مثلاً قال الله تعالى (الصوم لي وأنا أجزي به) فهذا حديث قدسي لأن النبي (ص) قد أسنده لله تعالى مباشرة. معنى الحديث القدسي | مركز الهدى للدراسات الإسلامية. وهكذا حينما يقول (ص) إنَّ ربي قال لي: (لم تسعني سمائي ولا أرضي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن) فذلك حديث قدسي لأنه (ص) أضاف الكلام لله تعالى. وهكذا حينما يحكي الرسول عن الله تعالى فيقول مثلاً: أن الجليل جلَّ وعلا قال لي (لأُدخلن الجنة من أطاعني ولو كان عبداً حبشيَّاً ولأدخلن النار من عصاني ولو كان سيداً قرشيَّاً.
منتدي بيت العز - معنى قوله تعالى في الحديث القدسى ( يَكْرَهُ المَوْتَ، وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَ
والجدير بالذكر أن غالب الأحاديث القدسية تكون من نسخ الوعظ والإرشاد، وقد تشتمل على بيان بعض المسائل الإعتقادية ونادراً ما تتصدى لبيان الأحكام الشرعية وأما الحديث النبوي فهو أوسع من ذلك فهو يشمل تبيان معاني القرآن وقصص الأنبياء والوعظ والإرشاد وبيان الأحكام الشرعية التفصيلية بالإضافة إلى المسائل الاعتقادية والأدعية والمناجاة والأخبار ببعض المغيَّبات والأخبار عن مقامات بعض الرجال والنساء مضافاً الى بيان الآداب والسنن وغير ذلك. والحمد الله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور
5 صفر 1427 هـ
معنى قوله تعالى في الحديث القدسي &Quot; كنت سمعه الذي يسمع به وبصره .. - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي
انتهى من "مجموع الفتاوى" (18/ 131). وقال أيضا:
" فَهُوَ سُبْحَانَهُ لَمَّا كَرِهَ مسَاءَةَ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَكْرَهُ الْمَوْتَ، كَانَ هَذَا مُقْتَضِيًا أَنْ يَكْرَهَ إمَاتَتَهُ مَعَ أَنَّهُ يُرِيدُ إمَاتَتَهُ؛ لِمَا لَهُ فِي ذَلِكَ مِنْ الْحِكْمَةِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ". ما هو الحديث القدسي، وما الفرق بينه وبين القرآن - YouTube. انتهى من"مجموع الفتاوى" (10/ 483). وقال القاري رحمه الله:
" (وَأَنَا أَكْرَهُ مسَاءَتَهُ): قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: أَيْ: إِيذَاءهُ بِمَا يَلْحَقُهُ مِنْ صُعُوبَةِ الْمَوْتِ وَكَرْبِهِ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: أَيْ: أَكْرَهُ مَا يَسُوءُهُ؛ لِأَنِّي أَرْحَمُ بِهِ مِنْ وَالِدَيْهِ، لَكِنْ لَا بُدَّ لَهُ مِنْهُ لِيَنْتَقِلَ مِنْ دَارِ الْهُمُومِ وَالْكُدُورَاتِ إِلَى دَارِ النَّعِيمِ وَالْمَسَرَّاتِ ". انتهى من"مرقاة المفاتيح" (4/ 1546). وينظر السؤال رقم: (102377). والله تعالى أعلم.
في معنى " الحديث " لغة واصطلاحا وما يتصل به
ما هو الحديث القدسي، وما الفرق بينه وبين القرآن - YouTube
معنى الحديث القدسي | مركز الهدى للدراسات الإسلامية
وغيره من بقية الكتب والأحاديث القدسية لا يثبت لها شيء من ذلك، فيجوز مسّه وتلاوته لمن ذكر وروايته بالمعنى، ولا يجزئ في الصلاة بل يبطلها، ولا يسمّى قرآنا ولا يعطى قارئه بكل حرف عشرة، ولا يمنع بيعه ولا يكره اتفاقا، ولا يسمّى بعضه آية ولا سورة اتفاقا أيضا. وثانيها كتب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قبل تغيرها وتبدلها. وثالثها بقية الأحاديث القدسية وهي ما نقل إلينا آحادا عنه صلى الله عليه وآله وسلم مع إسناده لها عن ربه فهي من كلامه تعالى فتضاف إليه وهو الأغلب، ونسبتها إليه حينئذ نسبة إنشاء لأنه المتكلم بها أولا. وقد يضاف إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنه المخبر بها عن الله تعالى بخلاف القرآن فإنه لا يضاف إلّا إليه تعالى، فيقال فيه: قال الله تعالى، وفيها: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما يروي عن ربه. واختلف في بقية السّنة هل هو كله بوحي أو لا، وآية وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى تؤيّد الأول. ومن ثمّ قال صلى الله عليه وآله وسلم «ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه. ولا تنحصر تلك الأحاديث في كيفية من كيفيات الوحي بل يجوز أن تنزل بأي كيفية من كيفياته كرؤيا النوم والإلقاء في الروع وعلى لسان الملك.
ما هو الحديث القدسي، وما الفرق بينه وبين القرآن - Youtube
وهذا فيه أن الملائكة هم الذين يتولون الكتابة، وعلى كل فليس هناك تنافي بين الكتابتين، فإن الكل حاصل، فالكتابة في اللوح المحفوظ حاصلة لكل ما هو كائن، والملائكة يكتبون كل ما يصدر عن العبد من الخير والشر. ثم إن الإجمال في قوله: (إن الله كتب الحسنات والسيئات) بينه في الكلام الذي بعده، وذلك بالتفصيل فيما يتعلق بالحسنة والتفصيل فيما يتعلق بالسيئة، فالتفصيل الذي في الحسنة هو قوله: (فإذا هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة، وإن هم بها وعملها كتبها الله عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة) فإذا هم بالحسنة ولم يعملها كتبها الله حسنة كاملة من أجل نيته ومن أجل قصده، وهذا من فضل الله عز وجل وكرمه وإحسانه إلى عباده، وإذا عملها كتبت عشرًا إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، والله تعالى يضاعف لمن يشاء.
وأما القرآن الكريم فهو كلام الله تعالى لفظاً ومعنىً بلا ريب وصدر عنه تعالى على وجه التحدِّي والإعجاز وهو مصون من كل تحريف ومنقول بالتواتر فهو قطعي الصدور عن الله تعالى. فالفرق بين الحديث القدسي والقرآن من جهات:
الجهة الأولى:
أن القرآن معجزة في لفظهِ ومعناه وقد تحدَّى الله به خلقه من الجنِّ والأنس وأفاد بأنهم لن يتمكنوا من أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍِ ظهيرا. وأما الحديث القدسي فليس كذلك فهو وان كان معناه صادراً عن الله تعالى إلا أن ألفاظه كانت بصياغة الرسول (ص) بناء على القول الأول أو أن ألفاظه من عند الله تعالى أيضاً إلا أنها لم تصدر عنه تعالى على وجه التحدِّي والإعجاز. الجهة الثانية:
أن القرآن الكريم بتمام آياته وسوره قطعي الصدور عن الله عزَّ وجلَّ قد وصل إلينا بأعلى درجات التواتر، وهو مصون من التحريف وقد تكفَّل الله تعالى بصيانته وحفظه من التحريف فلا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه. وأما الحديث القدسي فغالبه من أخبار الآحاد فهو ظنِّي الصدور، لذلك فثبوتُه يخضع لضوابط علم الرجال فإن كان رجال سنده من الثقات كان معتبراً وإلا فهو ساقط عن الاعتبار والحجية. إذن فشأنه شأن الحديث النبوي لا تثبت له الحجية ما لم يكن سنده صحيحاً أو موثَّقاً أو حسناً أو يكون محتَّفاً بقرائن علمية تقتضي الاطمئنان أو الوثوق بصدوره.