وآمركم بذكر الله عز وجل كثيرا، فان مثل ذلك كمثل رجل طلبه أعداؤه فأسرع لحصن حصين فأغلقه عليه.. وأعظم الحصون ذكر الله.. ولا نجاة بغير هذا الحصن. مواجهة الملك: كان أحد ملوك ذلك الزمان طاغية ضيق العقل غبي القلب يستبد برأيه، وكان الفساد منتشرا في بلاطه.. وكان يسمع أنباء متفرقة عن يحيي فيدهش لأن الناس يحبون أحدا بهذا القدر، وهو ملك ورغم ذلك لا يحبه أحد. وكان الملك يريد الزواج من ابنة أخيه، حيث أعجبه جمالها، وهي أيضا طمعت بالملك، وشجعتها أمها على ذلك. وكانوا يعلمون أن هذا حرام في دي نهم. قصة يحيى عليه السلام - الكلم الطيب. فأرد الملك أن يأخذ الإذن من يحيى عليه السلام. فذهبوا يستفتون يحيى ويغرونه بالأموال ليستثني الملك. لم يكن لدى الفتاة أي حرج من الزواج بالحرام، فلقد كانت بغيّ فاجرة. لكن يحيى عليه السلام أعلن أمام الناس تحريم زواج البنت من عمّها. حتى يعلم الناس –إن فعلها الملك- أن هذا انحراف. فغضب الملك وأسقط في يده، فامتنع عن الزواج. لكن الفتاة كانت لا تزال طامعة في الملك. وفي إحدى الليالي الفاجرة أخذت البنت تغني وترقص فأرادها الملك لنفسهن فأبت وقالت: إلا أن تتزوجني. قال: كيف أتزوجك وقد نهانا يحيى. قالت: ائتني برأس يحيى مهرا لي.
- ايات القران التي تتكلم عن: قصص انبياء - يحيى عليه السلام
- قصة يحيى عليه السلام - الكلم الطيب
- قصة سيدنا يحيى عليه السلام - سطور
ايات القران التي تتكلم عن: قصص انبياء - يحيى عليه السلام
الأنبياء قدوة لنا في كل أمورهم فهم أصحاب همم في نشر الدعوة إلى الله. المراجع ^ أ ب احمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام ، صفحة 461-465. بتصرّف. ^ أ ب ت أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام ، صفحة 464. بتصرّف. ↑ سورة مريم، آية:12
↑ سورة مريم، آية:14
↑ عبد العزيز اسماعيل، التفسير الميسر ، صفحة 12. بتصرّف. ^ أ ب ت الشيخ عبد الرحمن السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، صفحة -. بتصرّف. قصة سيدنا يحيى عليه السلام - سطور. ↑ سورة مريم، آية:15
^ أ ب وهبة الزحيلي، تفسير المنير ، صفحة 62. ↑ احمد احمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام ، صفحة 465. بتصرّف.
قصة يحيى عليه السلام - الكلم الطيب
مجيء يحيى عليه السلام
من الذي نقل بشارة الله -تعالى- لزكريا بمجيء يحيى عليهما السلام؟
كان زكريا -عليه السلام- يدخل على مريم في محرابها وكان يرى عندها الفاكهة في غير أوانها، فقال في نفسه إنَّ الذي أنزل تلك الفاكهة في غير أوانها قادر على أن يرزقني بولد، فلمَّا أراد أن يدعو ربَّه جلس في المحراب سبعة أيَّام ثم قام واجتهد في دعائه فسمع الله -تعالى- دعاءه وهو الرحمن الرحيم، وأرسل جبريل والملائكة يبشرونه بولادة غلام له، وكان عمر زكريا في ذلك الوقت اثنان وتسعون أو مئة وعشرون عامًا، [١] وقيل إنَّه لما ولد يحيى -عليه السلام- رفعه الله إلى السماء وتغذى بأنهار الجنة حتى فُطم وأُنزل بعدها إلى أبيه. [٢]
نبوة يحيى عليه السلام
كم كان عمر يحيى -عليه السلام- حين تحمّل تكاليف النبوّة؟
عادة ما ينزل الله -تعالى- النبوة على الرجل حين يكون بالأربعين من سنه؛ وذلك حتى ينضج جسمه ويكمل عقله ويكون قد أوتي سؤله من الرجولة التي يحتاجها، أما يحيى بن زكريا وعيسى بن مريم -عليهما السلام- فقد أوتيا النبوة منذ صغرهما؛ فعيسى أوتي النبوّة في المهد، ويحيى أوتيها وهو في عهد الصبا، فكان يحيى -عليه السلام- يمارس مهام النبوة كاملةً فينهى النَّاس عن الذنوب ويأمر بالمعروف ويُعمِّد النَّاس في نهر الأردن؛ ليتخلصوا من الخطايا، وقد أخذ النصارى عنه تلك الطريقة في التعميد وسمّوه "يوحنا المعمدان".
قصة سيدنا يحيى عليه السلام - سطور
وروى الحافظ ابن عساكر، من طريق الوليد بن مسلم، عن زيد بن واقد قال: رأيت رأس يحيى بن زكريا حين أرادوا بناء مسجد دمشق أخرج من تحت ركن من أركان القبلة الذي يلي المحراب مما يلي الشرق، فكانت البشرة والشعر على حاله لم يتغير، وفي رواية كأنما قتل الساعة، وذكر في بناء مسجد دمشق، أنه جعل تحت العمود المعروف بعمود السكاسكة فالله أعلم. وقد روى الحافظ ابن عساكر في المستقصى في فضائل الأقصى من طريق العباس بن صبح، عن مروان، عن سعيد بن عبد العزيز، عن قاسم مولى معاوية قال: كان ملك هذه المدينة - يعني دمشق - هداد بن هداد وكان قد زوجه ابنه بابنة أخيه أريل ملكة صيدا، وقد كان من جملة أملاكها سوق الملوك بدمشق، وهو الصاغة العتيقة. قال: وكان قد حلف بطلاقها ثلاثا، ثم أنه أراد مراجعتها، فاستفتى يحيى بن زكريا فقال: لا تحل لك حتى تنكح زوجا غيرك، فحقدت عليه وسألت من الملك رأس يحيى بن زكريا، وذلك بإشارة أمها، فأبى عليها ثم أجابها إلى ذلك، وبعث إليه وهو قائم يصلي بمسجد جيرون من أتاه برأسه في صينية، فجعل الرأس يقول له: لا تحل له، لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره. فأخذت المرأة الطبق فحملته على رأسها، وأتت به أمها وهو يقول كذلك، فلما تمثلت بين يدي أمها خسف بها إلى قدميها، ثم إلى حقويها، وجعلت أمها تولول والجواري يصرخن، ويلطمن وجوههن، ثم خسف بها إلى منكبيها، فأمرت أمها السياف أن يضرب عنقها، لتتسلى برأسها ففعل، فلفظت الأرض جثتها عند ذلك، ووقعوا في الذل والفناء.
يقول الله تعالى في ذم بني إسرائيل: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ﴾ [سورة المائدة 78-80]. ويذكر أهل التواريخ أنه بعد مقتل يحيى عليه السلام جاء تلاميذه وأخذوه ودفنوه، ثم جاءوا إلى المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام وأخبروه بمقتل نبي الله يحيى عليه السلام، فحزن حزنا شديدا لقتله. وفي مكان دفن يحيى اختلاف كثير، فيقال إن رأسه دفن في دمشق في المكان المعروف اليوم داخل المسجد الأموي، وقيل في حلب، وقيل يده دفنت في صيدا، ويقال إن قسما من جسده دفن في بيروت في المكان المعروف اليوم داخل المسجد العمري، والله أعلم